منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    وزارة الصحة تلتقي الشركة المصرية السودانية لترتيب مشروعات صحية مشتركة    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية يوليو الكبرى (27) معلومات وأحداث اضافية (1) يوليو 1971م في المغرب والسودان
نشر في الراكوبة يوم 23 - 07 - 2017


عملية يوليو الكبرى (27)
معلومات وأحداث اضافية (1)
يوليو 1971م في المغرب والسودان
استمد "الحزب" نفوذه من ثقة الشعب, ومناصرة الأصدقاء, وتضحيات عضويته والقوى الديمقراطية من حوله بأثر الاستقلالية والوطنية وسياسة الحزب التي ارتبطت بمصالح العمال والمزارعين والكادحين, وعبرت عنها فروع الحزب وتشكيلاته في أماكن تواجدها.
والثابت في تاريخ الحزب القديم بشأن الممارسة أن العضوية لم تكن تتحرك باشارة من هيئة أو زعيم, ويقوم بناؤها على الجماعية والمبادرة, ولا تخطو نحو تنفيذ برامجها الخاصة في سياسة الحزب إلا بعد نقاشات مضنية. فسياسة الحزب واحدة لكنها في الممارسة لم تكن تعني نموذج التضييق الواحد وكل ذلك تحكمه استراتيجية وتكتيكات الحزب وخطه السياسي والتنظيمي المتفق عليها..
(ومن بعد منتصف ثمانينات القرن الماضي سادت مناهج المركزية المطلقة ومنها ما يطلقون عليه القبضة القيادية والتي هي تقييد النشاط العام والجماهيري للعضوية بما يصدر من أعلى – الاشارة أو قرار الهيئة أو الزعيم – ومن ثم الانتظار المميت "لرأي الحزب" والخضوع من بعد ذلك للإشراف والرقابة.. الى آخر. وتم قتل المبادرة!)
وبيان هذه المناهج ضروري خاصة في الرد على انتقاد الشعارات التي صاحبت عملية يوليو حيث يُنظر اليها وكأنها شعارات الحزب. ومن ذلك:
"سايرين.. سايرين في طريق لينين و"الخرطوم ليست مكة" و"لا تحفظ بل اعدام" فهي إما أنها صدرت من شباب شيوعي باجتهادات فردية وخاطئة, أو أنها عمل منظم دبره المخترقون والمايويون داخل الحزب والقوى الأخرى المعادية. وهذا هو المرجح.
وهدف عملية يوليو الكبرى:
فتح الطريق أمام زحف الاحتكارات الدولية والشركات متعددة الجنسيات والهجوم المنظم على مؤسسات القطاع العام والحركة التعاونية ووضع السودان تحت رحمة الرأسمالية الدولية (وتطبيق معظم نقاط هذا البرنامج من بعد 30 يونيو 1989م يشير الى العلاقة الوثيقة بين عملية يوليو وسلطة الحركة الاسلامية السودانية) ولذلك غضت قيادة الحزب الطرف عن عملية يونيو 1989م!!
وأول العقبات أمام فتح الطريق هي وجود الحزب الشيوعي القوي ضارب النفوذ. فكان على العملية: القضاء على نفوذ "الحزب وتقاليد عمله الراسخة وهزيمته سياسياً وعزله جماهيرياً, ثم تحويل ما يتبقى من القيادة للاتجاه يميناً.. باغتيال القيادات وتصفية الكوادر..
ونواصل ما انقطع من حديث حول موضوعنا (عملية يوليو الكبرى.. من قتل عبدالخالق) في*فصل جديد من مقدماته بيان أحداث ومعلومات اضافية لما تم نشره في الحلقات السابقة.
يوليو شهر الانقلابات العسكرية
يوليو هو شهر الانقلابات العسكرية, السلمية أو الدموية في العالم. شهد تمردات جنود وعصيان ضباط وأنهار من دماء. والانقلابات والانقلابات المضادة, والعمليات المخابراتية الكبرى كانت من سمات حقبة الحرب الباردة في الألفية الثانية ومن بينها عملية**يوليو الكبرى 1971م في السودان. ونذكر أنه خلال خمسة سنوات (1970-1975م) حدث حوالي أربعين انقلاباً عسكرياً في ثلاثين دولة في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية "الجيش: المجتمع والسياسة في البلدان النامية – غيورغي ميرسكي".
