هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار بيت المقدس-(2)
نشر في الراكوبة يوم 15 - 02 - 2017

قبل السير فى هذا المقال أعتذر من القارئ الكريم لعد إضافة الرقم (1) للمقال السابق بنفس العنوان و له العتبى-و أود توضيح شئ آخر –على الرغم من إتفاق علماء الإنسانيات على خروج الإنسان الأول من أفريقيا فقد درجوا على تسمية الإنسان الحديث و الذى ظهر أولا بمنطقة الشرق الاوسط منبع الحضارات و الأديان بالإنسان العاقل و هى تسمية ربما تحمل فى ثناياها شيئا من العنصرية و هناك مَن يرفض قبول هذه الحقيقة؛ مثل بعض الباحثين الغربيين، وبخاصة الألمان، حيث يصعُب عليه أن يكون أصلهُ من المشرق العربي؛ مدفوعاً باعتبارات عنصرية، لا تمتّ إلى جوهر البحث العلمي النزيه بصلة.
وأَدَل مثال على ذلك؛ عندما قال فرانز فيدنرايخ، في مؤتمر علماء الأنثروبولوجيا الطبيعية (علم الأجناس البشرية) ، في كوبنهاجن، قبل الحرب العالمية الثانية مباشرةً: «يبدو أن الإنسان العاقل قد جاء من فلسطين إلى شمال أوروبا»؛ حيث ثارَ - حينها - المندوب النازي، وخرج من غرفة الاجتماع.
أثبتت كل البحوث و الدراسات أن كل البشر على إختلاف أعراقهم متساوون فى قدراتهم لكن المسألة مسألة ظروف و ملابسات و إصطفاء إلهى فيما يتعلق بالدين- إذن فمن الافضل إطلاق تسمية (الإنسان القابل للحضارة) .
فيما يتعلق بالقرآن الكريم فقد إتضح و بما لا يدع مجالا للشك أن مشكلتنا معه قبل أن تكون تطبيقية فهى لغوية أيضا و بعض الناس البعيدين عن الدين يعتقدون أن المعصوم قد كتب القرآن من عنده أو أن القرآن صعب الفهم و متناقض-هذا كلام متسرع وبعيد عن المنهج العلمى.
قبل أن أشرع فى عقد مقارنة بين الآيات الواردة فى شأن خلق الإنسان فى كتاب الرب المعبود و المعلومات التى إكتشفها الإنسان فى كتاب الوجود أود أن عرض لثلاث قضايا :-
مصدر علمنا الإسلامى بالطريقة التى خلق بها سيدنا آدم عليه السلام:
هى مرويات أهل الكتاب و آخرون و ليس القرآن الكريم و أرجوا أن تلقوا نظرة على هذا النص من تفسير إبن كثير:
قد اختلف في الجنة التي أسكنها آدم ، أهي في السماء أم في الأرض ؟ والأكثرون على الأول [ وحكى القرطبي عن المعتزلة والقدرية القول بأنها في الأرض ] ، وسيأتي تقرير ذلك في سورة الأعراف ، إن شاء الله تعالى ، وسياق الآية يقتضي أن حواء خلقت قبل دخول آدم الجنة ، وقد صرح بذلك محمد بن إسحاق ، حيث قال : لما فرغ الله من معاتبة إبليس ، أقبل على آدم وقد علمه الأسماء كلها ، فقال : ( يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) إلى قوله : ( إنك أنت العليم الحكيم ) قال : ثم ألقيت السنة على آدم - فيما بلغنا عن ((أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم)) ، عن ابن عباس وغيره - ثم أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر ، ولأم مكانه لحما ، وآدم نائم لم يهب من نومه ، حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء ، فسواها امرأة ليسكن إليها . فلما كشف عنه السنة وهب من نومه ، رآها إلى جنبه ، فقال –(( فيما يزعمون والله أعلم)) - : لحمي ودمي وروحي . فسكن إليها . فلما زوجه الله ، وجعل له سكنا من نفسه!!!
