شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    سفارة السودان بالقاهرة: تأخر جوازات المحظورين "إجرائي" والحقوق محفوظة    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على الهواءِ مُباشَرةً: كادَ (كمال عمر) أنْ يَفتِكَ ب (عثمان ميرغنى)!
نشر في الراكوبة يوم 06 - 05 - 2016

البارِحة مساء الخميس، الخامس من مايو 2016م حلّ كلُّ من الأستاذ/ كمال عمر عبد السلام المحامى والأمين السياسى لحزب المؤتمر الشعبى، والأستاذ الصحفى عثمان ميرغنى الصحفى وصاحب صحيفة يومية، والأستاذ النجيب آدم قمر الدين الإعلامى المعروف والمدير السابق لوكالة السودان للأنباء، حَلّوا ضيوفاً على برنامج منقول على الهواء مباشرة بقناةِ أم درمان الفضائية. لعلَّ إسم البرنامج "قضِيَّة ومُرَافَعة" أو شئٌ من ذلك، يقدمه إعلامى شاب هو الأفضل فى نظرى من كلِّ مُقدِّمى البرامج ذات نفس المضمون مع إختلاف الأسماء والقنوات.
وكان الموضوع المطروح للنقاش فى الحلقة هو الحريات فى العمل الصحفى فى السودان، وهل هى متاحة أم مغلُولة بموجب تشريعات وأجهزة تنفيذية، أم أنّها مصادرة تماماً؟. وكان الأساتِذة عثمان ميرغنى والنجيب قمر الدين يتعاملون مع الموضوع بمِهنية يمثلون فيها رأى خِبرة مُترَاكِمة، ورُؤية زملاءهم فى مهنةِ الصحافة والإعلام، أو على الأقل الموالِين والمتمَاهين والمتعايشين مع النظام الحاكم. وكانوا إلى حَدٍّ ما مُلتزمين بموضوع الحلقة، وكان مُفيدَاً فى نظرى الجلوس والإستماع إلى ما يقولون من شهاداتٍ وآراء وأفكار Insights.
أمَّا الأستاذ كمال عمر الذى أصبحَ الثابت الوحيد فى مقابلات وبرامج أجهزة الإعلام السودانية منذ تحول حزبه المؤتمر الشعبى من المعارضة إلى الموآلاة والإندماج ثم الإنصهار فِعلياً فى توأمِهِ حزب المؤتمر الوطنى عبر سيناريو ما عُرِفَ بالحوارِ الوطنى تأليف الراحِل الشيخ حسن الترابى الذى أخرجه عبر الرئيس السودانى عمر البشير. ومنذ ذلك التحوُّل صار كمال عمر هو "دَرَقة" النظام وسيفه البَتَّار، إنفرد بالساحةِ السياسية والإعلامية فى غيابِ منافس حقيقى يُطارحهُ الحُجَّةَ بإختِها. فخَلَى الجوُّ لكمال عمر يصُولُ ويجُول حتى صَوَّرَهُ الإعلام المحلى برسمٍ كاريكاتيرى مشهور فى صورةِ كَلبِ حِرَاسة سَمِين وأمين يجلسُ فوقَ سُوْر حزب المؤتمر الوطنى يحْمِى حِمَاه!، بعد أن كان بالأمسِ القريب عدُوَّهُ اللدُود.
و مُذ أن بدأت عاصفة الحوار الوطنى تهُبّ على عالمِ السياسة السودانية إمتشَقَ كمال عمر سيفه يدافعُ بضرَارةٍ عن النظام الذى أُخْرِجَ منه شيخه الترابى فى العام 1999م دون أن يوضح لنا كمال عمر، ومن قبله شيخه الراحل دكتور حسن الترابى: شِنْ جَدَّ على "مَخدَّةِ" النظام؟.
