قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة شهد المهندس تشعل مواقع التواصل بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها بأزياء مثيرة للجدل ومتابعون: (لمن كنتي بتقدمي منتصف الليل ما كنتي بتلبسي كدة)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قناة الجزيرة تحاور الرئيس عمر حسن أحمد البشير

مقدم الحلقة: أحمد منصور ضيف الحلقة: عمر حسن البشير/ رئيس السودان تاريخ الحلقة: 11/5/2005 أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم على الهواء مباشرة من القصر الجمهوري في العاصمة السودانية الخرطوم وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، يمر السودان في هذه الأيام بواحدة من أصعب مراحلها التاريخية حيث إن كل ما فيها معرض للتغيير، فبعد ما يقرب من ستة عشر عاما من حكم الرئيس عمر حسن البشير وضعت حرب الجنوب أوزارها وعقدت الحكومة بعد مفاوضات مضنية اتفاقا مع متمردي الجنوب تقاسمت فيه معهم الثروة والسلطة، غير أن هناك أكثر من تمرد آخر قد اندلع سواء في دارفور أو شرق السودان ومن المقرر أن يكون هناك سودان جديد صباح التاسع من يوليو القادم غير أن التحديات لا تزال كبيرة أمام أكبر دولة في إفريقيا وفي حلقة اليوم نحاول فهم واقع السودان ومستقبله السياسي وذلك في حوار مباشر مع فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، فخامة الرئيس مرحبا بك. عمر حسن البشير: أهلا وسهلا مرحبا. قمة شرم الشيخ الخاصة بالسودان أحمد منصور: أود أن أبدأ معك من الموضوع الذي تتضارب الأنباء حوله منذ أسبوع وهو مؤتمر القمة الخماسي الذي من المقرر أن يُعقد في شرم الشيخ في الخامس عشر من الشهر الجاري، تضاربت الأنباء سيُعقد المؤتمر سيُلغى المؤتمر سيُؤجل المؤتمر سيُنقل إلى طرابلس، هل ستُعقد القمة في موعدها أم لا؟ عمر حسن البشير: حتى الآن إن شاء الله الترتيبات تسير على انعقاد القمة ولكن في طرابلس وليس في شرم الشيخ. أحمد منصور: في طرابلس. عمر حسن البشير: إن شاء الله. أحمد منصور: في نفس الموعد الخامس عشر من مايو. عمر حسن البشير: السادس عشر من مايو. أحمد منصور: السادس عشر يعني الاثنين القادم. عمر حسن البشير: إن شاء الله. أحمد منصور: إيه العوائق التي أدت إلى ما حدث في الأيام الماضية؟ عمر حسن البشير: هو حقيقة العوائق هي في مجملها التزامات بعض الرؤساء الذين يُفترض أن يحضروا هذه القمة. أحمد منصور: ولمَ نقلت من شرم الشيخ إلى طرابلس؟ عمر حسن البشير: والله ده بالتشاور ما بين الأخ العقيد معمر القذافي والرئيس حسني مبارك وهو أن تعقد في طرابلس، نحن بالنسبة لينا يعني لا تفرق تكون في طرابلس أو في.. أحمد منصور [مقاطعاً]: ما هو الهدف من وراء هذه القمة؟ مؤتمر القمة الخماسي واحد من قرارات مؤتمر القمة الأفريقي الأخير في أبوجا لتكليف عدد من القادة بمتابعة ملف دارفور لأهميته عمر حسن البشير [متابعاً]: هي حقيقةً القمة هي واحدة من قرارات مؤتمر القمة الأفريقي الأخير في أبوجا لأنه قضية دارفور هي واحدة من الملفات الهامة والأهم التي يعالجها الاتحاد الأفريقي فكان فيه القرار لتكليف عدد من القادة لمتابعة ملف دارفور لأهميته. أحمد منصور: سيحضر القمة الرؤساء المصري والسوداني والليبي والتشادي والنيجيري والقمم كثُرت وقلَّت نتائجها حتى أن الشعوب لم تعد تحفل بالقمم وبمن يعقدها، لماذا تسرب هذا الأمر إلى الشعوب فخامة الرئيس؟ عمر حسن البشير: هو حقيقة لأنه نعم عُقدت أكثر من قمة وتداول الناس وطلعت بكثير من القرارات لكن الشعوب طبعا عايزة ترى نتائج ملموسة والشعوب حقيقةً أيضا في حاجة ماسة إلى الاستقرار والأمن، فأي قمة ما يكون لها نتائج إيجابية على المواطن والشارع فبتبقى حقيقةً من الأشياء اللي ممكن تحبط الناس وما تأخذ اهتمام بالقمم. أحمد منصور: هل ستكون هذه القمة مثل سابقاتها؟ عمر حسن البشير: والله نحن على قناعة أنه الملف الآن.. المعالجة بتاعته حقيقة فيه جانب فيها ضعيف جدا وهو إلزام المتمردين بقرارات القمم سواء القمة المصغرة أو حتى قمة الاتحاد الأفريقي. أحمد منصور: بمناسبة القمم معظم الزعماء العرب تخلفوا عن القمة العربية اللاتينية التي عُقدت في البرازيل وقيل إن الولايات المتحدة مارست ضغوطا على معظم الحكام العرب حتى لا يحضروا وحدث ما حدث أنه لم يحضر من 22 زعيما عربيا سوى خمسة فقط، ما هي طبيعة الضغوط التي مورست عليكم لعدم حضور القمة؟ عمر حسن البشير: إحنا الحمد لله ما فيه حد يقدر يضغط علينا يعني وهي القمة حقيقةً قمة اقتصادية أكثر منها لأي سبب آخر، نحن بالنسبة لنا يعني حقيقة الواحد شعوره بوجوده في الخرطوم وتعرف العمل اللي بيدور في الخرطوم ليست قضية دارفور وحدها وهي كافية أن تُبقي الإنسان في الخرطوم لكن أيضا أنت تعرف أنه فيه مفوضية الدستور الآن منعقدة وهناك العديد من المشاورات اللي لازالت تجري مع العديد مع القوى السياسية لإشراكها في مفوضية الدستور في الاتصال مع التجمع والحوار معه واللي أيضا متعسر لسبب أو آخر فكلها أسباب يعني قدَّرنا أنه.. أو وجودنا في الخرطوم مهم. أحمد منصور: يعني لم يطلب منكم الأميركيون عدم الحضور؟ عمر حسن البشير: ما حصل إن إحنا الأميركان طلبوا مننا أن نحضر أو لا نحضر أي قمة والعلاقة بيناتنا وصلت المرحلة على أنه يعني.. أحمد منصور: الوضع الاقتصادي في السودان أما كان يستدعي حضوركم على اعتبار أنها قمة اقتصادية يمكن أن تسهم كثيرا في نهوض بعض الدول العربية ووجود استثمارات جديدة؟ عمر حسن البشير: نحن قطعا شاركنا في القمة بالأخ وزير الخارجية وإحنا ثقتنا فيه كبيرة جدا وعلاقاته واسعة جدا ويمكن أن يحقق المطلوب يعني في فائدة السودان من هذه القمة. العلاقات بين السودان وأميركا أحمد منصور: صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية نشرت تقريرا مفصلا في التاسع والعشرين من أبريل الماضي يبدو أن إعداده استمر عدة أسابيع تحدثت فيه عن العلاقات الاستخباراتية والأمنية بين السودان والاستخبارات الأميركية مفاده أن السودان هو على أعلى المستويات قدم خدمات منذ العام 2001 وحتى الآن.. خدمات استخباراتية وأمنية عالية المستوى إلى الولايات المتحدة الأميركية وتحديدا إلى (CIA) و(FBI) فيما يتعلق بحرب أميركا على الإرهاب، ما هي طبيعة العلاقات الأمنية والاستخباراتية بين السودان والولايات المتحدة الأميركية؟ عمر حسن البشير: هي نقدر نقول العلاقات نشأت يمكن بصورة طبيعية جدا من خلال المندوب بتاعنا الموجود في السفارة الأميركية في الخرطوم وبدت اتصالات بينه وبين أجهزة الأمن عندنا.. أحمد منصور: متى؟ عمر حسن البشير: يعني الواحد ما بيذكر بالتحديد قد بدأت قبل التاريخ المذكور يعني.. أحمد منصور: بعد 11 أو قبل 11 سبتمبر؟ عمر حسن البشير: قبل 11 لا قبل 11 بزمن طويل جدا.. أحمد منصور: نعم.. عمر حسن البشير: يعني بدأت الاتصالات والحوار وكان إحنا همنا أنه من خلال هذه الاتصالات نثبت أن إحنا دولة لا ترعى الإرهاب. أحمد منصور: ما الذي كانت تطلبه أميركا منكم تحديدا؟ عمر حسن البشير: هي أميركا كانت بتتهمنا برعاية الإرهاب وأن إحنا عندنا إرهابيين مقيمين في السودان وأن.. أحمد منصور: والاتهام وراءه مطالب.. عمر حسن البشير: الاتهام طبعا هو مطلوب أن السودان يوقف دعمه لهذه التنظيمات، نحن بنقول بالعكس نحن ما عندنا تنظيمات إرهابية في السودان، ما عندنا معسكرات إرهابية في السودان، كان عندنا فعلا وجود لبعض القوى العرب.. أحمد منصور: أسامة بن لادن كان.. عمر حسن البشير: الذين انتهوا من أفغانستان وجاؤوا للخرطوم في وقت ما كانوا هم حتى مطلوبين لدى أي أجهزة ومعروف أنه اللي بنوا المجاهدين في أفغانستان هي كلها تقريبا الدول الموجودة في المنطقة ومن أهم الدول اللي ساهمت في بناء المجاهدين في أفغانستان هي الولايات المتحدة الأميركية. أحمد منصور: نعم، ما الذي قدمتموه حتى تبيِّضوا سجلكم الذي كان يُعتبر أنه سجل أسود بالنسبة للأميركان؟ عمر حسن البشير: إحنا الآن دخلنا معهم في حوار مباشرة عشان نؤكد لهم وفنَّدنا كل المعلومات الموجودة عندهم عن وجود إرهابيين في السودان عن وجود دعم.. أحمد منصور: مكنتموهم من التحقيق مع بعض الناس الذي يشكون فيهم أو..؟ الأجهزة الأمنية في وقت مبكر جدا استطاعت إقناع الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة بأننا لا نرعى ولا ندعم الإرهاب ولا نأوي إرهابيين عمر حسن البشير: هو حقيقةً إحنا عندنا عدد من الأخوة أصبحوا ناس مقيمين تخلوا عن أي نشاط لهم وأصبحوا ناس مواطنين عاديين وناس.. يعني مكنَّاهم إنهم يقابلوا الناس دي ويدخلوا معهم في حوار وهم فعلا وصلوا لقناعة لأنه الناس دي ما عندهم علاقة بإرهاب ولا منظمات إرهابية وبالتالي نقدر نقول الأجهزة الأمنية في وقت مبكر جدا استطاعت تقنع الأجهزة الأمنية الأخرى في الولايات المتحدة بأنه إحنا لا نرعى إرهاب ولا نأوي إرهابيين ولا ندعم إرهاب ونقدر نقول إنه دي واحدة من يمكن الأسباب الرئيسية اللي بعد 11 سبتمبر والناس توقعت أنه والله السودان ها يكون واحدة من الأهداف اللي