"نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغير المناخى وأثره على البيئة الأيكولوجية ؟!؟
نشر في الراكوبة يوم 23 - 09 - 2015


د.فائز إبراهيم سوميت - أمين عام حزب المستقلين الق
التغير المناخى وأثره على البيئة الأيكولوجية
دراسة أعدها ولخصها د.فائز إبراهيم سوميت
( 1 )
توطئة الدراسة :
لعله من المفيد أن أطرح موضوع البيئة هذا والبلاد تقود حوارا وطنيا شاملا لوقف الصراعات و الإحترابات القبلية التى أرهقت ميزانيات السودان على مدى أربع عقود .. والذى نتمناه أن يخرج بنتائج وتوصيات تحقن الدماء حتى تلتفت القوى المؤسسية فى الدولة إلى المخاطر الأكثر خطورة بالموازيين والحسابات الإستراتيجية .. فالحرب قد تقضى على الإنسان وبعض من موارد الدولة السطحية من مراعى وغابات واشجار وحيوان .. إلا أن الخطر البيئى القادم سوف يقضى على كل مظاهر الحياة العميقة , بما فيها الإنسان ومظاهر الحياة المختلفة , إذا لم يلتفت المسؤولين لدرء هذه المخاطر قبل أن تقع ..
مدخل : " حول التغير المناخى وأثره على البيئة "
إن التغيرات التى تحدث فى المناخ
قد لايعرف الكثيرون أن لها تأثيرات
كبيرة على البيئة .. فالسيول والأمطار والفيضانات والجفاف والتصحر والتغير فى درجة الحرارة والبرودة لها مردودات سلبية على البيئة على المدى الطويل .. وهى تنعكس بشكل مباشر على قطاعات المياه والزراعة والصحة وبصورة أكبر على الإنتاج الزراعى بشقيه " النباتى والحيوانى " مما ينعكس سلبا على المعيشة كما أنه ثبت مؤخرا أن لتغيرات المناخ اثرا حاد على أمزجة الناس الأمر الذى يؤثر فى العملية الإنتاجية .
مدخل :
لقد قدم لى الباشمهندس محمد يوسف مبروك أحد خبراء التربة القلائل فى السودان كتاب الذى ترجمه بروفيسير / كامل إبراهيم حسن والذى يتناول قضايا البيئة والموارد وتأثيرات التغير المناخى عليها .. وهو بحق كتاب ذو قيمة علمية إذ تناول فيه المؤلف أهم الجوانب المؤثرة فى النشاط الإقتصادى بسبب التغير المناخى .. ونسبة لأهمية الكتاب إرتأيت أن أتناوله وأقدمه لقارئ صحيفة المستقلون حتى يلم القارئ بالمردودات الحادة للتغير المناخى على الحياة والبيئة فى السودان . والكتاب عبارة عن دراسة أكاديمية مترجمة .. وكذلك بغرض تعميمها على المجتمعات المستهدفة والجهات ذات الصلة والمشتغلين بالبيئة والموارد الطبيعية وهذه الترجمة هى وسيلة وأداة فعالة لمواجهة واقع يتسم بالتعقيد والمصاعب الناجمة من آثار التغير المناخى ..
المقدمة التركيبة : " ناقوس الخطر "
السودالن كما هو معلوم من أكبر الأقطار فى أفريقيا يمتد فى مساحة جافة وصحراوية .. وفى أغلبية مناطقه يعانى القطر من محدودية الموارد المائية مع تربة منخفضة الخصوبة وموجات جفاف متكررة .. هذه الأوضاع البيئية تعمقها أو تزيد من حدتها عدد من الممارسات البشرية الخاطئة مما يجعل السودان بالغ الهشاشة أمام الصدمات المناخية حتى فى ظل الظروف السائدة حاليا .. وإن لم تتم المعالجات المناسبة فسيواجه السودان مشاكل عصية مستقبلا نتيجة لتغير المناخ وتأثيراته على البيئة .
