قبيل غروب الشمس يجلس ريس باخرة ايزيس محمود ابو السعود على مؤخرة سفينته ناظرا الى انعكاس اشعة الشمس الذهبية على سطح بحيرة النوبة بميناء وادي حلفا .. فالانتظار هو السمة الوحيدة التي يجب على ابو السعود القيام بها بعد ان تأخر تفريغ باخرته لاكثر من «13» يوما، يقول ابو السعود انه كان من المفترض اتمام تفريغ الباخرة خلال اقل من 12 ساعة، ويشير ابو السعود بيده الى عدد من الجرارات الزراعية المحملة على الباخرة ايزيس ويقول ان الميناء يخلو من معدات المناولة التي تمكن من رفع الجرارات الى خارج السفينة، ووفقا لمتعاملين في ميناء وادي حلفا فان الميناء يفتقر الى «اوناش» رفع البضائع وعدم وجود مرسى ثابت لتفريغ البضائع ونقل الركاب مؤكدين ان البواخر تضطر لتغيير مرساها وفقا لمستوى ملء البحيرة بالماء، يقول البحار مصطفى انه بعد عدة ايام سيضطرون الى الرسو على المرسى الآخر بعد انخفاض مستوى الماء، وعلى البعد كان هناك مرسى غير مستخدم بعد انحسار مياه البحيرة عنه، يقول المسافر علي ابراهيم انه ينتظر عودة باخرة الركاب من اسوان بعد ان لم يجد حجزا في السفينة، ويشكو ابراهيم من طريقة صعود الركاب الى الباخرة مشيرا الى اضطرار الركاب للصعود للباخرة عبر صنادل بجانب السفينة مطالبا بضرورة تأهيل مراسي الميناء لتقديم خدمة جيدة للركاب. ضعف معينات الشحن والتفريغ وضيق المرسى وحاجة الميناء لوسائط تخزين حديثة وعدم وجود رصيف ثابت وحديث يمكن السفن من الرسو بطريقة جيدة، تلك الصعوبات والشكاوى نقلناها لمعتمد محلية وادي حلفا جمال محمد عبدالرحمن الذي اقر بوجود صعوبات كثيرة في ميناء حلفا ويستغرب من اختزال كل العلاقات بين مصر والسودان في باخرتين مشيرا الى وشائج القربى التي تجمع بين البلدين من ناحية الدين والنيل والدم الواحد، ويلفت معتمد حلفا الى صعوبات كثيرة تواجه ركاب ومستخدمي الميناء ويقول هناك قيود على حركة المسافرين مشيرا الى ضرورة استخراج تأشيرة للشباب دون الخمسين بينما النسوة لا يطالبهن الجانب المصري بالتأشيرات. ويقر عبدالرحمن بحال الميناء بيد انه يؤكد ان الميناء امر اتحادي وليس محليا مشيرا الى انهم وقفوا على حال الميناء مؤكدا وجود دراسات لتطوير الميناء ورجح معتمد حلفا تأخر تطوير الميناء لاولويات تخص المعنيين بالامر، ولفت الى المصاعب التي تواجه الركاب والتجار في الميناء مشيرا الى وجود «3» مراسٍ تستخدم وفقا لانحسار مياه البحيرة بجانب عدم توفر الخدمات عند سفر الركاب وتخليص البضائع مؤكدا ان دخل الميناء غير «ساهل»، ورأى معتمد حلفا ضرورة اعادة النظر في هيئة وادي النيل مؤكدا ضرورة مراجعة الادارة واهداف الهيئة نفسها مبينا ان الهيئة ليس لها اثر على حياة الناس وناشد عبدالرحمن الجهات المختصة توسيع مواعين النقل والشحن والتفريغ وبناء ميناء جديد. ليس وضع الميناء من عدم توفر معينات الشحن والتفريغ وعدم وجود رصيف لنقل البضائع والركاب وانما هناك جملة من الملاحظات يبديها معتمد وادي حلفا عن التجارة مع مصر ويطالب بمراجعة التجارة مع مصر مشيرا الى ان السودان يصدر لمصر اجود انواع الابل والابقار والكركدي الجيد والمحصولات ولفت الى ان التجار يستوردون من مصر البضائع البلاستيكية الرخيصة، ويؤكد معتمد حلفا ان افتتاح المعابر البرية تأخر كثيرا مشيرا الى انتهاء الجانب السوداني من استكمال كل المطلوبات لافتتاح المعابر مرجحا ان تكون الاضطرابات في مصر قد القت بظلالها على افتتاح المعابر البرية. ومع آخر ضوء من الشمس ينعكس على الجانب السوداني من اكبر بحيرة صناعية في العالم، يضي ريس الباخرة «ايزيس» اضواء سفينته لتعلن بقاء الباخرة عدة ايام اخرى، قد لا تعني تلك الايام شيئا لمسؤولي الميناء بيد انها تعني الكثير لبحارة السفن ومن خلفهم التجار وعمال الميناء. الصحافة