كلمة "حد" تعنى فى القرآن الشرع والحق ولا تعنى العقوبة. جاءت كلمة "حدود" فى القرآن الكريم (14) مرة. وكلها تعنى حقوق الله وتشريعاته، ولا تعنى العقوبة كما يدل مصطلح حد الردة أو "حد الزنا" وتطبيق "الحدود" فى الشريعة, جاءت مرتين بمعنى شرع الله وجاءت مرتين فى تشريع الميراث وجاءت تسع مرات فى تشريعات الله تعالى فى الزواج والطلاق ومنها أربع مرات فى أية واحدة تتحدث عن الطلاق الأول للزوجة والطلاق الثانى , مرتان فى الآية التى تتحدث عن الطلاق للمرة الثالثة وحتمية أن تتزوج شخصاً آخر ومنها مرتان فى تحريم إخراج المطلقة من بيتها قبل العدة. هذه هى المواضع التى جاء فيها لفظ "الحدود" وكلها تعنى شرع الله وليس منها ما يتعلق بالعقوبات المنصوص عليها فى القرآن مثل السرقة والزنا والقصاص وقطع الطريق والقذف.. وليس منها ما يتعلق بالعقوبات التى استحدثها العصر العباسى لشرب الخمر والردة وترك الصلاة. وذلك يدل على أن العصر العباسى وفقهاءه قد نحتوا لهم مسميات خاصة لا تتفق وتشريعات القرآن وذلك يدل أيضاً على أن عصر الرسول المرتبط بالقرآن أساساً لم يعرف مدلولاً اسمه "حد السرقة" أو "حد الزنا" وسائر العقوبات المنصوص عليها فى القرآن لأن القرآن حين ذكر عقوبة الجلد للزانى لم يستعمل كلمة حد الزنا ، وكذلك حين تحدث عن جريمة السرقة أو القذف أو القتل.. ويمكن مراجعة ذلك فى القرآن. وهذا يؤكد على ذلك الفارق الجوهرى بين دين الله الحق ونوعيات التدين للبشر فى عصورهم المختلفة. فالله تعالى ينزل الدين نقياً خالصاً للسمو بالناس والترقى بهم، أما البشر فهم حين يتدينون فإنهم يضعون بصماتهم على الدين فتظهر تلك الفجوة بين الدين الحق وتدين البشر، ويضع البشر صورة قانونية تشريعية للتدين الذى يمارسونه، ويقوم الفقه بتلك المهمة، وطبيعى أن يحدث اختلاف بين مذاهب الفقه والتشريع القرآنى الأصيل لأن مذاهب الفقه تتأثر بالظروف الاجتماعية والنفسية والسياسية لصاحب المذهب وأتباعه. ولذلك ليس غريباً أن يخترع الفقه مدلولات جديدة لم يذكرها تشريع القرآن، وليس غريباً أن يخترع عقوبات تخالف تشريعات القرآن ومنها ما اصطلحوا على تسميته بحد الردة. فالتكفير هو أساس التشريع الفقهى فى قتل المرتد.. فلابد أن يسبق "إقامة الحد على المرتد" اتهامه بالكفر وإقامة محكمة تفتيش عن سريرته وعقيدته و قد أباح القرآن حرية المعتقد لكل البشر بلا استثناء. كان أساس الفكر السفي دائما مستندا علي تراث السلف الذي أوقف حركة التجديد الديني و جعل أعنة الدين في أيدي السلاطين و اصحاب السلطة يسومون بها شعوبهم الظلم و يركسونهم في ظلمات الجهل و الغيبوبة الفكرية,هذا الفكر غير المستنير و الدموي في طبيعته هو الذي أسس لظهور جماعات مثل الاخوان المسلمين و القاعدة و داعش و باقي الجماعات التكفيرية الاقل شهرة, و لئن كان وضع حركة التجديد الديني سيئا الآن في كل الدول الاسلامية بيد أن هناك رجال شجعان جهروا برايهم و عانوا فاتهموا بالردة و الزندقة فمنهم من قتل و منهم من فرق بينه و بين زوجته و منهم من شرد و رواد هذه الحركة من مصر ارض الكنانة و قد تربوا في حضن الازهر و درسوا الفكر الاسلامي الحاضر و عرفوا عيوبه. التهمة التي توجه دائما هي هي , جمل غير محددة : انكار السنة, انكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة,الاستهزاء بالرسول و الصحابة ..