نجحت الجلسة الاجرائية لحزب المؤتمر الشعبى وتمخض عنها اختيار الدكتور على الحاج امينا عام للحزب خلفا للمؤسس الراحل الدكتور الترابى ، وانقضت ايام المؤتمر بخيرها وشرها ، وانفض سامر القوم ، وتفرق ( المطبلاتية ) ايدى سبأ ، وجنى التجار ارباح طائلة اقلها تعمير العمارات وتشيد القصور والخانات على شارع الهرم بالقاهرة ، فالمؤتمرات فى السودان لمن يفهمها ويعيها موسم ( رحمتات ) وسانحة للصوص ليرتقو المكانة فى مجتمع النفاق السياسي ، ففى السودان فقط ، لايمكن ان تكون قياديا محترم داخل تنظيمك الا اذا كنت ( مريش ) فاحش الثراء ... اما المؤهلات والايجازات العلمية ، الدكتوراة وماشابه من الهراءات التى يعتبرها البعض شهادات تشفع لاصحابها بتبوا المناصب الرفيعة ، ماهى الا ( خطالة ) ومضيعة للوقت فى الفاضى !! .. القيادة فى السودان ليست مؤهلات ولا خبرات علمية ولا شهادات جامعية ، يكفى ان الصحابة رضوان الله عليهم لايحملون شهادات دراسية !! .. المهم فى الامر توافقت عضوية المؤتمر الشعبى على اختيار الدكتور على الحاج ليكون الامين العام للحزب وهو اختيار لايسعنى ان اقول قد صادف اهله ، ذلك لجملة من الاسباب اهمها فى اعتقادى بان هذا التوافق ماهو الا بداية النهاية الوشيكة لهذه الجماعة او الفصيل الاسلامي الذى بدا متضعضع القوة وعاش ضعيف البنية التنظيمية يشكو الفقر والفاقة ويفتقد للاسباب التى تعينه على الاستمرارية ، فهو حزب نتاج لوثة عقلية بسبب تقسيم غنائم ميراث السلطة ، وهو ايضا تنظيم نهض على التهور والانانية التى استحوزت على مساحة عقول مؤسسيه ، هو ليس حزب بالمعنى الحرفى للكلمة وبالتالى لا يمكن ان يعول عليه فى احداث التوازنات السياسية ، انه مجرد نزوة وظاهرة اجتماعية تعبر عن حالة انتقامية ، هو المفروض ان يتلاشى مع وفاة الدكتور الترابى ، لانه كما اسلفت لايمتلك مقومات التنظيم ، ولايمتلك ايضا القدرة على التعايش مع الواقع السياسي المرير فى السودان ، الشعب صار يفهم السياسة من باب انها طاقة للاموال السائبة ومنفذ قانونى للسرقة الاحترافية المقننة والمؤتمر الشعبى بالكاد تستطيع عضويته تجميع ( الشيرنق ) لتوفير ( بلح ومدمس ) الاجتماعات ... حتى الذى اعتبره البعض بالتنازل الكبير الذى قدمه الشيخ ابراهيم السنوسى وتمثل فى قبوله لنتيجة الاصوات التى فضلت عليه الدكتور على الحاج ، ماهى الا بمثابة رصاصة الرحمة التى ستوارى جسد التنظيم النحيل الى مثواه الاخير ... المؤتمر الشعبى بصراحة متناهيه هو خيبتنا الاخيرة وهو ايضا اخر اسفين يمكن ان يدق على نعش الوطن الحزين . [email protected]