وقال يس عمر الامام "اشرف عبدالعزيز 31 مايو 2017م – الجريدة":
(كانت استراتجيتنا مبنية على "تأمين" السلطة من خلال الغموض والتعميه على من وراء الانقلاب قبل "التمكين" لبرنامج الحركة السياسي, بينما عكس الشيوعيون الآية فأعلنوا برامجهم على الملأ في الوقت الذي لا يزال انقلابهم يعاني مخاضاً عسيراً).
الحقيقة:
ان 19 يوليو لم تكن انقلاباً عسكرياً ولم يدبره الحزب الشيوعي. وان 30 يونيو 1989م لم تكن انقلاباً عسكرياً بل عملية لتطوير عملية 19 يوليو 1971م.
ان أحدث وأبرز عمليات الألفية الثالثة كانت في تركيا 15 يوليو 2016م والتي أطلق عليها المحاولة الانقلابية الفاشلة. لكن شهد الناس مدى استعدادات السلطة الحاكمة العالية لتصفية المختلفين معها في الجيش والأمن والشرطة والقضاء والخدمة المدنية وحتى أعضاء هيئات التدريس في الجامعات تحت تهمة "دعم الانقلاب الفاشل" قوائم بالآلاف من العاملين فصلوا من الخدمة, وقوائم الاعتقالات المعدة سلفاً! وتذكرت انقلاب 25 مايو 1969م أول حلقات العملية. والانقلاب العسكري الناجح في تركيا كان في 15 يوليو 1974م.
الانقلابات العسكرية وفنون المخابرات:
أكدت الأحداث ارتباط الانقلابات العسكرية في الألفية الثانية في دول العالم المختلفة وبالذات دول المستعمرات السابقة بفنون المخابرات وبالذات البريطانية والأمريكية ومن النماذج:
× انقلاب 23 يوليو 1952م في مصر "ثورة الضباط الأحرار" عندما تمت الاطاحة بالملك فاروق والغاء الملكية واعلان النظام الجمهوري بعلم بريطانيا التي كان من أهدافها في ذلك الزمان الاطاحة بالنظامين الملكيين في مصر والعراق.
× وفي 15 يوليو تدخل الجيش الأمريكي في الأزمة السياسية في لبنان خلال حقبة الرئيس الأمريكي ايزنهاور. والذي دعم الحكومة اللبنانية برئاسة كميل شمعون واستمر وجود الجنود الأمريكان ثلاثة شهور بناءاً على طلب حكومة لبنان.
وبانقلاب "ثورة" 14 يوليو 1958م خلف عبدالكريم قاسم "نوري السعيد" واعتبر السوفيت حركة قاسم العسكرية "حركة شعبية انخرطت فيها جماهير واسعة" واستندت على الحزب الشيوعي العراقي ومنظمات ديمقراطية. ورتبت المخابرات البريطانية في نهاية 1958م لانقلاب مضاد قاده رشيد علي كيلاني باسم "تجمع قدامى الوطنيين" وفي ابريل 1959م قاد العقيد الشواف انقلاباً عسكرياً في الموصل متخذاً طابعاً حاداً في عدائه للشيوعيين الذين لعبوا دوراً كبيراً في افشاله وتم اغتيال عدد كبير منهم "وافقت سلطة قاسم على مشاركة الشيوعيين العراقيين في السلطة".
وفي يوليو 1959م شكل الحزب الشيوعي العراقي "جبهة وطنية" مع الحزب الديمقراطي الكردي والمنظمات الجماهيرية والنقابات. ورفض قاسم دعم هذه الجبهة حتى تفجرت اضطرابات في كركوك وضعت حداً لتقدم الجبهة الوطنية بالمجازر والاعتقالات والتعذيب. وبأثر أزمة كركوك تم عزل الشيوعيين من مناصبهم وفقد الحزب عدداً كبيراً من قادته على رأسهم السكرتير العام "سلام عادل" ونفذت أحكام إعدام لعدد 112 شيوعي وسجن 770 "كان ذلك في العام 1960م وانتقل الحزب الى العمل السري".
