السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(إلى روح الصديق العزيز سعودي دراج الذي شاركني هذا الحوار مع صديقته أم جمعة)
نشر في حريات يوم 02 - 02 - 2015

نون الناطقات بملكاتهن:- ناشطة اجتماعية تدعى أم جمعة
حسن الجزولي
* ليس في مدينة الخرطوم بحري من لا يعرفها، خاصة في حيها العريق بحي كوبر، حيث شكلت لوحدها مركز إشعاع إجتماعي كبير، وحيث ظل منزلها يستقطب كافة مجموعات الطيف السوداني من كل صوب وحدب، حيث اتفق على محبتها جمع كبير من نساء ورجال حيها والأحياء المجاورة لها، خاصة ناشطات الحركة النسائية والشبابية بمدينة بحري، فضلاً عن عضوات وأعضاء الجباه الديمقراطية من طلاب وطالبات جامعتي الخرطوم والقاهرة الفرع وبعض المعاهد العليا بالعاصمة، منذ منتصف ستينات القرن الماضي وحتى نهايات السبعينات، كما أمً مجلس مؤانساتها عدد من أطباء اٌمتياز وأخصائييها بمستشفى بحرى وبعض عيادات العاصمة، الذين كان واسطة عقدهم الدكتور الراحل عوض دكام، كما صادقت عدداً من رموز الحزب الشيوعي بالعاصمة وكوادره بمدينة بحري، وجمعتها علاقات ود وصداقة مع الراحل محمد إبراهيم نقد وسعودي دراج وعلوية تابر الكادر القيادى بالاتحاد النسائي السوداني، لا غرو فقد انضمت للحزب الشيوعي منذ نهايات الخمسينات وكانت من مؤسسات الاتحاد النسائي ، زاملت فاطمة أحمد إبراهيم وخالدة زاهر وفاطمة القدال ودولت محمد الحسن وغالبية كوادر الحركة النسائية، ودفعت ثمن مواقفها السياسية الشجاعة سجناً ومضايقة في لقمة عيشها، وبعد مفارقتها لحي كوبر وإنتقالها للعيش مع زوجها وابنتها الوحيدة باكنام، فقد لفها الحزن لهذا الفراق والرحيل الإضطراري، حيث كان حي كوبر بالنسبة لها المتنفس الذي كانت تعيش عليه، وما أن أُخرجت عن مياهه حتى انقطع الأوكسجين عنها!. حاورتها صحيفة الميدان خلال دعوة غداء و"جبنة" عصرية أمها معنا صديقها القديم الأستاذ سعودي دراج الكادر القيادى في الحزب الشيوعي والكادر الشبابي العمالي يوسف حسين الذي تربى في كنفها وترعرع بمنزلها منذ سنوات صباه الباكر، إضافة إلى كريمتها الوحيدة باكنام، ولم يكن من أطلق عليها هذا الاسم سوى الشهيد عبد الخالق محجوب صديق والدتها منذ خمسينات القرن الماضي!. وهذا الحوار معها تم بشق الأنفس لأنها استعصمت بالصمت المطبق ورفضت في بداية الأمر أي حديث، متعللة بأنه ينكأ جراحاً من الذكريات وينبش سنوات عزيزة قضتها الحاجة أم جمعة مع أعز الأهل والصديقات والأحباب، ولكنا خلال شد وجذب وتحايل صحفي استطعنا رغم إصرارها على عدم التعاون معنا أن نخرج ببعض من سيرة لأمرأة تركت بصماتها واضحة على مجتمع كوبر ومدينة الخرطوم بحري، وهذه حصيلة دردشة امتدت منذ الثانية عشر ظهراً وحتى الخامسة مساءً:-
حاورها: حسن الجزولي
* أم جمعة إٍسم ولا لقب؟.
+ ده إسمي اللي إتعرفت بيهو، أم جمعة الحاج عبد الجبار رزق الله. ( حسبو آدم زين العابدين)
* وإنتي أصلاً من وين؟ .