ما الذى يمنعنا من البحث فى القرآن و العلم إن كنا مقتنعين اصلا بان الخالق هو الله سواء بسنن طبيعية أو خارقة للطبيعة-هذا لا يقدح فى إيماننا شيئا.
قول القرآن الكريم عن خلق سيدنا آدم:
ورد فى القرآن الكريم ذكر نوعنا بعدة صيغ و كل صيغة لها معناها الذى ينسجم معها حسب السياق مثل: بشر ,إنسان, الناس و نفس.
و ذكرت خمس عشائر أو عوائل حملت مشعل الدين : بنى آدم ,ذرية نوح,آل إبراهيم ,آل عمران ,بنى إسرائيل.
ما يهمنا فى هذا المقال ذكر ماذا قال القرآن عن آدم و البشر و الإنسان, بدون ترتيب: فالإنسان يقصد به الإنسان الحديث القابل للحضارة بصفاته الحضارية أما البشر فهم الإنسان بدون التركيز على صفاتهم الحضارية و هو وصف يطلق للتفرقة فى مجال الدين بين الإنسان و الكائنات الأخرى أو لدمغه بصفاته الحيوانية من أكل و شرب و تناسل و موت.
بالنسبة لخلق آدم و البشر قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)الحجر
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(28) البقرة
يتبدى لنا من الآية الأولى أن الله سبحانه أخبر الملائكة بخطته لخلق البشر من مادة الطين الصلصال و هذا لا يعنى بالضروروة صنع تمثال فمن أقوى الفرضيات العلمية الآن بدء الحياة على الارض فى طين المستنقعات من كائنات أولية بدائية –ذلك الطين الذى تكون من رماد البراكين الغنى بالبوتاسيوم و يناظر ذلك (حمأ مسنون) و هو الطين اللزج المنتن و الإنتان يدل على الكائنات الأولية, ثم بعد إكتمال عملية التسوية سجدت الملائكة لذلك المخلوق فى شخص آدم تنفيذا للأمر الإلهى.
الآيات التالية و بدون تبحر فيها واضح أن الله أخبر الملائكة بأنه (جاعل فى الأرض خليفة) –رد الملائكة و باقى الايات لا تدل على أنهم يعلمون الغيب لكنهم يتحدثون عما يروه –أسلاف ذلك الخليفة يفسدون فى الأرض و يسفكون دماء بعضهم البعض ,كلمة خليفة فى القرآن الكريم لا صلة لها بخلافة الله فى القرآن الكريم –كل الآيات الواردة فى القرآن الكريم محتوية على كلمة (خليفة )و مشتقاتها تدل على بشر يخلفون بشرا بلا إستثناء.
الحالتين تدلان على ان الله سبحانه اخبر الملائكة مرتين : المرة الأولى قبل خلق البشر و المرة الثانية بعد خلقهم و لدى إصطفاء آدم عليه السلام منهم.
رجعت لكلمة (جعل ) و مشتقاتها فى القرآن الكريم فوجدتها و مشتقاتها قد وردت (312) مرة و يمكن تقسيم إستخدامها لخمس مجموعات :
جعل ,جعل مع لام التعليل ,جعل من ,جعل ل و جعل الظرفية التى تشمل جعل (فى, على,مع, بين,خلال, تحت, فوق,بعد, حيث)
ما يهمنا فى هذا المجال( جعل فى الأرض) و أفضل مثال لها قوله تعالى:
يَا دَاوُودُ إِنَّا ((جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ)) فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26) ص
أى إنا جعلناك خليفة في الأرض أي ملكناك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر و المعروف أن داؤود قد خلف طالوت فى الحكم.
وواضح جدا أن نفس المعنى ورد فى قصة سيدنا آدم –أنه من الأرض و لم يهبط من السماء و أنه سيجعل خليفة فيها أما معنى هبط فوارد فى سورة البقرة بمعنى مختلف عما ظنه المفسرون المتأثرون بقصص أهل الكتاب-أهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم-ليس كل هبوط فى القرآن الكريم يدل على السقوط من أعلى لاسفل و يحكمك السياق.