وظهرت مجموعة من الشيوعيين قريبة من السلطة وأصدرت في 1961م صحيفة الحزب المركزية "اتحاد الشعب" لمنع الحزب الشيوعي من إعادة تنظيم نفسه سراً وحتى سقوط قاسم بانقلاب 18 يوليو 1963م. وفي ذات يوم 18 يوليو 1963م فشل الانقلاب العسكري ضد لؤي الأتاسي في سوريا ولكن نجح انقلاب يوليو 1964م.
وفي 17 يوليو نفذ أحمد حسن البكر وصدام حسين انقلاباً عسكرياً في العراق أطاح بحكم عبدالسلام عارف. وفي يوليو 1979م تم إجبار احمد حسن البكر على الاستقالة فيما يعرف بالانقلاب الأبيض.
"وفي السودان بعد انقلاب مايو 1969م كانت هناك مجموعة من الشيوعيين قريبة من السلطة واستمرت بعد انقسامها في نشاطها باسم الحزب الشيوعي السوداني, وأصدرت بيانات جماهيرية تدعم موقف السلطة الحاكمة لمنع الحزب الشيوعي من إعادة تنظيم نفسه سراً وحتى عملية 19 يوليو ورحلة بحث عبدالخالق عن منزل يأوي اليه يوم 22 يوليو".
وبأثر السوفيت بدل الحزب الشيوعي العراقي موقفه من حكومة قاسم بالدعوة الى الوحدة ودعم الكتلة الحاكمة "انتقاد السوفيت للشيوعيين العراقيين ان حزبهم لم يأخذ في الاعتبار الحقيقة الاجتماعية التي تفرض الحذر وضرورة دعم البرجوازية الوطنية التي لم تنته بعد مهمتها التاريخية, ولهذا السبب شددت اللجنة المركزية للحزب السوفيتي وفي حضور خالد بكداش على الطابع غير الناضج بطلب الشيوعيين الاشتراك في السلطة بعد أحداث الموصل.
× وفي 17 يوليو 1973م قضى الانقلاب العسكري بقيادة محمد داؤد خان على النظام الملكي في افغانستان "محمد طاهر شاه" واعلان قيام الجمهورية.
× وفي 15 يوليو 1973م أطاح الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال محمد ضياء الحق بحكومة ذو الفقار علي بوتو..
وهكذا.. وغير ذلك من الانقلابات والانقلابات المضادة والمحاولات والعمليات المخابراتية في شهر يوليو..
عملية 10 يوليو 1971م في المغرب
أطلق على ما حدث يوم 10 يوليو 1971م في المغرب "المحاولة الانقلابية الفاشلة" وهي العملية التي كان قوامها "طلاب المدرسة الحربية الملكية" وعددهم ألف وأربعمائة تمت قسمتهم الى مجموعتين للهجوم على القصرين الملكيين في الصخيرات والرباط وكان هدف العملية الملك!
وتاريخ عملية يوليو في السودان كان مقرراً له يوم 11 يوليو 1971م كما أوضحنا قبل ذلك وتمسك ابوشيبة وعبدالمنعم بشهر يوليو على الرغم من الأسباب الموضوعية التي طرحها ضباط اللواء الأول مدرعات, واستحالة الحركة في يوليو 1971م وأن "تأمين" السلطة يتطلب أن تكون الحركة في أكتوبر أو نوفمبر 1971م "عبدالرحمن مصطفى خليل من الضباط المنفذين".