+ ( بعد أن طالت فترة صمتها يرد سعودي دراج موضحاً:- هي اتولدت في الجريف واستوطنت حي كوبر.
* والله يا حاجة أم جمعة يكون كويس لو عرفتينا بي بيتك في حي كوبر وذكرياتك مع الحبان فيهو؟!.
+ عاد ديك فترة سمحة بالحيل ،، الحركة فيهو مستمرة لآخر الليل والأقدام ما بتنقطع،، بحري كلها تلقاها عندي ،، في ضل الشجر برة البيت تلقى الجبنة وتلقى الفطور وتلقى الونسة والقرقراب،، أنا وعلوية تابر والنسوان نجهز الخروف لاجتماعات الجبهة الديمقراطية في الجامعة ومرة للعمال. دخله ومرقه ،، غايتو ،، ده كلو انقطع حسع!.
* منو من الزوار الكانوا بجوك في بيت كوبر؟!.
+ كلهم والله!.
* كلهم زي منو مثلاً؟!.
+ إنت يعني عامل فيها ذكي عاوز تجرجرني في الكلام؟.
* عاوزك تحكي لينا!.
+ قلت ليك ما توجع دماغي ،، ما بحكي!.
( بعد فترة صمت)
+ خلي سعودي يحكي ليك!.
* أنا عاوزك إنتي تحكي!.
(سعودي موضحاً):-
+ الحقيقة كتيرين اللي كانوا مرتبطين بعلاقات إجتماعية معاها!.
* زي منو مثلاً؟.
+ خليها تحكي ليك عن عبد الخالق!.
* عبد الخالق محجوب؟
+ أحكي ليهو عنو يا أم جمعة!.
(تصمت أم جمعة فيواصل سعودي):-
+ تعرف كان عندو معاها علاقة أسرية وكان بجي بشرب معاها القهوة وتنقل ليهو موضوعات بحري وحال الناس!.
( هنا توضح أم جمعة، ربما بعد أن راقت لها شهادة سعودي عن علاقتها بالشهيد عبد الخالق):-
+ (ضاحكة) كان بحب قهوتي ،، بجيني طوالي والله ،، ما بنقطع ،، مرات بجي مع نعمات زوجتو يزوروني في كوبر.
* خبر إعدامو إستقبلتيهو كيف؟
(تصمت)
* خبر الاستشهاد كان مؤلم طبعاً عليك،، مش؟!.
(تواصل صمتها بينما يتدخل سعودي):- وريهو كنتي وين الوكت داك؟!.
+ كنت ممسوكة أنا ذاتي؟
* بالله ! ،، يعني كنتي معتقلة؟!.
+ كانت معاي علوية تابر ونسوان تانيات ،، ودونا سجن أم درمان، هناك لقينا السجن (متروس) رجال ونسوان.
* ده في أحداث 19 يوليو؟
(هنا تستعدل ضاحكة في جلستها على السرير بعد أن ظلت مستلقية):-
+ كنت مع علوية تابر ونقلونا سجن أم درمان، في حراسات بحري قابلت قريباً لي إسمو كباكة (تضحك عالياً) ،، هو ذاتو مسكوهو في أحداث هاشم العطا ،، سألتو لمن شفتو قلت ليهو مستغربة:- مالك بجاي عملت شنو؟! ،، قال لي بي نرفزة:- وإنتي جايبنك هنا يدقو ليك زار؟.
* المدة القعدتيها كم في سجن أم درمان؟ ،، سمعتي بي إعدام عبد الخالق هناك؟
(تصمت بينما يوضح سعودي):- هي السيرة دي بتتعبها شوية بالمناسبة لأنو إعدامو كان صعب عليها ،، تعرف ؟ ،، بتها الوحيدة دي إسمها في الشهادة (خديجة) لكن عبد الخالق هو اللي سماها "باكنام"!. هي هسع خريجة جامعية وموظفة!.
* طيب قابلتي منو في السجن؟.
