أقر الكاتب الصحفي الكبير عبد اللطيف البوني في اعترافاته بان اللحظة التي مثلت نقطة تحول في حياته ومسيرته المهنية كانت في العام 1979م عندما نشر له مقال بمجلة ( سودان ناو ) واضاف: كنت حديث التخرج من كلية الاداب جامعة الخرطوم وقمت بارسال المقال للصحيفة حيث تمت اعادة صياغته وتحريره بواسطة خواجات قبل ان ينشر فكان مصدر سعادة وفخر فهو مكتوب برصانة ولغة متفردة وكان ذلك مدخلي لعالم الصحافة حيث اشتغلت بعد ذلك عدة تقارير للمجلة على الرغم من انها كانت تعاد بمفردة واسلوب مختلف عن كتاباتي الا ان الفكرة ملكي وقد كسرت تلكم التجربة الحاجز بيني والنشر , خضت بعدها تجربة الكتابة في صحيفة الصحافة في يونيو 1985م اي بعد الانتفاضة وكان وقتها الاستاذ نور الدين مدني مدير التحرير وظل ينشر كتاباتي في الاستراحة دون ان يعرفني او يلتقيني حيث كنت اضع الاستراحة في الاستقبال ومثلت تلك التجربة قفزة كبيرة وحقيقية في مسيرتي . وعن النجاح الذي حققه عموده الشهير ( حاطب ليل ) اعترف البوني بانه كان نتيجة توسلات للفكرة بالمداخل الرياضية او الفنية عبر الاغنيات او النكتة وكانت هي خليط بدون اهتداء بقدوة محددة ونجحت فكرة الاستهلال الخفيفة لأنها تخاطب قطاعا كبيرا وهي شكل من اشكال المتعة بجانب الفائدة التي تحققها للقارئ , واشار الى ان ذلك يقوده الى ذكريات جميلة عندما قال له اول رئيس تحرير ( بطل الهزل عايزين كتابة جادة ) بينما كان الرفض القاطع هو سمة مدير التحرير , واضاف: لكن ناشر الصحيفة التقى بالخبير الاعلامي الطيب حاج عطية ونصحه الدكتور بضرورة استمرار كتاباتي لأنها تمثل نمطا جديدا في الصحافة السودانية وقتذاك وهي موجودة في كل انحاء العالم وشكلت اشاداته دعما حقيقيا لي وسببا في استمرار حاطب ليل , كما ان الدكتور عباس مصطفى صادق الذي كان يحاضر الصحفيين في الدورات التدريبية التي ينظمها مجلس الصحافة وكان كثير الاشادة بعمودي واعتبره نمطا من انماط الكتابة التجريبية . وازاح البوني الستار عن بدايات كتاباته الرياضية بقوله : ادين للرياضة بالكثير فقد كانت اول ما ربطني بالصحافة حيث كنت اشتري الصحف لأقرأ الصفحة الرياضية فقط , ووجدت نفسي رياضياً ومشجعا ومحبا للهلال لذلك فالمجتمع الرياضي ليس غريبا علي , وللحقيقة والتاريخ فان اول من دعاني للكتابة في الصحافة الرياضية كان الاستاذ والصحفي خالد عز الدين لإحساسه بكثرة استخدامي للمفردة الرياضية واستشهادي بها والتقط القفاز رئيس تحرير صحيفة قون رمضان احمد السيد وحتى الآن أحرر معهم صفحة رياضية اسبوعية تحمل عنوان (من منازلهم ) عمرها اربع سنوات . ونصيحتي لمن يرغب في العمل بصاحبة الجلالة من الجيل الجديد قراءة الصحف اليومية السودانية ( الزول لو داير يتعلم كرة قدم ما بلعب تنس ) فالميدان الذي يتعلم منه الصحفي هو الجرايد مع الاطلاع على نماذج عربية واجنبية فهي افضل ما يمكن ان يعلم الصحفي وكلما اطلع اكثر اكتسب تكنيكاً جديداً ووسائل تعينه في مسيرته فالكاتب والصحفي الجيد هو القارئ الجيد .