يريد إعلام السلطة ان يصرف أنظار الجميع إلي لقاء البشير مع الصادق المهدي وكأن ذلك سيتمخض عنه ما يبعث أمل في هذا النظام الفاسد المنهار الذي تحاصره مشاكل داخلية وخارجية لا حصر لها وفوق كل ذلك مطاردة الرئيس من قبل الجنائية الدولية ورفض السعوديين عبور طائرته فوق اجوائهم وهو في طريقه لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني روحاني والخريف يهدد آلاف الأسر السودانية بعد انهيار مساكنهم وتتوالي فضائح النظام بسرقة مواد الاغاثة القطرية ودخولها السوق (الحرة ). وسط هذا الكم الهائل من الكوارث يريد النظام من يلقي اليه بطوق النجاة دون ان يغير ما بنفسه وجميع اركانه عشعش فيهم الفساد واصبح النافذون بمعزل عن المحاسبة لانهم تحصنوا بمفاسد كبار اقطاب النظام واسرهم . في هذه الاجواء يقوم الرئيس بزيارة الي الصادق المهدي الذي لا يتردد مطلقا في تلبية أي زيارة يشير فيها البشير ومن طرف اصبعه والصادق ما يزال يطرح نفسه بديلا وهو الذي انتزع منه الحكم ليصبح اكثر تهافت علي لقاء من سلبوه الحكم وجعلوه (يتلفت) مثل بائع الفلسكة في منتصف السوق العربي . قبل ايام من قرار الرئيس بزيارة الصادق المهدي في بيته بالملازمين كان قد صرح بأنه منع بث شريط القبض علي الصادق المهدي عند قيام انقلاب الانقاذ وهذا التصريح يرسل نوع من الابتزاز لوقف تصريحات المهدي التي يطالب فيها البشير بالرحيل . الشعب السوداني باسره يعرف قصة هروب واختفاء الصادق المهدي وتغيير ملامحه والزي (الاسود)الذي قبض به (متحشما) وضلوع رئيس امنه في التبليغ عنه . هذه الواقعة جعلت المهدي اسير الانقاذ (عصاية نايمة وعصاية قايمة ) في معارضته حتي انفض اتباعه من حوله وتقلصت شعبيته حتي داخل محيط اسرته ولم يعد الصادق امل ولا يحتمل وهو كل يوم ياتي بفعل منفر لا يرتقي لموقف زعيم معارض اغتصب منه الحكم وهو يُنظّر لفلسفة فارغة حول الجهاد المدني يدفع بأبنائه وبناته لاستغلال ديمقراطية زائفة ليفضح نفسه كقائد لحزب تشظي وهو علي قيادته الي مجموعة خمسة احزاب امة . النظام يدرك جيدا انحسار شعبية الصادق المهدي والتحول الكبير الذي حدث في مناطق نفوذ حزبه في غرب البلاد خاصة دارفور التي لايطيقون سماع اسمه ويعتبرونه جزء من النظام لم يقف مع محنة اهل دارفور وهم يواجهون آلة الحرب الحكومية الاجرامية حيث صمت المهدي علي فظائع الحكومة في دارفور وحتي طائفة الانصار لاتري في الصادق المهدي اماما يتبع وهو يفشل كل يوم سياسيا الي درجة اصبح فيها انقاذي اكثر من الانقاذيين وهو يعارض النظام بما يرضي اركانه و قادته . النظام لا يتردد مطلقا في توريط المهدي الذي انصاع بالابتعاد عن تجمع القوي المعارضة الوطنية وافسح له المجال ليغرق في تنظيراته الفارغة وعباراته (السنديكالية ) التي ما عادت تسترعي الانتباه بقدر ما تبعث علي الرثاء (الناس في شنو والصادق المهدي في شنو)؟ الدوائر الحاكمة تعيش في دائرة معزولة ولم تجد غير اكثر المعارضين عزلة لتنسق معه والحكومة تدرك جيدا شهية المهدي للحكم حتي ولو جيئ به وزيردولة للرعاية الاجتماعية (ما بطال معاهو) ولكن هذه المرة بدأ الطعم اكبر بابتداع منصب رئيس مجلس الوزراء وترشيح المهدي ليدور في فلك (المريسين ومتيسين) الذين يشغلون كرالسي وزارية (لا يهشون ولا ينشون) مثل وزراء الحزب الاتحادي وبقية احزاب الفكة . الحكومة تدرك جيدا ان ابعاد الصادق وحزبه من تجمع المعارضة فيه اضعاف للعمل المعارض بمافيه اطالة لعمر الحكومة وهي لا تدرك ان بفاء الصادق في المعارضة اضر بحركة المعارضة جراء مواقفه المخزلة والمحبطة . زيارة المشير البشير للصادق المهدي لا تخرج من كونها زيارة لتوريط المهدي في المزيد من المواقف المخزلة ونسأل الله ان يهدي المهدي بان يخلع عنه جبة الدراويش التي يعارض بجانبها الامامي ويقع في عب الحكومة بجانبها الخلفي ونسأل الله للصادق المهدي ان يمسك العصاة بالنصف الذي تمسك به الحكومة ويريح نصف المعارضة من مسكته (الطابورية ) ونسأل الله ان يوفق المهدي ببيعة للبشير في المنشط والمكره حتي يختصر الطريق للشعب السوداني كي يزيحهما ببوليصة واحدة ووقتها يصبح الصادق المهدي امل امة في التخلص من ديناصورات السياسة السودانية الذين تسببوا في تأخر السودان والقعودبه والعقبال لسيدي ودسيدي الميرغني حتي يكتمل فرح الشعب السوداني ليغني من اعماقه بلا وانجلا . [email protected]