- المناخ والخصائص الجغرافية والسكانية :
يحاد السودان من الناحية الشمالية الشرقية البحر الأحمر وتجاوره تسعة أقطار أفريقية " قبل الإنفصال " أرتيريا وأثيوبيا من الناحية الشرقية , كينيا ويوغندا وجمهورية الكونغو من الناحية الجنوبية ودولة الجنوب " بعد الإنفصال " أما من ناحية الغرب تحده دولتى أفريقيا الوسطى والتشاد , أما من الناحية الشمالية يتقاسم الجوار مع مصر وليبيا . إداريا يتكون السودان من 25 ولاية وطوبوغرافيا يتسم السودان بسهول مسطحة واسعة تتخللها فى أجزاء متفرقة التلال الرملية والجبال .
وأما من الناحية السكانية وحسب إحصاءات 2007 م يقدر عدد السكان بأكثر من 37مليون نسمة مع نسبة نمو إجمالية تبلغ 2,63 % وتعد من أعلى النسب فى العالم . وتقدر الكثافة السكانية فى الكيلو متر المربع الواحد بحوالى 10 أشخاص , بينما تقدر فى الأراضى الزراعية – وهى عالية جدا – 63 شخصا للكيلومتر المربع .. وتتدرج الكثافة فى الأراضى المستغلة فعليا حيث تبلغ 370 شخصا للكيلومتر المربع الواحد .. ويلاحظ أن أغلب السكان يتمركزون فى أواسط السودان وبمحاذاة نهر النيل على إمتداد شريطى .
- الأنماط المناخية :
يقع السودان فى المنطقة المدارية بين خطى عرض 3 و22 شمالا وخطى طول 22 و38 شرقا .. متوسط درجات الحرارة تتراوح بين 26 و32 درجة مئوية على مستوى القطر .
" أ " الأمطار :
الأمطار يعتمد عليها معظم النشاط الزراعى فيمكن وصفها بالمتذبذبة وتختلف فى شمال وجنوب القطر .. وتعتبر الطبيعة غير المستقرة للأمطار إضافة إلى قصر موسمها يرفع من درجة هشاشة النظم الزراعية المطرية فى السودان .
" ب " الحرارة :
إن أعلى درجات الحرارة نجدها فى شمال السودان حيث تصل أو تفوق 43 درجة مئوية , وتزداد درجة الحرارة مع هبوب العواصف الرملية الآتية من الصحراء خاصة فى الفترة من أبريل إلى سبتمبر وهذه المناطق فقيرة فى الأمطار . أما فى أواسط السودان إلى الجنوب من الخرطوم نجد أن متوسط الحرارة فى السنة يقدر بحوالى 27 درجة مئوية وكمية الأمطار بحوالى 200 مم فى السنة وقل ما تتجاوز 700 مم . أما فى المنطقة الجنوبية فالأحوال المناخية أقرب للإستوائية حيث نجد متوسط درجات الحرارة السنوية فى حدود 29 درجة مئوية ومتوسط الأمطار أعلى متوسط يفوق 1000 مم فى السنة . حيث يستمر هطول المطر طوال الفترة من مارس إلى أكتوبر مما يؤدى إلى إرتفاع درجات الرطوبة .
- دور الخطة القومية للتكيف مع تغير المناخ :
تقدر الأراضى الصالحة للزراعة فى المنطقة بحوالى ثلث المساحة الكلية من الأراضى بالنسبة للقطر ككل . ولكن الأرض المستغلة لاتفوق خمس هذه المساحة .. بينما تشمل المراعى والغابات خمس الأراضى المستغلة كما هنالك بعض الجبال وتقدر مساحتها بحوالى ربع مليون هكتار . من هبات الله على السودان وفرة الموارد المائية يشق النيل طريقه على طول البلاد من منابعه فى يوغندا " النيل الأبيض " وأثيوبيا " النيل الأزرق " .. إن مياه حوض النيل تمثل المصدر الأساسى للمياه السطحية فى السودان إذ يحتل هذا النهر وروافده أكثر من 93 مليار متر مكعب فى المتوسط سنويا إلا أن السودان يمكنه الإستفادة من خمس هذه الكمية فقط حسب إتفاقية مياه النيل مع مصر لعام 1959 م ..
