بغض النظر عن رأينا فى "خارطة الطريق" الذى أوضحناه فى مقال سابق بكل صدق وبإحساس حقيقى بمعانة من يدهم فى النار من أهلنا فى كآفة جهات السودان لا يدنا فى المنافى التى تقوم بالواجب الذى يقال عنه "اضعف الإيمان" أى فى أدنى قدر ممكن وعن طريق الكتابة فى المهاجر حتى لو تمثلت فى كتابة شبه يومية راتبة، يقدرها الكثيرون وتغيظ أقلية فى قلوبهم "مرض"، تعري النظام من ورق التوت الذى يتدثر به وتكشف حقيقته أمام كثير من المخدوعين والمغرر بهم من – مؤيديه - إضافة الى توعية البسطاء من أهلنا فى الداخل بصورة خاصة مع المساهمة مع غيرنا من الكتاب فى التعريف بحقيقة "منهج" الفكر الإسلاموى الظلامى "الأسلام السياسى" الذى "يخدع" الكثيرين من المحبين لدينهم ويتبع قادته وكوادره منهجا يتقاطع مع الديمقراطية ودولة "المواطنة" التى يتساوى فيها الناس جميعا وتمثل مشروع الدولة الآمنة المستقرة المنتجة التى يقل فيها الفساد بسبب الرقابة الى تنشأ من خلال مؤسسات تقوم بدورها كل منها بمعزل عن المؤسسة الأخرى "تنفيذية وتشريعية وقضائيه"، إضافة الى ذلك فإن أهم ما تدعو له دولة "المواطنة" هو التبادل السلمى للسلطة وعدم إستمرارية حاكم أو رئيس فى منصبه لأكثر من دورتين حتى لو صنع من دولته "جنة" على الأرض خلال فترة رئاسته والأمثلة كثيرة ولا تحصى ولا تعد، "فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة" لذلك "فالنظام" فاسد من رأسه وحتى أخمص قدميه. لكن هؤلاء الإسلامويين الذين ابتلى الله بهم أرض السودان، الذى كان أهله يعرفون بالوسطية والإعتدال والكرم والأمانة و"الصدق" ونادرا ما تجد بينهم "منافق" وكانت أغنياتهم تعبر عن كل تلك المضامين .. هؤلاء "الإسلامويين" الذين يصرون على فرض منهج على أهل السودان "يستحيون" من بعض أحكامه وتشريعاته لذلك ينفون حقيقة وجودها مع أنها موجودة فى كتبهم الصفراء وفى مواقعهم "المفخخة" والمتمثلة فى "السبى .. وقتل للأسرى .. وقتل آخر على الهوية .. وفرض جزية وإسترقاق وعبودية"، ينفون تلك الحقائق حتى لو كانت مؤكدة قطعيا من خلال "نصوص" وأحيانا يعتمدون على الخداع والتضليل بالإستدلال بنصوص "منسوخة" ينتظرون يوما يسود فيه فكرهم ومنهجهم وحينها يخرجون سيوفهم من غمدها ويحتضنون الرفاق السابقون السابقون "الدواعش" مؤسسين الدولة الظلامية المتخلفة التى تفتقد لأبسط القيم الحضارية والتى لا تقدم للإنسان غير الجلد بالسوط والقطع من خلاف وقطع الرؤوس وحرق الناس أحياءا. _________ ومن ثم اقول .. هذا "النظام" البائس الذى "يصطنع" الفرحة من العدم حتى لو تمثلت فى "فنلة" لاعب كرة قدم مشهور أو بتجمع فى بلد مثل إثيوبيا مجهول "الهوية" لا تقف وراءه شخصيات لها وزن، قيل أنهم كرموا رئيسا قتل شعبه واباده وهجره قسريا بالملايين وقسم وطنه الى شطرين والباقى لا زالت تتنازعه الحروبات فى جميع جهاته، وفى كل عام تجتاحه الفيضانات فتزيد من عدد القتلى وفاقدى المأوى إضافة الى من تصيبهم الملاريا والتايفويد ويخوض مواطنوه فى قلب عاصمة بلادهم فى "الوحل" .. تلك كلها اسباب جعلت منظمه لها قيمة وزن وإحترام أن تختار رئيسا من بين كآفة دول أفريقيا لكى تكرمه وتضع عليه وشاحا يجعله اشبه باباطارة الرومان! الشاهد فى الأمر أن حزب "فرح الغلابة" كذلك فرحوا بتوقيع قوى معارضة ومقاومة مؤثرة على "خارطة الطريق" التى صاغها "أمبيكى" على هواهم فوقعوا عليها من قبل تلك القوى فى عجالة دون أن يطلعوا على تفاصيل بنودها ظنا منهم انها كلها جاءت فى صالحهم