ليس من حسن الحديث اوالمنطق ان يكون مطالبة اقليم جنوب كردفان او جبال النوبة كفر صراح. لان مشروع السودان الجديد الذي تبنته رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان كان يحمل ذلك منفستو 2008 ودستور2008. ولاينكر الامكابر ان من بين عضوية الحركة مجموعات مقدرة كانت تؤمن بحق تقرير المصير بل واحتفظت الحركة بالرؤيتين الوحدة علي اسس جديدة والتي يعني ضدها عدماما عدم الوحدة حال عدم توفر الاسس الجديدة وشعب جنوب السودان او القوميين الجنوبيين كسبوا الرهان في الجولة الاخيرة لان الخيل الاصيلة بتبان في اللفة . واول ظهور لحق تقرير المصير في مضابط القوي السياسية السودانية كان في مقررات اسمرة للقضيا المصيرية1995. بحضور السيدين وان كان التاريخ يشهد بعدم توقيع الحزب الاتحادي الديمقراطي علي الوثيقة والذي ربما اسس موقفه علي اتفاق الميرغني قرنق 1988والذي لم ينص علي حق تقرير المصير وكان اكثر مايميزه انه اتفاق سوداني خالص . حتي ظهر علي السطح انقلاب 30يونيو1989والذي قلب الاوضاع راسا علي عقب. ووقع اتفاق السلام من الداخل 1996 مع رياك مشار وكاربينو كوانيين. وصمن لهم من خلاله حق تقرير المصير . وانتهت الاتفاقية بالفشل وعاد رياك للحركة الشعبية وظلت الحركة محتفظة بحق تقرير المصير من بين اجندتها رغم انها تسوق لوحدة السودان علي اسس جديدة. ومعلوم ان د. غازي صلاح الدين قد رفض اعتماد حق تقرير المصير في المفاوضات . فاستبدل بالاستاذ علي عثمان محمد طه فتم توقيع اتفاقية السلام 2005 بحضور الراحل المقيم د. جون قرنق ودخلت الحركة الشعبية لتحرير السودان في شراكة مع النظام باسم حكومة الوحدة الوطنية انتهت بتنفيذ برتكول حق تقرير المصير والذي خدمته عوامل عدة . ابرزها رحيل الدكتور جون قرنق واضعاف دور الاستاذ علي عثمان محمد طه عبر منبر صحيفة الانتباهة الذي تبناه الخال الرئاسئ الطيب مصطفي والذي فرح حتي الثمالة بانفصال الجنوب عبر حق تقرير المصير 2011م وشئ لابد منه ان الحركة الشعبية والتي كانت تستمد روحها وحراكها بامكانات الجنوبيين وقوة الجيش الشعبي نشطت هي الاخري في حمل كل شعاراتهم فاصبح الجميع يردد (وييي) وهي كلمة سواحلية علي مااعتقد ومخلوطة بين الافريقية والعربية. واصبحت المسميات بيام وفيام ومقاطعة ولم نسمع صوتا يقول لابد من تغيير هذه الاسماء؟! حتي كلمة كمرد الانجليرية لاتزال هي السائدة عندنا وهي تعني رفيق. واخيرا كنا نقول ان ثمن الوحدة الجاذبة يكمن في تنفيذ اتفاقية السلام حرفيا . ولما كان ذلك عصيا علي النظام ذهب سلفاكير في جولة خارجية وعاد الي جوبا وسئل عن ما اذا كان سوف يصوت للوحدة ام الانفصال فاجاب ليس هناك مايحملني للتصوت للوحدة وكانت هي ضربة البداية للانفصال ولقد علمنا عبر وجودنا في داخل مؤسسات الحركة منذ وقت بعيد ان الجنوب ذاهب الي مصيره . وان الانفصال واقع واقع لامحالة وتفاصيل اخري كثيرة سنحتفط بها وربما تخرج في مذكراتنا الخاصة ان تخلينا