فى العدد القادم النظم الأيكولوجية و تقسيم الأراضى والمياه
-----------------------------------------------------------------------
أثر التغير المناخى على البيئة الأيكولوجية ؟!؟
أعد الراسة ولخصها د.فائز إبراهيم سوميت
خطة العمل القومية للتكيف مع تغير
المناخ
" 3 "
نواصل :
الآثار المتوقعة من تغير المناخ مستقبلا :
إن عمليات تحليل المناخ والتى كانت جزء من تقرير السودان الأول تشير غلى أن متوسط درجات الحرارة يتوقع ان ترتفع مقارنة مع درجات الحرارة الحالية وفى العام 2060 م تشير التوقعات أن ترتفع درجات الحرارة فى شهر أغسطس ما بين 1,5 إلى 1 , 3 درجة مئوية ومن 1,1 إلى 1 , 3 درجة فى شهر يناير .. وتشير نفس التوقعات فى ظل تغير المناخ أن تشهد نسبة الأمطار إنحرافات حادة عن التوقعات الحالية . كما تؤكد النتائج من النماذج المستخدمة حدوث تناقص فى كمية الأمطار بحوالى 6 مم شهريا فى موسم الأمطار . إن هذه التغيرات فى درجات الحرارة وكمية الأمطار ستكون بلاشك لها آثارها السالبة على إستمرارية التنمية التى تحققت فى كثير من القطاعات المختلفة فى السودان . إن القطاعات صاحبة الأولويات الهم كما بينتها خطة العمل القومية للتكيف مع تغير المناخ تتطلب التدخل الفورى هى :
الزراعة والصحة العامة والتى سوف تفصل فيما يأتى :
" أ " الزراعة :
مرتبطة مع الضغوط الإجتماعية والإقتصادية .. يتوقع أن يؤدى تباين المناخ وتغير المناخ إلى زيادة وتيرة تصحر الأراضى الصالحة للزراعة حاليا .. وسوف تزحف الأراضى الزراعية الرطبة جنوبا محولة الأراضى فى الشمال إلى أراضى غير صالحة للزراعة ويتوقع إنخفاض إنتاج الدخن والذرة .. كذلك يتوقع إنحسار حزام الصمغ العربى مما يعنى بالضرورة إنخفاض الدخول المحلية لمنتجيه وبالتالى تهديد الأمن الغذائى .
" ب " مصادر المياه :
يلاحظ أن تناقص إعادة الضخ فى المياه الجوفية – نتيجة تناقص الأمطار من ناحية وإرتفاع درجات الحرارة وبالتالى التبخر من الناحية الأخرى – له عواقب وخيمة على السودان . وقد برهنت الدراسات القومية أن رطوبة التربة سوف تتراجع فى ظل تغير المناخ مستقبلا . وإذا وضعنا فى الإعتبار زيادة إستهلاك المياه والزيادة العالية فى النمو السكانى مرتبطة بالتباين والتناقص فى كمية الأمطار وإرتفاع درجات الحرارة وبالتالى زيادة التبخر عليه نستطيع القول أن كارثة مياه توشك أن تطل بوجهها الكالح .
" ج " الصحة العامة :
سوف تتعرض المجتمعات فى السودان لمخاطر محسوسة لمرض الملاريا على سبيل المثال خاصة تحت ظروف تغير المناخ . إن الدراسات فى منطقة كردفان كمثال تنبأت بزيادة مخاطر الإصابة بالملاريا حتى العام 2060 م بصورة محسوسة . وإذا ما حدث هذا فليس نظام الرعاية الصحية وحده الذى سوف يعانى من ضغوط متزايدة ولكن المرض بلا شك سوف يقرع جرس الكارثة بعنف عله ينبه المجتمعات المحلية بخطورة الموقف .