+ إنت يا حسن يا ولدي ما عندك شغلة؟!
* ما ده شغلي يا حاجة أم جمعة!.
+ شغلتك تسعلني (سعال) منكر ونكير؟!.
* أبداً والله ،، أنحنا عاوزين نتونس معاك ،، إنتي بتكوني قابلتي (فاطنة) أحمد إبراهيم في السجن خلي بالك!.
+ (فاطنة) دي قابلتها من الخمسينات ،، (فاطنة) لا هينة ولا لينة. دي من بيت خرج علما وخرج ناس فاهمين ومثقفين ،، أبوها قاضي وأمها خاتمة القرآن.
( يوضح لها يوسف حسين أني سألتقيها بلندن قريباً)
* عندك وصية ليها؟ لو قابلتها أقول ليها شنو؟
+ (أجابت بسرعة):- قول ليها أرجعي تعالي!.
* ترجع عشان شنو؟ هناك قاعدة كويسة جداً معززة ومكرمة.
+ ( معترضة):- فاطنة كرمت نفسها وما دايرة حد يكرمها ،، دي أول أمرأة تدخل البرلمان، لمن تلقاها سلم عليها وأنا بما بقول ليها أرجعي أوامر كده ،، هي براها بتقيم وضعها!.
* .........!
+ إنت راجع متين؟
* قريب!.
+ بدور أرسل ليها حاجة من هنا ،، أرسل شنو؟!.
* هي ما محتاجة لي حاجة ،، إنتي عاوزه شنو نجيبو ليك؟!.
+ بدور سلامتك.
* كدي كلمينا زيادة عن زوارك في كوبر ،، أنا عرفت إنو دكتور عوض دكام برضو من زوارك!.
+ دكتور عوض يرحمو الله ، كان بطلع من عيادة المساء لبيتي في كوبر، وأول ما يدخل علي يقول لي بي ضحكو داك " ألحقيني بفنجان القهوة ،، أصلو ما كان بقطع الأتر ،، أهلو هنا في بحري كلهم بعرفهم.
* وتاني منو؟
+ والله كلهم ،، دكاترة بحري ديل،، ناس الامتياز والاخصائيين ، كلهم أولادي وما كانوا بغبوا. الطلبة والعمال والموظفين ، مية زول داخل ومية زول مارق ،، جوة البيت وبرة البيت تحت الشجر. ديل يغسلوا وديل يكووا وديل يضبحوا وديل يجهزوا في الأكل وكميات هدايا تملا البيت عشان نوزعها للمحتاجين ،، زمن يا حسن يا ولدي!.
* .....!
+ ......!.
( تستأذن لصلاة العصر ثم تعود )
* يالله ورينا عرفتي نقد كيف؟.
+ من زمان بعرفو، بعرفو وبعرف أخواتو وبنمشي ليهم أنا وعلوية تابر في الأعراس والبكيات في القطينة.
* ......
+ ومرات في الاختفا كنت بطبخ ليهو أكل كان بريدو وبرسل يوصلوهو ليهو!.
* أكل زي شنو؟
(تصمت)
* أها ،، والتيجاني الطيب؟!.
+ ليهو الرحمة ،، التيجاني الطيب وأخوانو كلهم وفتحية زوجتو ، كنت بقرا الميدان وكل الصحف. كنت مشتركة في الميدان.
* وحسع؟!.
+ ما بعرفو! ،، إنت يا زول ما عندك شغلة ولا شنو؟!.
* ما قلت ليك دي شغلتي! ،، حصل طلعتي بره السودان يا أم جمعة؟.
+ (تصمت ويوضح سعودي دراج):-
+ سافرت كتير بالمناسبة!.
* معقول؟! ،، ورينا مشيتي وين ياحاجة
+ مشيت الاتحاد السوفيتي ومشيت اليابان!.
* يعني لفيتي العالم! ،، أحكي لينا يا الله.
