في بريد جنة الشوك شكاوى وملاحظات من متضررين ومشفقين أيضاً بخصوص شبح أسمنتي ضخم على شارع البرلمان بالخرطوم.. يفشل الكثيرون في إطفاء استفهاماتهم حول هذا المبنى الضخم الذي توقف العمل فيه منذ حوالي خمس سنوات بعد أن تم قطع شوطا كبيرا في مراحل تشييده إن لم نقل إنه يقف على التشطيب ؟! يتساءل الكثيرون من هو صاحب ملكية هذا المبنى؟ ولماذا توقف العمل فيه فجأة بعد أن خسر مالكه أموالاً طائلة في تشييد ماتم تشييده من هذا المبنى؟ هل المالك شخص مترف دفع كل هذه الأموال في عملية التشييد ثم تجاهل الأمر أو انشغل بأعمال أخرى ولا يهمه استرداد ما دفعه بإكمال المبنى وتشغيله واستثماره؟ هل هو رجل أعمال مفلس أم تاجر معسر أم مغترب فشل في إكمال مراحل البناء؟ أم هو مال سائب.. لا وجيع به ولا صاحب له؟ هذه هي نماذج من تساؤلات من يمرون بهذا الشبح العالي بنوافذه المظلمة ومخلفاته وتوابعه التي تعيق الطريق في شارع البرلمان بقلب الخرطوم وفي الموقع الذي كانت فيه (المعروضات المصرية) لو تذكرونها.. المبنى يا سادة ليس مالاً سائباً ولا هو لمالك متعسر ولا لمترف مستهتر بل هو مبنى وقفي يتبع لهيئة الأوقاف الإسلامية التي هي صدقات جارية موقوفة للاستفادة منها وحبس منفعتها لوجه الله تعالى. ومن غير اللائق أن يتحول مبنى وقفي في قلب الخرطوم إلى وكر من أوكار الجريمة.. أو مكان يتضرر من وجوده من يجاورونه من المؤسسات والمكاتب والمباني الأخرى في قلب الخرطوم .. والواقع أنه تمت شراكة بين هيئة الأوقاف وولاية الخرطوم وبنك جدة الإسلامي لبناء هذا البرج الاستثماري المؤلف من 16 طابقاً وقد تمت عملية البناء تماما أي تم بناء ال 16 طابقا قبل نحو خمس سنوات لكن فجأة توقف العمل في مرحلة التشطيب.. وأصبح الوقف عبارة عن كتلة أسمنتية ضخمة تمثل عائقاً بمخلفاته وبيئةً مهيأة لممارسة الإجرام وفوق كل ذلك عقاراً وقفياً مهملاً تماماً في قلب العاصمة الخرطوم. إنه مثال وشاهد بائن على الإهدار الاقتصادي لأموال الأوقاف من خلال هذا الإهمال البائن وعدم الاهتمام بشؤون الأوقاف مما يعطي انطباعاً سالباً جداً عن النظرة الرسمية لإدارة الأوقاف في السودان كما أنه يزيد من إحجام المحسنين عن الدخول في أوقاف جديدة في البلاد. حسبنا الله ونعم الوكيل شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين. اليوم التالي