الخ. لا أحد ينكر السنة و لو كان الرسول صلي الله عليه و سلم بين ظهرانينا لم تجرأ أي واحد منا أن يناقشه لكن السنة كتبها بشر بعد وفاته صلي الله عليه و سلم بزمن طويل و قد أنكر المصطفي نفسه تدوين السنة في حياته و لم يترك خلفه مدونا غير المصحف, لكن الركون الي السنة يستلزم الحصافة العلمية و يجب الا تعلو فوق القرآن. من هؤلاء الرجال الشجعان تبرز الاسماء التالية و يهمنا أن نعرف عنهم و نقرأ لهم ,قد لا يكون كل ما يقولونه صحيحا و قد نختلف معهم لكنهم دعاة تجديد و لديهم مناهج علمية و اضحة المعالم,عالمنا الاسلامي المضطرب و و المتخلف لا يكفيه فقط أن نلعن حظنا لكن علينا أن نعرف ما جوهر مشكلتنا و هي باختصار الفكر السلفي المقيد في عصره و ادواته و مآلاته و علينا أن نعرف طرق الحل فالفجر آت آت. فرج فودة فرج فوده كاتب ومفكر مصري علماني. ولد في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر. وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992 في القاهرة. كما كانت له كتابات في مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار المصريتين.أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة و الدولة وليس عن المجتمع. كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل وأصدرت تلك الجبهة في 1992 "بجريدة النور" بياناً بكفره.شارك في تأسيس حزب الوفد الجديد، ثم استقال منه وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984.[3] ثم حاول تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري. أسس الجمعية المصرية للتنوير في شارع أسماء فهمي بمدينة نصر، وهي التي اغتيل أمامها. آمن "فودة" طوال حياته ، بالعلمانية والمدنية، ورفض تستر السياسة خلف الإسلام، وسخر قلمه وكتابته لهذه الأفكار، الذي ظل يدعوا إليها طوال حياته, لقى فودة مصرعه، بعد أيام من مناظرة له بمعرض الكتاب 1992مع الشيخ محمد الغزالي و مامون الهضيبي و محمد عمارة، والتي خرج بعدها الغزالي ليتهمه بالارتداد، ولقب من بعدها باسم صاحب "المناظرة التي قتلت صاحبها". وافتتح مناظرته قائلًا: "أنه لا أحد يختلف على الإسلام الدين، لكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين، والإسلام الدولة رؤية واجتهاد، فالإسلام الدين في أعلى عليين، أما الإسلام الدولة فهو كيان سياسي وكيان اقتصادي وكيان اجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم". اللافت للنظر أن ما أستحق عليه فودة القتل لم يكن بدعا مما قاله الامام الاكرم علي بن أبي طالب اذي وصفه الرسول صلي الله عليه و سلم بمدينة العلم حينما قال له خوارج ذلك الزمان يضاهئون قول خوارج هذا الزمان حيث قالوا (الحكم لله) و قال قولته المشهورة (قولة حق أريد بها باطل )و قال أيضا(أنه لابد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في أمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع الفيء، ويقاتل به العدو وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي، حتى يستريح برٌ ويستراح من فاجر). وعلق على هذا الحادث شيخ الأزهر محمد الغزالي قائلًا: "أن قتل المرتد يجوز، وقتل فرج فوده هو تطبيق لحد القتل للمرتد؛ لأن الإمام فشل في تطبيقه". وأصر الغزالي في محاكمة قتلة فودة، على اتهامه بأنه مرتد عن الدين ووجب قتله، فيما أثارت اعترافات قاتله ضجة واسعة حينها، وقتما سأله القاضي عن دافعه لقتله، فأجاب أنه قتله لأنه كافر، فسأله القاضي ومن أين عرفت ذلك؟ ليرد القاتل إنه لا يقرأ ولا يكتب. ترك وراءه مكتبة قيمة: قبل السقوط,النذير,الارهاب,حتي لايكون كلاما في الهواء,حوار حول العلمانية,نكون أو لا نكون,الملعوب,الحقيقة الغائبة,الاقليات ,زواج المتعة. نصر حامد أبوزيد نصر أبو زيد بدا فى مهمة شاقة جدا، يمكن التعبير عنها بانها كانت مساءلة للنص الدينى، عمل فيها على إعادة ترتيب الوقائع النصية بما لا يتعارض مع السياق الإيمانى، متتبعا تحولات المعنى، منذ مأزق التأويل الذى وقع فيه المفسرون الأوائل للقرآن حتى اللحظة الراهنة. لم تكن المهمة سهلة، فحتى يفعل ذلك، كان عليه أن يواجه التفسيرات والتأويلات