(تنادي سعودي ويوسف سبت لمساعدتها في فرك الملاح!)
* البتطبخي فيهو ده ملاح شنو؟.
+ ويكة بي فاصوليا.
* يعني ملاح بصارة ،، مش؟!
+ ياها بصارة.
* دحين البصارة ما بفركوها بي ملوخية أو ملاح أخضر ؟!.
+ يا ها زاتا ،، ما تراكا بتعرف! ،، الملوخية بتجي بعدين.
* حسع سعودي ده بخدم فيك هنا ،، في بيتو قاعد بخدم يا ربي؟!.
+ أسألو هو! ،، آي بخدم.
* عرفتيهو كيف؟
+ طيب سائلني مالك؟!.
(سعودي ضاحكاً):-
+ ما قلت ليك ،، الزميلة دي ما بتقدر عليها!.
* مشيتي الاتحاد السوفيتي واليابان في وفد الاتحاد النسائي مش؟!.
+ مشينا مع فاطمة أحمد إبراهيم.
* أحسن حاجة عجبتك في روسيا شنو؟
+ النظام والانضباط ،، أريتا هي حياة الهنا والمنى ،، تعرف ( تعتدل للحديث وهي مستلقية) :- في روسيا الساعة اربعة صباحاً الشارع ده يتنضف ، أهم حاجة النظام،، الكبير ورا الكبير والصغير ورا الصغير،، وأبرز حاجة النظافة،، شعب كريم جنس كرم ،، بس زي السودانيين يا دكتور.
* عرفت إنو فرع حزبك رشحك في انتخابات عام 1986؟!.
+ (تصمت ،، فيوضح سعودي دراج):-
* أيوة صحيح ،، رشحها فرع حزبها للانتخابات ولكن تنازل الحزب لمرشح الاتحادي الديمقراطي عبد الوهاب خوجلي.
( تواصل أم جمعة وقد تحمست للدردشة):- دعمتو ووقفت معاهو في الانتخابات، وسقط مجذوب يوسف المحامي مرشح الجبهة.
* ........!.
+ غايتو ،، طالما أنا في كوبر دي ماكان في مرشح جبهة بفوز فيها. والله بعد نتيجة الانتخابات مجذوب زاتو كتر خيرو جاني وسجل لي زيارة وكان معاهو ولدو يوسف، وقال ليا العفو والعافية.
* ده شرف عظيم إنك تترشحي في منطقتك ،، معناتو ليك شنة ورنة من جماهير الحي مش؟!.
+ (تصمت بينما يوضح يوسف سبت):- الزميلة أم جمعة متخصصة في مجتمعات كوبر وأسرها، كانت تُستشار في كل صغيرة وكبيرة، أي ناس عاوزة تعمل زواج يتصلوا بها، الجمعيات التعاونية، المناسبات في الفرح والوفيات، كانت عمدة حي كوبر تقريباً.
+ ( يضيف سعودي دراج):- في جانب مهم جداً يكشف مدى إمتنان أم جمعة وارتباطها بالقضايا اللي آمنت بيها ووظلت تتداع عنها، تعرف في فترة إعتقالات انقلاب 19 يوليو، أم جمعة كانت تحمل المؤن وحاجيات المعتقلين بالشوال وتذهب بيها لكوبر!.
* ........!
+ عساكر السجون كانوا يعرفونها وتعرفهم، والضباط يكنون لها كل احترام وتقدير، ودي مسألة كان ليها اعتبار وتقدير كبير من كل المعتقلين. كانت تطلب من جميع المعتقلين حصر احتياجاتهم لتوفرها ليهم في الزيارات القادمة.
* وحسع يا أم جمعة؟!.
+ حسع وين ،، زمان كنت حوامة ،، بحوم وبمشي المناسبات والندوات والاجتماعات ،، لكين حسع كبرت وفترت والكرعين ما شايلاتني. زمان كان عندي صحة وقوة وعافية وبحوم برجولي ديل لا خلينا مظاهرات ولا خلينا مواكب ولا اعتصامات ،، شاركت في المواكب ضد مايو وناس فاطمة عبد المحمود كانو حاشية نميري. ،، دحين قعدت المرض هداني ويا ريت القى دوا للكسير ده.
