في الوقت الذي تتجه فيه الملايين من سكان العاصمة نحو مواقع أعمالها المختلفة وجامعاتهم ومدارسهم عابرة لشوارع محفرة وخيران ومجاري متوقفة التصريف في وسط هذه الأوحال وأكوام القمامة والقاذورات المتناثرة في الطرقات وجيوش الباعوض والذباب تملء المكان والسماء ترسل مياهها وسيولها الجارفة في هذا الوقت العصيب الذي تنعدم في المواصلات وينفق الناس الساعات الطوال في الإنتظار للوصول لأماكن أعمالهم والعودة لمساكنهم في المساء وقلوبهم وجلة خشية من وقوع أضرار محتملة ومؤكدة علي بيوتهم وأطفالهم بفعل سوء التصريف للمياه وضعف بنيات المنازل في هذا الوقت الذي تحتاج الولاية فيه لمن يسمع صراخها و يكفف دمعتها ويقل عثرتها سيدنا الوالي وأركان حربه مشغولون بنفرة تعمير جبل مرة فقد ذكررئيس إتحاد شباب الولاية (أن الإتحاد تداعي لدعم نداء ولاية وسط دارفورفكونوا اللجان بكافة محليات الولاية تحت رعاية السيد الوالي عبد الرحيم محمد حسين والي الخرطوم وإشراف السيد/ المعتمد برئاسة الولاية الاستاذ الرضي مضيفا ان اتحاد شباب الولاية جهز عدد ثلاثة مراكز صحية كاملة المعدات و100 طن اسمنت وعشرات الاطنان من الموارد العينية وكمية من الكتب المدرسية والكراسات ومعدات رياضية لدعم اندية الشباب حتي تكون الرياضة جسرا للتواصل بين مختلف مكونات مجتمع وسط دارفور) لا ننكر أن بناء و تعمير ولايات دافور بأجمعها أو أي بقعة من بقاع أرض وطننا الحبيب شأن قومي وإتحادي يخص كافة أجهزة الحكم ولكنه يقع تحت مسئولية ولاية وسط دارفور برعاية مؤسسة الرئأسة أما ولاية الخرطوم (ففيها المكفيها )هي ذات نفسها تحتاج لنفرة تعمير وتنظيف وتصريف لمياهها الراكدة فكان الأحري بالقائمين على أمرها الإهتمام بمعاش ومواصلات سكانها ومحاربة البيئة الطاردة للحياة الكريمة فيها كان الأجدر بهم أن يشكّلوا لجانا لنهضتها وأن يسمعوا لأهات المحرومين وزفرات المظلومين وتوجّع المقهورين فيها . الجماهير المكتوية بمرارة الأوضاع في الولاية تستمع لمثل هذه الأخبار فينكسر خاطرها ولا تدري أين تذهب وإلي من تشتكي ؟ والدولة لا تعير لأمرها اهتماماً. الغريب في الأمر أن الولاية التي تشكو من أعباء المركز عليها وتقول أن45% من سكان الخرطوم عبء إتحادي تتحمله الولاية هي نفسها من يستنفر واليها هياكله المختلفة لتعمير ولاية أخري..! ويتبرع بالمال والشباب والمعينات والأخطار تحدق بالولاية من كل جانب فالناس ينتظرون ثورة النيل وفيضانه ويكابدون ليل نهار لتفادي اثاره وآثار الخريف المدمرة والتي كان ينبغي أن تكون خيرا وبركة على ربوع بلادنا الفتية فالخريف في بلادنا تمر أيامه وشهوره ممتعة ومؤلمة في نفس الوقت لأن الأمطار والفيضانات سلاح ذو حدين فإن أحسنا إستخدامهما في وظيفتهما الأصلية التي منحنا لها الخالق الرازق وهي الرى وفلاحة الأرض كان لنا الإنتفاع بريعهما أما الإهمال في التوظيف لهذه المصادر الحيوية فإنه يخلف الكوارث التي سيعجزنا معالجة أمرها ودرء آثارها. ولئن كانت تقديرات المجلس القومي للسكان تشير بأن نسبة الفقراء في ولاية الخرطوم تبلغ 70% من إجمالي السكان لعام 2002م فإن هنالك عوامل كثيرة كانت سببا مباشرا فيها أهمهما فساد الإدارة وأجهزة الحكم وغياب الشفافية والمسؤولية حدوث الكوارث الطبيعية كالجفاف والتصحر والفيضانات بصورة متكررة ولئن لم تلتف الولاية لمسؤلياتها تجاه الجماهير وتنشغل بهمومها وواجباتها بالصورة المطلوبة فإننا سنشاهد مشاهد متكررة لمأسي الأمس القريب من تداعيات الخريف مما كان في حقبة عبد الرحمن الخضر نقول هذا ونحن نعلم أن السادة في حكومة ولاية الخرطوم في وادي ونحن في وادي فهم يهتمون دائما بسفاسف الامور ليظهروا في أجهزة الاعلام بصورة كثيفة حتي ترسخ صورتهم في الاذهان وحتي يعتقد الناس بأنه لا يوجد سواهم من يقود دفة الحكم لكن بتكرار هذه المهازل فهم عامة الناس وخاصتهم أن هؤلاء القوم أجهل بكثيرمن ما نعتقد وأضعف من ما نتصور ولكننا قوم نستهين بقدراتنا وإني لأتعجب كيف لشعب صنع إكتوبر وأبريل ونال إستقلاله بعزة وكرامة من قبضة الإمبرطورية التي لا تغيب عنها الشمس وقبلها لقن دهاكنة الأتراك دروسا بليغة في التضحية والفداء كيف لشعب مناضل يصبح متخاذل؟ وكيف لشعب مصادم يصبح مسالم ؟ أيها الأحباب إستفيقوا وإستلهموا من التاريخ العبر وإستمطروا السماء حرية فإن أبت إستمطروهم دماً فكفانا صبرا على الزل والهوان وقد آن الأوان لنتحرّك سويا لإسقاط دولة الفشل والدفاع بالنظر. أحمد بطران عبد القادر [email protected]