بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    مسيرات في مروي وقصف في أمدرمان والفاشر مهددة بالاجتياح    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    مناوي: أهل دارفور يستعدون لتحرير الإقليم بأكمله وليس الفاشر فقط    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    شاهد بالفيديو.. في أول حفل لها بعد عقد قرانها.. الفنانة مروة الدولية تغني لزوجها الضابط وتتغزل فيه: (منو ما بنجأ ضابط شايل الطبنجة)    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    هل فشل مشروع السوباط..!؟    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرش الرحمن و السموات السبع-(2)
نشر في الراكوبة يوم 10 - 02 - 2017

فى المقال السابق ثار جدل من بعض المعلقين حول قصتى سيدنا إبراهيم و سيدنا موسى و معنى الرؤية-حقيقة أحاول إختصار مواضيع مطولة لتكون فى شكل مقال و القارئ الحصيف يعرف أين يجد ضالته, إيجاد المعانى القرآنية العميقة من الكتاب المكنون أمر ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا-الأصل فيه (الترتيل) و هو أول أمر وجهه سبحانه تعالى للنبى الكريم بشأن القرآن (و رتل القرآن ترتيلا) و هذا تأكيد فى الأمر- و القرآن كتاب هداية و إرشاد و بهذا المعنى فلا يكفى قراءته بصوت رخيم بل تدبر معانيه,و قد قال أحد علماء السلف الذين أحترمهم لكن هذا لا يمنع من مراجعة ما صنعوه-قال أبو العباس (ما أرى الترتيل إلا التحقيق و التبيين و التمكين), فالتجويد و القواعد و البلاغة و صف الكلمات مع بعضها للخروج بالمعنى الإصطلاحى القرآنى و صف الآيات مع بعضها للحصول على المغزى كلها جزء من هذا المجهود ونواصل.
فاتنى أن اشير إلى كلمة (يوم) التى أستخدمت فى وصف قصة الخلق فى القرآن و التوراة-إتخذها الملحدون ذريعة متعجلة للهجوم على القصص الدينى وهى ذريعة واهية لثلاث اسباب –الأول أنه واضح من القصص الدينى أن الست ايام هى مراحل مختلفة و متمايزة و الثانى أن اليوم فى اللغة العربية (الفصحى) عندنا له معنيين –إما النهار و إما اليوم الكامل بحسب السياق و الدهر و اليوم عند الله سبحانه فى القرآن الكريم مختلف بحسب السياق فتارة هو خمسين الف سنة أو ألف سنة مما نعد و طالما أن الشمس و القمر كانا جزءا من عملية الخلق فأصلا تكن توجد وحدة زمنية للحساب اللهم إلا المراحل المختلفة كما تبين و قد تعنى أيضا عملية خلق كلية كما فى قوله تعالى(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) ,أمِا الشئ الثالث يقول المتشككون فلماذا لم يقل القرآن (مراحل؟)-القرآن نزل بلغة العرب قبل 1400 سنة وراجعت المراجع اللغوية القديمة فلم توجد فيها كلمة(مرحلة) ,لكنها موجودة فقط فى معجم اللغة العربية المعاصرة-الإستعجال علة العالم!!
تحديد عدة الشهور باثنى عشر شهرا فى الآية أعلاه يوم خلق السموات و الأرض يعنى وضع كل الموازين يوم الإستواء على العرش بعد خلق السموات السبع و منها الزمن-فالشمس و القمر بحسبان- و مثلها (و السماء رفعها ووضع الميزان) و (أنبتنا فيها من كل شئ مورزون)(ألا تطغوا فى الميزان)-طغى الإنسان فى الميزان و جاءت الآية التالية فى سورة الروم (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )-41 و يالها من إشارة فالروم (الغرب) هم رواد الثورة الصناعية التى أنتجت التلوث البيئى و الحيوى و الجوى الذى يعانى منه العالم الآن و لعلهم يرجعون كما قالت الآية الكريمة-و كلمة (كسبت) فى الآية ليست لها صلة بالشرور التى أقترفها الإنسان,هناك فرق فى القرىن الكريم بين إكتسب و كسب ,الإكتساب خاص بإكتساب الذنوب أما الكسب فهو الحصول على الأشياء .
