الخوف من دور جديد .. تركيا على الخط ؟!؟ إلحاقا لتطورات الأزمة القطرية – الخليجية مدخل : ( عجلت الثورات العربية من سرعة تنفيذ الإستراتيجيات التى وضعتها بعض الدول فى علاقاتها مع الشرق الأوسط عامة , والدول الإسلامية والعربية خاصة , فيما غيرت دول أخرى من إستراتجياتها فى المنطقة نتيجة لتلك الثورات العربية خاصة بعد أن تزاحمت متغيرات كثيرة على المنطقة , وتقاطعت مصالح بين داعم ومؤيد للثورات العربية وبين متوجس ورافض لها , والكل ينظر لمصالحه , ويبحث عن الزاوية التى يدخل من خلالها وإستثمار الفرص المتاحة ) ونقراء أيضا : ( أظهرت تلك الثورات تباين فى المواقف من دولة إلى أخرى , والهدف النهائى هو الظفر بولاءات " الحكومات الجديدة " والأنظمة الصاعدة فى المنطقة , لذلك جاء الحوار الدولى فى المنطقة فى إطار البحث عن " دور مفقود " أو ولوج الحلبة لإبراز أدوار جديدة ) – المصدر , شمس الهدى إبراهيم إدريس , الثورات العربية صراع المبادئ والمصالح وخلط الأوراق الدولية , ص 141 . الأجندة الخفية لثورات الربيع العربى : النتيجة التى كان ينبغى أن تكون حتمية لمخططيها , والتى خطط لها بعناية فائقة , من قبل الولاياتالمتحدة والغرب الأوروبى لثورات الربيع العربى , هى محو آثار الغريم الروسى من على واجهة الشرق الأوسط وإزالة كل مؤسسات الإقتصاد الإجتماعى " الإشتراكى " فكرا وقوى بشرية , وإحلال مؤسسات الإقتصاد الليبرالى الحر ذو الأحادى القطبية محلها , من خلال مرتكزات توهمت أمريكا والغرب بأنها قادرة على تنفيذ ذلك بسهولة تلك التسهيلات والمؤتمرات التى تعقدها هنا وهناك والدورات التدريبية التى تقدمها لمحسوبيها للإضطلاع بهذا الدور , تحت ستار أذرعة الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع المدنى التى أصبحت بديلا غير مقنع للقوى الصاعدة فى الشرق الأوسط وأفريقيا لها الكثير من الصلاحيات وتبدو كأن لاعلاقة لها بممارسات الحكومات الوطنية . فذلكة : مع تحفظى على جملة " الحكومات الجديدة " التى جاءت فى اللزمة الثالثة من كتاب الأستاذ / شمس الهدى إبراهيم , الشيق والسلس العبارة السياسية , رغم ثقل وطأتها على الذهن والواقع , تعضد فيما ذهبت إليه فى مقالاتى السابقة عن الأزمة القطرية – الخليجية .. والتى لها إمتداد راسخ فى علاقة العرب بالصراع الصهيونى فى المنطقة أى أنها لم تكن وليدة لحظتها أو نتيجة لغيرة سياسية , اقتصادية أوثقلفية حتى .. حيث إتضح من خلال نتائج التحليلات المنطقية للصراع العربى – عربى , سياسيا وإقتصاديا ونبش أيديولوجيات المنطقة , أن الأزمة تفجرت منذ بداية إحتلال الكيان الصهيونى للأراضى العربية فى فلسطينوالأردن وتدنيس المقدسات العربية وتشريد الشعب الفلسطينى أيادى سبأ ما بين لبنان وسوريا والسودان ومصر .. والتهاون العربى فى إسترداد الأرض والكرامة العربيتين , بل أن السياسات التالية للإحتلال فرضت عليها التطبيع الصهيونى بكل أشكاله الزراعية والصناعية والمائية .. مما راكم الكثير من الأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة تجاه حل القضية الفلسطينية والتى تنازعتها القيادات العربية كل يرى حلها ينبغى أن يأتى من بنات أفكاره , مما مكن العدو الصهيونى من الداخل بضرب القضية العربية المركزية الأولى فى مقتل وشل قدرات القيادات العربية فى دول المواجهة مثل الأردن وسوريا ومصروالسودان إلخ .. حينها , واوهم المجتمع الدولى بأنه قد قضى على القضية الأولى للأمة العربية وتم قبرها دون رجعة . ولايزال الصراع مستمرا : إلا أنه من خلال تترات الصراعات السياسية فى منطقة الشرق الأوسط وضح تماما أن القضية الفلسطينية لم تنطمر , رغم الإسترضاءات وخلق جيلين جديدين فى المنطقة للقفز من فوقها , " وتوقيع مبادرة سلام خجولة تقايض دولة فلسطينية منزوعة السلاح بحدود 1967 م بأمن اسرائيل وحق الدفاع عن نفسها مع تأجيل التفاوض على مصير القدسالمحتلة واللاجئين الفلسطينيين " المصدر السابق , ص 135 . قيام دولة فلسطينية " منزوعة السلاح " , لتكون بلاتوهات للأفلام الهوليودية أم ماذا ؟ ولإغتيال روح المقاومة فى الشعب العربى الفلسطينى قامت إسرائيل بطرد كل الفصائل الفلسطينية التى ترفض الإعتراف بإسرائيل , إلا أن المشكلة لايزال أوارها يشتعل , والسياسات القمعية المسماة بمحاربة الإرهاب , موجهة أصلا ضد فلسطينى الديسابورا - المنافى - والقوى المناوئة فى كثير من المسارح السياسية الإقليمية والدولية فى أفريقيا والوطن العربى بل وآسيا , الذين سلبت أراضيهم وسط صمت ومهادنات وخيانات عربية . سباق مع الزمن : حاولت الولايات المتحد فى هذا المضمار أن تسابق الزمن لرسم خطة تريد أن توجه بها التحالفات الجديدة والفاعلين الجدد فى الشرق الأوسط فى - تونس ومصر – عقب الثورات العربية وكان خطاب أوباما الثانى الذى وجهه من القاهرة لدول المنطقة , يحمل مضامين سياسة الولاياتالمتحدة وكأنه فرض الوصاية عليها , حيث وصف ذلك الخطاب بأنه خطوة إلى الوراء فى تحديد أولويات التسوية الفلسطينية ويصادرها بالسياسة وهذا ما يجرى الآن فى منطقة الشرق الأوسط وإحدى أشكاله الآن الحصار المفروض أو التطبيع على قطر . الخطاب الوصاية : ( أو بتعبير أدق المصادرة الأمريكية للثورة العربية , بدأ أنه يغطى عجزا سابقا عن مواكبة حركة الشارع العربى وعن التنبؤ بوجهته النهائية . خصوصا وأنها تمس الكثيرين من حلفاء أمريكا ومصالحها الحيوية وسياساتها التقليدية . ويخفى محاولة أمريكية لتطمين الحليف الإستراتيجى الأهم إسرائيل التى تتوجس من تلك الثورات , وما أنتجته على الصعيد الفلسطينى من مصالحة وطنية بين حركتى فتح وحماس , أبدى أوباما تحفظه الصريح عليها وطالب الفلسطينيين والعرب بالرد على الأسئلة المطروحة حول مضامينها وأبعادها ) . المصدرالسابق , ص 234 . تركيا على الخط – منهج المبادئ فى الشرق الأوسط : تبنت دولة تركيا فى موازاتها للغرب أربعة مبادئ اساسية فى سياستها تجاه الشرق الأوسط , أولى تلك المبادئ هو إحلال الأمن وكفالته لكل شخص دون تمييز , وثانى تلك المبادئ الإرتقاء بمستوى الحوار السياسى , بتكثيف الحوار مع قيادات الشرق الأوسط وخلق علاقات دبلوماسية وتجارية على مستوى عالى الجودة , مما خلق لتركيا إحتراما وقنوات إتصال وثيقة بين الدول والشعوب , مما جعلها مقبولة سياسيا وسط العالم بما فيه الغرب . ومن أبرز الأمثلة على ذلك : ( تنظيم تركيا ومصر معا لإجتماع إعادة بناء دارفور الذى عقد فى القاهرة فى 21 مارس 2010 م ) المصدر السابق , ص 146 . أما مبدأها الثالث فهو الترابط الإقتصادى المتبادل الذى يهدف إلى التكامل الإقتصادى بين دول المنطقة بإعتبار أن تركيا الركيزة الأساسية لإحلال السلام فى المنطقة . أما الرابع الذى يوجه سياسات تركيا فى الشرق الاوسط هو التعددية الثقافية وتعتبر تركيا أن الحفاظ على التعددية العرقية والمذهبية شرطا أوليا لإستقرارالمنطقة . تركيا تثير حفيظة الولاياتالمتحدةالأمريكية : إن مثل هذه السياسات الناعمة ذات المبادئ العميقة أثارت حفيظة الولاياتالمتحدةالأمريكية , وفضحت مخاوفها عن صعود أدوار جديدة لدول كان لها تأثير تاريخى ودينى فى منطقة الشرق الأوسط مثل تركيا , وفرضت ما يمكن أن نسميه بسياسات الإنفراد والإنقضاض فى المنطقة وتطويق الدول التى ترى أنها قد تفشل برنامجها فى المنطقة – أى سياسة فرق وأضرب – مثلما ما حدث فى العراق وما تقوم به الآن داخل الأراضى السورية تحت مزاعم دعم المعارضة السورية , وما أثار حفيظة الولاياتالمتحدة بشكل أكبر بعد إعلان تركيا هى والبرازيل عن إبرام صفقة مع إيران لتهدئة التوتر الناجم عن أزمة برنامج إيران النووى , مما أثار شكوك الولاياتالمتحدة حول هذه الصفقة , كما إستقبلت أنقرة الرئيس أحمدى نجاد , كذلك رئيس الوزراء الروسى حينذاك فلاديمير بوتين الذى ووصف بأنه حارا فى قمة للأمن الإقليمى بإسطنبول . . مخاوف ألمانية : الخلافات بين دول الخليج تضاعفت حث وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل كل أطراف الأزمة الخليجية اليوم الأربعاء على تفادي المزيد من التصعيد ونبه إلى أن الخلافات بين دول الخليج قد تضعف التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقتال تنظيم "الدولة لإسلامية." تعاون الأمني : مؤكدا أن " التعاون الأمني بين المملكة وألمانيا قوي ومتين وأن التنسيق بين الجانبين قائم ومستمر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف". من جانبه، شدد غابرييل على ضرورة توحيد الجهود في منطقة الخليج لنزع فتيل التصعيد في المنطقة وحل الأزمة الحالية. وقال إن ألمانيا تدعم محاولة الوساطة التي قام بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ولنا عودة .. د. فائز إبراهيم سوميت