الشعاع الساطع دبلوماسية المواطن الفاضل الجبوري تتفوق علي بروف غندور تابع خلق كثير جدا ردود الافعال لقرارات رفع الحظر الامريكية عن السودان، مابين مشفق وناغم علي النظام ولم يخلو مجلس او نقاش الا وتناول الموضوع بالنقد والتحليل. ولقد سارعت وسائل الاعلام الي متابعة ردة فعل النظام الحاكم اولا باول . اذ اعلن وزير الخارجية بروف غندور عن اسفه للقرار القاضي بتاجل البت لثلاثة اشهر . وكان ذلك قبل عقد المؤتمر الصحفي لمعالجة حالة شق الجيوب ولطم الخدود التي انتابت المتفائلين كناية عن الحزن وعلي راسهم النظام الذي قال علي لغة ام كلثوم كوكب الشرق (الحب كله وهبتو ليك... ولكن ؟!) فالامر لم يكن بالهين علي من قدم العمل وانتظر الجزاء. خصوصا وان الادارة الامريكية الجديدة لم تكلف نفسها اكثر من كتابة كلمة يعلق الامر لثلاثة اشهر وهي اشبه بكلمة (قابلني بالقلم الاحمر) . والتي تعني للطالب ان ثمة عقوبة قد تنتظره فلابد ان يذهب (مردف ملابسه توقعا للجلد). والارجاء لمدة ثلاثة اشهر والذي اول ماقابله وزير الخارجية بالاسف والذي تبعه حزب المؤتمر الوطني الراعي الرسمي للنظام ببيان يحمل عتاب ويجدد احلام تركها من قبل عبارة (التوكل علي الله ) ومن يتوكل علي فهو حسبه ولعل ماينقصهم في جانب التوكل عدم الصبر . والبيان خرج بمستوي لايحمل الحدة والقنع من خيرا فيها فلايزال العشم حاضرا بعد انقضاء الاجل. غير ان راس النظام اعلن عن قطع الاتصال مع اللجان الامريكية بمعني انه اغلق الهاتف والاتصال. وهذا الاغلاق لايبشر بخير لانك مجرد ان تغلق هاتفك فانك بهذا تعد نفسك لمرحلة(حوار الطرشان). وهذا الامر قد يمنح الادارة حقا بالقول هذا المشترك لايمكن الوصول اليه حاليا ؟! اما احزاب المشاركة والحوار فلقد جاءت متناغمة مع ايقاع النظام وهي حالة اشبه بما يعرف في المأتم بان تضع المراءة اصبعها علي راس من تستحق العزاء وتصدر صوتا حزينا لكنه لايعني البكاء علي اية حال. وقرار راس النظام حمل كثيرا من الانفعال حسب راينا بل انه ذكرنا تماما بقرار الغاء اتفاق نافع عقار قبل جلوس مؤسسات اتخاذ القرار ان وجدت مؤسسات تقيم نفسها والقرار الذي يتخذ عبر الشوري ( وشاورهم في الامر) هو القرار الذي يقوي علي الصمود والقرارات الفردية تاخذها الريح وتضعف ولاتقوي. غير ان المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية بعدما ان هدات انفاس الصدمة الاولي لخبر وفاة الحلم. حمل تراجعا واضحا في موقف النظام . واكد انهم سوف يستمرون في تنفيذ المطلوبات في المسارات الخمسة محاربة الارهاب وجيش الرب ودولة جنوب السودان وايقاف الحرب و المسار الانساني . واخيرا الجلوس تحت حائط امريكا توكلا علي الله ان يرفعه بدلا من ان يسقط علي رؤسهم . وبرر ان قرار حل لجان الاتصال بانها حلت لانهم ليس لهم جديد يقدموه واعتقد ان هذه العبارة كان من الافضل تقديمها في حال وجود اللجان ( انني اعطيت ما استبقيت شيئا). وكتب الكاتب عبدالباري عطوان بصحيفة القدس رايا يمكن ان نقول عنه انه وضع الاصبع علي الجرح ومكان النزف تماما . اذ قال ان النظام تلقي صفعة من النظام السعودي رغم كل العطاء الغير محدود من قبل السودان للنظام الملكي والمشاركة ضمن عاصفةالحزم ولكنه وبحسب تحليله وراينا ارتكب مخالفة داخل منطقة الجزاء حينما لامس كرة قطر داخل الست ياردات الامر الذي دفع النظام الملكي لترك النظام السوداني وحاله مع امريكا مع الاحتفاظ بكرت (طه) اللغز المحير بين الطرفين؟!!! وكل هذا لايجعلنا نمل من متابعة ردة فعل الشعب فلقد قدم المواطن حامد الجبوري خارطة طريق عبر مقطع صوتي بلغة المسيرية وصف فيه الفقر ابو فنيلة (حمراء ) بانه سبب كل العلل وجعل من الفقر رمزية قصصية رائعة كونه(تتلح بشدة) احد البسطاء وظل ملازمه كل حين متخذا من ظهره مقرا وسكنا. وبلغة شيقة نقل الحوار الذي يدور بين الفقر والمواطن المغلوب علي امره حتي اضطر المواطن بان يذهب وينام علي طريق القطار (السكة حديد) منتطرا الموت الزؤام ومفضله عن الحالة التي لازمته من (مصاقرة الفلس في صحوه ومنامه ). وهو مصير بلاشك لايمكن ان ينتظره معه (الفقر ابو فنيلة حمراء). وحينما اوشك القطار علي دهسهم جميعا فارقه الفقر وتحولت حياته الي نعيم وسعادة. هذا المواطن قدم روشتة علاج واضحة ان الشعب السوداني لايمكن ان يفارقة الفقر مالم يقدم الي عمل نضالي تشبه حالة المواطن الفقير الذي عرض نفسه للموت بغرض التخلص من الفقر والبحث عن حاة سعيدة. ولعله رمز للفقر (ابوفنيلة حمراء) اشارة للعلاقة بين الصين الشيوعية ونظام الحكم الاسلامي والذي جعل زيقا احمر علي راس مبانية اشارة لتلك العلاقة. وان الجبوري قال بكل وضوح علي النظام ان ينجم شوية ويترك غيره للتصدي لعملية اصلاح الوطن . وان النظام غير مرحب به بالكاد من قبل الجميع بالمجتمع الدولي وتشهد بذلك نتائج القبول له بين المنظومات المعترف بها علي الصعيد الافريفي والاسلامي والعربي وهي حالة توهان تستحق التأمل والوقوف . بعيدا عن محاولات التبرير والعشم المستمرة لاكثر من ربع قرن . وامريكا ستستمر في تقديم طلبات دائمة ومتجددة كما فعلت مع الزعيم الليبي منذ المفاعل النووي ومرورا بلوكربي وليس انتهاءا بمحاربة الاسلاميين حتي انتهي الحال الي ما انتهي عليه بثورة شعبية قضت علي الاخضر واليابس . ونقول ونكرر ولا نستجدي مطلوب تقديم تنازلات الان تساهم في الخروج الآمن من الازمة . وسنظل مبادوة الفاضل الجبوري منبر شعبي بسيط تناول الازمة ببساطة تفوقت في التحليل للواقع علي كل محاولات دبلوماسية بروف غندور فالمطلوب الان النظر في الدبلوماسية الشعبية والحل من الداخل خارطة طريق بروف الفاضل الجبوري. ... وياوطن مادخلك شر... عمر الطيب ابوروف