لكن البارحة بلغ كمال عمر ذروة سِنام نزَقِه فرأينا مَارِدَاً توحَّش وتأبَّطَ شرَّاً تطايرَ منه الحِمَمْ، فكاد أن يفتكَ بالإعلامى (الوديع) عثمان ميرغنى لمَّا تجَرَّأ بالقول أنَّ الإنقاذ قد صادرت الحقوق والحريات ولم تتِحّْها. وأنَّه لا توجد حريات صحفية ولا حرِّية تعبير فى السودان، ولا يوجد فصل بين السلطات ولا توجد مؤسسات أصلاً، والأمرُ كُلَّه شمولٌ وجمع!! فظهر لنا بدلاً من كمال عمر وَحْشَاً كاسراً تحفّز وتوهَّج، ثم قذف بحِمَمِه كالبُركان صوب عثمان مرغنى الذى إحتمى بالصمتِ تقِّية وخِشية من هذا الوحش الذى لم يفصل بينه وبين الضحية حِجاب. سكت عثمان ميرغنى حتى عاد لكمال عمر بعض وَعْيِه، وذهبَ عنه الشرَّ المستطير. والغريب فى الأمر أن كمال عمر ظلّ يقول فى هذا النظام الحاكم لعقدٍ ونصف ما هو أقسى وأمرَّ من هذا القول الخجول لعثمان ميرغنى!.
وزادَ الخطر على سلامةِ عثمان ميرغنى أنَّ كمال عمر قد أصبح فى الفترة الأخيرة نافذ الصبر، وإزدادَ بسْطَةً فى الجسمِ وخِفّةً فى العقلِ بسببِ فقدانه المصدر الذى كان يُملِيه ما يقول!. ومؤخَّراً أصبح يُحَرِّك يديِّه وفمَه وأسنانه كالأسدِ الجائع مُذ أن نصَّبَ نفسه عَسسَاً يذودُ عن النظام، ويُبشِّر بعودَةِ الحركة الإسلامية ومشروعِها الفانِى. وعندما أنظر إلى كمال عمر فى نسختِه الأخيرة يُخيّلُ لى أنَّ الرجلَ قد قرر حسم المعركة السياسية السودانية عُنفاً وقهراً وجهاداً، عوداً إلى أصلِ منهجِ الحركة الإسلامية السودانية التى أدخلت العنف إلى الحياة السياسية السودان، فتأمّلُوا!.
الموقف المُلتهب الذى أثاره "الحارس الأمين" كمال عمر أحرج مقدم البرنامج ذاك الشاب المُبدِع حقيقة فى إدارةِ الحوار وتلخِيصه فى خاتمة المطاف. كما أحرج ذلك الموقف "السخِيف" الأستاذ النجيب قمر الدين الذى أقلقه جِدَّاً ما صارت إليه الأمُور. ولكنه وبهدوءٍ ورَوِيِّة أيَّدَ حق الأستاذ عثمان مرغنى فى أن يقول رأيه حول الحريات وخاصة حرية التعبير فى الصحافة السودانية فهو شاهِد عَيَان ومُؤهّل لأدَاءِها!، وأنَّ كمال عمر ليس مُحِقَّاً فى مصادرةِ حق عثمان فى قول رأيه!.
لكنَّ كمال عمر كعادته فى الإفتِراء والإفتِئات على الناس طفق يهذِى مرَّة أخرى بما لا علاقة له بموضوع الحلقة وهو الحريات الصحفية فى السودان، وجُودِها من عدمِها. بدأ كمال عمر ينتزعُ الحديثَ نَزْعَاً من مقدمِ البرنامج، ليبُث الإرهاب بطرقة الكيزان المألوفة، يقول ما معناه أنَّ الإنقاذ هو أفضل السيئين فى السودان! وأنهم فى الحركة الإسلامية قدموا أفضل الشهداء! كأنه يخالف آخر فتاوى شيخه دكتور حسن الترابى فى هذا الأمر بأنَّ الذين ماتوا فى الجنوب ليسوا بشهداء.
وفى حمية وطِيس هجومه على عثمان ميرغنى قذف كمال عمر بمقولتهم القديمة البائسة إنّهم إنْ لم يقوموا بإنقلابِهم عشية الخميس 30 يونيو 89 لقامت إنقلابات أخرى أسوأ منه!! وضرب الرَمُل ونجّم كما شاء، وقذفَ بِهُرَاءٍ وعَوِيل ونِباح بماكينة GMC ضخمة فملأ الجو بكميةٍ فى الغُبار النوَوِى الضار بالصحة، وأحدثَ ضجيج وصخَب صكَّ الآذان وأزكَم الأنُوف!. ونقول الآتى فيما جُبِلَ عليه كمال عمر من سوءِ القولِ والفِعل:
1) كمال عمر أصبح ظاهرة مَقِيتة فى الحياة السياسية السودانية، ظاهرة تُنفِّر المعارضين السياسيين فى الولوج إلى أىِّ عمل سلمِى مع النظام. صار إزدِرَاء كمال عمر وضجيجه أسوأ من خُطبِ رئيس الجمهورية أيام زمان وإستفزازاته للمعارضة السياسية وللمجتمع الدولى، والفرق فقط فى إستبدالِ عُمَرْ بكمال عمر. وأحاديث كمال عمر ضارَّة بالوُجدِانِ الجمعِى السودانى مثل فظائع الجنجويد ومليشيات الدعم السريع فى مسارح العمليات ضد المدنيين العُزَّل.
