كثيراكلما تأملت سياسي البلد وقادة الاحزاب فيها و طاقم النظام الذي يحكمنا قرابة الثلاث عقود اصاب بالحيرة والدهشة الممزوجة ( بالقرف ) الشديد ! .. كل هذا التمترس في السلطة وكراسيها و اعلي هرمية التنظيمات السياسية لسنوات طويلة جدا ولا يتم مبارحتها إلا بالموت , وحتي المرض الشديد والخرف لا يبعد هؤلاء عن تلك المواقع و برد الكراسي !.. و برغم الفشل الواضح والعميق والذي لا يحتاج الي اي تدقيق في محصلات سنواتهم التي قضوها في تلك المواقع إلا انهم لا يزدادون إلا تشبثا و ( كنكشة ) غريبة كأنهم لن يتنفسوا وسيختنقوا ويموتوا إن هم غادروها!, ما الذي يجعل شخصا كالصادق المهدي الذي لا يطابق فعله قوله فيما يتعلق بالديمقراطية والتحول الديمقراطي وهو القابع في منصب رئيس حزبه لقرابة النصف قرن ! وللتذكير لا زال الرجل يتحدث عن الديمقراطية والتحول الديمقراطي! , اما رفيقه في الجانب الاخر محمد عثمان الميرغني نفس الامر والرجلين معا ينافحون السلطة الحاكمة الان إسميا ويشاركانها سرا وجهرا ويقدمون ابنائهم خدما لسلطة قاهرة لشعبها ومذّلة وهم يعلمون! ويعدون ذات الابناء لخلافتهم في ملك احزابهم التي يفترض انها تدعوا للديمقراطية ومداورة مقاعد قيادتها!, ذات التشبث هذا والبقاء في القيادة مدي الحياة كان عند الترابي و نقد والعديد من الكوادر السياسية في احزابهم! , ولولا ان لم ينتفض الشعب علي عبود والنميري لبقوا كذلك حتي مغادرتهم الدنيا حكاما! .. وللاسف الشديد ان كل الصراعات التي يقودونها وجلها من اجل بقائهم ومصالحهم المرتبطة بهذا البقاء!, كيف يظل تكريس البعض لحياتهم كلها من اجل ان يكونوا في السلطة والتي حتي وإن غادروها بعد فشلهم الذريع فيها لا يهدأ لهم بال ولا يعدموا كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بل والقذرة للعودة مرة اخري لبرد المنصب والكرسي! , لا توقفهم مبادئ ولا يردعهم وازع اخلاقي او قانوني او حتي ( خجلة ساكت ) من هذه العودة واللهث لتحقيقها برغم تجربتهم الفاشلة والمتسخة سابقا! , و دونكم كمثال مبارك الفاضل الذي غير مناصبه السابقة داخل حزبه الذي انشق عنه ثم عاد ليوقع بإسمه دون حياء في وثيقة الاعيب النظام واكاذيبه فيما سمي زورابالحوار قبل ايام والتي كان يشغلها معظم سنواته بحزب الامة مع ابن عمه الصادق الصديق عبدالرحمن كامين عام ثم في حكومة ابن عمه ايام الديمقراطية الثالثة كوزير تجارة وصناعة ثم داخلية , ثم ارتماءة لنظام الكيزان وتعينه مساعدا لرئيس النظام وتم تهميشه فغادر ثم هاهو يعود الان بعد ان قنع من ان يعود عبر المعارضة التي سدّ ابن عمه طريقه له داخلها للمناصب التي يعشقها والكراسي التي يحن لبردها طامعا في منصب اكبر! , ذات الامر ينطبق علي شخص كغازي عتباني الذي بعد ان همشه نظامه واقرانه وقزموه وبعد سنوات حافلة بالمناصب والفشل خرج باحثا للسلطة ولكن عبر بوابةالاصلاح الذي اولي خطواته يفترض ان يعتزل هو وامثاله العمل السياسي قبل ان تتم محاكمتهم لما فعلته واقترفته يداهم! .. اما النظام ورئيسه وحزبه وكوادره من اسلاميين وما يسموا بالوطنين والشعبين والذين جسموا باسم الدين علي الشعب والبلد كل هذه السنوات في السلطة ودمروا ما استطاعوا اليه سبيلا من تدمير فيه ولا يزالوا ويعلمه كل السودانيون والعالم إلا هم فلا كلمات تكتب للتدليل علي عشقهم وحبهم للسلطة فيكفي كل هذا الذي نحن فيه و الذي مرت به يلدنا وشعبنا شاهدا علي عبادتهم المطلقة للسلطة!.. كل النماذج التي قد ذكرتها عاليا تصف لنا مرض وهوس الكثير من السياسين والقادة والحزبين لدينا واهل النظام بالمناصب والكراسي لهوي مريض داخلهم ولمصالحهم الخاصة والتي ليس السودان وشعبه وإنسانه من بينها في الاكيد و قد تحولوا لعبدّة للسلطة ليس إلا! , السؤال متي يتخلص السودان و شعبه من هذه الطواغيت والكهنة والكهنوت عبدّة السلطة!.. نضال عبد الوهاب [email protected]