وأفاد الملازم "م" عمر وقيع الله بأن توقيت التحرك تم تغييره مرتين 11 و15 يوليو وأكد ضابط منفذ باللواء الأول مدرعات "في يوم 11 يوليو ونحن في الاستعداد للتنفيذ فوجئنا بحضور عبدالمنعم محمد أحمد الذي أخبرنا أن الحركة تأجلت وبلغ عديدون بالتحرك منهم المساعد/ صالح محمد محمود "راجع مقال عملية يوليو 3".
ومن الوقائع المثبتة لما حدث يوم 10 يوليو 1971م في المغرب:
1-كانت العملية تحت قيادة الجنرال المدبوح وشريكه الكولونيل أعبابو. واختيار التاريخ كان بسبب انه تاريخ احتفال الملك بعيد ميلاده وكان اليوم مخصصاً لاحتفال الرجال بعيد ميلاد الملك في قصر الصخيرات.
2-تم الهجوم على القصر الملكي في الصخيرات الساعة الثانية وثمانية دقائق من بعد الظهر. وكان السفير البلجيكي في المغرب أول الضحايا مع بداية اطلاق الرصاص.
3-تم استلام محطة الاذاعة.
4-تم احتلال القصر مكان الاحتفال الذي بدأ حضوره يتوافدون منذ العاشرة صباحاً. واستمر الاحتلال لثلاث ساعات. وتوارى الملك داخل القصر حيث تم الهجوم أثناء تناول وجبة الغداء.
10 يوليو الوثائق البرطانية
عند الاطلاع على "قراءة في وثائق 1971م البريطانية – انقلاب الصخيرات الفاشل في المغرب – حسن ساتي" نرصد الملاحظات التالية:
1-الضباط المنفذين لم يكونوا على علم بهدف التحرك. وكان التنوير "التوجه للقيام بمناورة بالرصاص الحي".
2-الطلاب تحت التدريب والجنود الذين شاركوا كان لديهم انطباع أنهم جاءوا لانقاذ الملك.
3-كان الانقلاب سيء التنظيم.
4-كان اتجاه القذافي تحريك أثني عشر ألف من القوات المسلحة الليبية الى المغرب لمساعدة الثوار ولم تسمح الجزائر وموريتانيا بعبور طائرات ليبية عبر أجوائهما واتصل القذافي بالسادات الذي نصحه بالتريث والهدوء. وأحاطت القوات المغربية بالسفارة الليبية في الرباط وتم وضع السفير وأعضاء سفارته تحت الاقامة الجبرية وقطعت عنهم خطوط الهاتف.
"في يوم 21 يوليو قابلت الملازم أول هاشم المبارك "من الضباط المنفذين" في القيادة العامة. سألته عن سبب حضوره للقيادة العامة فذكر لي أنه مسئول عن تأمين القيادة العامة بوحدة المدرعة وكذلك الاذاعة والتلفزيون فسألته عن برنامج الثورة التصحيحية فرد لي بأنه لا يعرف شيئاً خلاف صلة القرابة مع الرائد محمد أحمد الريح"
"العميد منير حمد – عمر السنين أيام"
وقائع وملاحظات أخرى
× قام الجنرال المدبوح باتخاذ عدد من الاجراءات استعداداً للعملية ومن ذلك ترقية الأخوين محمد وأمحمد أعبابو في 3 مارس 1971م.
× قتل المدبوح قائد العملية, اثناء الهجوم على القصر وتمت تصفيته عن طريق نفس قيادات العملية, بعد أن انقلب عليه شريكه أعبابو بسبب الاختلاف حول مصير الملك قتله أم القاء القبض عليه؟! وعثر جنود اعبابو على الملك بعد ذلك وأبلغوه أنهم يعملون على حمايته بحسب توجيهات أعبابو لهم.
× حامت شكوك قوية حول موقف الجنرال أوفقير وعلمه ودعمه ما حدث, وهذا تأكد فيما بعد, عندما رتب أوفقير لانقلابه بعد عام واحد في يوليو 1972م, عندما عين الكولونيل "امقران" قائد قاعدة القنيطرة الجوية قائداً ثاني في القوات الجوية الملكية والرائد "قويرة" قائداً للقاعدة.
