جملة من الاسئلة تدور حول الذرة الرفيعة في السودان كمحصول زراعي مهم ومن ضمن الاسئلة هل توجد استراتيجيات معروفة لإنتاجه؟ أم تترك للمزارع وآليات السوق؟ يرى بعض الخبراء ان الأمر يترك للمزارع ليزرع الصنف الذي يريد حسب خبرته ورأيه وتوفر التقاوي وبالمساحة التي يستطيع أن يتحمل نفقاتها ثم يتفاعل مع السوق فيما بعد بما هو منتج بالفعل هذا المحصول يستهلكه في السودان الشمالي «حوالى 33 مليون فرد»، كما تستهلكة مجتمعات إثيوبيا واريتريا وتشاد وافريقيا الوسطى كغذاء للإنسان ، بينما تنتجه كل من مصر والمملكة العربية السعودية و العديد من دول الخليج كمكون رئيس لخلطه مع الأعلاف الحيوانية للذرة استخدامات أخرى في «الصناعات التحويلية» مثل إنتاج النشا والجلوكوز، والأعلاف المركزة والمتبقي من عملية التصنيع يدخل في تصنيع الأعلاف المركزة أيضا، ومتبقي المحصول يستغل كعلف أخضر وعلف جاف للحيوانات المنتجة للبن وهنالك تفكير جاد في استغلال نسبة من إنتاج الذرة في إنتاج الايثانول كوقود تمكن السودان من استنباط عينات عالية الإنتاجية تصل في متوسطها إلى « 2.5 » طن في الهكتار وذلك بإضافة الأسمدة واستعمال التقاوي المحسنة، زيادة على ذلك فان الذرة الرفيعة تعتبر من المحاصيل التي يمتلك السودان في إنتاجها تجارب وخبرة عالية خاصة أنها المحصول الغذائي لسكان الريف واشار الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير الى تغير الثقافة الاستهلاكية في السودان بصورة كبيرة واصبح الاعتماد على القمح بنسبة كبيرة تجاوزت 95% ما اعتبره يشكل خطورة على الامن الغذائي في السودان باعتبار ان السودان الان يستورد حوالى 2 مليون طن من القمح سنويا وانتاج البلاد لايتجاوز400450 طن في العام مشيرا الى ان كل الاسر في الريف والحضر تخلت عن المأكولات الشعبية واتجهت نحو الخبز الجاهز وقال ان هناك بعض الحلول التي اوجدها معهد ابحاث الاغذية بامكانية صناعة خبز مخلوط من الذرة بنسبة 50% والقمح 50% الا ان التجربة صاحبتها اشكالية في المادة الرابطة للذرة لكنه قال ان هذه الاشكالية تم تجاوزها عبر البحث العلمي حيث تم التوصل لبديل يؤدي لترابط الذرة من مواد طبيعية واضاف انه تم تنفيذ التجربة بنجاح من حيث القيمة الغذائية ستكون اعلى ويمكن ان يباع بنفس السعر او اقل من خبز القمح وقال ان البعض يرى ان سعر الذرة لا يقل عن القمح لكن لابد من النظر للمسألة ان السودان سيوفر ما يعادل 2 طن من الذرة حوالى 400500 مليون دولار باعتبار ان الاعتماد سيكون على منتج محلي خاصة ان الذرة فيه فائض يتجاوز 2مليون طن . وقال نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان غريق كمبال «للصحافة» ان السودان واحد من اهم دول العالم انتاجا للذرة الرفيعة مشيرا الى انه في فترة سابقة يشكل الغذاء الرئيس لسكان السودان مؤكدا تراجعه الان بسبب الاستخدام الكبير للقمح، وقال ان الذرة الان يشكل واحدا من اهم مصادر العلف للدواجن و الحيوانات معتبرا اياه احد اهم سلع الصادر للدول المجاورة خاصة جنوب السودان وابان ان التوسع في زراعته من اهم الاستراتيجيات التي انتهجتها الدولة عبر سياسة النهضة الزراعية وقال ان الذرة الان المحصول الرئيس يزرع بكميات كبيرة في كل ولايات السودان خاصة الولايات المطرية الا انه قال رغم الانتاج الكبير الا ان اسعار الذرة ظلت خلال الثلاث سنوات الاخيرة مرتفعة بصورة مضطردة ما يدل على الاقبال الكبير عليه في الصناعات المختلفة وكواحد من سلع الصادر وتوقع رغم الانتاجية العالية ان تظل الاسعار مرتفعة ذلك لاستخدامات الذرة الكثيرة في صناعة الاعلاف وفتح اسواق جديدة واعتماد دولة الجنوب على الذرة المنتجة في السودان الشمالي، واعتبر غريق الذرة من المحاصيل التي تبشر بمستقبل واعد في ظل وجود التقانات الحديثة والانتاجية الرأسية للمحصول ليسهم في تحفيز المزارعين للانتاج الاقتصادي الذي يسهم في رفع مقدرات المزارعين الاقتصادية، واضاف ان جزءا من الانتاج يصدر لدولة جنوب السودان وإلى اسواق السعودية والخليج كعلف بالاضافة لدول شرق اسيا، واشتكى من مشاكل تواجه حصاد الذرة على الرغم من دخول الآلة مبينا ان بعض المزارعين يلجأون لزراعة اصناف من التقاوي لا تصلح للحصاد الآلي الامر الذي يشكل عقبة رئيسة في الحصاد كما اشار الى ارتفاع تكلفة الحصاد بسبب هجرة معظم العمال لمناطق التعدين واكد ان الحرب الدائرة في جنوب كردفان اسهمت في خروج بعض المناطق من دائرة الانتاج بصورة كاملة الامر الذي اسهم في تقليص المساحات المزروعة وقال ان ولاية جنوب كردفان تزرع اكثر من 5 مليون فدان70% من المساحة تزرع بمحصول الذرة وقال ان هذه المساحة تقلصت الى 2 مليون فدان الموسم الماضي. الصحافة