ان خروج ( إنجلترا ) و هذه الكلمة لابد أن ننتبه لها .؟! من الاتحاد الأروبي هو بشارة خير ( لنا ) و بداية لتاريخ سياسي و اقتصادي و فكري جديد سوف يؤثر في العالم أجمع ، ظل الاتحاد الأوربي سلطة ما فوق الدولة الوطنية و كما يقول دريدا واصف الوحش الامريكي سيادة السيادة فإن هذه السلطة { الأتحاد } التى تريد قمع و بوطقة التنوع و الاختلاف الشعبي و الثقافي و الفروقات الاقتصادية و الديموغرافية في مجموعة واحدة دون الاهتمام بالاختلاف ، هذا ما لا يمكن أن يحصل لأن شعوب هذه المنطقة ذات ذاكرة تاريخية تنافسية . لقد قال الفيلسوف الألماني هابرماس في حوار له في أحد الصحف بأن وحدة اوربا لا يمكنها ان تصبح في ظل الاتحاد الاقتصادي و الأمني فقط بل يجب أن يكون هناك اتحاد على المستوي السياسي و تنظيم الأحزاب السياسية لهذا الاتحاد . و لكن الواقع السياسي لا يقبل الآن مثل هذه الوحدة و بالأخص مع تصاعد أزمة اليمين المتطرف و الصراع مع بعض الإيديولوجيات الشمولية و القوميه . فاليمين المتطرف أشعل اهتمام الأروبيين بأصولهم القومية كل دولة على حدة، كما أن انتشار البطالة في أوروبا والركود الاقتصادي الذي تعرفه بين الفينة والأخرى إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية جعلت الأوروبيين ينظرون بعين الريبة إلى الأجانب الذين يرون فيهم مزاحمين على الوظائف وخاصة الشعوب العالم الثالث منهم ، وانطلاقا من هنا ظهرت دعوات إلى كبح جماح الهجرة والتضييق على المهاجرين، بل أصبحت ردود الأفعال العدائية تجاه العرب و الأفارقة برنامجا انتخابيا لدى بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية . إذن خروج بريطانيا ( إنجلترا ) من دول الاتحاد ليس بشيء بسيط بل انه حدث بلغة دريدا انه حدث و المخيف في الحدث ليس الماضي قبل لحظة حدوث الحدث و لا من الآن الصدمة النفسية و الأقتصادية ، بل ما يمكن أن يحصل في المستقبل . و هذه الإرادة التى تريد الحفظ على الهوية على الخصوصية مؤشر على وجود ازمة الهوية في المجتمع الاروبي و نحن اليوم أمام تساؤلات إلى أي مدى يمكن للديمقراطيةِ ان تنتج مجتمع يقبل الاختلاف و يتعايش مع الاختلاف ..؟ هل خطاب الأحزاب السياسية في أوربا يتوافق مع مبدأ الديمقراطيَّةِ. .؟ و هذه التساؤلات غربية نوعاً ما إلا ما حدث قبل التصويت لترويج فكرة الخروج كان خطاب حشد و تلاعب بعواطف جزء كبير من الشعب البريطاني و لم تناقش تبعات الخروج الإقتصادية و الأمنية على بريطانية و الصدمة التى حدثت بعد اليوم الأول من التصويت كانت دليل على هشاشة موقف الخروج ، إذن مازال للحزب مصالحها الخاصة و التى يمكن أن تكون في بعض الأحيان متعارضة مع مصالح الشعب . كذلك هذا الخروج ربما يكون السبب الرئيسي في تفكك بريطانيا من الداخل إلى دوليات صغيرة نسبة لوجود من قبل أصوات في أيرلندا و اسكتلندا و ويلز امام هذا المجهول و الخوف من المستقبل نحن كشعب العالم الثالث كما يصفنا الغرب يمكن أن نقول أمام تحول لمركز العقل و مركز الثقافة و مركز الاقتصاد و هذه فرصة اذا تم إدارتها و التخطيط لها من قبل النخبة السياسية و الثقافية في بلاد العالم الثالث من شأنها أحداث تغير و تحديث في كل المستويات . و لكن مع هذا البصيص من الأمل يظل انهيار الاتحاد الأروبي الحدث المخيف الذي يحمل في داخل التناقض بين الحفظ على القيم الإنسانية المتوارثة و بين البحث عن الحياة و الاستقرار الاقتصادي و الأمني . هذه القراءة المتشائمة لا تعني تأكيد انهيار الإتحاد الأوربي فهذه الشعوب لها تاريخ طويل في التصدي للأزمات السياسية و الاقتصادية . إلا هذا لا يعني عدم حدوث تغير شامل في المستقبل .. من الذي سوف يستفيد من خروج بريطانيا داخل اوربا ربما المستفيد الأكبر هي ألمانيا لأن سوف تتحول الأسواق المالية إلى هناك و ثم هجرة الشركات و رجال المال و أظن الدولة الوحيدة التى لها استعداد لاستقبال رأس المال هذا ، هي ألمانيا و هذا بدوره يسبب قلق لبعض الشعوب الاروبية لأن يوجد في ألمانيا تيار سياسي و فكري قوي (اليمين المتطرف ) و احداث اليونان أزمة البنوك و الديون التى تدخلت ألمانيا فهيا أحدث مخاوف و شكوك حول نيات ألمانيا السياسية و الاقتصادية . إذن بكل الطرق نحن أمام تحول عظيم سوف يحدث . [email protected]