نحن نقترب من نهاية الشهر الكريم جعله الله شهر توبه ومغفرة لنا جميعا، ظللنا نستقبل الشهر المعظم منذ سنوات طويله في الغربة والأجمل أن كل السودانيين في دول الاغتراب والمهاجرين لا زالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم . وتبدأ هذه بالاستعدادات والتحضيرات لشراء ما يلزمنا استخدامه خلال هذا الشهر. ونحن النساء لا زلنا نشترى العدة والمواد التى نصنع منها المأكولات السودانية مثل دقيق العصيدة والملاح الخ. ونحن نحرص على أن يشاركنا اولادنا وبناتنا فى شراء كل الاشياء التى نستقبل بها الشهر الكريم والغرض هو ان يتعلموا ويتمسكوا ويحسوا بطعم رمضان بطرقهم الخاصة ، اضافة الى ذلك نريدهم ان يهتموا باعيادنا الدينية كما يهتم اولاد الخوجات باعياد الكريسماس وراس السنة وبقية أعيادهم ويبقى هذا تقليد ثابت عندهم وقد عودت اولادى على ذلك، مثلاً فى شهر رمضان نقوم بتوزيع الشغل فى بيتنا و قبل مدة من شهر رمضان يختار اى واحد منهم واجباً معين ليقوم بعمله داخل البيت وهذا اختار طوعى منهم وننسق بيناتنا ونحن نريد لهم ان يحسوا بطعم وحلاوة شهر الصيام. فى السابق كنا ننتظر ان تصلنا كثير من الاشياء التى ترسل لنا من السودان ، لكن الان اصبحت هذه الاشياء متوفرة فى بعض الدكاكين هنا مثل اللوبى العدسى ودقيق العصيدة والذى لايجدها يتبادلها مع الناس الاخرين من الاصدقاء والاهل والجيران وبسهوله اصبحنا نجد العجين المر (الخمار). وهنا يتم تجهيز تربيزة الاكل فى رمضان بشكل خاص وهى لاتكون بالشكل العادى كما فى بقية ايام السنة الاخرى، وتوضع فى مكان محدد. والناس هنا فى الغربة يتبادلون الزيارات ويفطروا مع بعضهم فى شكل مجموعات صغيرة وكبيرة ويخصصون يوماً للعزابة وغالبا يكون فى عطلة نهاية الاسبوع. كما اعتادت الجالية السودانية ومنذ سنوات طويلة ان تنظم يوم فى الاسبوع للافطار الجماعى وكل شخص يقوم باحضار ماتوفر له. والناس تحس بطعم خاص لرمضان عندما يفطرون مع بعضهم وهو مؤكد ليس بطعم رمضان فى السودان لكنه افضل من العدم، ورغم طول يوم الصيام لكن تتخلل لياليه الزيارة الاجتماعيه ويكون اليوم احلى عندما يلتقى الناس فى فطور الجاليه ويبدأون فى تبادل الذكريات الحلوة والخاصة بشهر رمضان وتجارب الصيام بحلوها ومرها. وهذه تزيد المحنة والالفه والترابط بين الناس ويكون التركيز فى عمل نفس الوجبات التي نأكلها فى السودان. يصر اولادنا على الصوم رغم طول ساعات اليوم وهم يذهبون الى المدارس وهى بالنسبة لهم نوع من التحدى والبطولة والصبر ويجب ان نشجعهم حتى لو يصوموا نصف يوم. والناس فى السودان يفطرون فى الشوارع لكن هنا يفطرون فى المساجد والتى تطبخ الاكل وبالمجان لاكبر عدد ممكن من الذين يحضرون لتناول وجبة افطار رمضان. والاجمل من كل هذا هنا ان الدكاكين الكبيرة وعلى الرغم من انهم غير مسلمين لكنهم ظلوا ومنذ سنوات طويله يرحبون بشهر رمضان ويكتبون فى الدكاكين مرحبين رمضان مبارك لان الغربيين اصبحوا يعرفون موعد شهر رمضان ويوفروا فى الدكاكين كل المواد التى يمكن للمسلمين ان يشتروها وهذا الاهتمام منهم مهم وعلينا ان نحترمه لانهم يحترمون ديننا وكذلك يعرفون يوم العيد والاصدقاء القريبين يرسلون كروت المعايدة وهذه روح طيبة كون شخص غير مسلم يحترم الاسلام ويوفر لنا والاشياء التى نحتاج اليها فى الدكاكين هذا يدل على انهم متسامحين مع كل الاديان وعندما نسمع منهم كلمة مباركة لرمضان والعيد هذا احترام مابعده احترام لنا وهو نوع من التقدير واحترام الاديان وحتى هناك مدارس تكون هناك فيها عطلة للتلاميذ المسلمين لاكثر من يوم وهذا الموضوع مهم ويجب علينا ان نقدره ونحترمه ونشجع الاطفال فى المدارس ان يحترموا اديان بعضهم ويحترموا الاعياد الدينية كذلك لنعيش فى جو صحى بدون اى مشاكل او تطرف اوتعالى دينى لان هذه هى الاشياء التى تقود الى المشاكل واذا احترمنا معتقدات بعضنا فلن تحدث مشكل وكل شخص سيحاسبه الله ونحن غير مسئولين من هذا واذا قدمنا نماذج جيدة مؤكدة سيتأثر بنا الكثيرين ويمكن ان يسلموا ويجب ان لانخوفهم بالتطرف وتصعيب الدين لان الدين يسر وليس عسر. ولابد ان أهنيء المسلمين أينما كانوا بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك وان شاء الله يحل علينا العام المقبل وتتحقق فيه أمانى الجميع. انتصار دفع الله الكباشى كاردف بريطانيا