لم اندهش كغيري من المندهشين لصراحة رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان أحمد إمام التهامي في حواره مع احد الصحف الخرطوميه حين كشف عن ان البرلمان ليس لديه حصر للوجود الأجنبي بالبلاد ،ومصدر عدم دهشتي يأتي من قناعات داخلية لدي بأن المبني المطل علي شاطئ النيل لا يملك "ساكنوه" القدرة علي إستيعاب مطلوبات العمل السياسي المنوط بهم وانما يجيدون "النوم "علي أنغام الخطب الرنانة وتمرير القوانين التي تضر بمصلحة المواطن بنصفيق حار جدا "وتكبير وتهليل مجلجل"بالرغم من انه هو الذي رشحهم لتلك المقاعد النيابية ،فبات المجلس الوطني "البرلمان" ساحة للمطالبة بمستحقات النواب ومخصصاتهم وفارهاتهم ووسائل راحتهم بدلاً من ان يكون ساحة للمطالبة بحقوق المواطن وترسيخ مبادئ الوطن الواحد. نعم يجب ان لايهتم البرلمان بإحصاء تعداد الأجانب الموجودين في السودان وسلوكياتهم تجاه المواطنين ومدي التزامهم بقوانين البلاد ونظمها ،نعم البرلمان غير معني بذلك لان هناك جهات في الدولة منوط بها هذا الأمر ومن اجل ان تقوم بمسؤولياتها تجاهه رصدت لها ميزانيات تقدر بملايين بل مليارات وعلي نواب البرلمان ان يتفرغوا الي سبل كسب العيش فهم ايضاً مواطنون من ابسط حقوقهم تأمين العيش الكريم لأسرهم والسعي لعلاجهم"علي نفقة كرسي النيابة الوثير" بالخارج "لاسمح الله" في حالة إصابتهم بداء "الصداع" مثلاً في ارقي مستشفيات "الأردن وأوربا وأمريكا" وان ينصرفوا للرحلات المكوكية الترفيهية التي سينظمها البرلمان"وعلي نفقة الشعب" الذي انتخبه لقضاء إجازتهم القادمة بواشنطن ولندن وجذر الكاريبي وفينا وموسكو متفقدين أحوال سفاراتنا بالخارج في "بدعة جديدة" لم يقوم بها السابقون وربما يقوم بها اللاحقون من البرلمانيين إن اتو من رحم هولاء النواب . المضحك المبكي في تصريحات السيد رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان حديثه عن الوجود الأجنبي بالبلاد حين قال نصاً " أنحنا ما نعاين لغير السوريين من الأجانب موجودين بعملوا عمايل أكثر من السوريين لا تشبه عاداتنا وتقاليدنا " وهنا يعترف رئيس اللجنة المنوط بها حفظ الامن وتوجيه أجهزة الدولة الأمنية لبسط هيبة الدولة واستقرار الأمن بأن هنالك أجانب غير "ذوي الجنسية السورية" يمارسون أفعال لأتشبه عاداتنا وتقاليدنا كمجتمع سوداني ، وهنا يبرز السؤال ما دام البرلمان يدرك هذا الأمر وبيده سلطة محاسبة أي وزارة او جهاز حكومي عن التقصير في مهامه ماذا فعل البرلمان من اجل الحد من هذه الممارسات ؟ "طبعا أمر الرقابة والمحاسبة هو صميم عمل البرلمان في دول تحترم شعوبها ونواب يحترمون ناخبيهم ولا اعتقد انه موجود في برلمان (تحسين وجبة الإفطار للنواب)" ختاماً نرجو إجازة سعيدة للسادة أعضاء البرلمان المختارين لرحلة "النقاهة التفتيشية" وهم معروفون مسبقاً ولا عزا للسادة المغبون عليهم من النواب الذين لم يحالفهم الحظ في الاختيار وعليهم ان يعتكفوا "كي ينالوا الحظ في الويك اند القادم" ومضة أخيرة : الشعب السوداني عظيم وفي كل يوم يقدم دروس وعبر في كرم ضيافته الفياض ولكنه عند تعدي الخطوط الحمراء لايرحم فإنتبهوا ايها الضيوف في وطننا. [email protected]