في البدء و المنتهى و إبتداءً هل نال السودان إستقلالاً حقيقياً ؟... عقب طوال 61 عاماً أم ظل يراوح طويلاً بين خطوات (محلك سر) !!؟... # مرحلة ما قبل الإستقلال # منذ الوهلة الأولى أولى المستعمر إهتماماً خاصاً و كبيراً بتشيد بنية تحتية في السودان الأوسط لتمكنه من إدارة البلاد بسلالة ... ماذا فعل الذين أتوا من بعده و تصدوا للحكم ؟... من هم !!؟... و ما حقيقة أمرهم !!؟... كأن لم يكن ثمة بديل غيرهما هما ؛؛؛؛؛ الطائفتان :- الأنصار و الخاتمية و كلاهما أرباب مستعمر أحدهما جاء مع الغزو التركي و الثاني أهدى سيف المهدى لملكة بريطانيا العظمى تودداً لنيل رضاء سموها كلاهما و لم يكن همهما رفعة الوطن بل الحصول على الجزء الأكبر من كيكة السلطة لذلك لم يهتما كثيراً بوضع دستور دائم للبلاد و غفلوا تماماً عن إقامة مؤسسات مدنية ثابتة يُدار من خلالها دولاب العمل و تضع البلاد في أول درجات سلم النهوض !!!؟؟... عبر إدارة و إستثمار موارده الغنية و مناخاته المختلفة و (نهر النيل) و النهيرات المتعددة التي تنتشر على أرضه المتشاسعة ، كل هذا الثراء لم يُدار على الوجه الأمثل ؛؛؛؛؛؛ أو على الأصح لم تُتح لذوي النفوس العالية الشفيفة سانحة أن يتولوا إدارته بالعدل و الإحسان و المساواة و المشاركة و عدم الإقصاء و التبادل السلمي للسلطة كيف نطلق على بلد ما أنه مستقل خلال طوال 61 عاماً بينما ظل تتخطفه الطائفتان و العسكر و في نهاية المطاف إشترك الجيش مع الجماعة المتأسلمة في حكم البلاد ثمة سؤال لا بد من طرحه لماذا أُنشأت الجيوش ؟؟؟ ... أليس للذود عن عزة الوطن و صد العدوان !!؟... أليس مهمة الجيوش النبيلة هي الدفاع عن الوطن !!؟... و ليس حكمه !!!... إنحرفت هذا القاعدة بتسليم "عبد الله خليل" عن حزب الأمة السلطة للفريق عبود ؛؛؛؛؛ و بذلك دخل الجيش كلاعب أساسي في اللعبة السياسية القذرة متخلياً عن دوره المقدس في حماية حرمات الوطن !!؟... و لعل صراع الأحزاب التقليدية و العسكر من أجل الجلوس على سنام السلطة يذكرني بقول الدكتور "عبد الله الطيب" طيب الله ثراه ، في هذا الصدد عن إستمرار وجود المستعمر رغم رحيله و نحن ندعي إننا دولة مستقلة طوال 61 عاماً ...... بينما واقع الأمر غير ذلك تماماً لأننا لا نطبق القانون !!!... و لا أحد من المسؤولين يخضع للقانون !!؟... كما هو الحال في الدول المتقدمة بل القانون يُطبق فقط على عامة الشعب !!؟... يقول البروف ما معناه ( نحن عاصرنا حكم المستعمر وهو في سطوته يمشي بيننا و الآن ها هي أشباحه تحكمنا ) !!؟... و من أقصى أنواع الإستعمار الوطني و أكثرها بطشاً بالعباد ، حكم المتأسلمين مع العسكر الذي لا مثيل له ، سوى غزو التركية السابقة للبلاد ؛؛؛؛؛ و ما فعلته بالشعب السوداني لجمع الضرائب و المكوث من المزارعين المعدمين ، تفعله السلطة الحالية بطرق أكثر خبثاً و أقسى ضراوة هذا هو واقع الحال الحالي و على الرغم مما ذُكر آنفاً ظل الشعب السوداني مع إطلالة بداية كل عام ميلادي يحتفل بأعياد الإستقلال !!؟... لكنه لا يتطور و لا يتقدم قيد أُملة بل يتراجع و يتقهقر الى درجة الحضيض من مجتمع زراعي الى مجتمع رعوي و حالياً تسود هيمنة العقلية الرعوية على سلوك و تصرفات معظم المجتمع السوداني !!؟... و على مر العهود السياسية ظللنا نحتفي بذكرى الإستقلال كأن رفع العلم يمثل لدينا قمة المبتغى و المراد ؛؛؛؛؛ ماذا بعد رفع العلم ؟؟؟... لا شئ جوهري يحدث لا دستور دائم لا مؤسسات سياسية لا خطط إقتصادية لا نهضة تعليمية لا أحد يذهب لا أحد يأتي لا شئ يحدث كأننا نجلس أمام خشبة المسرح ( في إنتظار جودو ) !!؟... [email protected]