بسم الله الرحمن الرحيم أليس مشروعاً هذا التساؤل..وقد حفظنا عن ظهر قلب..صيحات تمزيق الفواتير واحدة تلو الأخرى ؟ تٌلقى الوعود كانها اخبار ربانية لا يحق لأحد التشكيك فيها..كون القائلين يظنون أن ما يقولون ثقة منهم في الخالق جل شأنه..ليتم تخدير الغافلين ..لنصحو جميعاً على أكوام الفواتير الواجبة السداد..وبالطبع ليس آخرها فاتورة الدم النازف في دارفور..وستظل المسبحة تكر..ما دامت نفس العقلية التي حكمت النظام منذ مجيئه المشئوم ..هي نفسها لم تتغير وإن تغير بعض اللاعبين على المسرح مع الاحتفاط بالأبطال الأساسيين. فالعقلية التي قوامها التسلط على رقاب الناس ..لن تجد غير ذات الشوكة وسيلة للصعود إلى الحكم ..ثم الصمود على الكرسي..فتفضل استحقاقات الأمن ..على كل البقية في كل المجالات..وتكون النتيجة.. الفشل في تمزيق كل الفواتير..وللمفارقة ..حتى فاتورة الأمن نفسها. ما جرى في الايام الماضية في دارفور.. يجب ألّا ننظر إليه بمنظار المنتصر والمهزوم ..فالكل مهزومون أمام قدسية الحفاظ على الدم السوداني ..ولكن العيب الأكبر ..والطرف الأكثر مسئولية ..هو الطرف الحكومي ..كونه يمسك بالسلطة.. ما الذي عناه قادة الحركات المشاركة ..وما الذي حققوه..وما الذي خسروه..كل هذه الأسئلة ..إجابتها أولى بها قادة الحركات أنفسهم لا غيرهم..فمن يكون قادته الكبار بل أكبر القواد في أرض المعركة.. فيقعون بين قتيل واسير..لا يجدي الحديث عن الانتحار والعمالة والارتزاق وكل هذه القائمة التي سودت الصحف وملأت وسائل الاعلام الحكومي..لا يجدي لتفسيره .. بل السؤال الذي لن يستطيع النظام الإجابة عليه..لماذا قدموا انفسهم..ولماذا قاتل الجنود ؟وهل زال الدافع أم ما زال موجوداً وفي ظل الحقائق التي تم الاعتراف بها من الطرفين..لن ننساق إلى صحة وعدم صحة ما قال به كل طرف..ولكن النظر إلى ما وراء التصريحات..فالحركات ..بدأت بعدم جدية الطرف الحكومي بالسلام..وكذا قال الطرف الحكومي.. لذلك سنهتم برصد ما فعله الطرف الحكومي عقب نهاية العملية.. فالفاشر ..تم تعميق الخدنق حول المدينة وزيدت نقاط التفتيش والحراس وفق ما أفاد معتمد المحلية ولجنة الأمن..وطاف نائب الرئيس مع كل طاقمة المصاحب في بيوت العزاء وعاد الحديث مجدداً عن اعراس الشهداء.... بعد أن كان شيخ المؤتمرين قد أفتى بموتهم هباء و(فطايس )..وللمفارفة ..عقب مشاركتهم في السلطة.. أما إقليمياً..فقد تم اتهام مصر بالمساندة..والفاتورة الدبلوماسية ..ستقدم قريباً من الطرف المصري..وتم اتهام دولة الجنوب كذلك..وكانت ليبيا الحاضر الدائم منذ عهد القذافي في حديث التآمر..بالنتيجة..بدا إلى أي مدى هي رخوة.. تلكم العلائق التي تربط النظام بأصحاب أكبر الحدود الدولية ..واقوى الدول الاقليمية..وغض النظر عن العواقب في شأن العقوبات الأمريكية ورفعها ..فقد سرى في الإعلام الدولي ما كان من اخبار المعارك..والتصريحات المتهمة لدول الجوار.. فهل توفر الأمن في دارفور وفقاً لما سقناه من مواقف حكومية..للأسف..فاتورة الدم ستكون حاضرة..ما دام النظام بعقليته حاضرا. [email protected]