أضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث والاستهتار بحق الانسان السوداني في الحياة بكرامة وعزة وشرف ، لاتخشى في الحق لومة لائم ، وليكن قدوتك في ذلك سيد الخلق وافضل البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والفاروق عمر رضي الله عنه ، اعلنها حرب شرسة لاهوادة فيها على الفساد والمفسدين وسارقي قوت الشعب مهما تحصنوا في ابراجهم العاجية وخلف ستار حصاناتهم الدستورية والتنفيذية ، ليكن همك الاول هو العدل وإنفاذه وتحقيق مضامينه العميقة مارس العدل بحرية وبحكم طبيعتك وتربيتك وانتمائك الفطري والمرجعي ، وبحكم خبرتك وتخصصك وكفاءتك وماتتناقله المجالس عنك من طهر وعفة واستقامة وضمير مستيقظ – ثق تماما وتأكد أن الله معك وناصرك وسيقوي من أزرك ويشد من ساعدك ، لاتستمع لاصوات المرجفين ، والمتشككين، ومن باعوا ذممهم وضمائرهم رخيصة في اسواق العمالة والخيانة والارتزاق –لاتكترث لاي صوت نشاز ، ولاتهتم لأي فكر يغرد خارج السرب ويسبح عكس التيار . حرك كافة ملفات الفساد المعلقة والموقوفة ، وجميع القضايا المحفوظة والمركونة، وكل التحقيقات التي لم تكتمل وجميع قضايا التعدي على المال العام، وكافة الجرائم الاخلاقية التي يرتكبها الكبار المعصومين عن المساءلة – ساهم في بناء نيابة عامة قوية جدا ترتعد من مجرد ذكر اسمها الضمائر الخربة والذمم الفاسدة وكل عابث ومستهتر بحق الوطن واهله الكرام في ان يحيوا حياة شريفة طيبة – نيابة يرتعد ويهتز من مجرد ذكر اسمها آكلي أموال الناس بالباطل، والمعتدين على اموالهم واعراضهم وحرماتهم وانفسهم بغير وجه حق – اقضي على اركان دولة الفساد والظلم والمعصية والفسوق والرذيلة ، افتح البلاغات المناسبة ، باشر التحقيق فيها، أكمل التحقيق والتحري ، مارس دورك بعدل ومهنية وحيادية تامة ، وفر الضمانات الكافية لأي متهم الى حين محاكمته ، ثم قدم المتهمين للعدالة ، والى محاكمات ناجزة سريعة مارس فيها دورك كمدعي عام مسئول عن سيادة الامن والنظام واستقرار المجتمع . شعبنا الصامد الصابر يعول ويؤمل عليك كثيرا في احداث اختراق عدلي هائل وكبير في منظومته العدلية، وفي فتح الكثير من الملفات، وتقديم العديد من المجرمين للمحاكمة – افتح ملفات الظلم والقهر الاجتماعي البغيض – حقق في ممارسات سلب الحرية وانتزاعها بغير مسوغ قانوني أو شرعي – برئ الابرياء والمحتجزين في دور التوقيف والحراسات بغير مبرر قانوني يقتضي ذلك – أعمل جاهدا على استرداد أموال الشعب الضائعة والمهدرة والمنهوبة –راجع حسابات اساطين واباطرة الفساد التي تطفح بمليارات الدولارات من عرق هذا الشعب الابي المقاتل الصابر، طبق معايير قانون الثراء الحرام وابراء الذمم – نؤمل عليك كثيرا معالي الوزير في تطبيق العدل واقامة دولة العدل والحق والمساواة وسيادة الشرع والقانون. نأمل كذلك في قيامك بتأسيس اركان وزارة ونيابة فاعلة لاتهزها ريح،ولاتنحني لاي اعصار عاصف مدمر أو عنيف - نيابة متسلحة بالعقيدة والدين والتقوى ومخافة الله فقط ، ولاسلطان عليها فيما تمارسه من اختصاصات ومهام عملية لغير القانون والشرع الحنيف- حاسب المفسدين مع التوصية باقسى العقوبات حتى يكون في ذلك العظة والقدوة والاعتبار لغيرهم _أحرص على الحقوق