الجهود المبذولة لتضمين التكيف فى السياسات القومية :
يبذل السودان أقصى جهده ليضمن التكيف مع تغير المناخ فى مسيرة التنمية بإدخال المناخ والهشاشة فى سياساته القطاعية والتنموية المكملة للبرنامج البيئ المضمن فى الإسترتيجية القومية العشرية " 1992 – 2002 م " وكذلك فى الخطة الإسترتيجية الكاملة الممتدة لفترة 25 عاما كما أن هناك عدد من الأنشطة والعمليات يجرى العمل فيها الآن متوازية مع أهداف خطة التكيف مع تغير المناخ الملخصة فيما يلى :
( أ ) إسترتيجية تخفيف الفقر :
إن اهم جزء فى تقرير السودان الخاص بمحاربة الفقر 2004 – 2006
يركز على الزراعة , وعلى موارد المياه والصحة العامة – وهى نفس القطاعات التى إستهدفتها خطة العمل القومية للتكيف مع تغير المناخ . رغم ذلك نجد إن الكثير مما ورد فى تلك الأوراق المرحلية للإستراتيجية تخالف النتائج التى توصلت لها خطة العمل القومية للتكيف مع تغير المناخ .
( ب ) برنامج دحر الملاريا :
ينفذ السودان حاليا برنامجا قوميا تحت عنوان دحر الملاريا يحتوى على منهج متكامل يهدف إلى تحسين الإشراف وإدارة الأمراض والأمراض الوبائية بغرض خلق خيارات للتدخل الوقائى , واضعين فى الإعتبار الآثار المتوقعة لتغير المناخ على الأوضاع المتردية أصلا للصحة العامة لذلك أصبح لزاما التنسيق بين خطة العمل القومية للتكيف مع وبرنامج دحر الملاريا .
( ج ) حصاد المياه :
كجزء من المشاريع القومية نجد أن فنيات حصاد المياه بدأت تطبق فى تسع مناطق وفى عدد من الولايات " شمال دارفور , ولاية النيل , شمال كردفان وغرب كردفان " . هذه المشاريع أدت إلى زيادة فرص الحصول على الماء وإلى تقوية قدرات تلك المناطق للتوؤام مع تقلص الأمطار وإرتفاع درجات الحرارة والجفاف وقد ضمنت جميعها فى محاور خطة العمل القومية للتكيف مع تغير المناخ .
إن منحى معامل التباين للأمطار أشار إلى إرتفاع مما يعنى زيادة فى تذبذب الأمطار .
إن تذبذب الأمطار يمثل خطورة أكبر فى المنطقة الجافة فى شمال السودان حيث يصل متوسط معدل التباين إلى أكثر من 100 % . لكن الوضع أفضل حالا فى مناطق وسط السودان حيث نجد أن معدل التباين فى المتوسط ما بين 20 % إلى 60 % وفى الجنوب نجده يتراوح ما بين 15 % إلى 20 % فقط . أما بالنسبة لمجمل البلاد نجد مؤشر التباين فى إزدياد بمعدل حول 2, 0 % فى السنة . إن أنماط هطول الأمطار هذه أدت إلى تصاعد فترات الجفاف على جميع نواحى البلاد حتى فى الجنوب . وتبقى مناطق الغرب والشمال هى الأشد تأثرا مقارنة مع الأجزاء شبه الجافة لحوض النيل .
إن السنوات العجاف المتتابعة فى الفترة من 1978 م أدت إلى نتائج إجتماعية وإقتصادية مروعة تضمنت موت البشر ونفوق الحيوانات وفى أحسن الحالات نزوح أعداد كبيرة نحو نهر النيل والمناطق الحضرية . إن مشاكل الجفاف سوف تستمر إن لم تبذل جهود حثيثة ومكثفة للتكيف معها .
أحداث الفيضانات العارمة :
عانى السودان الكثير من الفيضانات المدمرة وفترات جفاف متكررة فى العقود الأخيرة . وكان من نتيجة ذلك فقدان العديد من الممتلكات وخسارة فادحة فى سبل الرى وخدمات الماء مع إنتشار الأمراض المرتبطة بالمياه .