* الله يزيدك عافية وصحة ،، قلتي ليا عمرك كم سنة يا أم جمعة؟!.
+ سبعين سنة
(يضيف سعودي دراج):- تمام سبعين سنة ودخلنا الحزب سوا!.
* إنت كم سنة يا سعودي؟!.
+ أنا 78 سنة ودخلنا الحزب سنة 1955.
* دخلتو كيف وفي ياتو ظروف؟!.
+ (أم جمعة مواصلة):- دخلنا كده! ،، أنا وسعودي دفعة.
* .....!.
+ بتذكر عملو لينا حفلة شاي في فرع الحزب لمن جيناهم!. دخلن معانا ناس فاطمة عطية، جيناهم مبلمات ولابسين تياب التوتل الأبيض وده كان توب الاتحاد النسائي.
* كدي إتذكروا الزميلات والزملاء العاصرتوهم في فروع الحزب بمدين بحري الحزبية في الوكت داك؟!.
+ (وبدأ كل منهما – سعودي وأم جمعة – في إيراد الأسماء):- السر تابر وشقيقته علوية تابر حمري أمين، حمزة النور، قاسم أمين، عباس علي، هاشم عابدين، أبو الكرم ،عبد الله عبد الكريم الجاك، صابر محمود، علي صيام، مصطفى علي سليمان، كرومة، حسن بيومي، محمد رجب، محمد عثمان الزبير وزوجتو عواطف، خليل الياس، محمد عمر الكابتن، فاطمة عطية وعبد اللطيف كمرات، عثمان حمد محمد، المرحومة صفية الصايم، محمد صلاح وأختو ليلى صلاح، دكتورة ثريا مضوي وحالياً في منطقة بري، أحمد حسين، دولت محمد الحسن، قاسم كرم الله وهو قريب الجنيد علي عمر، حيدر زين العابدين من ناس شمبات وحسع موجود.
* كانت عندك تجارب كبيرة في الجمعيات التعاونية وجمعيات ربات البيوت،، مش؟!.
+ ( بعد فترة صمت طالت):- ناس اللجنة الشعبية قالو جمعية ربات البيوت بتمول الحزب الشيوعي لأنها كانت بتوفر كميات كبيرة من السكر للعضوات والأسر وكانت مؤثرة جداً في الحي. كانت تضم عدد كبير من نساء نشطات وكانت تعاونية، توفر السكر وبتوفر المواد التموينية والخيرية للمناسبات، تعال شوف الكراسي وتعال شوف الخيم والترابيز، الصحون ، والصواني، الترامس بكل أنواعها، موية وشاي وخلافه، كان عندنا مجلس ادارة لأنو عندهم مال مستثمر.
* تقريباً ده كان مساوي لنشاط منظمات المجتمع المدني حالياً!،
+ (يوضح سعودي دراج):- تقدر تقول المعادل ليهو ،، كان الشكل الجنيني لمنظات المجتمع المدني بس بشكل أهلي وشعبي أكتر!.
+ (أم جمعة):- والله الجمعية دي إستفادوا منها حتى اخوان عمر البشير في الحلة ،، بعد الانقلاب الكيزان مشوا فتحو بلاغ في محاكم النظام العام ضد جمعية ربات البيوت، وقالو في تلاعب في كميات السكر وتوزيعو، كل الناس كانت مطاردة ومعتقلة ومشردة ،، بعد جلسة جلستين تم شطب البلاغ ، بس بعد داك قبلوا على تكسير التعاونيات في بحري ، صادروها ووزعهوها على كوادر الجبهة ،، حرم التهامي وأم سُر علي سعيد أميات ولكنهن واعيات جداً وقدمن طلبات للحزب، في ناس في الحلة قالو عيب تودو اماتكم للمحاكم وكان فيهم ناس من الكيزان زاتم ،، النسوان اتحدو قالو يجو الناس المتهمين جمعية ربات البيوت ويحلفو في القرآن يقولو إنو ببيعو السكر في السوق الأسود ومافي زول شهد واتشطبت القضية.، عمر البشير قال ليهم انحنا جينا عشان نعرف الحرامي منو ونفضحو، اتحاد الشباب حاولو يفكو دعاية وسط الناس إنو غالبيتهم انضموا للأمن عشان يخلقو بلبلة وتشكيك وظنون!.