ثلاثة رجال كانوا قادة الخطة في اغسطس 1972م باداه سلاح الجو المغربي بهدف اغتيال الملك الحسن الثاني بالهجوم على طائرة البوينغ الملكية القادمة من برشلونة.
تدبير المخابرات للانقلابات
كتب كثيرون عن معرفة الموساد بتخطيط ما حدث يوم 10 يوليو 1971م في المغرب وكذلك جهات استخبارية أخرى. وهناك من دلل على علم الموساد بأنه على الرغم من حضور شخصيات يهودية كثيرة لمكان الاحتفال فانه لم يكن من بينهم غير ضحية واحدة "ماكس مانيان" مدير شركة السكر بالدار البيضاء وأصيب يهوديان بجروح طفيفة.
وفي توثيق الأستاذ محمد سليمان "اليسار السوداني في عشرة أعوام 1954-1963م" ونقلاً عن صحيفة الميدان العدد 386 بتاريخ الاثنين 3 نوفمبر 1958م أصدر الحزب الشيوعي السوداني بياناً جماهيرياً بعنوان: افتحوا عيونكم جيداً.. الأمريكان يستعدون لتدبير الانقلاب المقبل في السودان. له علاقة قوية بموضوع العرض. ومما جاء فيه:
"في الأشهر القليلة الماضية وقعت ثلاثة انقلابات واحد في بورما وآخر في سيلان وثالث في باكستان. وجميع هذه الانقلابات تتميز بطابع اختلف عن طابع الانقلابات العسكرية التي اعتدنا عليها وعرفناها.
لقد اعتدنا أن نسمع ونقرأ عن انقلابات رجعية يديرها الاستعمار الأمريكي ضد حكومات وطنية. وقعت هذه الانقلابات في جواتيمالا والارجنتين وعدد كبير من دول أمريكا اللاتينية, كما وقعت في ايران ضد حكومة مصدق وجرت محاولات في سوريا. كما اعتدنا أيضاً أن نسمع ونقرأ عن انقلابات عسكرية من نوع آخر تقوم بها جيوش متشبعة بالروح الوطنية ضد نظم الحكم الموالية للاستعمار حدثت مثل هذه الانقلابات في سوريا ومصر والعراق.
ولكن الانقلابات التي وقعت أخيراً في سيام والباكستان وبورما دبرتها أمريكا ضد حكومات رجعية موالية لها. وهذا هو وجه الاختلاف. رأت أمريكا أن الحكومات في سيام وبورما والباكستان أصبحت ضعيفة أمام هجوم القوات الوطنية عليها ولم يعد في امكانها أن تنفذ السياسة الاستعمارية المرسومة فسارعت أمريكا ووجهت ضربات قاصمة لهذه الحكومات وأسقطتها قبل أن يسقطها الشعب وجاءت بعناصر أقوى وأقدر على تنفيذ سياساتها وسلمتها أنظمة الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية.
هذه الظاهرة الجديدة وهذا الاسلوب الذي تلجأ اليه أمريكا دليل قوي على أن الحكومات الرجعية ومن خلفها الاستعمار لم تعد تقوى على احتمال أي قدر من الحكم الديمقراطي حتى ولو كان هذا القدر مليئاً بالعيوب كما كان الوضع في الباكستان قبل الانقلاب وحتى لو كان للحكومات الرجعية أغلبية برلمانية كما هو الحال في السودان".
ونختم العرض بالحقيقة:
فيما بين 10 و13 يوليو 1971م فقدت المغرب أكثر من 50% من قياداتها العسكرية قتلاً, اغتيالاً أو اعداماً وبلغ ضحايا المدرسة الحربية 158 وقتل المتمردون 28 شخصاً وأصيب أكثر من مئتين بجروح.
وكتب عبدالخالق:
"ان الذي يجهل تاريخ الحزب من العضوية يضعف وعيه ويقعد به دون المساهمة الجادة في تطور الحزب من الناحية الفكرية لحرب التيارات الانتهازية التي يتعرض لها الحزب خلال نضاله..".
محمد علي خوجلي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.