بسم الله الرحمن الرحيم قصة محمود الكذاب !!! في القرن المنصرم كان يا ما كان من ضمن المناهج التعليمية للصف الثاني الإبتدائي قصة من قصص ذاك الزمان الجميل تحكى عن قصة شاب من أهل السودان ينتمى لقرية من قري السودان الفريدة في ثقافاتها وعاداتها و تقاليدها الموروثة منذ القدم عبر الاجيال و الاجداد فى الهمة و القمة و الشجاعة و البسالة و المروءة فأهلى اهل السودان هم أهل المروءة و الكرم و النجدة و التكافل و التآزر و عبر هذه العادات المتوارثة أختار لنا أهل العلم فى تلك السنين مناهج تعليمية تتواكب وتتناسب مع اخلاقنا السودانية السمحة واصول التربية الصحيحة حتى يقوم النشئ وهو عالم بقواعد الاخلاق وماهو الممنوع و ماهو الخط الاحمر الذي يؤدى الى التهلكة !!! فقصة الشاب محمود الكذاب قد أؤكد لكم هى عالقة فى ذهن كل الذي قرأها فى بواكير صباه ويعمل بها طيلة حياته ويحافظ عليها فى تعامله الاخلاقى ويضعها نبراسا يضئ له الطريق حتى الرمق الاخير من حياته !!!! فهى قصة شاب صغير كان يرعى غنم اهل القرية فى الغابة المجاورة للقرية يريد ان يضحك ويلهو و يلعب و يستهتر بموروثات و تقاليد اهل القرية فى المروءة و الاقدام و الشجاعة فبين الفينة و الآخري يأتى إليهم مهرولا و صائحا النمر ..... النمر ... النمر .........النمر !!!!! فيا للهول من صوت محمود فيخرجون عن بكرة أبيهم بحرابهم و سيوفهم أنقاذا لمحمود وأنقاذا للقطيع !!!! ويدخلون الغابة و لايجدون نمرا و لا أسدا ولا ذئبا ، فيضحك محمود على اهل قريته بهذه الكذبة التى أرقت مضجعهم فيزجرونه و يهينونه وهو ليس بأبه أو آبه !!! ويستمر فى هذه السخرية واللامسئولية إلا أن جاء يوما و ظهر النمر حقيقة ماثلة امام محمود!!!! وصاح محمود وصاح و صرخ ولكن هيهات من سوابقه وكذبه لم يتحرك اهل القرية لإنقاذه من براثن النمر فأكل النمر محمود !!! أردت بهذا المقدمة أن أبكى و أتباكى و أتحسر على مناهجنا التعليمية التى اندثرت !!!! و أتحسر و و أتأسف على عملتنا التى ضاعت و على جنيهنا الذي يتلقى الصفعات و الضربات الموجعة هذه الايام و يتهاوي يوما بعد يوم امام سائر عملات العالم فصار هزيلا ذليلا شطبت منه (أتعهد بأن أدفع عند الطلب لحامل هذا السند مبلغ و قدره ......!!!!) فصار و رقة ملونة مشجرة لا تغنى ولا تسمن من جوع !!!!! الجنيه السودان هو رمز من رموز السيادة ، الجنيه السودانى حتى منتصف السبعينات كان يعادل ثلاثة دولارات امريكية الجنيه السودانى كان يعادل فى العام 1957 من قيمته 2.55جرام من الذهب الخالص ، وبلفت النظر على قيمة الجنيه السودانى من الذهب الخالص لتعلموا حجم الدمار الذي لحق بإقتصادنا من جراء فئة جاهلة بعلم الاقتصاد ويتخيلون بأن الاقتصاد هو جمارك و ضرائب ورسوم ولا يعلمون بأن الاقتصاد هو شراء الانتاج الوفير من المنتجات السودانية الزراعية و الصناعية من المنتجين مباشرة عبر شركات الدولة الوطنية للسلع الاستراتيجية (شركات المساهمة العامة ) وتصديرها للخارج وذلك لتوفير النقد الأجنبي الذي هو مسئولية الدولة حتى تستطيع الدولة التحكم فى اسعار النقد الأجنبى .!!! وقد ذكرنا ذلك كثيرا فى عدد من المقالات ولكن لا حياة لمن ننادي وقد ذكرنا بأن الجنية السوداني سيواصل التدهور و قد كان !!! أننا لسنا بمنجمين و لكن نستنكر اصرار الدولة السير على نفس النهج و المنهج الذي ابتدعه أحد عراب الانقاذ المدعو عبدالرحيم حمدي . لابد للدولة ان تراجع سياساتها الاقتصادية الكلية والسودان مازال بخير فى الانتاج الذي نراه من حولنا (المسأله أبسط من بسيطه شركات حكومية وطنية تقوم بشراء انتاج البصل من المزارعين وهذا على سبيل المثال وتطرحه فى سوق قطر و دبى !!!) وقس على ذلك كل المنتجات السودانية !!!!! القصة السياسية فى هذا المجال والذي يتغمس فيها بنك السودان و يعلن عبر الصحف (سيقوم بنك السودان بضخ عملات صعبة عبر نوافذ البنوك حتى يتمكن من السيطره على سعر العملات !!!! ) هى قصة محمود الكذاب !!!!!! عبدالمنعم على التوم