المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    برقو الرجل الصالح    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدنا نوح و الطوفان و بلاد السودان
نشر في الراكوبة يوم 13 - 12 - 2016

كان لي مقال قبل هذا عنوانه (لا للخرافة..عمر سيدنا نوح عليه السلام) و كالعادة أهتم كثيرا بتعليقات القراء فهي بالنسبة لي تمثل اشياء كثيرة و أهمها التصحيح إن كنت قد زغت في تأويل بعض المعاني في كتاب الله و ايضا التغذية الارجاعية لمعرفة إتجاهات القراء الفكرية في الموضوع تحت طائلة البحث.
قبل الغوص في الجزء الثاني الخاص بكيفية حدوث الطوفان أرجو أن أرد علي بعض التعليقات البارزة.
(إن ما أقوم به لا طائل تحته و هو غير مفيد و هو ليس من الاولويات هذه الايام و الشعب ينتفض ضد الطغيان و الظلم)
بل هو من أهم الاولويات فالحرب ضد الطغيان الديني هي فكرية أولا تبدا بتنقيح كتب التراث الديني و المرويات و التفاسير القديمة للقرآن الكريم و إستبعاد الاحاديث غير الصحيحة و التأسيس لفرع هام في هذا المجال تفتقده منطقتنا العربية و الاسلامية ألا و هو الدراسات النقدية التحليلية و التي ساهمت في النهضة العلمية و المعرفية لدول الغرب,الشاهد أن العرب المسلمون هم من بدأ بهذا العلم لكنه إنحرف عن مقاصده كالآتي:-
علم الجرح و التعديل:
نشأ لتنقيح الاحاديث النبوية لكن الناس إنتهوا لتقديس ماوصلت إليه كتب رواة الاحاديث المفضلة بالرغم مما فيها من الخطل و اللبس.
علم مقارنة الاديان:
نشا كأداة من أدوات الدعوة إلي الاسلام عن طريق إنتقاد الاديان الاخري لكنه لم يحاول إنتقاد اسس الفكر الاسلامي (القرآن خارج هذا السياق).
من المهم معرفة اسس الفكر الاسلامي الصحيح فمعظم الشعب مسلم و معظم الشعوب حولنا مسلمة و طغاتنا يتدثرون بغطاء الاسلام السياسي و هو غطاء شائه. يظلمون الناس بإسم الاسلام و الاسلام منهم براء و فيه عدالة و رحمة تسع الجميع.
(مالنا و مال حساب السنة عند الاولين فهم وثنيين و إن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا,إتق الله.هذا الكلام سيوردك موارد جهنم)
هذا عين ما أحاربه في مقالاتي,طريقة التفكير الدواعشية ,اذا سلمنا بهذه الطريقة فسيقوم المتطرفون بإغلاق متحف السودان القومي و تحطيم التماثيل التي يحتويها ,أما من قال لي بأن أتقي الله فالاحري به ان ينظر في كتب التفسير و الفقه و المرويات و سيجد فيها بلاوي سطرتها ايدي علماء لهم وزنهم بحسن نية و لم ينبس الناس ببنت شفة,أما التهديد بجهنم فهذه سلطة إلهية لا يد لبشر فيها ويكفي ما جره شعار الحاكمية لله من ظلم علي المسلمين و كان أول ضحاياها الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه مدينة العلم كما وصفه المعصوم.
(ما رايك في من لبث في بطن الحوت بضع سنين)
لا توجد في كتاب الله آية واحدة تبين ان يونس بن أمتاي لبث في بطن الحوت بضع سنين و هي معجزة مؤكدة و الايات التي وردت فيه من المحكم و ليس المتشابه .
كثير ممن لا يؤمنون بالله متعجلين في حكمهم علي الاسلام فقد قال أحد الكتاب في هذا المنبر أن الاسلام يربي الناس علي تعطيل نعمة التفكير و ضرب مثلا بقصة سيدنا موسي عليه السلام مع العبد الصالح مع أن مغزي القصة غير ذلك,القصة تفرق بين التصرف السليم و التصرف الحكيم و كأني بها تقول عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و مغازي أخري.