2) لا يستحِى كمال عمر أن يكونَ إنساناً براغماتياً يلبسُ لكُلِّ حالة لبُوسِها، ليس لمقتضياتِ تحرك رمال السياسة وضرورة التحول مع ديناميكياتها، ولكن بسبب خللٍ بائِن يعترى نفسية كمال عمر، فيحيله إلى وَحْشٍ كاسِر فى مواجهةِ من يختلف معه فى الرأى، ثم يتحوّلُ فجأةً إلى حملٍ ودِيع وفق مصلحته ومصلحة حزبه، وأضرب لكم مثلان:
الأول، يذكر الجميع حِوار تلفزيونى فى حلقات مع كمال عمر فى قناة إبُونى (Ebony) إستضافه فيها دكتور محمد هاشم عوض حوالى العام 2009م وكيف أنَّ كمال عمر هذا باحَ بِما تجيِشُ به دواخله من شعورٍ بالإثم والألم. فأعاد إلى الناس أجواء جلسات الإعتراف فى عملياتِ (الإعتراف والعفو) التى جرت فى دولة جنوب أفريقيا بُعيد التحرر من حُكمِ التمييز العنصرى(الأبرتايد) وصارت سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً عرفت ب (الحقيقة والمصالحة Truth and Reconciliation).
خلال تلك الحلقات كشف كمال عمر عن مكنوناتِ نفسه من خيرٍ وشرّ. ويذكرُ الناس أنه إعتذر وتبرَّأ من سوءِ الإنقاذ وغلواءه الأولى 2000- 2005م أيام حملات "سيف العبور" الإنتقامية وإبادة أهلِ الجنوب فى حروبٍ جِهادية أدّت إلى انفصالِهِ.
وذكرَ كمال عمر، فى تلك الحلقات، أنه يحبُ الجنوب وقد عاش فيها طفولته وصِباهُ الباكر. ودغدغ مشاعر المشاهدين وحرَّكَ إنسانِيِّتهم عندما قال أنَّ له أمٌ جنوبية أرضعته لبنها، وأن إسمها (نيانق دينق)!!، وفى قِمَّةِ تجلِّيِه أكّدَ أنه إذا انفصل الجنوب فإنه سوف يذهب ويعيش هناك باقى عمره. وأكد وكرر أنه لم يكن جزءً من فظائع الإنقاذ وغلواءِه الأولى من (جهاد) وقتل أبرياء الجنوب والجَوسِ خلال ديارِهم، وأنه لم يكن من ضِمنِ منظومة التعذيب والإغتصاب والقتل فى بيوت أشباح النظام! فتقبَّل الناسُ ذلك على مضض، كما تقَبَّل سيدنا يعقوب عليه السلام خبر إخوة يوسف(الأسباط) لمَّا جاءوه عشاءً يبكُون يُبلِغُونه انهم ذهبوا يستبِقُون وتركوا يوسفَ عند متاعهم فاكَلُه الذئب!!؟ وكذلك الشعب السودانى تقبَّل شهادة السِبط كمال عمر كما تقبَّلَ سيدنا إسرائيل نبأ مأساة يوسف حتّى ثبتَ براءة الذئب من دمِهِ.
ولاحِقاً تكشّف لشعب السودان زيف شهادة كمال عمر، كما تكشّفَ زيف بلاغ الأسباط فى أخيِهم يوسف، فكشف الله مكر الأسباط بتحقيق رؤيا يوسف: إنِّى أرى أحدَ عشرَ كوكباً.. أمّا كمال عمر فقد كشف مَكره السيئ بنفسه وشهادته المباشرة البارحة. فأنّهُ لن يترك روح الشرّ والإجرام الذى رضِعَهُ من ثدِىِ الحركة الإسلامية ومشروعِها الخُرافِى. والمُعضِلة أنَّ هذا المشروع منسُوب إلى اللهِ، وبإسم دينِهِ الحنيف.
