ماوراء الخبر الطيب مصطفى.. بين لجنة الإعلام والصيحة! الطيب مصطفى رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني، كتب في صحيفة الصيحة بانحياز سافر لقطر، مستنكراً حديث السفير السعودي في الخرطوم في المقابلة التي أجراتها صحيفة السوداني الغراء، متخذاً ذلك مدخلاً للتنديد بالسعودية والإشادة بقطر معدداً مواقف قطر المساندة للسودان على حد قوله.. ودون انكار المساندة القطرية للسودان، فلا يمكن تجاهل الوقفة السعودية مع السودان وتوسطها لرفع الحصار الأمريكي، وهو ما جاء في مقابلة مدير مكاتب السيد رئيس الجمهورية المقال مع صحيفة اليوم التالي بعد القرار الأمريكي برفع العقوبات لمدة ستة اشهر تنتهي في 12/7/2017م، ووقتها لم يجرؤ أحد على قولة (بغم). لست بصدد الدخول في معركة إعلامية مع الطيب مصطفى رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان ومالك الصيحة ولكن (ما دام ليس من الموت بد، فمن العار أن تموت جباناً)، فقبل ذلك تحدث الطيب مصطفى عضو البرلمان قبل أن يصبح رئيس لجنة الإعلام في ذات الإطار داعياً الحكومة السودانية لمساندة قطر، أثناء مداولة بيان وزير الخارجية وتحت قبة البرلمان، في ذلك الوقت لم يتخذ حديثه صفة رسمية لأنه كان عضواً عن منبر السلام ومن حقه أن يقول مايريد في اطار لائحة تنظيم أعمال المجلس الوطني، وربما ضمن توجه الحكومة وسياساتها التي ارتضى أن يكون عضواً في برلمانها. أما بعد أن أصبح رئيساً للجنة الإعلام في المجلس الوطني وهي وظيفة قيادية في المجلس وتتجاوز عضويتها (20) عضواً برلمانياً، فكان واجباً أخلاقياً عليه ألا يتحدث بما يلقي ظلالاً من الشكوك حول طبيعة عمل لجنة الإعلام، وبما يقدح في حيادية البرلمان تجاه الأزمة خاصة بعد أن وافق البرلمان على بيان السيد وزير الخارجية بروف إبراهيم غندور والذي أعلن من خلاله أن موقف السودان محايد في الأزمة. من حق صحيفة الصيحة أن تحدد خطها من الأزمة في الخليج، ولا شك أن هذا الحق متاحاً في التعبير عن سياستها التحريرية من خلال الأخبار والمقالات عن الموقف الذي تراه صائباً لا غبار في ذلك، ولكننا بالطبع ضد أن يستغل الطيب مصطفى موقعه كرئيس للجنة الإعلام بالبرلمان لتمرير أجندته الخاصة، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن بأي حال إنكار أن مقالات الطيب مصطفى في الصيحة لا تلقي بظلالها على موقفه القيادي في البرلمان من خلال رئاسته لجنه الإعلام البرلمانية، وعليه فلا يمكن أن يتخيل احد أن مقالة الطيب مصطفى قد افلتت من رقابة الدولة وتوجيهات أجهزتها الرسمية في عدم الاشتطاط أو التشويش على موقف الحكومة (المحايد) .. وبالطبع لا يمكن اعتبار أن الطيب مصطفى تجاهل ذلك أو فات عليه احترامه، وهو كان غالب الرأي في تغطيات الصحف للأزمة. دون اغماط الطيب مصطفى حقه في الجهر برأيه في مسار الأزمة ودور الحكومة السودانية فيها، الا أن طبيعة الموقع القيادي في لجنة الإعلام البرلمانية يحتم عليه أن تكون حركاته وسكناته وأقواله موزونة ومعبرة عمن يمثلهم في اللجنة البرلمانية ومتوافقة مع قرار البرلمان الذي يحتل فيه موقع رئيس لجنة، ألا يدرك الطيب مصطفى تقاليد العمل البرلمانية، هل وقع حديث الطيب موقع الجرح لدى قيادة البرلمان؟.. سؤال للطيب مصطفى لماذا تضعه الاقدار أو يضع نفسه دائماً في مواقف ضد مصلحة البلاد العليا؟ محمد وداعة جريدة الجريدة