موضوع المعجزة موضوع شائك,يسهل الحكم عليه إذا آمن المرء باله خالق مدبر حكيم خارج إطار المكان و الزمان و المادة هو الذي خلق القوانين و هو الوحيد القادر علي خرقها.
أما المؤمنين فقد وقعوا في فخ المعجزات لدرجة أنهم نسوا أشياء اخري أوردها القرآن تدخل في التصرفات الالهية و هي أن الله يتصرف في الكون معظم الوقت بطرق أخري مثل التدبير و التقدير و الامر و الهدي,كتب التراث الاسلامي و السوداني مثل طبقات ود ضيف الله مثالا,التركيز الشديد علي المعجزات يدعو الي الانصراف عن الاخذ بالاسباب و الي الجدل فيما لا طائل تحته ,كما يصرف غير المؤمنين عن الايمان بالاسلام ومن المعروف أن الايمان قد يبدا عقليا ثم ينتهي بالتسليم, آيات القرآن حافلة بالادلة العقلية الاستدلالية التي تدل علي وجود الله دون إيراد معجزات, و المعجزات ايضا عندما يكون المؤمن في ضائقة و لا يجد معجزة تنجيه فهو يشعر بالعجز و قد يتزحزح إيمانه و اشلهد أن أعظم الرسل صلي الله عليه و سلم كان اقلهم معجزات.
أي معجزة في القرآن لو تدبرنا لوجدنا لها سببا وجيها و هي اصلا كانت رسائل من المولي للعقل البدائي و تناقصت مع إرتقاء مفاهيم البشر ومعلوماتهم.
(أن الاديان ستختفي من العالم و سيقوم علمي الكيمياء و الفيزياء بقيادة حياة الانسان للأفضل)
هذه نظرة قاصرة فنعم إن تطور العلوم المادية سيجعل حياة الانسان أفضل و لكن هل ستستطيع هذع العلوم أن تجيب علي الاسئلة التالية: من خلق الكون,من دبر هذه الظروف الملائمة لجعل الانسان سيد الطبيعة علي الارض و لماذا, اين يذهب وعي الانسان و إحساسه بالالم و اللذة بعد أن يفسد جسده المادي ؟؟؟؟؟؟؟
كيف حدث طوفان نوح و اين:
القرآن الكريم اصلا لم يقل بأن الطوفان شمل كل العالم و لم يقل أن الطوفان أغرق كل الكائنات أو كل كوكب الارض, أشار القرآن للمكان الذي كان يعيش فيه قوم نوح بانه (الارض) ,كلمة الارض في القرآن تعرف بحسب السياق ,فالارض في في خلق السماوات و الارض هي السموات و الافلاك أو السماء و كوكب الارض,و الارض في قصة سيدنا موسي هي مصر أو جزء منها, و الارض في قصة سيدنا داؤود هي بيت المقدس و ما جاوره, اما عن قوم نوح فقد اشار القرآن ببساطة الي إغراقهم هم فقط.
التصديق بأن الطوفان شمل كل الارض أدي إلي إعتبار هذا الحدث اسطورة وبالتالي عدم تصديق الكتب السماوية من قبل الملحدين او ضعيفي الايمان.
النظر إلي الطوفان إلي أنه معجزة خارقة للطبيعة ينفي صفة التدبير كإحدي وسائل الله سبحانه و تعالي في تصرفاته و قد راينا ذلك في قصة سيدنا يوسف حيث تبوا يوسف عليه السلام منصبا رفيعا في بلاط عزيز مصر و أدي حسن تدبيره بتوفيق إلهي إلي إستيلاء الهكسوس علي كل مصر و شمال السودان بعد أن كانوا يحتلون كيانا صغيرا في شرق دلتا مصر, و كذلك تبوا بني إسرائيل مناصب رفيعة في ذلك البلاط كما قال موسي عليه السلام (وجعلكم ملوكا)
مما يعزز صفة التدبير في القرآن الكريم الآية الاتية.
