استضافت الهيئة العامة للأرصاد الجوية يومي 15 و 16 مايو 2017م مؤتمر التوقعات الموسمية لأمطار الصيف لعام 2017م. و هي أمطار شهور يونيو إلى سبتمبر. تصدر هذه التوقعات مجموعة شرق أفريقيا التي تضم دول: السودان, جنوب السودان, إثيوبيا, إريتريا, جيبوتي, الصومال, كينيا, يوغندا, رواندا, بوروندي, و تانزانيا. و تعتبر دول السودان, جنوب السودان و إثيوبيا الأكثر إهتماما بأمطار الفترة المذكورة. تعتبر التوقعات الموسمية بالأحوال المناخية نظاما متكاملا للإنذار المبكر. ففيه تتم عمليات المراقبة و تحديد المخاطر ثم تقييمها و ثم إقتراح الوسائل التي تحد من هذه المخاطر. لذلك ضم المؤتمر بجانب خبراء المناخ و الأرصاد الجوية عددا من المختصين بالموارد المائية, الغذاء ,الصحة, مفوضية العون الإنساني و الإعلاميين. أشارت نماذج التوقعات الجوية إلى معدلات أمطار بين المتوسط إلى فوق المتوسط في شمال إثيوبيا و غرب دار فور. و أظهرت أن معظم مناطق وسط السودان و جنوب السودان سوف تكون أمطارها بين المتوسط إلى دون المتوسط. كما أشارت النماذج الرياضية أن إنحسار هطول الأمطار سوف يكون أبدر من المتوسط حيث تقل الأمطار بعيد منتصف سبتمبر. لهذا السيناريو عن موسم الأمطار بعض الإيجابيات كما أن له بعض السلبيات. و لذلك تم تحليل هذه المخاطر و السوانح (الظروف الجيدة) بواسطة عدة لجان. أولا: لجنة المخاطر العامة و هي التي تعنى بمخاطر الفيضانات. بناء على سيناريو الأمطار العالية في شمال إثيوبيا فإن نهر النيل الأزرق و روافده و مجرى النيل شمال الخرطوم عرضة للفيضان العالي و كذلك وديان غرب دار فور كوادي كاجا في الجنينة. فهنالك مخاطر الغرق, هدم المباني و إضطراب الخدمات. و تحث اللجنة الحهات المعنية بعمل ما يلزم لتقليل هذه المخاطر. ثانيا : لجنة الطاقة و المياه: يتوقع إيرادات مياه جيدة مما يؤمن مخزون المياه خلف السدود و يضمن إمداد كهربائي جيد. ثالثا : لجنة الثروة الحيوانية : من المرجح أن تكون المراعي في مستوى مقبول بسبب الأمطار التي تقل عن المعدلات الطبيعية في معظم مناطق وسط و غرب السودان. أما المناطق المجاورة للنيل فبسبب الفيضانات المتوقعة يحتمل تزايد حالات غرق للماشية و إنتشار بعض الوبائيات. رابعا : لجنة الأمن الغذائي: لأن الأمطار تتراوح بين المعدلات الطبيعية إلى ما دونها فإن الناتج يتوقع أن يكون جيدا بشرط أن تبدأ الزراعة المطرية في أول الموسم إذ تشير التوقعات إلى إنحسار مبكر لموسم الأمطار. خامسا: لجنة الصحة: تؤثر الأحوال الجوية على صحة الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر دورة حياة النواقل من الحشرات. لأن المؤشرات تشير إلى أمطار فوق الوسط في شمال إثيوبيا فإن المناطق المجاورة للنيل و فروعه القادمة من إثيوبيا عرضة للفيضانات. و بهذا تزداد إحتمالات الملاريا و النزلات المعوية و التايفويد.. تشير سيناريوهات التوقعات الموسمية إلى إرتفاع درجة الحرارة في شمال السودان. و بهذا فإن ضربات الشمس تعتبر خطرا كبيرا في الشمال مما يحتم أخذ الحذر. سادسا: قطاع الإعلام: الإعلام مرحلة مهمة في دورة انظمة الإنذار المبكر. و يجب تمليك المواطن حقيقة ما يحيط به من أخطار للإستعداد لها. و قد كان هنالك حضور لمعظم القنوات الفضائية و إعلام وزارة البيئة. ملاحظات عامة: أولا: ضمت وفود دول شرق أفريقا عدد كبيرا من الشباب. ثانيا: كان تمثيل السودان في قطاعات الدفاع المدني, الطاقة ومصادر المياه, مفوضية العون الإنساني, و الثروة الحيوانية متميزا. ثالثا: لم يكن هنالك تمثيل سوداني في القطاع الصحي ولا لمكتب منظمة الصحة العالمية في السودان. رابعا: لم تشر التوقعات إلى مخاطر الجراد الصحراوي رغم أرتباطه الوثيق بالظروف المناخية أثناء التكاثر أو الإنتقال. خامسا: لم تشر التوقعات إلى إحتمالات تهريب بعض السلع عبر الحدود بسبب وفرة (أو نقص المحاصيل) بسبب الظروف المناخية, مثال تهريب الصمغ العربي عبر الحدود الغربية للسودان. سادسا: هنالك أمراض في دول مجاورة بسبب ملابسات غير مناخية. و لكن قد يؤثر المناخ في تفاقمها. مثل إيبولا في الكونغو و إحتمال إنتقاله إلى جنوب السودان. و كذلك إنتشار الكوليرا في اليمن و إحتمال إنتقاها إلى جيبوتي. سابعا: يبدو أن الإعلام اكتفى بتغطية التواجد الرسمي و لم يتواصل مع الخبراء السودانيين و الضيوف لمعرفة الكثيرعن هذا النشاط الذي يمس حياة المواطن العادي. [email protected]