الكرسى
ورد ذكر الكرسى فى آية الكرسى الشهيرة باللفظ( وسع كرسيه السموات و الأرض) ,إذا قارنا بين عرش الرحمن و عرش الإنسان فسيسهل علينا فهم المعنى –عروش ملوك الدنيا مكونة من المبنى الذى يمثل سلطة الملك و عليه الكرسى و حوله الحاشية التى تنفذ أوامره و تجلب له المعلومات,ملوك الدنيا لو تمعنا فى الأمر سلطتهم محدودة بهذه الأدوات ,أما كرسى الرحمن فختلف أمره بالرغم من الأدوات التى لدى الله سبحانه من سموات سبع أوحى فى كل سماء امرها و العرش و الملائكة فهو لا يعتمد على أدواته كليا و يتدخل إنشاء و لا يتدخل إنشا ء و أيضا علمه مطلق ليس مقيدا بالملائكة.
رحلة الإسراء و المعراج
رحلة الإسراء و المعراج للنبى الكريم عبر السبع الطباق كانت بالروح فقط بدليل الرؤى الرمزية التى رآها المعصوم و بدليل تكرار كلمة رأى-فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ(13) النجم
الملاحظ أن رأى وردت أيضا بصيغة المضارع الذى يفيد إستمرار الوحى –الوحى رؤيا غيبية.
قوم نوح و نحن
كما ورد فى المقال السابق فإن قوم نوح كانوا متطورين روحيا و عرفوا عن السموات السبع لكنهم إستحبوا الضلالة على الهدى –أما نحن فقد أنكر كثير منا الغيب و إغتررنا بعلمنا المادى رغم فوائده و الآيتين التالية توضحان الفرق بين علمنا و علم قوم نوح:
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِير(4) تبارك
يلاحظ أن فى الجزء الأول من الاية (3) أن الله سبحانه أخبرنا بأنه خلق سبع سموات طباقا و فى الجزء الثانى أفادنا بأننا لو أعدنا بصر العين فى خلق السماء فلن نجد تفاوتا و هذا بين لكل من ينظر للسماء فالأجرام السماوية التى نراها بأعيننا المجردة منذ آلاف السنين فمازالت فى مكانها منذ آلاف السنين و تحركاتها موزونة مكانيا و زمنيا دون تفاوت، ما السر فى (أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير)- كرتين تعنى مرتين و ليس فى القرآن كلمة مزيدة أو لا تؤدى معنى معينا –فى تقديرى أن الكرة الأولى هى بالمناظير المقربة من على سطح الأرض و الكرة الثانية هى بالمسابير التى أرسلها الإنسان إلى الفضاء و ارسلت له صورا عن هول و عظم خلق الكون و الأجرام السماوية(تلسكوب هابل) و أن الإنسان لم و لن يرى أبعد مما يرى فقد كشف العلماء مؤخرا عن أن حساباتهم و معطياتهم العلمية أماطت اللثام عن أن هناك أكوانا قد تقع على بعد منا يعادل 30 مليار سنة ضوئية و هذا معنى يرتد إليك البصر و هو حسير أى خائبا و عاجزا, حسب آخر معطيات العلم الحديث أن الكون نشأ قبل 13,7 مليار سنة و هذا التفاوت بين عمر الكون الذى نعرفه و آخر حدوده سببه التباعد بين المجرات و الأجرام السماوية وقد أشارت إحدى الايات القرآنية إلى ذلك (و السماء بنيناها بأييد و إنا لموسعون) –كتبت كلمة أييد بهذا الرسم الغريب بناء على أمر اللنبى المعصوم-الياء للتفخيم و التعظيم!لو علم علماء الفلك الملحدين بهذه الآية لأسلموا جميعا فهى آية واضحة و لا تحتاج لتأويل أو تخريج من أى نوع.
