لا تبحث عن حقك قبل أن تؤدي واجبك لم ينتبه الكثير من الناس لظاهرة عقوق الآباء لأبنائهم، على الرغم من أنها ظاهرة قديمة، غير أنها تأخذ صوراً وأشكالاً شتى، لا يسع المقام لحصرها، بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم. فكما أن للوالد حقوق على ولده، فإن للولد حقوق أيضاً على والده، ولو أن كليهما عرف حق صاحبه وأدّاه لازداد خيرهما. لقد قرأنا وسمعنا الكثير عن عقوق الأبناء للآباء، حيث يطالب كافة الآباء أبناءهم بأن يبروهم ويعاملوهم بالحسنى، وتنطلق منابر العلماء والدعاة محذرة الأبناء من عقوق آبائهم، إلا أنه يندر أو يكاد الحديث في قضية حقوق الأبناء على آبائهم. فعندما نتحدث عن عقوق الآباء للأبناء نجد في كثير من الأحيان أن الآباء يكون لهم دور في ذلك. فمن المنطقي ألا يبحث الناس عن حقوقهم قبل أداء واجباتهم، فحين يقصر الإنسان في واجبه، ليس من الحكمة أن يسأل عن حقه، فإن تكريم الله تعالى للآباء والأمهات ليس لذات الإنجاب ، ولكن لما يقومون به من المشقة والعناء وحسن التربية بمعناه الواسع . جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين: أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر – رضي الله عنه-: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، أي: القرآن، قال الولد: يا أمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً أي: خنفساء، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً، فالتفت عمر – رضي الله عنه - إلى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك. فعلى الإنسان أن يحرص على اختيار الأم الصالحة الطيبة ذات الأصل الطيب والخلق القويم، والسمعة الطيبة والأخلاق الحسنة عند اختيار للزواج، فلو تزوجت فتاة من زان، أو لص، أو قاتل، أو تزوج الشاب من راقصة، أو عاهرة، أو سارقة فان في ذلك يعتبر عقوق للأبناء، وفي الحديث:(تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس )، وأن يحذر الشخص من اختيار خضراء الدمن التي جاء ذكرها في الحديث، وهي المرأة الحسناء التي تربت ونمت في المنبت السوء. ولكم من الود حمل بعير. [email protected]