البشرية التقليدية للقرآن الكريم، وتقديم تصور معرفى جديد يعمل على تأويل الخطاب القرآنى فى سياق تشكله التاريخى والإجتماعى. وعلى عكس ما يروجون عن نصر، فقد كان حريصا إلى أبعد مدى، على عدم المس بالطبيعة الإيمانية لمصدر الخطاب القرآنى– فهو لم يقل أن القرآن لم يأت من عند الله أبدا – وفى الوقت نفسه ظل يؤكد أن الإيمان بالمصدر الإلهى للنص ( الله)، أمر لا يتعارض أبدا مع تحليل هذا النص من خلال فهم الثقافة التى ينتمى إليها. نصر ودون لف أو دوران لم يفعل أكثر من تأسيس تاريخية لبنية الخطاب الإلهى، كشف عبره عن طبيعة القراءات الأيديولجية للنص القرآنى، بفضل قراءة نقدية تتوسل بالدرجة الأولى بمنهجية تحليل الخطاب وتفيد من مناهج السيميولوجيا، فضلا عن الإفادة من مناهج الألسنية والأسلوبية وعلم السرد، وغيرها من المنهجيات المستخدمة فى دراسات العلوم الإجتماعية، وكل ذلك من أجل تقديم رؤية معاصرة للفهم القرآنى. لقد حدد أبو زيد آليات الخطاب الديني الحاضرفيما يلي : التوحيد بين الفكر والدين وبين التراث والدين، مما يجعل كلاًّ من الفكر والتراث ديانتين. تفسير الظواهر كلها بردها جميعا إلى مبدأ أو علة أولى فيؤدي ذلك إلى تغييب التفسيرات العلمية. الاعتماد على سلطة السلف، وسلطة النصوص. إطلاقية الأحكام، وغياب النظرة النسبية إلى الحقيقية. إهمال البعد التاريخي لتشكل الحقائق. تم تكفيره و الحكم بفسخ عقد زواجه من زوجته ففرا الي هولندا و هناك عاش مريضا مكتئبا الي أن توفاه الله الا أنه ترك وراءه مكتبة قيمة:النص السلطة..الحقيقة,التفكير في زمن التكفير,هكذا تكلم ابن عربي,كتاب التجديد و التحريم و التأويل,فلسفة التأويل,نقد الخطاب الديني,الامام الشافعي و اقامة الايديولوجية الوسطية , دوائر الخوف..قراءة في خطاب المرأة. أحمد صبحي منصور أحمد صبحي منصور، هو مفكر إسلامي مصري. كان يعمل مدرسًا في جامعة الأزهر، لكنه فُصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية القولية، وتأسيسه المنهج القرآني الذي يكتفي بالقرآن مصدرًا وحيدًا للتشريع الإسلامي. سافر إلى الولاياتالمتحدة وقضى فيها بعض الوقت، ثم عاد إلى القاهرة ليعمل في مركز ابن خلدون. وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام 2000، هاجر الدكتور منصور إلى الولاياتالمتحدة، ليعمل مدرسًا في جامعة هارفارد، و ساهم في الوقفية الوطنية للديمقراطية، ثم أنشأ مركزه الخاص تحت اسم المركز العالمي للقرآن الكريم. ينشط الدكتور منصور الآن في نشر مقالاته في بعض مواقع الإنترنت، واشتهر الدكتور منصور بموقفه المعارض لفكر الجماعات الإسلامية. ألف كتبا قيمة و مقالات عديدة منها: كيف نفهم القرآن الكريم,تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين,الاسناد في الحديث,الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في الاسلام,التأويل,المسلم العاصي,القرآن و كفي مصدرا للتشريع,الصلاة بين القرآن المريم و المسلمين,لا ناسخ و لا منسوخ في القرآن الكريم,التدوين,حد الردة المزعوم , أكذوبة الرجم في الاحاديث. هناك آخرون مثل محمد أركون و محمد شحرورالمفكر المتواضع الذي يؤول القرآن بقدرة عالية لكنه دائما يقول أن كل ما يقوله أو يكتبه خاضع للنقد و المراجعة , كتب هؤلاء الرجال الشجعان موجودة مجانا علي الشبكة العنكبوتية و معظمها قصير و غير معقد و قراءتها تفتح للمسلم المستنير عوالم جديدة من الاشراق و الفهم العميق لحكمة الخالق و مرونة الدين و شرحه لمبدأ خلق الانسان و صلته بسائر الاكوان, رحلة الالف ميل نحو القضاء علي التفكير و التكفير الظلامي تبدأ بالتحرر من قيود الموروث و اطلاق العنان لسلطان العقل مع الحفاظ علي أسلم مصدر للنقل و هو كتاب الله. [email protected]