يقال ان أمريكا لم تقبل إلا بحضور إمبرطور اليابان شخصيا لتوقيع وثيقة الإستسلام فى 2 سبتمبر 1945 إمعانا فى إذلاله، و كان ذلك على إحدى البوارج الأمريكية، يومها قال إمبرطور اليابانللأمريكان" انتم لم تهزمونا فى الحرب بل هزمتمونا فى المدارس". الأطباء النفسيون الأمريكيون الذين حضروا توقيع الوثيقة بذلوا جهودا مضنية فيما بعد للتوصل الى مقصده الإمبرطور اليابانى عن هزيمة اليابان فى المدارس ، و حسب العنجهية الأمريكية المعروفة، توصلوا الى تحليل يرضى عنجهيتهم وخلصوا الى ان الإمبرطور كان يقصد تفوق أمريكا علي اليابان فى المدارس العسكرية . بعد ذالك بايام قليلة إجتمع إمبرطور اليابان بوزراءه و سألهم ان كانوا قد فهموا ما قصده عن هزيمة أمريكا لليابان فى المدارس ، فلم يجد من يجيبه عن سؤاله ، فقال لهم تعلمون ان الله عادلا وقد خلق جميع أطفال العالم بمستويات عقلية واحدة ، فقالوا له ما دام الله عادلا فكيف توصلت أمريكا الى صناعة القنبلة الذرية قبلنا؟ أجابهم لان أمريكا تفوقت علينا بتعليم أطفالها جيدا فأخرجت اجيال قادرة على الإبداع و الإبتكار، و اذا أردنا أن نتفوق و نتقدم فالنبدأ بالمدارس ، ويومها وضع اليابانيون خطة لتعليم أولادهم التعليم الجيد و السليم فخرجت أجيال يابانية قادرة على الإبداع و الإبتكار وإستطاعت هذه الأجيال خلال خمسة عقود فقط أن تضع اليابان فى المقدمة صناعيا وإقتصاديا. إذن أمريكا و عقوباتها لن تؤخرنا اذا امتلكنا العزيمة و الشجاعة و بدأنا من الآن بالمدرسة و اذا رفعنا الظلم والفقر عن المدرس السودانى العظيم. مهاتير محمد قال بدأت بالمدارس. المستشارة الالمانية ميركل قالت لقضاة بلادها لن أستطيع مساواتكم بمن علموكم. نحن فى السودان أيضا نستطيع ان نعيد للمدرس إعتباره أدبيا و إقتصاديا أولا، ومن ثم بعدها نستطيع تكريمه على عطاءه أومحاسبته على تقصيره. لن نستطيع التقدم و مدرسنا يتسول رزقه و تنقطع انفاسه ركدا وراء الدروس الخصوصية . بالله عليكم كيف يستقيم الأمر بين معلم يستجدى من تلميذه لقمة العيش ، و متعلم يعرف يقينا إنه يعطى راتبا لمعلمه، بل يستطيع معاقبته و إستبداله بمعلم غيره . السودان وطن عظيم عنده إمكانيات مهولة و يمكن أن ينهض دون مساندة أحد، ولن يستطيع ان يوقفه أو يحد من طمواحاته أحد، فقط هو فى حاجة الى مدرس يعرف قيمة ما يقدمه لوطنه، و يعرف ان هذا الوطن العظيم يكرمه ويكرمه على جهده، و يعرف ان هذا الطالب هو مسؤول عنه امام الله و يدرك إن "من اخذ الاجر حاسبه الله بالعمل" السودان ايضا فى حاجة الى منع الفساد و انضباط الاداء الحكومى و شفافيته . عبدالعزيز عبدالباسط