عندما تطفأ الشموع وتنوص القناديل, يهجع الناس الي النوم وتسدل الستائر وتسمع المخدات كلمات الغزل...... لكن ثمه اشباح قليله ونادره, تبقي في ظل الصراع, ليلها كما هي في نهارها, هناك علي شاطئ النيل وهنا في الازقه المظلمه, والشوارع والمقفره, المحهم من نافذتي يستندون الي جذوع الاشجار ويحدقون الي الظلمه ويخيل لي بعض الاحيان انهم ينامون وهم واقفون. أوهم اصنام سكنت فيها الحركه والحياه. وكنت اظن انهم سكاري بلا مأوي. مفلسون لايملكون ثمن مبيتهم تحت سقف ما. هكذا كان يخيل لي. ولكن عندما اتيح لي في فرصه مفاجئه ان اقراء كتب بحد ذاتها, احسست بقوه عجيبه تشدني لأن اقرأ ايضا مايثور حول هذه الكتب من احاديث مختلفه/ عواصف احيانا واحيانا نسمات , مدعبات احيانا واحيانا قاسيات في التهجم كانها محاوله لاقتلاع جبل من مكانه, الشاعر السوداني هو الذي كان وسيبقي.. الشاعر السوداني هو الذي استوقفني فادركت ماهيه الشعر, اذن هو الذي يقتات نفسه بينما الاخرون يغلقون اجفانهم, ويستسلمون لخدرهم الموقت, اذن هو الذي يصلب ذاته علي صلبان الريح في الليالي البارده ويعاقر التشردومصابيح الليل اذن هو ذلك الشبح الهلامي الذي اراه من نافذه غرفتي, هو بعينه الذي هذني وامسكني بيده وبيده الاخري مصباح علاء الدين. هو محمد المكي ابراهيم/ هو عبدالله شابو / وكمال الجزولي/ ومحجوب كبلو/وعلم عباس/ وفضيلي جماع / هو عاطف خيري/ والصادق الرضي / ونصار الحاج / وعصام عيسي رجب هو نجلاء عثمان التوم / وحاتم الكناني / ومامون التلب وغيرهم . وغيرهم الذين استبسلوا بضرواه من اجل الامساك بالعالم المنهار. انهم يسدون الفجوات باجسادهم واحلامهم واعصابهم, يختنقون من اجل الاخرين يتماسكون كالسد لبمنعوا السيل من جرف موسم الحصاد. تخرج من تحت اظافرهم قصائد وكلمات تبقي كالسماء تبقي كالحياه تمنحنا المطر والشمس والنور التحيه لكم في يوم الشعر العالمي وانتم تلونون سماء بلادنا .... [email protected]