هذا شريط تسجيلي توثيقي قصير مصوّر قمت بإعداده من وحي مقال سابق للسيدة الفضلى خنساء عمر سوار الذهب أرملة الشهيد بابكر النور نشرته جريدة التيار وعدة مواقع صحفية إعلامية أخرى، أوردت فيه ملاحظات بشأن وثيقة تتعلق بما حدث في 19 يوليو 1971. لست هنا بصدد التعليق أو الخوض في أي تفاصيل تخص تلك الوثيقة، فهذا شأن آخر، فما دفعني لتسجيل الشريط هو استرجاع ذكريات قديمة تداعت للذاكرة كما يحدث بمناسبة شهر يوليو من كل عام ، فما حدث في ال19 من يوليو 1971 هو حدث خاص لن يبرح ذاكرة طيف واسع من السودانيين الذين ظلوا دوما يحلمون ببناء وطن يتسع للجميع. وقد حاولت بقدراتي التقنية المتواضعة، ومن وحي ذلك الحلم، وتلك الأحداث، تسجيل بعض صور وذكريات وخواطر قديمة متناثرة تداعت في الخاطر والوجدان، حاولت أن أصيغها في شكل فني متواضع، استلهاما مما كتبته المناضلة الجسورة خنساء عصرها حرم الشهيد الراحل بابكر النور رحمه الله رحمة واسعة، وعسى أن يكون ما كتبته دافعا للكثيرين غيري لاستلهام المزيد من وحي تلك الذكريات العظيمة. شهر يوليو بالذات شهر له وجود كثيف في الذاكرة السودانية في مختلف الأزمان وكان دوما مرتبطا بالكثير من الأحداث الهامة والمؤثرة والمأسوية، فهو الشهر الذي جاء بعد ساعات من مقدم انقلاب الإنقاذ المشئوم، وهو الشهر الذي شهد انفصال جنوب السودان، واستشهاد الكثير من المناضلين السودانيين مثل عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وباكر النور وجون قرنق، ووقعت فيه مجزرة بيت الضيافة التي أودت بحياة ثلة من الشباب العسكريين والتي لم تتبين حقيقتها حتى الآن، وهو الشهر الذي عرف ما كان يسمى بغزو المرتزقة وهي أحداث راح ضحيتها الألوف من السودانيين، وهو كذلك الشهر الذي أُعلن فيه الرئيس السوداني كطريد ومطلوب للعدالة الدولية. خنساء عمر سوار الدهب، امرأة عاشت حزنين، حزنها الشخصي والخاص مع أسرتها وأطفالها، وحزنها العام والجامع مع الملايين من أبناء وبنات وطن تم اختطافه ونهبه وسلبه وذبحه وسفك وهدر دمائه، وقد تحملت الحزنين بصبر وشجاعة ورباطة جأش، حزنها الخاص بشكل يماثل حزن سميتها التي قالت : تبكي خناس على صخر وحق لها *** إذ رابها الدهر إن الدهر ضرارُ. وحزنها العام الذي تبدده بأحلامها مع غيرها من الملايين وهي تتغنى مع الراحلين وردي ومحجوب شريف في انتظار ساعة الخلاص وانعتاق الوطن من سجنه الذي استطال، وهما يتغنيان" حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى، وطن شامخ وطن عاتي , وطن خيّر ديمقراطي، وطن مالك زمام أمرو، ومتوهج لهب جمرو، وطن غالي، نجومو تلالى في العالي". وفي العالي والعلالي دمتم ودام السودان وطنا شامخا يتسع للجميع ويسع أحلام الجميع، ولمن يرغب في القراءة الكاملة لمقال السيدة خنساء الرجوع للمصدر الأصلي من جريدة التيار مرفق أدناه رابط الفيديو بعنوان : ذات يوليو، ومن وحي ما كتبته خنساء عصرها .