الخاصة للمواطنين عند تلقي بلاغ او شكوى بها مثل حرصك على الحق العام. معالي الوزير وانت في بدايات تكليفك بهذه المهنة المقدسة ، وهذه الوظيفة الشاقة والعسيرة والخطيرة جدا في الوقت نفسه في زمن اختلطت فيه الرؤى، وتبدلت فيه المفاهيم ، وتغيرت فيه المعتقدات والمعايير والقيم ، بحيث صار الظالم سيدا في قومه، والمظلوم لاقيمة له ، ثق وتأكد تماما إنك اصبحت في مرمى النيران الصديقة والعدوة، وداخل دائرة الشك الملعونة ، وانك صرت هدفا لابد من القضاء عليه طال الزمن او قصر من قبل مافيا وجماعات يتخندق بعضها تحت ستار انه من صانعي القرار، والبعض الاخر انه يدور في فلكه ، والبعض على اساس انه يملك السلطة والجاه والعز والمال ولايمكن ان يطاله قانون او اتهام ، والبعض على اساس ان ماتقوم به عبارة عن فرفرة مذبوح مؤقتة ، وانها محاولات من قبلك مصيرها الفشل وعدم الاستمرار، وانك لن تستطيع انجاز المهمة، وان الامر برمته ذر رماد على العيون ، ومساحيق تجميل لاصلاح البثور والندبات الغائرة في عمق وجه العدالة – ثق تماما ان هناك من يعتقد انه بالامكان ازالتك من المنصب بجرة قلم، أو مجرد مكالمة هاتفية صغيرة ، ونسأل الله سبحانه تعالى ان يوفقك في مهمتك العسيرة ، وأن ينصرك ويوفقك ، ويمكنك في السياق نفسه من تحقيق واقامة العدل بين الناس. نحمد لك معالي الوزير بعد الله سبحانه تعالى تحريكك للكثير من المياه الراكدة تحت الجسر ، وللكثير من الملفات العالقة والمحفوظة بغير مبرر قانوني يقتضي ذلك ، وهي ملفات وقضايا لم نتوقع ان ياتي يوما ما وتحرك ، والدليل على ذلك كثرة الاقلام والصحف التي تناولتها سبرا وعمقا وتحليلا وبالادلة والبينة المؤكدة ، ونعشم ونتمنى الاستمرار والمزيد من كشف المستور والمخبأ ومالايخطر على البال. اسس وابني نيابتك الجديدة بفريق عمل مقتدر مهنيا ، ومؤهل اكاديميا ، وصاحب خبرة وتخصص وتدريب عالي قلبه عامر بالايمان والتقوى والفضيلة ومخافة الله ، فريق عمل شفاف يؤدي مهامه بمهنية عالية جدا ، يعشق الوطن ويذوب في قيمه الوطنية ، يحترم الشعب وشعاراته المعلنة ، وحقه في الحياة الكريمة ورغد العيش، شعاره انه قد أزف الوقت لوضع حد لمعاناة شعبنا المستمرة منذ الاستقلال المجيد – فريق عمل يترجم عمله على ارض الواقع الى شعارات واقعية ملموسة تتسم بالتواضع والنبل ، واحترام الانسان وحقوقه ، ويمتلئ افقه بمعايير العدل الرفيعة السامية فقط ولاشي سواها. الوطن ينتظرك ويؤمل فيك خيرا أخي الوزير كنائب عام قوي متمترس في في قلعة العدل والحق والخير والمساواة الرصينة القوية العصية على الاختراق، والشعب الطيب يتطلع وينتظر منك نيابة قوية وفاعلة بالفعل قادرة على رد حقوقه ومحاسبة من ظلمه، وعبث بمقدراته ومكتسباته ، الامة باكملها تنتظر منك وثبة جبارة للقصاص ، ورد الحقوق الى اهلها وانتزاعها انتزاعا ممن غصبها واستولى عليها ظلما ، وان لاتهاون ولارجعة في ذلك مهما كلفك ذلك من صبر وتضحية وثمن غالي . إن فعلت ذلك أخي الدكتور عوض النور فسيخلد وطننا وشعبنا اسمك بمداد من نور وذهب على صفحات تاريخه المجيدة، وان اجتهدت صادقا ومخلصا ولم توفق فلك أجر الاجتهاد، مع أمنياتنا الطيبة لك بالتوفيق في مهمتك الصعبة والعسيرة والشاقة. [email protected]