إن مستويات المياه من الهضبة الأثيوبية " مصدر مياه النيل الأزرق " تتباين بشكل ملحوظ كما إن المنطقة الشرقية عرضة للفيضانات العارمة والجفاف . وفى السنوات ذات الأمطار الإستثنائية نجد أن الأنهر الثلاثة الرئيسية وهى النيل الأزرق , نهر عطبرة والسوباط تتسبب فى فيضانات واسعة النطاق خاصة فيما تعرف بسهول الفيضانات الواقعة فى جنوب شرق السودان , حيث نلاحظ أن فيضانات 1988 م وفيضانات 1998 م كانت الأكبر ضررا على الإطلاق من خلال البيانات المسجلة .
أنواع الفيضانات :
هنالك نوعان من الفيضانات يتعرض لهما السودان بشكل شبه منتظم :
النوع الأول :
فالنوع الأول من فيضانات الأنهار تسببه ما تعرف بالأمطار الغزيرة
تجرف التربة وتنهمرفى نهر النيل وفروعه . " التىTorrential
Rains"
وهذا النوع من الفيضانات يحدث عادة فى فترة هطول الأمطار " فترة الخريف " وقد سجل هذا النوع من الفيضانات فى الأعوام 1946 – 1988 م , 1994 – 1998 م 1999 وفى العام 2001 م .
النوع الثانى :
" Flashing flooding ويعرف النوع الثانى بالفيضانات الفجائية الجارفة " وتسببه الأمطار المحلية الغزيرة وتحدث عادة فى فترة الأمطار الصيفية وفى فترة الشتاء الماطرة فى نطقة البحر الأحمر حيث يحدث الإنجراف من على الجبال مسببا لهذا النوع من الفيضانات كما حدث فى السنوات 1952 – 1962 , 1965 – 1978 , وفى العام 1997 م . إن المناطق ذات الهشاشة الأكبر للأمطار الجارفة موضحة فى الخريطة .. والجدول يلخص الحداث الجوية والمناخية الحادة كنوع الحدث وتكراره والمناطق والقطاعات المتأثرة بها معيشة المجتمعات المتضررة فى السودان .
جدول يوضح الأحداث الحادة الناتجة من تغير الجو والمناخ فى السودان :
الآثار القطاع المتأثر مناطق الهشاشة التكرار الحدث
فقدان المحاصيل والثروة الزراعة ,الثروة شمال وغرب السودان
متكرر الجفاف
فقدان المحاصيل , الثروة الحيوانية , تفشى الآفات وأمراض النبات والوبائية ونقص فى توليد الطاقة المائية الزراعة والثروة الحيوانية , الموارد المائية والصحة مناطق حوض النيل , الأراضى المنخفضة من الجنوب والشمال وجبال البحر الأحمر متكرر الفيضانات
حوادث المواصلات الجوية والبرية والصحة المواصلات " الجوية والبرية " أواسط وشمال السودان متكرر عواصف الغبار
فقدان الحياة وضياع الممتلكات الطيران مناطق الزراعة فى كل القطر غير متكرر العواصف الرعدية
فقدان الحياة والمحاصيل الزراعية الصحة والزراعة والثروة الحيوانية شمال وأواسط السودان وولاية البحر الأحمر نادر موجات الحرارة
فقدان الحياة والممتلكات , الإضرار بالبنى التحتية " خطوط الكهرباء والمبانى إلخ المواقع السكن وخدمات البنى التحتية وسط و شمال السودان نادر عواصف الرياح
فى العدد القادم : الآثار المتوقعة من تغير المناخ مستقبلا
----------------------------------------------------------------أين يذهب القعونج ؟!؟
د.فائز إبراهيم سوميت