كاد كمال عمر أنْ يفتكَ بعثمان ميرغنى على الهواء مباشرة، وعثمان نحيفٌ ناعِمُ العُود مقارنة بالعملاق كمال الذى يزداد وزْنَهُ كلَّ يوم، ويتوَهّج فى الدفاعِ عن باطلِ الانقاذ بشِقّيه، ويبيعُ للناس (تُرماج) الحوار الوطنى بضاعة شيخِه الكاسِدة التى وَرَثها عنه ويحاول بيعها للناس، قسْرَاً وغَلَبَة، رغم إنتهاء مُدّتِها وفناءِ صَانِعِها.
والمثل الثانى، أنَّ رعونة و"بلطجة" كمال عمر ليست جديدة فهى فى "جِيِّنه" وطبعه ودمِه وأخلاقِه، ولم ينس الناس عُدوآنُه السافِر على المحامى أستاذ الجيل العالم/ كمال الجزولى فى منتصف يناير 2014م، يتلخص فى أنَّ الأستاذ كمال الجزولى كان قد تحدَّثَ فى ندوةٍ مساء 16 يناير 2014م بدار الحزب الشيوعى فى الخرطوم بحرى، تحدّثَ حول عيوب الممارسة السياسية للاحزاب السودانية التقليدية، وأوردَ كمال الجزولى موضحاً ما جرى بعد الندوة من عدوانٍ سافر من كمال عمر بقوله: (وأبرز نموذج لذلك إقدام "الجمعية التأسيسية" على تعديل الدستور، مما مكنها من حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان عقب ثورة أكتوبر. وأشرت إلى ما عُرف، وقتها، ب "القضية الدستورية" التي رفعها وكسبها الحزب الشيوعي بقرار الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا القاضي ببطلان الإجراءات المذكورة. ثم أشرت إلى الموقف الخاطئ الذي اتبعته الحكومة و"الجمعية التأسيسية" برفضها الانصياع لذلك الحكم، باعتباره محض "حكم تقريري" غير ملزم، كون الجمعية هي التي أصدرت الدستور نفسه، ولذا فإنها تعلو عليه، وعلى المحكمة المنشأة بموجبه! وحمَّلتُ د. حسن الترابي النصيب الأوفر من المسئولية عن ذلك الموقف، كونه هو الذي رمى بثقله الفكري والقانوني وراء التبرير الخاطئ لذلك الموقف، ليس داخل الجمعية فحسب، بل وفي الشارع أيضاً، حيث أصدر، آنذاك، كُتيبه الموسوم ب (أضواء على المشكلة الدستورية)، والذي تكفلت المطبعة الحكومية بطباعته! وقلت إن د. الترابي قد تخصص أصلاً، برسالة الدكتوراه التي حصل عليها من السوربون، في"الطرق الديموقراطية" لتعويق "الديموقراطية" نفسها، كإعلان الطوارئ وما شابه! وفي أو حوالي الثامنة من مساء الجمعة 17 يناير2014م اتصل بي كمال عمر، رئيس المكتب السياسي للمؤتمر الشعبي، يحتج هاتفياً على ذلك الحديث، وخاطبني بتوتر، قائلاً بالحرف: "يا كمال ليه تنتقد الترابي في ندوتك أمبارح"؟! أجبته قائلاً: "ومنذ متى توقفت، أصلاً، عن نقد الترابي، سواء في كتبي، أو مقالاتي، أو ندواتي"؟! ردَّ متسائلاً بتوتر أكثر: "لكين تنتقده في دار الحزب الشيوعي"؟! قلت له: "لم أكن أعلم بأنه قد تم تنصيبك مسئولاً عن دور الحزب الشيوعي"؟! لم يتركني أُكمِل بل قاطعني هائجاً وهو يرغي ويزبد بلهجة تهديد غاية في العنف: "الترابي إنت ما بتساوي جزمته، وعلى أي حال طالما المسألة بقت كدا، وما عايز توقف البتعمل فيهو دا، شد حيلك وأرجى الراجيك واتحمل المسئولية"! عند هذا الحد رددت عليه بلهجة لا تقل عنفاً، قائلاً: "إنت ولد قليل أدب، وأعلى ما في خيلك أركبه" .. وأغلقت الخط! والآن، أريد أن أقول لرئيس المكتب السياسي للمؤتمر الشعبي، وبالفم الملآن، إنه أخطأ العنوان، فأنا امرؤ لا يرهبه التهديد، ولا يخيفه الوعيد، وقد شبعت منهما، ومن شبح الموت الذي كان ينشر رعبه، صباح مساء، في سجون الإنقاذ الأولى، وفي زنازين بيوت أشباحها، عندما كان الترابي في قمة سطوته، وكان الآمر الناهي وحده، وما كان كمال عمر، وقتها، شيئاً مذكورا! لذا أرجو أن يبقى متيقناً من أنني سأظل أجاهر بنقدي لمواقف وكتابات د. الترابي، كما سأظل أجاهر بنقدي لتحالف المعارضة الذي يصر على التشبث بشراكته معه؛ وعلى أيَّة حال إن لم تكن ثمة منجاة أمامي حتى من الموت نفسه إلا إذا تراجعت، تحت التهديد والوعيد، عن الجهر بما أرى، فباطن الأرض، عندئذٍ، خير من ظاهرها!) إنتهي حديث الأستاذ كمال الجولى.