جعل بصفة عامة تعنى تغيير كنه شئ موجود أو أو إخراج شئ آخر منه أو تغيير موضعه و لا تعنى خلق شئ من العدم و إذا إقترنت مع (فى الأرض) فتلك قرينة أخرى أقوى, البحث موجود عندى بصيغة (إكسل) و على إستعداد لإرساله بالبريد الألكترونى لمن يطلب ففى كلمة جعل فى القرآن الكريم أسرار لا تنضب منها (و حعلنا سراجا وهاجا) المعروف علميا أن الشمس لم تكن مشعة فى الأصل إلا لما بدأت العناصر فى داخلها بالتفاعل, (ألم نجعل الأرض كفاتا.أحياء و أمواتا) –كفاتا تعنى قابضة و الأرض بهذا المعنى جاذبة للأحياء عليها بقوة الجاذبية فلا يتطايرون فى الفضاء نتيجة للقوة النابذة و قابضة للأموات بخاصية إعادة تدوير أجساد الموتى.
نتج عن تحليل كلمة( الأرض) على برنامج الإحصاء الألكترونى ثمانية آيات كلها تحمل الرقم (7)وتحمل معانى عجيبة:
*وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ(7) هود
1-إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا(7) الكهف
2-أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ(7) الشعراء
3-رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ(7) الدخان
4-وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(7) الفتح
5-الْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ(7) ق
6-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(7) المجادلة
7-هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ(7) المنافقون
كنت تخيلت طالما أن عدد السموات الغيبية سبع و رقم كل آية سبع فى سورتها- أن يكون العدد الإجمالى للآيات سبع رغم انى أعدت العد مرارا فوجدته ثمانيةو لما أجلت بصرى فى الايات إكتشفت السبب-الآية الأولى ترمز للعرش الذى كان على الماء ثم رفع فوق السبع سموات.
تركت الاية الاولى بدون رقم لانها ترمز للعرش و الآيات الباقيات ربما ترمز فى ثناياها لما أوحاه الله سبحانه فى السبع سموات فى قوله (و أوحى فى كل سماء أمرها) –خصوصا إذا علمنا أن ترتيب سور و آيى القرآن فى المصحف لم يكن عشوائيا بل بتوقيف من المعصوم فالآية الاولى تدل على وضع خطة كاملة لإعمار الأرض و تهيئتها لإستقبال المخلوق البشرى القادم و إبلائه وواضح ذلك جليا من إخبار الملائكة قبل بلايين السنين-إنى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون, ثانيا إنبات كل صنوف الكائنات الحية من الأرض و إثبات صفة الخصوبة فيها (من كل زوج كريم), ثالثا إلهام كل شئ فى السموات و الأرض و ما بينهما بدوره فى عالم الملك (الربوبية), رابعا سيطرة الرحمن على كل أشكال الجمادات و الكائنات, خامسا إكمال شكل الأرض الحالى من حيث إبتعاد القارات عن بعضها و رفع الجبال و زيادة التنوع الأحيائى و ظهور صفة الجمال و تذوقه لدى بعض الكائنات و أكثرها ظهورا فى الإنسان, سادسا علم الرحمن بكل ما نقوله –ظهور الإنسان الناطق و اللغة, سابعا تحكم الرحمن فى خزائن الرزق البشرى كيفما يشاء و قدرة الرحمن على المنافقين-ظهور المجتمعات البشرية بتعقيداتها الاقتصادية و الاجتماعية الحادثة.
س سؤال كيف تمكن المعصوم من إحكام القرآن بهذه الطريقة إن كان قد كتبه من عنده كما يقول المبطلون المرتابون؟
نعود لمسألة خلق سيدنا آدم –واضح مما سلف أن ما عرفناه عن خلق سيدنا آدم كان من عند أهل الكتاب و سوء فهمنا للغة القرآن و بالتالى سوء تفسيرنا و تأويلنا و إن لم تكن لنا الشجاعة لحسم هذا الأمر فسنكون قد حكمنا على القرآن بالجمود و عدم المواكبة و فقدنا عددا لا يستهان به من أبنائنا المؤمنين المتعلمين كفرائس لشيطان الإلحاد الذى يرتدى مسوح العلم المادى.