كثيرون يتحدثون أن فلانا قد قامت به الرياضيات – أى ذهبت بعقله . أو فلانا كان طالبا شاذا فى الكيمياء إلا أنها قامت به , أو فلانا هذا كان يقارع الأستاذ فى المسائل الفيزيائية , إلا أنه أصابته عين واهو زى ما شايفه ما شيا منكبا على وجهه .. اصلو كان شاذ فى الرياضيات ولاشاذ فى المصارعة الحرة . وهذا ناجم من أن هولاء الأشخاص كانوا أذكياء لدرجة بعيدة ومتعمقين فى فهم المادة التى قامت بهم لدرجة أنها ذهبت بعقولهم .. لكن أصلو ما سمعت أن هناك واحد قامت بيهو الفلسفة إلا صاحبنا موضوع المقال هذا . كان منذ نعومة أ ظافره مثالا لمشروع فيلسوف .. فهو نائى .. لايقترب كثيرا من أصدقائه إلا لماما , أو فى مناسابات متقطعة , يأتى إليها كمن يخاف شيئا .. لايشارك فى الأفراح والمآتم إلا ما ندر .. وحتى إذا تمت دعوته إلى صحت فول أمام دكان اليمانى بعد حليفة وتخسيم يجلس على أمشاط رجليه ويأكل من طرف الصحن . . جناح إنت .. لقمتان أو ثلاث .. فيقول وهو مغادر : حقيقة ليس بالفول وحده يحيا الإنسان , لكن بحسب المرء فلسفة يقتات بها , فهى المعين له فى حياته .. كنا نطلق عليه نيتشة أو بريخت , حقيقة كانت هناك بوادر فلسفة تلوح فى أفق محياه . فضلا عن أنه دائم الإغتراب الروحى والتى هى أشبه بالتهويمات الصوفية . لايشارك الآخرين أشيائهم كمن يعيش فى عالم آخر .. كث الشعر .. مفتول الخصل .. وفى بعض الأحيان يجعله صعيدا زلقا .. حسب ما تقتضيه ضرورة فلسفته المبكرة .. وعندما نسأله عن السبب يقول : ان كل شئ يتغير من حولنا .. ورأسك دا دخلو شنو فى التغيير .. وهو دوما مل يترنم فى مشيه كان هناك اقوام يخالطونه فى سيرة عرس لانهائية .. ألفيناه يوما وهو معبأ بكمية كبيرة من الكتب الصفراء , لنيتشة وديستوفسكى ومكسيم جوركى وبعض من الكتب العربية لجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة .. وكنا نتناول الإفطار أمام دكان اليمانى , دعوناه لتناول الإفطار معنا .. شكرنا وقال : الزاد زاد العقول وليس زاد البطون .. ومن أقواله المأثورة أنه كلما أتخمت البطون ذهبت العقول . وللمعلومية هو أول من إكتشف البنطلون المسخوت أو البرمودا , بعد أن تخلص من الجزء السفلى من البنطلون إلى ما دون الركبة بقليل .. سألناه قال : التغيير يبدأ من هنا يعنى من أسفل الركبة وما دون وجه القدم .. شاسيية يا نيتشة إنت .. شاسيية .
فى أحايين كثيرة كنا نزنقه ونغير وجهة سيره ليتحدث إلينا بلسان فلسفته التى لافلسفة تضاهيها حينها . . ونحن طلابا فى مبتدأ سلم الثانوية .
- ماذا تريدون يا صعاليك مدينة أفلاطون الفاضلة
- نريد بعض من الفلسفة وقليل من المنطق
- ماذا تعنى الفلسفة أيها الدهماء ؟
- الفلسفة البنعرفها نحن هى ألا تتفلسف على الناس
- دى معنى لها يجوز امام دكان اليمانى فقط
- وفلسفتك دى معناها يجوز وين فى سينما بانت ولا شنو ؟
كنا نتحرش به حتى تهدأ ثائرته الفلسفية , لنجعله ينطلق ليكلمنا عن الفلسفة .. فيقول لنا أن الفلسفة بنت الحكمة ومعناها صوفيا والصوفية , بت أعما للكوفية .. فيقول لنا بعد أن يستسلم لمعاورتنا له : ماذا تريدون بالفلسفة وهى ليست أم أحدكم ..
- نحن ذاتنا ما عرفناك فيلسوف ولاشيخ طريقة , أسع الدخل دى فى دى شنو – كلها فلسفة .. وزى ما قلت ليكم لو ما بتحب الفلسفة ما بتحبك وإذا ما أحببتها أصبحت حكيما ..