السموات و الأرض و ما بينهما
تكرر ذكر السموات و الأرض فى القرآن الكريم فى عدة آيات و أحيانا ملك السموات و الارض مقترنا مع خلق السموات و الأرض فى ستة أيام, قال تعالى:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ(4) السجدة
ما بين السماوات السبع و الأرض توجد أشياء كثيرة خلقت أو أوجدها الله سبحانه تسخيرا لسكان الكوكب:
1-الماء: مازال العلماء مختلفين حول مصدر الماء الموجود على كوكب الأرض و هم منقسمين بشأن عما إذا كان مصدر الماء هو من مادة كوكب الأرض نفسه أم من نيازك ضخمة ضربت الكوكب فى طور تشكله الاولى أم الإثنين معا إلا أن فرضية النيازك هى الأقوى فقد تسبب إصطدام نيزك ضخم قبل 65 مليون سنة فى إنقراض الديناصورات,القرآن الكريم زاخر بأيات عن إنزال الماء من السماء -بعضها قد يشير للمطر و بعضها قد يشير لمجئ الماء من خارج الأرض و اقرب آية لهذا المعنى هى (و أنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا) خصوصا و أنها أتت بعد آيات كونية أشارت لتمهيد الأرض و تشكيل الجبال و خلق الذكر و الأنثى و خاصية النوم ليلا و السعى فى طلب المعاش نهارا و بناء السبع الشداد و توهج الشمس – كلمة المعصرات لم ترد فى القرآن إلا فى هذا الموضع,يميل كثير من المفسرين المعاصرين إلى أن المعصرات هى النيازك الضخمة التى تحمل فى داخلها الجليد و قد ذابت عند إصطدامها بالأرض الساخنة عند بداية تشكلها,الثج فى القواميس القديمة هو إنصباب الماء بكثافة أو إسالته و قد قال بعض اللغويين أن الفعل (ثج) أخذ من المصدر(ثلج),الماء يغطى 70 من الكرة الأرضية و قد أوضح العلماء أن كتلة الأرض كلها لو جعلت فى شكل كرة يحيط بها ماء الكوكب لغطيت بطبقة سمكها ميلين من الماء- يسهل علينا تصور شكل الكرة الأرضية فى ذلك الحين –كرة ساخنة سائلة يحيط بها الماء من كل جانب –اشبه بالبيضة التى فى قلبها الصفار و حوله البياض –هذا لا يعنى أنها تشبه البيضة فى شكلها الخارجى كما قال بعض المتؤلين المستعجلين.
إشارة طفيفة للعلم الذى لجأ له اللغويون فى تحليل كلمة (ثج), هو علم الإيتيمولوجيا (علم أصول و جذور الكلمات):
هو عملية لسانية تعتمد المقارنة بين الصيغ والدلالات لتمييز الأصول والفروع. ومن ناحية أخرى عملية تاريخية حضارية؛ لأنها تستعين بدراسة المجتمعات والمؤسسات وسائر العلوم والفنون للبتّ في قضايا اللّسانياتية،؛ -علم حقيقة الكلمة و أصلها, مثال لذلك كلمة (تنور) الواردة فى قصة قوم نوح ,تنور كانت تعنى فى اللغة الأكدية السامية التى تحدثها البابليون و من جاورهم من الشعوب-البركان ثم صارت تدل على الدخان ثم صارت تدل على فرن الخبز الذى يشبه فى شكله البركان ثم صارت تدل على تنورة الفتيات التى يشبه شكلها المخروطى شكل البركان.
2- الغلاف الغازى.
3- الغلاف المغناطيسى.
4- النيازك و الشهب
لن أطيل القارئ الكريم بشان البنود 2و3و4 وفوائدهم للكوكب فمعلوماتهم موجودة على الشبكةو لكن هناك إشارة فى القرآن لذلك:
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ(32) الأنبياء
الغلافان الغازى و المغناطيسى للارض محفوظان منذ مليارات السنين و هما قوام الحياة على ظهر الكوكب.
5-القمر: لم يتوصل العلماء إلى فرضية مناسبة تدعم من أين أتت مادة القمر لكنهم متفقون على أن وجوده تال لوجود الأرض, لم يشر القرآن صراحة لذلك لكن هناك آيات تبين أن خلقه تم لاحقا .
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا(16)نوح
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تفصيلا (12)الإسراء
من الواضح أن خلق القمر تم أثناء خلق الأرض فى اليومين الأولين لأن السماوات السبع بنيت بعد نهاية الأربع أيام اللاتى خلقت فيهن الأرض و قدرت فيهن أرزاق الكائنات (السائلين), لا يستقيم عقلا أن تتحمل الكائنات الحية عمليات الخلق الكوكبى العنيفة و سخونة الأجرام السماوية التى تكون فى البداية غير صالحة لنشأة الحياة.
الآية الثانية رغم التفاسير القديمة تشير لأنه كان هناك ليل و نهار (آيتين) فتم محو آية الليل بآية النهار و هى الشمس- السراج الذى يشع على القمر فيجعله يضئ و الشمس هى الاية المبصرة فالقمر لا يضئ من تلقاء نفسه!!
مكان عرش الرحمن قبل إرتفاعه عن الأرض:
كان عرشه على الماء الذى غطى الكرة الأرضية تماما عندما كانت فى حالتها السائلة, قال تعالى :
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ- الآية (7) من سورة هود –إشارة للموات السبع!
