يعني بالمنطق الحكومة اللي حتتكون دي حتعمل شنو عشان تحل مشاكل السودان؟ و اللي بيجبهوهم في التشكيل الوزاري الجديد حيكونوا سوبرمانات ولا رجال خارقين عشان يحلو مشاكلنا و مشاكل السودان؟ الإجابة: لا ده و لا داك ولا حاجة على الإطلاق .. بالعكس حتغطس حجرنا أكتر و تزيد الطين بلة و الحكاية تبقى سايطة و جايطة لدرجة قف و السبب إنو طالما البشير في رأس الحكومة مافي حاجة واحدة حتتعدل و لا حتمشي صح و البغالط يشوف ثمانية وعشرين سنة لورا الحصل شنو .. كم تشكيل وزاري تم؟ كم زول شالوه و جابو بدالو؟ كم اتفاقية وقعوها و نقضوها؟ كم وعد قطعوه و رموه في سلة النسيان؟ كيف أنحنا ماشين لورا بنمرة خمسة بدون فرامل و في دقداق؟ كيف جنيهنا اللي كان ليهو شنة و رنة بقى ممرمط، هايف و ما عندو قيمة؟ بقراءة بسيطة سبب تكوين الحكومة الجديدة هو إنو ناس البشير عايزين يملو بالدقيق خشم أي زول بقول إنو الكيزان محتكرين السلطة و السبب التاني هو سياسة ما يسميه الإنجليز ب(passing the bomb ) بمعنى أن القنبلة وشيكة الإنفجار يجب تمريرها للآخر حتى لا تنفجر عندي. باختصار الوضع الحالي ميئوس منه و البشير و عصابتو غلبتهم الحيلة تب ثم قعدوا و فكروا و دبروا إنو أفضل وسيلة هو نخلي آخرين يشيلو معانا الفشل و الوزر أو سميهو الجنازة التقيلة بالفساد و الغلاء و الترهل الإداري و الإقتصاد الجربان .. الغريبة لمن جا الكيزان و عملو بمبدأ التمكين شالو كل الكفاءات و جابوا ناسهم عديمين الخبرة و مشطو السلطة كيفما اتفق في الحملة السموها الصالح العام اللي هو في الحقيقة صالح خاص يخص بالتحديد المنتمين للمؤتمر الوطني كثمن للولاء و التبعية و أي زول تاني يشرب كدرا و طينا. الآن عايزين يجيبوهم تاني عشان يناقضو انفسهم بأنفسهم. ديل و الله ضرب لا متناهي من التناقض و اللا مؤسسية و كل البيحصل ده في شيئ غالي و نفيس بنسميهو الوطن .. الوطن يعني شنو؟ يعني كرامة .. يعني حرية .. يعني مستقبل جنياتن لسع ما عرفوا الكتابة! الحكاية جاطت و ساطت و بقت زي شنو أقول ليكم .. جرِّب جرِّب .. رقّع رقّع يمكن تنجح .. تماما زي حالة مرضية يجيبو ليها طلاب طب عديمين خبرة و كل واحد يحاول بالشختك بختك يعيد المريض للحياة أو زي الجرمندية بتاعين زمان البصلحو الراديو .. هو ما عارف و لا حاجة بس يقوم يلصق السلك ده هنا و السلك داك هناك إذ الراديو عمل شخخخخ .. يقول ليك اشتغل. البيحصل جريمة كبيرة إنو الوطن الكبير بمعناه و ناسو و ثرواتو بقى حقل تجارب عند ناس لا عندهم ذمة و لا ضمير و زي ما تجي تجي. إنت لو جوالك الفخم داك حصلت ليهو مشكلة و وديتو للتصليح أكيد حتنط في رقبة الراجل البصلح لو خت فيهو جمرة و لا صب فيهو موية نار بغرض التصليح لعلمك إنو ده تخريب و مش تصليح .. طيب ما هو ده البيحصل في السودان .. مثال واحد و بسيط .. عبدالرحيم محمد حسين المكتوب على جبينو إنو فاشل جابوه وزير للداخلية و بعدين للدفاع و أخيرا والي لولاية الخرطوم و ما نستغرب لو جا بكرة رئيس للوزراء! ده ما رقع رقع و زي ما تجي تجي؟ والي الخرطوم السابق و عصابتو الإجرامية اتحللو و انتهت القضية .. محمد حاتم سلمان طلع براءة .. أبو الجاز عماراتو في الإمارات تتساوى مع أفخم البنايات .. و الرواية عشان تنتهي دايرة ليها ألف ليلة و ليلة! كل البيحصل ده لا بودي و لا بجيب بل العكس زي ما قلنا حيغطس حجرنا بالمرة. حكومة جديدة يعني بداية جديدة فوق التمانية و عشرين سنة الفاتت و المطلوب مننا ننتظرهم تاني زي عشرة سنوات و نصبر عليهم عشان تصدق نبوءة الشيخ بلة (الحاضر) و عشان يعملو الإصلاحات بنفس طريقة خت الجمرة في الجوال و أوّع تقول بغم عشان ما نلخم الحكومة الجيدة في شغلها. المصيبة إنو الكيزان لمن مسكو الحكم .. طلع البترول و لعبو فيهو يمين و شمال و انفصل الجنوب و ضاع الجمل و جمّالو .. آه الآن ظهر الدهب اللي برضو حيطمعو و يلعبو فيهو زي ما عملو مع البترول و لا تسأل عن مشروع الجزيرة و أراضي القضارف الزراعية اللي يبسوها و خلو أراضيها تبكي قبل إنسانها الإتشرد في بلادن ما معروفة وين. الحل الوحيد نشيل الناس ديل من كراسيهم الليلة قبل باكر و نخت بدالهم ناس وطنيين بحبو البلد و ناسها .. و نبدأ تاني من أول و مافيش يأس طالما إنو في إرادة و عزيمة و إصرار .. و مش حنكون أول دولة تنتكس ولا تقوم ليها راية .. اليابان ضربوها ضربة الجن و قامت أقوى ما تكون .. تركيا، أقتصادها و البطالة فيها وصلت الحضيض .. الآن هي من الدول الثمانية الكبرى .. و الله و والله لو سخرنا عشرة في المية بس من خيرات بلدنا نبقى في أفضل حال .. ناقصنا شنو؟ الأرض حدادي مدادي .. الموية من الله خلق الأرض جارية .. البهايم و منتجاتها .. الفواكه .. الصمغ .. المعادن .. و فوق ده كله إنحنا على مرمى حجر من سوق الخليج اللي بيعتبر أكبر سوق عالمية لإستيراد المواد الغذائية و من وين؟ تخيل السعودية بتجيب لحم الضان المبرد من استراليا و العلف و الدجاج من البرازيل و الأرجنتين و أنحنا القريبين مسافة ساعات منقتنا تتعفن في أبو جبيهة و ما تقل الحمير الياكلوها و صمغنا نولع بحطب شجيراتو نار الملاح و الدفو. يا جماعة الخير .. الحال ما بنسكت عليهو .. و كان الحارة لحقت أخوك .. ياها الواصلاك واصلاك طالما ناس حميدتي يبرتعو و يصولو و يجولو في طول البلاد و عرضها .. طالما البشير عنتر زمانو يتحدانا و يكسب الرهان .. طالما ناس تموت بالكوم و تلفزيون السودان مليان غناء .. طالما نواب برلمانا فالحين في الرهيفة والهايفة و ساكتين عن المهم .. طالما حلايب يشيلوها المصريين عينك يا تاجر في النهار و نقعد في المساء نشاهد مسلسل مصري معروض على شاشة النيل الأزرق! للمرة التانية .. سألتكم بالله أن تقفوا بالدعم المعنوي و المادي مع كل اللي شالهوهم من وظايفهم و فصلوهم من أعمالهم لأنهم اعتصموا .. و ده أبسط حاجة نعملها ليهم عشان ما يفقدوا الثقة فينا و لا نفقد الثقة في أنفسنا خوفا من مصيرهم! [email protected]