عن عادة وجينات الافارقة اذا مات افريقي ماتت مكتبة. وبعد انفصال الجنوب اصبحت الحركة الشعبية في واقع جديد وحال جديدة اذ اصبحت ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق والمشورة الشعبية التي شملتها الاتفاقية عبر برتكولاتها السته برتكول جنوب كردفان وبرتكول النيل الازرق مكان جدل عصي حتي الان. وتفاصيل سنحدث عنها لاحقا كيف فاز ملك عقار وكيف استدار النظام حتي يخسر الحلو في ولاية جنوب كردفان. والتي اثبتت كل الدلائل والرصد انه الفائز لكن هزم عن طريق الضربة الفنية والتي تحدث عنها سابقا د. نافع علي نافع والذي صرح اننا سنفوذ بالضربة الفنية في الانتخابات وهي عمليةادارةالانتخابات والاقتراع والمراكز وقد كان وسنحدث عن ذلك لاحقا. ولا انسي تلك المبادرة التي اشتملت علي ست نقاط والتي اتفقنا علي طرحها علي رئيس الحركة الرفيق مالك عقار وكنت ضمن مجموعة تضم ست من قيادات الداخل منهم الوزير عباس جمعة والوزير د محمد المصطفي والوزير حسن مصطفي وحماد ادم حماد ولكن الظروف حالت دون نجاحنا في الوصول اليه اذ اندلع الصراع بالنيل الازوق ونحن في الطريق اليه وكنا نحمل تصورا لحل النزاع الذي اندلع بولاية جنوب كردفان عقب اعلان عدم فوز الرفيق الحلو والذي ترجح كل نتائج الرصد فوزه. بعدها دخلت الحركة في ظروف استثنائيةوحدثت احداث عكرت الصفو بين الرفاق . تقوم علي المعلومات المضللة وتخوين الرفاق وعدم تقدير الظرف الداخلي بقدره لكل صاحب راي وبصيرة. وهجرت المؤسسات القائمة وحلت ولنا الشرف اننا اول من بادر بالاحتجاج علي اهمال المؤسسات وتحدثنا منذ اللحظات الاولي عن الخلل التنظيمي الحادث واطلقنا مبادرة الحل السلمي الديمقراطي وتلتها اللجنة التحضيرية لانعقاد مجلس التحرير القومي المنتخب الجسم الشرعي الوحيد المتبقي من اجسام الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد حل الاجهزة ولدينا في ذلك اراء ومسندات منشورة ولكن التنظيم كان يدار بعقلية انا البطل ومن ليس معي فهو ضدي وكنا ندرك ان الغريق قدام وماهكذا تمتطي الابل لك من يحب ركوب الجمال. والان الكل يكتب اسمه في كشف ينادي بالاصلاح يصبح من باب المتبرعين يثاب فاعله ولايعاقب تاركه لان من بين رصدنا للاحداث ظاهرة كشوفات الحال المنتشرة بالقروبات ولم نوقع مع اوضد حتي الان لانه فرق بين الاحزاب وبين الواتساب كفرف بين الليل والنهار. ولان الذين كانوا يمسكون بزمام الامور كان في آذانهم وقر وكانوا لايسمعون حديثا. وخيرا اتفقنا مع الرفيق القائد الحلو اواختلفنا معه فانه لم ياتي بمنكر من القول وهو يطالب بحق تقرير المصير والذي قلب به الموازيين لصالح دعوته الاصلاحية وليس اكبر دليل من كون ان ينحاز له الجيش الشعبي في معادلة لاينكر قوة خطوتها الامكابر. ولا اعتقد ان الاسلوب الامثل لصد رفاقنا في جنوب كردفان بنكران مااستقرت عليه طموحاتهم واحلامهم وتطلعاتهم فمن حقهم ان يحلموا باكبر من حق تقرير المصير الذي سبقهم