وإذا لم يكن كذلك فإنها على الأقل تساعدهم فى شراء الوقت حتى تحدث ظروف جديدة أو "متغيرات" إقليمية ودولية تجعلهم "يتنصلوا" حتى من البنود التى لا تتوافق مع مزاجهم ومنهجهم، والتى تمنعهم من إعلان "السودان" دولة إسلاموية بالكامل على نهج "الدواعش" يومها يمكن أن يكون "امبيكى" نفسه ضحية لتلك الدولة! والذى أفرحهم ومعهم كوادرهم وسدنتهم وأرزقيتهم ومن يؤيدون "النظام" البائس لا تعرف السبب فى ذلك التأييد مع أنهم يعانون جوعا وفقرا وتهميشا، داخل السودان أو خارجه اللهم الا بسبب الحديث الممجوج عن "الجهاد" الكاذب و"هى لله" التى لا تغادر شفاههم .. الذى افرحهم أن يظنون تلك القوى قد وقعت "صاغرة" ورغم أنفها، وذلك يعنى إنتصار ما بعده إنتصار قد حققه النظام! ما أود أن اشير اليه بعد تلك المقدمة وبكل إختصار عبر أسئلة، لو كان "النظام" فعلا جاد فى تحقيق سلام ووئام. فلماذا يحتفظ بالأرزقية والمأجورين من أمثال أحمد بلال عثمان والدقير وآخرين غيرهم، الم ينته دورهم .. أما كان النظام يعلم انهم يقومون بدور "قذر" رسمه لهم لإضعاف الأحزاب والحركات التى كانوا ينتمون اليها .. وأنهم حصلوا مقابل ذلك الدور على مناصب وأموال من خزينة الشعب السودانى؟ هل كانت لدي أولئك الأرزقية رؤى حقيقية تساهم فى تقدم البلد وتطورها وتحقيق السلام فيها؟ ولماذا يحتفظ "النظام" بأحزاب "الفكه" وأن يكون لها دور فى "الحوار" المتوقع طالما وقعت غالبية الأحزاب والحركات التى لها وزن على خارطة الطريق التى من المفترض أن تؤدى الى إتفاق حقيقى وما هو دور "الذيل" بعد أن حدث نوع من التقارب مع "الرأس"؟ لماذا لم يبادر النظام بالإعلان عن نيته "تفكيك" المليشيات الخمس الإرهابية التى اسسها من أجل إرهاب المواطنين ولحمايته وإستمراريته لا من أجل حماية الدولة السودانية؟ وإذا كانت أحزاب "الفكه" والأرزقية والمأجورين ومدعى "المعارضة" فى السابق لا يدركون خطر تلك "المليشيات" أو لا يهمهم خطرها، فهل القوى الجديدة التى سوف توقع معهم إتفاقا، لا تدرك خطر تلك "المليشيات" وكيف تقبل "بتفكيك" قواتها قبل أن تفكك تلك "المليشيات" وبعد توفر ضمانات عديدة لتأسيس جيش وطنى واحد دوره المحافظة على الدستور وحماية حدود الوطن من أى تهديد خارجى لا أن يكون جيشا خادما "لنظام" ولحزب مهما فشل وأفسد؟ كيف يطمئن الناس حتى الذين وافقوا على خارطة الطريق "قناعة" منهم بجدواها أو على مضض، على نوايا النظام وقوات أمنه بالأمس تعتدى على "صحفية"؟ النظام واهم لو ظن أن التوقيع على خارطة الطريق يعنى أن ينسى الشعب السودانى الابى الشريف الصابر المغلوب على أمره ما حدث لوطنه خلال 27 سنة، كلها فساد وجرائم يندى لها جبين كل حر وشريف. أقل شئ يجب أن يقدمه النظام لكى "تتفش" غبينة الشعب السودانى هو أن يسلم رئيسه "للمحكمة الجنائية الدولية" – قبل أن يموت - لكى تنظر فى أمره إذا كان بريئا يطلق سراحه كما فعل الرئيس الكينى "أوهورو" وإذا كان مذنبا أن يأخذ جزاءه كما هو متوقع بدلا من مسيرات الغش والخداع والإستهبال التى تنتظره فى المطار وتصوره كحمل وديع يستهدفه المجتمع الدولى بقيادة أمريكا كلما عاد من رحله خارجية تكلف خزينة الشعب السودانى مبالغ طائلة مثل التى تبذل للأرزقية والمأجورين وأحزاب وحركات "الفكه" التى إنتهى دورها ، كما هو مفترض. أنه رئيس "نظام" أجرم فى حق شعبه ووطنه ويجب أن ينال الجزاء الذى يستحقه. - الديمقراطية هلى الحل. - دولة "المواطنة" هى الحل. تاج السر حسين – [email protected]