ها تُضرب زي ما حصل من قبل، لكن إحنا كنا نعلم أنه هذه الأجهزة رفعت تقاريرها اللي تبرىء ساحة السودان من هذه التهمة. أحمد منصور: هل كانت زيارة اللواء صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الأمن الوطني السوداني إلى الولايات المتحدة بطائرة أميركية أقلته من هنا قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع كان تتويج لتبييض صفحة السودان أمنيا في علاقاتها الاستخباراتية والأمنية مع أميركا؟ عمر حسن البشير: نحن اللي بنقول عنه زي ما قلت الأجهزة الأمنية وصلت لقناعة.. أحمد منصور: الأميركية تقصد؟ عمر حسن البشير: نعم يعني ال (C.I.A) ويمكن حتى ال (F.B.I) وصلوا لقناعة مبكرة جدا أنه السودان بريء من تهمة الإرهاب ورعاية الإرهاب. أحمد منصور: لماذا لم يرفعوا عنكم التهمة برعاية الإرهاب إلى الآن؟ عمر حسن البشير: هو القرار ليس قرار أمني.. القرار قرار سياسي وفيه قوة مؤثرة جدا ومتنفذة جدا في الولايات المتحدة ضد الحكومة السودانية. أحمد منصور: قيل إن لكم تعاون استخباراتي عالي وأنكم قدمتم معلومات عن جيرانكم إلى الولايات المتحدة الأميركية؟ عمر حسن البشير: أنا لا علم لي بأي معلومات على الجيران يعني إحنا مثلا لما الأميركيان بدؤوا الحديث عن وجود إرهابي في الصومال وعن ضرب الصومال إحنا حقيقة طالبنا إخواننا أنه تطلب الأجهزة دي ويؤكدوا لهم أنه نحن موجودين في الصومال ونحن بنؤكد أنه ما في تنظيمات إرهابية بالمعنى في الصومال.. الصومال بلد بيعاني معاناة كبيرة جدا فما يعني.. ما حبوا الناس يعرضوه لمزيد من المعاناة وقالوا ناس ها تضرب أكواخ وها تضرب ناس فقراء ناس أحوج ما يكونوا إلى الدعم منه إلى القنابل يعني. أحمد منصور: منظمة (Human rights watch) الأميركية المهتمة بحقوق الإنسان أصدرت تقريرا أمس وهناك أيضا عشرات التقارير الصحفية نشرت خلال الأسابيع الماضية حول قيام الولايات المتحدة ودول أخرى بإيفاد بعض الأشخاص المقبوض عليهم إلى مصر والأردن ودول عربية أخرى للمساهمة في انتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب لأن قوانين هذه الدول لا تسمح بذلك، هل تعاونت السودان في هذا الأمر ووصلكم بعض من قمتم بتعذيبهم أو انتزاع اعترافات منهم لصالح الإدارة الأميركية؟ عمر حسن البشير: إحنا الحمد لله ما حصل وصل لنا أحد ولا طُلب مننا، أنا أول مرة أسمع هذه المعلومة يعني إحنا ما حصل إنه استجلبنا واحد نحن اللي بيلجأ لنا طوعا واختيارا بنتعامل معه على حسب الأسس والمعايير الإسلامية لكن هي ليست من طبيعتنا ولا من عملنا ولا طُلب مننا حقيقة. أحمد منصور: ما طبيعة علاقتكم الحالية بالولايات المتحدة الأميركية؟ عمر حسن البشير: نحن طبعا نقول نحن علاقتنا مع الولايات المتحدة الأميركية انتقلت إلى مرحلة نقدر نقول أقل سواء في عهد الإدارة الديمقراطية.. أحمد منصور: لكن لا زالت سيئة؟ عمر حسن البشير: كان القرار الأميركي هناك هو تغيير النظام الأميركي.. أحمد منصور: تغيير نظام السودان. عمر حسن البشير: تغيير نظام السودان نعم، الإدارة الأميركية الجمهورية الحالية جاءت بسياسة مختلفة عن السياسة الأولى وهي التعامل مع حكومة السودان لتغيير سلوكه.. أحمد منصور: ومن الذي تغير سلوكه الأميركان أم السودانيين؟ عمر حسن البشير: إحنا نقول هم اللي تغيروا لأنه حقيقة هم وصلوا لقناعة من.. عبر يعني مؤسساتهم أنه سياسة الضغط والاحتواء مع السودان فشلت فيجب أن يجربوا الطريقة الأخرى وهي الاتصال وإحنا رحبنا بهذه السياسة ونقدر نقول إنها كانت يعني لها إيجابياتها وساهمت مساهمة كبيرة جدا فيما توصلنا له من سلام في جنوب السودان. أحمد منصور: هل هو تفاهم أصولي.. أصولي هناك
نظام أصولي يميني في أميركا ونظام أصولي في السودان؟ عمر حسن البشير: هو حقيقة النظام يعني نقدر نقول إنه هم بيتكلموا عن صدام حضارات يعني صدام أنظمة بالمستوى ده ونحن بنتكلم عن يعني حوار حضارات يعني.. مدى وفاء الدول المانحة بالتزاماتها أحمد منصور: الدول المانحة تعهدت في مؤتمر أوسلو الذي عُقد الشهر الماضي بمنح السودان أربعة ونصف مليار دولار، الولايات المتحدة من احتياجات تبلغ ثمانية مليارات الولايات المتحدة تعهدت بدفع 1.7 مليار منها، هل هذه الدول جادة في هذا العرض؟ عمر حسن البشير: والله نحن طبعا بنتمنى أنها تكون جادة ونحن بحكم الاتصال مع هذه الدول أو الحديث اللي سمعناه يعني نقدر نقول مبشِّر لكن طبعا جرت العادة أنه نحن مثلا لما كنا بنتفاوض الناس كانت متحمسة جدا لإكمال عملية التفاوض وللسلام وأن هم ها يدعموا هذا السلام قطعا بعد توقيع الاتفاقية ووقف القتال تماما في الجنوب بنلاحظ الآن المنظمات اللي كانت بتعمل في الجنوب خاصة في المجال الإنساني والإغاثي يعني بدأ النشاط بتاعها يتناقص وبدأت الإمكانيات المتاحة لها تتناقص حتى الالتزامات من الدول المناحة لبرنامج العمل الإنساني في الجنوب يعني تقريبا نُفذ بنسبة 10% فأنا أقول ده مؤشر بيخلينا نحن مطمئنين جدا لهذه الالتزامات. أحمد منصور: يعني هل تتوقع أن عدم التعهد أو التعهد وعدم الدفع مثلما حدث في العراق، أفغانستان، فلسطين كل هذه الدول التي صارت في عمليات تسوية تُعُهِّد لها بمبالغ ضخمة جدا وفي النهاية لم يدفع أحد شيئا؟ عمر حسن البشير: أنا قلت يعني لما يكون فيه قتال وفيه معاناة يكون الحماس شديد جدا لإيقاف هذه المعاناة.. أحمد منصور: يعني ترجَّعوا الحرب ثاني عشان الناس ترضى؟ عمر حسن البشير: لا إحنا الحمد لله يعني أول حاجة إحنا عشان نكسب الزمن من بدري جدا تنبهنا وأنشأنا صندوق عشان يجهز دراسات ما هي احتياجات الجنوب بعد السلام، في التيم المشترك بينه وبين الحركة عمل.. عمل ممتاز جدا وحضر.. أحمد منصور: اطَّلعت على هذه الأشياء وفعلا فيها جهد كبير جدا.. عمر حسن البشير: نعم خبير ممتاز جدا، نحن على قناعة إنه يعني ما كل الأموال ها تيجي لكن إحنا ها نجتهد مع المانحين أنه إن شاء الله على الأقل يعني جزء كبير جدا من هذه الأموال ممكن يجي، إحنا بنتوقع بعد السلام وتشكيل الحكومة الجديدة