1- *** قبل ايام قليلة مضت- تحديدآ في يوم الاحد 26 يونيو الماضي 2016-، جاءت الاخبار في الصحف المحلية، ان المجلس الوطني قام باستدعاء وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي سمية ابوكشوة لاستجوابها بشأن تصاعد العنف داخل الجامعات، ومن المسئول عن دخول الاسلحة النارية الحرم الجامعي، وكيف يتم دخولها واين تخزن؟!! 2- ***- الغريب في الموضوع، ان هذا الاستدعاء رغم اهميته لانه يخص أمن وأمان الجامعات وسمعتها في الداخل والخارج ، الا انه استدعاء جاء علي حساب موضوع اخر علي جانب كبير من الاهمية يشغل بال ملايين من اولياء امور الطالبات والطلاب، ظلوا النواب منذ تاسيس اول مجلس وطني عام 1996 حتي هذا المجلس الاخير يتهربون من مناقشته ولا يقربونه لا من قريب او بعيد، الا وهو موضوع الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا التي تاسست بلا ضوابط ، وخرجت عشرات الآلأف من الخرجين يحملون شهادات لا قيمة لها، هي مجموعة من الجامعات التي لا تعترف بها وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي. 3- ***- ومع الاسف الشديد رغم انه موضوع بالغ الخطورة يمس حياة ومستقبل اجيالنا الجديدة، الا انه قد اصبح من الملاحظ بصورة لا تخفي علي احد، ان لا احد من المسؤولين الكبار في الدولة- خاصة في وزارة التربية والتعليم العالي- اعترض علي قيامها بهذا الشكل العشوائي المخالف للقوانين!!، ومما زاد الامر سوءآ، ان بعض المؤسسات التعليمية (الهلامية) الجديدة في الفترة الاخيرة قد انتشرت كالنبت الشيطاني في طول البلاد وعرضها علي مرأي وسمع وزارة التربية والتعليم العالي التي كالعادة صممت علي الجناية الكبيرة الموجهه ضد التعليم في البلاد!! 4- ***- في يوم الاربعاء 6 يوليو الحالي 2016، قالت الدكتورة سمية ابوكشوة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمى ان الوزارة اكملت إعداد دليل القبول للعام الدراسي الجامعي 2016- 2017، وتحدتث ايضآ عن إجازة مقترحات ميزانية البرامج البحثية للمراكز، وعقد ورشة هورايزون Horizon 2020 (بتمويل الاتحاد الاوروبى للمشاريع البحثية فى افريقيا), وعن تنفيذ دورة الجامعات العلمية الثقافية الرياضية ، وإقامة المهرجان على المستوى القومى بالخرطوم...الا انها لم تتطرق الي الموضوع الحيوي الهام- موضو الجامعات والمؤسسات التي لا تعترف بها وزارة التربية والتعليم!!..سكتت الوزيرة كصمت القبور عن ذكر اسماء هذه الجامعات ولم تتطرق لا من قريب او بعيد عن رأي الوزارة في هذه الجامعات والمؤسسات التي لا هوية لها!! 5- ***- ليت الامر وقف عند هذه الكارثة، فقد اكدت الوزيرة سمية، ان عدد مؤسسات التعليم العالي حالياً تجاوزت 135مؤسسة حكومية وأهلية وخاصة تنتشر بكل ولايات السودان تضم قاعدة طلابية تبلغ مليون ومائة ألف طالب و طالبة!! ***- كل الذي يهم الوزيرة هو ذكر كمية الجامعات والمؤسسات التعليمية في البلاد وعدد الطالبات والطلاب كنوع من (الفشخرة) وابراز - ما تسميه هي- انجزات وزارتها، دون التطرق الي الاوضاع المزرية والبائسة داخل اغلب هذه الجامعات (الفشنك)!! 6- ***- جاء في حديث للوزيرة في يوم الثلاثاء 5 يوليو الحالي 2016، (انه لما كان الطلب الأعلى على كليات الطب والعلوم الصحية و الهندسة والعمارة والخدمة الاجتماعية فقد أضيفت هذا العام "7" كليات للطب والعلوم الصحية بزيادة 755 مقعد عن العام السابق بجامعات الضعين وزالنجي والجنينة وشرق كردفان والمناقل والشيخ البدري وكلية طب الأسنان بجامعة البحر الأحمر و المختبرات في جامعات القضارف وعبد اللطيف الحمد والمناقل والتمريض في كل من البطانة والمناقل وبخت الرضا الضعين. وأدرجت "6" كليات جديدة للهندسة بزيادة 600 مقعد عن العام السابق في جامعات الفاشر وشرق كردفان والمناقل ودنقلا والقضارف)، 7- ***- ونسأل السيدة الوزيرة، هل هذه الكليات الجديدة (المذكورة اعلاه) معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم العالي ؟!!... ***- بل اصلآ هل جامعة الضعين، وجامعة زالنجي، وجامعة البحر الاحمر، وجامعات الفاشر وشرق كردفان والمناقل والقضارف ... معترف بها من قبل وزارتكم؟!! 8- ***- الي الوزيرة سمية، لقد سبق ان كتبنا كثيرآ حول هذا الموضوع الهام الذي يمس اولادنا وبناتنا، ظللنا لا اكثر من خمسة نناشد المسؤولين في وزارة التربية ان تصدر بيان رسمي باسماء الجامعات والمؤسسات التعليمية التي تعترف بها الدولة، مع ذكر اسماء الجامعات التي لن تقوم الوزارة بالتصديق علي شهادات التخرج التي تمنحها للخريجين. 9- ***- سبق لي ان كتبت من قبل موضوع عن الملحقين الاعلاميين في سفاراتنا في الخارج، وكيف انهم يجهلون جهلآ تامآ بحقائق الامور في الجامعات والمعاهد بالسودان، ولا يملكون اي قوائم رسمية صادرة من وزارة التربية باسماء الجامعات المعترف بها من الاخري (الفالصو)!! 10- ***- ما يجري في وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي من صمت وتغطية متعمدة لاسماء الجامعات (الهلامية) لهي جريمة لا يجب السكوت عليها. 11- واخيرآ نسأل: ***- اذا كانت الحكومة تقوم دومآ بازالة السكن العشوائي بالتركتورات وتهدم كل بنيان فيه بكل همة ونشاط، وتقوم ايضآ بطرد السكان بالقوة، فما الذي يمنع ان تهدم نفس هذه التركتورات الجامعات العشوائية والمؤسسات التجارية (الفالصو)، مع العلم ان وجود هذه الجامعات اشد خطرآ علي المجتمع من السكن العشوائي!! بكري الصائغ [email protected]