عودة لملخص مقال الدكتور أحمد الدبش فى مقالى السابق (أسرار بيت المقدس) و ما اشير إليه من تلاقى فرعين من الإنسان فى كهوف فلسطين و معرفة ذلك الإنسان للغة و العادات الإجتماعية نلاحظ تناظرا واضحا مع إشارات فى القرآن الكريم : إشارة لوجود بشر آخرين يسفكون الدماء و يفسدون فى الأرض كقول الملائكة, إشارة للغة (و علم آدم الأسماء كلها) , إشارة من البشر الأولين لصنف آخر من البشر ذكروا فى معرض معرفة بنى آدم و قوم نوح لهم (و لقد اضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون)-(و أتقوا الذى خلقكم و الجبلة الأولين), الجبلة الأولين حسب مراجع اللغة القديمة تعنى الخلق الأولين و لم تستخدم هذه الجملة إلا هاتين المرتين فى القرآن الكريم وبنى آدم و قوم نوح من اقدم البشر-هذا التناظر ليس صدفة.
تشير كل الشواهد إلى أن تقديس بيت المقدس لم يكن عبثا مثلمه و تقديس مكة و تواجد كل هذه القرائن الدينية و اللغوية و العلمية ليس صدفة –أضف إلى ذلك أن نفس الأرض التى أتى منها سيدنا آدم هى نفسها التى أتى منها المسيح عليهما السلام و قد ذكر كل منهما بصريح الإسم (آدم/عيسى) خمس و عشرون مرة و قد اشار القرآن الكريم إلى أن (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
المتتبع لمسيرة الدين التوحيدى منذ بعث سيدنا آدم يجد أن مسيرته مشت على ساقين هما اللغة و الذرية (بنى آدم,ذرية نوح , آل إبراهيم ,آل عمران,بنى إسرائيل) و كانت قبلة الصلوات هى دائما بيت المقدس مقر نشأة آدم الأولى أول الأنبياء –و كدلالة على أهمية العشيرة فى مبدأ امر الدين فإن بنى إسرائيل عندما كانوا فى مصر مع موسى عليه السلام أمروا بان يجعلوا بيوتهم قبلة .
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة كان دليلا على عالمية الدعوة المحمدية , إنتقل ثقل الدين التوحيدى من لواء تحمله عشيرة أو عائلة مركزها بيت المقدس إلى لواء يحمل من عند مركز الارض حيث كان عرش الرحمن فوق الماء و إنبثق من تحت الماء أول تكثف للارض الصلبة و الذى مثل القارة الأم (بانجيا) –أرجو الرجوع لمقالى (عرش الرحمن و السموات السبع 1-2) ,الإسلام صار دعوة عالمية و ليست عشائرية أو ضمن ذرية و ليس أدل على ذلك من أن الرسول (ص) ولد له اربع ابناء توفوا كلهم فى حياته.
إضافة أخيرة –معظم المفسرين أعجبتهم فكرة سجود الملائكة لآدم فظنوا أنه سجود تعظيم أو سجود بمعنى طاعة لأمر رب العالمين بل و ظنوا ان كل الملائكة سجدوا و أن قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك) هو نوع من الغيرة أو الإستغراب لكن الأمر غير ذلك, السجود كان رمزيا و مجازيا بمعنى خدمة بنى البشر و بالأخص من صلح منهم ,الشئ الثانى فلم يؤمر كل الملائكة لقوله تعالى (إستكبرت ام كنت من(( العالين))- تلك فئة أخرى من عالم الكائنات الماورائية و كلمة (ملك) اصلا تدل على رسول من عند الله لتأدية مهمة معينة- و هنالك بعض الإشارات لهم فى القرآن دون صفة (ملائكة) مثل (و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) و (الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به).
أما قول الملائكة فكان سؤالا أكثر منه إستنكارا أو غيرة – فالملائكة أطهار و ينزهون و يقدسون الذات الإلهية فاستغربوا فى كيفية المواءمة بين طبيعتهم و خدمة ذلك المخلوق المفسد فى الارض و الذى كان أسلافه أبعد ما يكونون عن طبيعتهم.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.