اولا: العصيان المدني نجح قبل أن يبدأ بالزخم الكبير الذي احدثته الدعوة له وتفاعل قطاعات كبيرة من الشعب داخل وخارج الوطن معه.. وبغض النظر عن النتائج التي سيؤول اليها تبقى الروح الايجابية التي بثها في وسط الشعب انجازا في حد ذاته ثانيا: يجب أن تكون توقعاتنا واقعية تجاه هذه المبادرة.. بمعنى يجب أن لا نتوقع أن تكون الاستجابة للعصيان المدني بنسبة 100% ولا أن نعتقد أن النظام سيسقط أو سينهار مباشرة اذا نجح العصيان ثالثا: في حالة نجاح العصيان ولو جزئيا ستكون هذه الخطوة ذات أهمية بالغة لما سيليها حيث سيكون الشعب قد أظهر للمرة للاولى ان بإمكانه اتخاذ موقف موحد في وجه طغيان النظام.. هذا سيحفز الشعب لمزيد من الخطوات التصعيدية وسيحفز العديد من المترددين للمشاركة في الخطوات القادمة رابعا: علينا أن لا نقسو كثيرا على اولئك الذين لم يشاركوا في العصيان فهم ليسوا بالضرورة خونة او متواطئين.. لا يوجد سوداني واحد عاقل يحب هذا النظام ولكن هناك الكثيرين ممن لديهم مخاوفهم على مصالحهم الحياتية وعلى مستقبل البلد.. الطريقة الأنسب للتعامل مع هؤلاء هي مد الأيادي لهم والحوار معهم بدون اساءة فهم سيلتحقون لا محالة بالجمع خامسا: يجب أن نتذكر أن النظام يسيطر على كل القنوات التلفزيونية والاذاعات والصحف وبالتالي علينا أن لا ننتظر تغطية محايدة أو مهنية من هذه الوسائل بل على العكس ستستخدم الحكومة كل هذه الاجهزة لبث دعاية سلبية مخذلة ومحبطة تنتقص من الفكرة وتصغر حجم تأثيرها.. لذلك أفضل حل هو تجاهل هذه الوسائل تماما سادسا: هذا النظام ظل يحكم ويمارس استبداده لمدة 27 عاما باسم الدين ولذلك من المتوقع أن يعود يستخدم كرت الدين بفعالية هذه المرة أيضا عبر جيوشه من علماء السلطان والمنافقين والمضللين ليرددوا شعارات ملتوية حول وجوب طاعة ولي الامر الظالم ووجوب الصبر على ظلمه وتحريم الاعتراض عليه.. دعاة الضلالة هؤلاء أفضل وسيلة للتعامل معهم هي التجاهل التام فهم لا يستحقون اية دقيقة من وقتك سابعا: نحن كشعب سوداني لا نشارك في هذا العصيان المدني لأجل عيون الصادق المهدي أو الميرغني أو مالك عقار فهؤلاء ايضا جزء من الأزمة.. نحن نعصي لأجل عيوننا نحن وعيون أطفالنا في المستقبل لأن هذا النظام لو واصل حكم السودان بهذه الطريقة المدمرة فلن يكون هناك وطن لنورثه لهم ثامنا: أحد أهم نتائج هذا العصيان لو نجح هو الهزة التي سيحدثها في ساحتنا السياسية المتجمدة.. سيفرز قيادات جديدة من رحم الشعب وسيخلق وعي سياسي جديد وسيغير نظرتنا للمستقبل.. تذكر أن أحزاب المعارضة بكل تحالفاتها وتجمعاتها ظلت طوال اكثر من عشرين سنة تدعو لعصيان مدني بلا ادنى استجابة من الشعب.. بينما هذا الشعب نفسه متحمس جدا الآن لعصيان مدني لا يقوده شخص محدد.. تاسعا: العصيان المدني ليس خيارا سهلا أو جميلا.. هو خيار مكلف ومرهق لكنه أحد الخيارات القليلة التي يملكها هذا الشعب لمواجهة هذا النظام المستبد.. لكنه في نفس الوقت سلاح فعال وقوي استعمله الشعب قبل اليوم ضد الاحتلال الانجليزي وضد نظام مايو وفي الحالتين نجح وقاد للتغيير عاشرا: تذكر أن العصيان هو البداية وليس الهدف النهائي.. هو الحركة الاولى التي تدفع كرة الثلج الصغيرة نحو التدحرج.. اذا نجح هذا العصيان بأي شكل او أجبر الحكومة على اية تنازلات فسيكون انجازا كبيرا سيجعل السودان ما بعد يوم 27 نوفمبر مختلفا عن ما قبله.. ومن يدري لعلنا سنتذكر هذا اليوم بعد سنة باسم (ثورة 27 نوفمبر المجيدة) [email protected]