صلة مكان عرش الرحمن على الأرض بالكعبة الشريفة
قال تعالى :
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ(33) النازعات
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ(20) الغاشية
الدحو لغة هو البسط كما يتبين من الآيات أعلاه فى السطر الأول و فى السطر الثانى نلحظ كلمة مركبة هى (ينظرون كيف), مرتبطة بكيف سطحت,المعنى الأول و الثانى جعل كثير من الملحدين يشككون فى أن القرآن الكريم قال بأن الأرض مسطحة و ليست كروية و هذا تسرع جاهل لا معنى له,كلمة (أنظر كيف) المضمنة فى السطر الثانى لا تعنى مطلقا فى القرآن النظر بالعين ,أنظر قوله تعالى:
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ(( وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ ))نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير(259) البقرةٌ
أنظر كيف تعنى (إطلع على الكيفية) و مثلها (أرنى كيف تحيى الموتى-أنظروا كيف بدأ الخلق-أنظر كيف ضربوا لك الأمثال)
أولا : يتبين من البند (1) أعلاه الخاص بشكل الكرة الأرضية أنها كانت مثل البيضة فى مكوناتها الداخلية من حيث وجود الماء خارجها و الصهارة السائلة داخلها, و تبين من أحدث الكشوف العلمية الموثوقة أن الأرض التى نعيش عليها (اليابسة) و ليس الكوكب كانت قارة واحدة سموها(بانجيا) و تفرعت منها القارات الحالية_هذا يشرح الأمر فقد بسطت الصهارة السائلة و سطحت فوق الماء ثم مدت بعد ذلك كما أوضح القرآن و فى السنة المدونة حديث غريب - عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفا عليه: أنه أي البيت الحرام كان أول ما ظهر على وجه الماء عند خلق السماوات والأرض زَبدة بفتح الزاي, أي كتلة من الزَبد بيضاء فدحيت الأرض من تحته. ومثله "أول ببيت ظهر على وجه الماء عند خلق السموات والأرض خلقه الله تعالى قبل الأرض بألفي عام وكانت زبدة بيضاء على الماء فدحيت الأرض من تحتها-الغريب أن المحتجين على إستخدام كلمة سطحت لا يتورعون عن إستخدام جملة (سطح الكرة) ,السطح أصلا فى اللغة هو الطبقة الخارجية أما عندما نقول أرض مسطحة فهذا يعنى أرض مستوية أو مبسوطة.
أي أن مكة كانت النقطة التي توسعت منها الرقعة الأرضية فوق سطح الماء والتي سماها العلماء في آخر مراحلها (بانجيا).
الآيتين :
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ(5) الطور
تدلان على البيت المعمور حيال الكعبة –ليس جغرافيا لاأن الكعبة تدور مع دوران الأرض ,و لكن غيبا فى بعد آخر حيث ان السقف المرفوع هو بيت فى السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم يأتى غيرهم بنفس العدد فى اليوم التالى.
لم يثبت علم الجيولوجيا بعد أن مكة هى أقدم بقعة فى الأرض و لكن هذا لا يؤثر فى إيماننا شيئا فقد اثبت هذا العلم على الأقل أن الصخور النارية هى أقدم أنواع الصخور فى القشرة الأرضية و هذا هو نوع صخور مكة التى تحوى البيت العتيق.
الآية :
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12) الطلاق
تدل على كروية الأرض حيث ألمحت آخر الكشوف العلمية (ويكيبيديا) أن الأرض مكونة من سبع طبقات و كذلك (يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل),فهم السلف و منهم إبن تيمية أن الأرض عبارة عن كرة لأن تعاقب الليل و النهار فى شكل نصفى كرة يستوجب أن تكون الأرض كرة كاملة و كذلك (رب المشرقين و المغربين)-فمنها يفهم أن المشرق يناظره مغرب من الجهة المقابلة و العكس صحيح, أما (رب المشارق و المغارب) فيفهم منها تعدد المشارق و المغارب الناتج عن كروية الارض إلى ما لا نهاية.
إذن فقد خلقت الارض و طبقاتها السبع و دحيت اليابسة من فوق الماء ثم خلق القمر فى يومين, ثم قدرت أقوات (السائلين) و هم الكائنات الحية فى يومين ثم سويت السموات السبع فى آخر يومين ثم إستوى الرحمن على العرش الذى إرتفع فوق السموات السبع وكان فى البداية على وجه الماء موضع الكعبة الشريفة.
أما الطريقة التى شكلت بها اليابسة على وجه الارض فهى عجيبة –تضاريس الجبال و قيعان المحيطات و البحار تجعل الماء لا يطغى على كل اليابسة, كما أن الجبال و الرواسى كثيرا ما تذكر فى القرآن قرين الانهار التى تحمل لنا الماء العذب و نشأت على حوافها الحضارات فوجود الجبال و الوديان هو السبب الرئيس فى تكون الأنهار.
نواصل فى مقال قادم إنشاء الله عن السر فى تقديس بيت المقدس و ما جاوره.
صلاح فيصل/باحث و كاتب مستقل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.