قال تعالي(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ . وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) القمر /11-12
اي ان الطوفان كان مقدرا له ان يحدث بحسب القوانين التي أودعها الله سبحانه في الارض و لنر ماذا قالت آخر المكتشفات العلمية عن مكان و كيفية حصول الطوفان و مقارنة ذلك مع القرآن و التوراة.
سنة 1997 أعلن العالمان وليم راين و والتر بيتمان عن كشف آركيولوجي مثير أثار ضجة علمية في نقابة الأبحاث الأمريكية لبقايا طوفان و الذى اجتاح منطقة القوقاز واوكرانيا وبلغاريا والمنطقة المحيطة بالبحر الأسود الحالي واندفع بكل جبروت عندما ارتفع مستوى المياه فجأة في المحيطات والبحار قبل 7500 سنة في نهاية العصر الحجري، أو مايعرف بالعصر الحجري الحديث، وكانت منطقة البحر الأسود بحيرة داخلية مغلقة، تعيش على ضفافها قبائل شتى تنعم برغد العيش، طورت نظام الزراعة وشيئاً من الأدوات البدائية. وأمام هذا الاجتياح المرعب لمنسوب المياه صدمت الأمواج العاتية العتبة الحجرية في غرب تركيا لتخرقها وتشكل مضيق البوسفور الموجود إلى الآن ، ولتتدفق كميات هائلة من المياه وكأنها تغلي في قدر لتملأ البحيرة بقوة اندفاع وعنف يزيد عن قوة تدفق شلالات نياجار ب 400 مرة، ليتحول البحر الأسود الى مايشبه (البانيو) الذي امتلأ بالماء التى تدفقت من حوافه، بحيث أن المياه زحفت تفترس بغير رحمة حواف البحيرة بمعدل كيلومتر يومياً ، لتصل الى عمق مائة كيلومتر عندما هدأ الطوفان . مما جعل المناطق المحيطة بالبحيرة تتحول كلها الى عالم سفلي تحت الماء هذا هو نص تقرير العالمين الأمريكيين اللذان إكتشفا هذه الحقيقة الأركيولوجية
و التى اقرتها التوراة فى سفر التكوين قائلة "في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء" (تك 7: 11). لاحظ عزيزى قارئ الموضوع أن ترتيب الكلام كما ذكرته التوراة هو أن ينابيع الغمر العظيم إنفجرت أولاً و ما ينابيع الغمر العظيم هنا إلا الارتفاع المفاجئ فى منسوب المياه فى البحار و المحيطات فى نهاية العصر الحجرى منذ ما يقرب من 7500 سنة بعد ذوبان الثلوج نهاية العصر الجليدي, لا حظ ايضا كيفية تقدير و حساب الزمن إذ لم تبين التوراة اي شهر كان هذا مما يشي بانهم كانوا يستخدمون الشهر القمري كسنة موضوع مقالي السابق.
أما المحرك الفعلي للدراسة العلمية الحديثة فكان سببه ما اكتشفته سفينة الأبحاث الروسية (أكواناوت ) في الثمانينات عندما خرجت على العالم بتقرير مثير للجيولوجيين ,مفاده انها عثرت على عمق 95 متراً قبالة القرم في عمق شاطئ البحر الأسود الشمالي على بقايا من حلزونات وقواقع وأصداف ورخويات لا تعيش في القرم في عمق شاطئ البحر, وهي كائنات لا تعيش في المياه المالحة في العادة كما ان طبيعة الأرض التي يعلوها البحر المالح هي أرض تعود لطبيعة زراعية كانت تتدفق فيها مياه حلوة.
