قال تعالى في محكم تنزيله (فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم) صدق الله العظيم... ليس أمام السودان كثير خيارات في المأزق الخليجي الناجم عن قطع العلاقات بين قطر وجيرانها من السعودية والأمارات والبحرين ونتمنى أن تكون سحابة صيف عابرة لتعود المياه الى مجاريها وهنالك كثير من الأنظمة والبلدان يتربصون بالدول الخليجية في محاولة لفرط عقدها المترابط. ولكن للسودان بما له من علاقات طيبة مع جميع دول الخليج فليس أمامه سوى لعب دور الوسيط الإيجابي بين قطر من جهة والسعودية والأمارات العربية والبحرين من جهة أخرى فهذه الدول بما لها من حدود برية وبحرية مشتركة، وبما للمجتمع الخليجي من نسيج خاص ، فالعلاقات التي بينها ليست كعلاقات الدول العربية الأخرى بعضها ببعض، فلها خصوصية متميزة وتفاهمات اجتماعية بعادات وثقافات مشتركة موغلة في القدم... فهم أصل العرب الذي بزغت منهم شمس الإسلام لتضئ العالم بنوره الأبلج الساطع الذي لا يختلف فيه اثنان... وإصلاح ذات البين الذي صدح به القرآن فهم أولى به من غيرهم... فأين شعرة معاوية التي بقيت على مر الأزمان دون أن تنقطع بين هذه الدول الخليجية الشقيقة (لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت.. لو شدوها أرخيتها ولو أرخوها شددتها)... على دولة قطر أن لا تخرج من الإجماع العربي والإسلامي فيد الله مع الجماعة خاصة في هذا الزمن الذي يهجم فيه الذئب على الغنم القاصية التي تغرد بعيدا عن قطيعها... كما أن على الدول الخليجية خاصة المملكة العربية السعودية التي تضم بين جنباتها أطهر بقعتين على وجه الأرض (الحرمين الشريفين) وهي الشقيقة الكبرى ليست لدول الخليج فحسب ولكن لجميع الدول العربية والإسلامية ففيها (أم القرى)، فهي مهبط الوحي ومأوى لأفئدة من الناس تهوى إليها وسوف تظل كذلك الى قيام الساعة ونحن في هذا الشهر الفضيل الذي تتنزل فيه بركات السماء ولا تُرد دعوة داعٍ بنية صافية الى الله ندعو الى إصلاح ذات البين والصلح خير لو كانوا يعلمون... حمدي حاج هلالي