ان ما يحدث في السودان بصفة عامة وفي ما يخص مجريات هذا العصيان المدني بصفة خاصة ، يبين فعلا أن البطانة غير الصالحة بالفعل هي السبب في كل ما يجري ، وهنا أقصد البطانة القريبة جدا من أصحاب القرار ، بعيدا عن الوزراء الذين يعيشون في ملكوتهم التنفيذي، فبينما يسود الفساد في موارد البلاد امام اعين البعض منهم ، تجد هذه البطانة المتسلقة والفاسدة هي التي تزور الحقائق، وتجعل الأسود أبيض والعكس ، وهي التي تصور للحاكم أن كل مواطن يعيش في خير ، وان التنمية يجب ألا تتوقف؟! ولكن من يدفع الثمن اخيرا من كل هذه التصرفات ؟! انه الشعب أولا والحاكم نفسه ثانيا؟! فمهما كان طيبا أو مستبدا، قريبا كان أو معزولا عن الحقيقة، ستظل هناك أسئلة لم تجد اجابه وهي: أليس كان باستطاعة الحاكم وقبل هذا العصيان كرسالة تعبير مستحق ، وبدلا من تكتيك اقصاء مباشر أن يحسن الاختيارات والقرارات؟ أليس هو المسؤول عن رعيته؟ ألا يستطيع أن يوجد نظاما مؤسسي شفافا وواضحا تكون فيه المحاسبة للجميع وأولهم بطانته؟ الم يسأل نفسه يوما عن مصدر أرصدة حسابات وممتلكات أفراد بطانته ومن حوله من ثراء وفساد ؟! ألا (يجرؤ) أن يسألهم من أين لكم هذا ؟ ألم يسمع من الآخرين شكواهم عن بطانته ومعاناتهم ، وعن ذلك الذي اغتصب حقه ؟والآخر الذي سجن ظلما والذي قتل عمدا ؟ والذين سيكون هو خصمهم جميعا يوم القيامة وليس بطانته فقط ؟! أسئلة كثيرة يجب أن يطرحها الحاكم علي نفسه ؟ وأسئلة كثيرة لم يجيب عليها ؟! فالبلاد والشعب ومعيشته وصحته أمانة في عنقه ؟! ولكن اساس كل ذلك يكمن في العدل والحرية والمصالحة مع الذات ومع الغير ، ومحاسبة النفس قبل وضع القوانين والدساتير وأنظمة الحكم ، ولا أعتقد أن ذلك أمر يصعب فعله على كل مؤمن صاحب ضمير وعقل وإنسانية.. والله من وراء القصد ،،، زكي محمد كرار - فيسبوك