عليه رفاقهم في دولة جنوب السودان لانني احلم بحق تقرير الدولة السنارية وهو حلم مشروع مادمت صاحب حضارة وارث ضارب في الجزور . وان طالبوا باكبر من ذلك فالنوبة كقومية قدموا مافيه الكفاية من التضحيات واذكر ان احد الصحفيين بجريدة الايام قد سالني هل الحلو جاد في طرح حق تقرير المصير ام لا؟! قلت له الحلو الذي اعرف جاد وجاد جدا فاردفني بالسؤال ليس لهم امكانات دولة دولة قلت له يريد ان يستمتع بحجاره والجبال. وكنت اكثر الواثقين انه لن يحيد عن استقالته بعد استخدامه لعبارة (انه فقد المصداقية في الرئيس والامين العام) والتعقب الذي صدر في بيان الرئيس عقب الاستقالة الذي قال انه فعل ذلك ثلاث مرات ؟! فتطورت الامور للاسواء لان ادارة الازمة في حد ذاتها يولد ازمة حتي انتهت الي ماانتهت عليه بتكلف الحلو رئيسا الي حين انعقاد المؤتمر العام الاستثنائي. والحلو لم ياتي باكثر من الذي طالبنا به من قبل عدم اهمال المؤسسات التي بنتها الحركة والاصلاح التنظيمي ولكن المكتولة ما بتسمع الصيحة. واليوم ورغم كل المرارات لا اجد غير ان ينحاز الجميع للهدف الاسمي فلا الحلو ولاعقار ولاعرمان ولاشخصي بدائمين ولابد من النظر بحكمة في كيفية الاستفادة من الاخطاء وحل الموسسات . وقد يحرز المهاجم اكثر من هدف في المرمي نتيجة غياب الاغطية الدفاعية. فتغييب المؤسسات ترك ظهر الملعب مكشوفا ولاتزال امنياتنا متعلقة بقومية الرؤية وان حقق شعب جبال النوبة حلمهم وحتي الان لم نري شروطهم المطروحة لحق تقرير المصير ومثل ماكان بين الجنوبيي انفصاليين ووحدويين فبين النوبة كذلك. ومعلوم ان تنفيذ اتفاقية السلام كانت هي شروط الوحدة لرفاقنا بدولة جنوب السودان وحتي لانبكي كثيرا علي اللبن المسكوب فان امام الرفيق الحلو فرصة تاريخية لعقد مؤتمر لايستثني منه احد وقد ذكر ذلك مشكورا في بيانه ان يحضره الرفاق عقار وعرمان وفي هذا الغاء لقرار حظرهما من الدخول الذي ورد في بعض القرار ونقول انه كان في ظرفه (وسيد القوم لايحمل الحقد) . فالحركة الشعبية سيحدد مصيرها المؤتمر القادم فان حافظت علي قوميتها فهو حلمنا وان كانت الاخري فان لنا علاقات مع رفاق هناك لايمكن ان تنقطع . وبمثلما نحن الان نتواصل مع رفاق الجنوب اجتماعيا اقوك ماكور وشول انقوي ودينق قوج وغيرهم فسوف نتواصل مع رفاق جبال النوبة كاديا ورمضان نمر وجاتوكا دلمان وقاضي الذي كان معنا في كسلا مرشحا للوالي . وليعلم جميع الرفاق اننا حركات تحررية فان حاول اي منهم ان يحمل الرفاق دون ان يمكنهم من الراي فهو خاسر ونادم. وان الشعارات التي نرددها حرية سلام وعدالة يجب ان تكون حاضرة دوما في ممارساتنا ومن جرب المجرب حالة به الندامة . وتحية حب واخلاص لكل الرفاق الشرفاء الذين لايقتاتون علي لحوم رفاقهم لان عاقبة الكذب وعدم قول الحقيقة وخيمة وسنكون سندا لكل رفاقنا الاوفياء في اي مكان . وياوطن مادخلك شر... عمر الطيب ابوروف عضومجلس التحريرالقومي المنتخب 20يونيو 2017