* .....!.
+ عمر البشير ونظامو حاربونا واعتقلونا ، هو الكسر الاتحادات والمنظمات ،، الاتحاد التعاوني بكوبر عمر البشير ونظامو ده صادر قروشو بالمليارات وعرباتو وممتلكاتو حتى روضة الأطفال شالوها مننا وقدر ما رفعنا قضايا مافي زول أنصفنا . اللواء عبد الحي كتر خيرو مشى لي عمر قال ليهو ياخي ام جمعة دي ما شقت واجتهدت في بناء الاتحاد التعاوني ده ،، عمر قال ليهو القانون ياخد مجراه انا بالنسبة لي اليمين واليسار واحد وكل زول ياخد نصيبو قدام القانون، بس الحصل لا انصفونا ولا حاجة وشالو كل جهدنا البنيناهو بالسنين.
* ........!.
+ الترابي سبب المشاكل دي كلها والبلاوي اللي أنحنا فيها دي ،، والحمد لي الله على أي حال!.
* شايفك جبتي سيرة البشير وأخواني كتير ،، بتعرفيهو من كوبر؟!.
+ بعرفو زي جوع بطني ،، ياهو ود كوبر!.
* بتذكرك وبعرفك؟!.
+ (بعد فترة صمت طويلة ودون أن تستعدل في إتكائتها وكأنها غير راغبة في تفاصيل تضيف قائلة):- بعرفو وبعرفني ،، بنعرف بعض بالحيل ،، جابوني عشان أشرف علي عشا عرس بت اختو واتكلمنا مع بعض!.
* بخصوص شنو؟!.
+ ....!.
* لسع في مزاورة ليكي من عضوات الاتحاد النسائي الزمان؟!.
+ أنا يا حسن يا ولدي زاتي عندي لوم!.
* لمنو؟!.
+ لوم كبير للناس!.
* قوليهو ،، وضحيهو!.
+ ما حسع ،، لمن يجي وكتو!.
* في مؤتمر الحزب الخامس كانت واحدة أثناء الغناء بتدي نقد الشبال ،، دي إنتي ولا علوية تابر؟!
+ أنا ما قدرت أمشي المؤتمر السادس ،،
* بكل القدمتيهو ده بتكوني راضية عن نفسك،، مش؟!.
+ ما ندمانة من تجربتي وما طالبة من زول ييشكرني أو كرمني ،، أنا كرموني ،، جوني الأخوان قالوا ليا عاوزين نكرمك في النادي ورئيسو كوز قلت ليهم ما بمشي ،، ناسي وحباني جوني في بيتي وكرموني بحفل شاي وبسكويت وشهادة تقدير وانا شكرتهم لأنو حباني وناسي، كانت واقفة في التكريم ده الزميلة خدوم، الشعب السوداني حسع مافاضي لتكريم ،، مشغول بطاحونة الحياة في أكلو وشرابو . فيما بعد تم تكريم لي من مختلف الطيف السياسي في المنطقة ، شيوعيين، وبعثيين، بما فيهم ناس الكيزان نفسهم وقبلناهم بعد ما أقتنعوا بتكريم الشعب السوداني للناس البستحقوا التقديم.
__________
أعيد نشر الحوار كاملاً هنا نسبة للأخطاء التي صاحبت نشره في عدد صحيفة الميدان الصادرة صباح اليوم للأسف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.