3) من يعتدى بهذا العنف والرعونة على زميله وأستاذه الذى سبقه بسنين إلى مهنة الحق والعدل، وكمال الجزولى كنزِ من كنوز المعرفة، وثروة قومية علماً وخبرة وإبداع، مثل هذا المخلوق لن يردعه رادع من العدوان على صحفى سلاحه قلمه ورأيه مثل الأستاذ عثمان ميرغنى. ولم يراعى كمال عمر أن عثمان ميرغنى إسلامى مثله ويحمل فى دواخلِه جرثومة نفس الفكر المعادِى للمجرى الطبيعى للحياة.
4) كمال عمر لا يتورَّع فى الإنقلابِ من حالةٍ إلى ضِدِّها دون حياءٍ او خجل، وإنْ لم تستحْ فأصنع ما شِئت.. فهو مُستعد ليلعب اليوم لفريق الهلال ويحرز فى شباكِ المريخ أهداف النصر فيسعِد بذلك جمهور الهلال ويحزن بالتالى جمهور المريخ.. ولكن كمال عمر ذات نفسه جاهزٌ دوماً للإنضمامِ غداً لفريق المريخ ليُزيقَ فريق الهلال الأمرَّين ويسقِيه من "الكأسِ" التى سقى بها خصمه بالأمس القريب.. ويفعل كل هذا بإسم الدين الإسلامى دينِ إبراهيم الخليل، فمن ينقِذ هذا الدين من هؤلاء؟.
5) كمال عمر مجبُول على إسماعِ رأيه وفكره ومشروعه قسْرَاً وقهْرَاً، وذلك مقرون بالإمتناع عن سماعِ أى رأى آخر أو الإعتراف به، إنه دكتاتور بشِع لا يؤمن بالتنوع والتعدد، ولا يُرِى الآخرين إلَّا ما يَرَى.
6) وتنظيمياً، كمال عمر مطبوع ومدرَّب على قمعِ الرأى الآخر وإفناءِه إذا لزَمَ الأمر. ويشهد عليهِم بذلك إغتيالهم الأستاذ محمود محمد طه لمجرد طرحه لفكره القائم على أنَّ القرآنَ المَكِّى هو الأصلح للتطبيق فى العصر الحالى وليس القرآن المدنى "الجهادى"، لأنَّه المكِّى يوَاكِب ويتصالح مع العصر والوآقِعِ الماثِل الموسوم بالحُرِّيات والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان، وانترنت ووسائل حياة حديثة، ورفاهية.
ومن أجلِ ذلك، يجب على المعارضةِ، بشِقّيها، والصحافة والإعلام أنْ يفطنوا لما جرى البارحة على الهواء مباشرةً، من عدوانٍ سافر وتهديد خطير على الصحفى المُلتزِم عثمان ميرغنى الذى كادَ أن يفتكَ به كمال عمر وتلك عادته. وكمال عمر يمنحُ خياران، أمَّا أنْ تخضعَ له ولما يرى هو ونظامه الإنقاذ، أو أن يُرسِلَك إلى ما وراءِ الشمس. ذلك هو كمال عمر عبد السلام النطاق الرسمى بإسم مشروع (الكيزان) وحكومة ودولة الإنقاذ 1989- 2016م، والساقية لِسَّع مُدَوِّرَة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.