هذه اللحظة التاريخية على بؤسها المعاش هي اروع واجمل لحظات التاريخ منذ الخلية الأولي البايلوجية المقدرة ب 5 بليون سنة وان شئت قل منذ الانفجار الكوني العظيم المقدر حدوثه المحتمل بحوالي 14 بليون سنة.. الناس دائما كانت أبشع في السلوك واقذر وأوسخ في المظهر واقصر في القامة واهزل في الجسد.. والأمراض والأوبئة منتشرة بلا وقاية أو علاج. العلوم لم تخلق بعد ثم ظلت بدائية واسطورية حتى قبل 100 سنة فقط من الآن. . كلما ذهبت إلى الوراء سنة واحدة إلى عشرة آلاف سنة وكل التاريخ ستجد الإنسان كان أقل إدراك بذاته و الطبيعة.. وكان دمويا ومتوحشا ونزويا أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان في فهمنا المعاصر.. ولا يوجد واتصاب ولا فيسبوك ولا تويتر . غير أننا كلنا سلفيون بدرجات مختلفة نمجد الماضي لدواعي نفسية وايدولوجية وعقدية وسياسية وعملية.. ومجالات تمجيد الماضي لا حصر لها من الدين إلى العرق إلى الحضارات إلى الموسيقى والغناء والرسم والطعام.. كله هراء. اللحظة الحاضرة "الراهنة" هي الأفضل وعلى وجه الإطلاق!. مؤكد عندي ان الموسيقار يوسف الموصلي (يعيش بأمريكا الان) يعلم في الموسيقى أفضل من الموصلي الأول و زنقار وافضل بكثير في مجاله من محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.. والفنانة نانسي عجرم أفضل من فيروز في الأداء وفي الخامة الصوتية (تلك مجرد أمثلة لا حصرية فقط لاجعلك تحس بما اقول في أقل كلمات ممكنة). ولنا إن شئنا أن نقول بالمزيد من الأمثلة التوضيحية.. عندي وبلا شك ان أي طفل متوسط الذكاء في الراهن بمدرسة الأساس يعرف عن العالم والكرة الأرضية والقارات والكواكب وجسد الإنسان و نفسياته ويعرف في الثقافة والتاريخ والدين أكثر بكثير من أرسطو وافلاطون وابن رشد وابن تيمية على سبيل المثال .. أرسطو لن يستطيع فتح جهاز الكمبيوتر وابن تيمية لن يستطيع الاتصال بالمطافي أن شب حريق في البرج الذي يقيم به.. ولا أشك في أن "الحرمة" الإماراتية مريم المنصوري التي قادت الطائرة فوق سماء داعش أشجع من عنترة بن شداد الذي كان يحارب بسيف هندي ثلة صغيرة من البدو الذين سرقو عددا من جمال ربع بني عبس. لكن البعض منا يرفض الوعي الإنساني الراهن ليعيش حياة الجدود والبداوة لدواعي مختلفة قلنا بها للتو بعاليه.. فالسلفية ليست عقدية ودينية فحسب وليست وهابية وبس بل السلفيون يسيطرون في الحقيقة على كل مفاصل الحياة الراهنة من اقصى اليسار إلى اقصى اليمين. طبعا هناك عناصر مشرقة وجميلة في الماضي وهناك رواد ضحو باجسادهم وارواحهم.. لهم منا الحب والتفهم والفهم.. لكن الراهن تجاوز تلك اللحظة الماضية وبنى عليها ما هو اروع واجمل .. و الراهن بدوره به أشياء قبيحة وعذابات والام وحروب ودمار ولكن الماضي دوما أبشع بدرجات لا تقاس!. أنا هنا للاحتفال بالهنا والآن (الراهن) والبناء عليه للمستقبل.. تعالو نسعد بجمال عالمنا "دنيانا".. ونحلم ونعمل من اجل مستقبل أفضل و أجمل لنا نحن جيل الحاضر اولا واخيرا (لا تهتم بالاجيال المقبلة اتركهم لحالهم فقط امسح وسخك انت بنفسك قبل أن تذهب أن أردت بهم خيرا) فالاجيال المقبلة كفيلة بذاتها لان حياتها ستكون أفضل في كل شيء وسيكونون اذكى منا جميعا في كل الاحوال وعلى أي حال!. أنا هنا للاحتفال بالهنا والآن!. محمد جمال الدين [email protected]