- يعنى إنت أسع بتحب بت الحكمة صوفيا وهى بتحبك .. طيب ما تجئ تحكم لينا دارفورى بكرة .. بى شنو با عنطج ؟ .. بى صوفيتك دى ..
- يا فاقدو العلم صوفيا دى كلمة يونانية تعنى حب الحكمة .. مش حب التحكيم يا صعاليك مدينة إفلاطون الفاضلة
- مدينة إفلاطون دى ساكن إنت فيها ولاشنو شابكنا مدينة افلاطون الفاضلة مدينة إفلاطون الفاضلة ؟
- يا أغبياء أثينا القديمة , هذه مدينة فلسفية وهى ذهنية تبدأ فى الذهن وتنتهى فيه
– وإنت حاجزها من وين لى وين فى ذهنك دا يا نيتشة ؟
- أتحفنا بالمزيد يا بريخت
- هناك نظريات أمبريقية تقول أن كل الأشياء فى تغير وتبدل مستمر – الأنهار – الأشجار – الجبال - الناس كل شئ يصبح فى اليوم التالى فى شكل جديد .
- إلا إنت يا نيتشة .. الوحيد الما إتغيرت من شفناك ياكا نيتشة ذاتو بى بنطلونك المسخوت دا اللا رداء واللابنطلون , ومرقع بالصور – عربية باسطة إتت – وبى كبكك المضروب بوهية دا ياهو ذاتو
- ما هكذا ينظر لأمر التغيير يا صعاليك بنى قريظة ؟
- على صعيدك الشخصى إنت يتم التغيير كيف بإنقلاب ولاكيف ؟
- الشخص يا عقيمى العلم يتغير بتغير الجماعة
- يعنى انت راجى التغيير الجماعى وبعدين تندس فى دفسيبة التغيير .. زحمة مواصلات هى يا نيتشة ولا شنو ؟
- أنا ماشى ما بقعد مع جماعة لااقيم وزنا للفلسفة والفلاسفة
- عليك اللة يا نيتشة غنت يقيموا ليك وزن من وين ؟ من وين من بنطلونك المسخوت دا ولا من كبكك المضروب بوهية زى عجلات الكودا ديك
- عليك كلمنا عن دورة القعونج البيلوفلسفية
- ما قلتها عشرين مرة , تانى أقولا كمان
- وإنت لاقى ليك زول يسمع منك كلامك الزى كلام العندو ملاريا ..
- كل الكائنات الحية تمضى فى مسيرة جبرية – ميلاد , حياة ثم فناء وتسمى الدورة البيلوفلسفية , الإنسان ذاته داخل هذه المسيرة الجبرية للكائنات , الجراد , الطيور , البعوض , أما للقعونج دورته البيلوفلسفية .. يفترض يكون فى سؤال فلسفى عرضى ؟ أين يذهب القعونج خلال هذه المسيرة الجبرية ؟
- القعونج يعنى ح يكون إغترب يا بريخت ؟ ما قاعد فى الخيران والترع أسع أقبض ليك واحدة لو داير !! ؟
- أقبضها لى رقبتك , فللقعونج له دورتان الأولى دورة على سطح الأرض وهى الدورة الظاهرية للقعونج , وأخرى تحت سطح الأرض وهى الدورة الخفية أو الغير مرئية , فالقعونج لايتكاثر مثلنا بل ينقسم ما بين دورته السطحية والأرضية
- دى فلسفة يا نبتشة
- لا ونسة ..
- أنا ما عارف حاج ( ) .. وحاجة ( ) ولدوك لى شنو ؟ ناقصنك ولاشنو ؟
- عشان الجهال أمثالك ديل .. فأنا محب للحكمة والحكمة حبى أنا .. أكثر من ذلك ماذا يريد منى والدىّ ؟
- كويس يا فالدهايم
- إنت الكلام دا بتستفيدو منه شنو يا بريخت ؟
- الكلام دا يا متخلفى العقول أستفيد منه فى حياتى العامة والخاصة ..
- الخاصة وعرفناها فى بنطبونك المسخوت دا , والعامة فى صوفيا ولا شنو
فى القادم : الخروف خرج ولم يعد ؟؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.