و قد اكتشف باحثون على عمق كبير في البحر الأسود آثار منطقة سكانية غارقة وقدموا أدلة على أن البحر الأسود كان في الأصل بحيرة عذبة ونتيجة لحدث جيولوجي ضخم انفتحت القناة بينه وبين البحر الأبيض المتوسط , وقد أدت الأبحاث الجيولوجية في مناطق بلاد ما بين النهرين إلى اكتشاف طبقة من الطمي تفرق بين آثار حضارات قديمة تحتها وآثار حضارات أحدث فوقها مما يؤكدحدوث الطوفان.
البحر الاسود كان بحيرة حلوة غناء أصغر حجماً من البحر الأسود الحالي تحيط به شعوب عديدة بكثافة سكانية أتقنت فن الزراعة وبنت صوامع الحبوب الأولى أو ما يسميهم علماء ما قبل التاريخ (صناع السراميك)
تشير الدراسات إلي أن ذلك الحدث تم ما بين العراق الحالي و تركيا في منطقة جبلية كانت مستقرة زلزاليا و لكن نتيجة للضغط الهائل الذي سببه ذوبان الثلوج و زيادة المياه في حوض المتوسط فقد تخلخلت البنية الارضية في منطقة الحدث مما قد يسبب ثورنا بركانيا و كذلك إنفجار الماء الجوفي من تحت الارض, في علم المياه هناك حقيقة تقول بأن الماء تحت الأرض مضغوط بنسبة أو بأخرى، ولكنه محاط بطبقات من الصخور، فإذا ما زاد ضغط الماء تحت الأرض أدى إلى اندفاعه بشكل مفاجئ باتجاه السطح بما يشبه الانفجار.
ثم تبع ذلك إزدياد منسوب المياه إلي أن إنهمرت المياه نحو تلك المنطقة و هناك ظاهرة طبيعية تستتبع إذا تصورنا ذلك السيناريو, هي قوس قزح ,و هو يظهر ان كان هناك رذاد ماء كثيف غربك و الشمس شرقك و أتصور نوحا عليه السلام و قومه راكبين في الفلك و هم ينظرون نحو المكان الذي ينهمر منه ماء الطوفان الهائل لعدة ايام و هم ينظرون الي قوس قزح عملاق بحجم الشلالات الضخمة التي كانت تنهمر منها المياه.
ورد في التوراة الآتي عن قوس قزح
وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة بميثاق بيني وبين الأرض. فيكون متى انتشر سحابًا على الأرض وتظهر القوس في السحاب. إني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم.. فلا تكون أيضًا المياه طوفانًا لتهلك كل ذي جسد. فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقًا أبديًا بين الله وبين كل نفس حيَّة" (تك 9: 13 - 16)
صياغة النص ركيكة اصلا فالله لا يتحدث عن نفسه بهذه الطريقة و قد كتبت بايدي كتبة التوراة لكنها قرينة علي ظهور قوس قزح غير طبيعي مختلف عن الذي يسببه المطر.
لم يكن هناك مطر اصلا أثناء الطوفان و الامواج التي تكون كالجبال كما ورد في القرآن عادة لا تتكون عند هطول المطر لان المطر يسطح الماء و يجعله مستويا , و للتعرف علي الكيفية التي حدث بها الطوفان يجب ان نعرف معاني الكلمات التي وردت في القرآن حتي يمكننا المقارنة بين ذلك الحدث الجيولوجي و القصة القرآنية.
التنور في البيوت هو الفرن و قد اثبتت دراسات اللغات السامية أنه اقتبس اسمه من اسم البركان , الكلمة كانت تدل علي الدخان الصادر من البركان في اللغة الاكدية في بلاد ما بين النهرين لا أتصور سيدنا نوح منتظرا فوران تنور البيت الذي يسكن فيه فالاشارة له وحده و يجب ان يراها و هو مشغول خارج البيت فليس اجدي من رؤية الدخان يتصاعد من البركان الذي يبدا بقذف الحمم قبل أنفجار عيون المياه من تحت الارض.
أوضحت التوراة أن طاقات السماء قد إنفتحت.
قال تعالي (ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر. و فجرنا الارض عيونا فالتقي الماء علي أمر قد قدر)
ألاية تتحدث عن فتح ابواب حجز الماء خلفها فانهمر و كلمة إنهمر الماء عادة تأتي مع الماء الكثير الجاري فلا أحد يقول إنهمر المطر, بل صب أو هطل المطر.
السماء في اللغة العربية تعني : كل ما علاك ,إذن فقد إنهمر الماء من أعالي الجبال,نحن نتحدث عن منطقة جبلية فيها سهول منخفضة وبركان و جبال مثلما قال إبن نوح سأوي إلي جبل يعصمني من الماء و قد استوي الفلك علي جبل الجودي و هو جبل من سلسلة جبال ارارات.
كمثال لكلمة السماء فمثلا لو سقط شئ في منزلك من الاعلي و لم تدر من اين أتي فستقول سقط من السماء و قد يكون أتي من سقف منزلك او المنزل المجاور.
الشئ الطبيعي في هذه الحالة أن تجري السفينة من الغرب إلي الشرق و لذا فقد قال تعالي (إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية) (وهي تجري بهم في موج كالجبال)(و هي تجري بأعيننا ووحينا).
الفلك كان مصنوعا من ألواح الخشب و المسامير الضخمة (وحملناه علي ذات ألواح و دسر) و قد كشفت البحوث الاثارية أن تعدين الحديد و الهيماتيت (أوكسيد الحديد)كانا معروفين قبل 7000 سنة من الآن ,و هذا يتطابق مع ما ذكرته التوراة و ما بينه البحث المشار إليه عن ذلك الحدث الجيولوجي و يتطابق ايضا مع وفرة المعادن في المناطق الجبلية علمياو كما أن الواح الخشب لا يمكن الحصول عليها من جذوع الاشجار الا في باستخدام أدوات نجارة معدنية.
ماذا حمل الفلك؟
قطعا لم يحمل كل الكائنات الحية ,القرآن قال (من كل زوجين إثنين) و هذا لا يعني بالضرورة كل الكائنات الحية فقد ذكر القرآن في موضع آخرعن ملكة سبأ ( و أوتيت من كل شئ) فهذا لا يعني أنها حازت كل شئ, حرف (من) للتبعيض و هذا يعني أن يحمل الفلك ذكرا و أنثي من كل حيوان أو طائر رغب قوم نوح في حمله إلي موقعهم الجديد و أولها الانعام التي إستأنسوها و هذا كان من الاولويات.
حق التعبير السلمي مكفول لكل مواطن في الدستور الحالي سواء كان فكرا أم إعتصاما أم عصيانا مدنيا أم تظاهرا بدون تخريب, قاوموا أعداءكم و أعداء اللانسانية و الدين بكل وسيلة سلمية متاحة, فقد تمدد الظلم و إنتشر في السودان بدعاوي دينية و عنصرية و سياسية ما انزل الله بها من سلطان قدمت اسوأ مثال لتطبيق الدين الاسلامي ,حتي صرنا مثالا في الكتب الدراسية لدول عربية تجاورنا مثل الإمارات العربية المتحدة في كتاب (السراب) لدكتور جمال سند السويدي، يهاجم فيه تجربة الإسلام السياسي في السودان ووزارة التربية الاماراتية تناقشه في منهج الدراسات الإجتماعية والتربية الوطنية للصف الثاني عشر, قال فيه أن تجربة الاسلاميين في حكم السودانيين أدت الي تقسيم الدولة و تفاقم الازمات الاقتصادية و المعيشية ,بالاضافة إلي أن حصاد تجربة الاسلام السياسي ادت الي تحويل السودان الي واحدة من اضعف دول العالم تنمويا.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.