علاقاتنا مع مؤسسات التمويل تبدأ التعامل معنا من جديد وخاصة يعني صندوق النقد الآن رفع.. عمل تقرير إيجابي وممتاز جدا عن الاقتصاد السوداني فيبقى رفع التعامل مع السودان ومشاريع السودان أصبح قرار سياسي فقط. أحمد منصور: فخامة الرئيس الولايات المتحدة تعهدت 1.7 مليار دولار والولايات المتحدة حينما تعطي دولار تأخذ عشر أمثاله من الدول التي تمنحها، فما هو المقابل الذي ستأخذه الولايات المتحدة مقابل هذا الدعم من السودان واسمح لي أسمع الإجابة بعد موجز قصير للأنباء، نعود إليكم بعد موجز قصير للأنباء لمتابعة هذا الحوار الذي نجريه من القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم مع فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير فابقوا معنا. أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القصر الجمهوري في العاصمة السودانية الخرطوم، ضيفنا فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، موضوعنا حول حاضر السودان ومستقبله السياسي في ظل التطورات التي يمر بها الآن، فخامة الرئيس أميركا ستدفع 1.7 مليار دولار أو تعهدت بذلك والدولار بعشر أمثاله لدى الأميركان فما هو المقابل لما ستقدمه معاليك؟ عمر حسن البشير: هو طبعا بالنسبة لنا إحنا الأميركان لما عينوا مبعوث خاص للسلام في السودان وجاي للسودان وهو حقيقة حاول يقدم منحة تُقدم بعد السلام فهو بيتحدث عن بعض الإيجابيات اللي ممكن تحدث إذا تم توقيع على السلام فمن ضمنها هي الدعم المادي للسودان ولمشروعات السودان.. أحمد منصور: إيه مصلحة أميركا في حصول السلام في السودان؟ عمر حسن البشير: والله طبعا السودان إذا تحدثنا مثلا عن موقع السودان الجغرافي وجواره لتسع دول فاستقرار السودان مهم نقدر نقول الأمن والسلم في أفريقيا وبالتالي العالم.. أحمد منصور: معنى ذلك أن أميركا تطمح أن يكون لها نفوذ عسكري وتواجد في السودان؟ عمر حسن البشير: والله قد يكون، لكن نحن حتى الآن يعني ما بيحصل.. أحمد منصور: أليس عن طريق الأمم المتحدة الآن؟ قوات الأمم المتحدة في السودان قوات لدعم السلام بموجب الاتفاقية التي تمت بينا وبين الحركة الشعبية عمر حسن البشير: عن طريق الأمم المتحدة نقدر نقول الآن قوات الأمم المتحدة اللي حطِّتها في السودان هي قوات لدعم السلام بموجب الاتفاقية اللي تمت بينا وبين الحركة.. أحمد منصور: لكن مثل هذه القوات الآن أميركا تتحكم في الأمم المتحدة، سيكون هناك مساعد للأمين العام موجود هنا ومفوض بصلاحيات واسعة في إدارة البلاد فمن الممكن أن تكون السودان تحت احتلال غير مباشر. عمر حسن البشير: هو قطعا زي ما قلت لك القوات دي جاية بمهمة محددة ودي مهمة حسب اتفاقية السلام المتفق عليها، جاية بحجم محدد بأماكن تواجد محددة جدا.. أحمد منصور: 15 ألف جندي عدد كبير. عمر حسن البشير: ولأنه المساحة اللي سوف تنتشر فيها كبيرة يعني إذا تحدثنا عن الجنوب والنيل الأزرق وجنوب كردفان وطبعا عنده برضه سوف يكون تواجد في شرق السودان لأنه فيه وجود للتمرد في شرق السودان.. أحمد منصور: أما يقلل ذلك من سلطة وهيبة الحكومة والدولة؟ عمر حسن البشير: هو ما عندهم تدخل في العمل مباشرة بأي عمل بيخش للدولة، هو كل المهمة بتاعتهم مراقبة وقف إطلاق النار والمساهمة في تطبيق البروتوكول الأمني فقط فيما يخص اتفاقية السلام.. أحمد منصور: خلال الأيام الماضية احتكيت بالسودانيين في الشارع وجلست مع نُخب مختلفة والكل يؤمِّل على عملية المنح التي ستأتي إلى السودان ودورها في عمل نهضة اقتصادية في السودان ومن المعروف أن الدول المانحة ربما يعني إذا تعهدت بعشرة لا يصل للدولة إلا واحد من العشرة على اعتبار أن الباقي ينفَق كما حدث في العراق وغيرها ينفق على شركاتها ومؤسساتها وإداراتها، ما الذي تتوقعونه حتى لا يعيش الناس في وهم الأربعة مليار ونصف التي ستأتي؟ عمر حسن البشير: هو نحن نقول إنه يعني المنحة الأكبر المطلوبة هي رفع القيود عن السودان في التعامل مع مؤسسات التمويل الدولية الكبيرة، في إعفاء الديون، يعني نحن قبل ما يدُّونا عايزينهم يعفوا الديون حتى بعد ذلك إذا فيه إضافة نأخذها تكون هنالك، إعفاء الديون حقيقة بيمكن السودان أنه يعود ويقترض لمشروعاته التنموية الكبيرة من هذه المؤسسات ونعتقد إن ده أكبر دعم ممكن.. أحمد منصور: هل هناك أمل في هذا؟ عمر حسن البشير: نعم الأمل كبير جدا ودي واحدة من الأشياء اللي وُعدنا بها إذا تم اتفاق سلام من الأشياء اللي وُعدنا بها إنه إعفاء ديون السودان وقطعا إعفاء الديون بيخليك في وضع تستطيع أنك تقترض مرة أخرى.. أحمد منصور: نريد أن نفهم الآن في ظل هذا الدعم الذي تقدمه الدول الغربية للسودان هناك ضغوط أيضا من الدول الغربية فيما يتعلق بدارفور والحديث عن دارفور في أنها أكبر مأساة إنسانية ظهرت في المنطقة والتصعيد ضد السودان وهناك مشروع في الكونغرس الأميركي لإصدار مشروع قانون محاسبة دارفور، يعني كيف نفهم الآن أميركا تمد يد والغرب يمد يد ويضغط بيد أخرى نريد أن نفهم بهذه السياسة؟ عمر حسن البشير: هي طبعا نحن من خلال تعاملنا مع الولايات المتحدة بالذات بنجد أنه الإدارة عندها موقف إيجابي نقدر نقول وقناعات تجاه السودان بنجد أن هنالك عناصر معادية للسودان.. أحمد منصور: داخل الإدارة الأميركية؟ عمر حسن البشير: هي نقدر نقول بالأخص في الكونغرس الأميركي.. أحمد منصور: نعم.. عمر حسن البشير: يعني الكونغرس بالذات نقدر نقول هي منطقة فيها أعداد كبيرة جدا من الناس المعادية للسودان.. أحمد منصور: إيه مصلحتهم في معاداة السودان؟ عمر حسن البشير: هم عندهم قد تكون خلفيات مختلفة، فيه اليمين المسيحي المتعصب اللي هو ضد التوجه الإسلامي في السودان، فيه المجموعة بتاعة السود اللي حقيقة من خلال المعلومات المغلوطة عن الرق في السودان وتعرف الرق ده عملية حساسة جدا بالنسبة لإخوانَّا الأفارقة الأميركان فاستطاعوا أن يؤثروا وهو كل ده في خلال كانت الحرب ضد السودان لدعم حركة التمرد في جنوب السودان فاتبنت يعني نقدر مجموعات أصبح عندها مواقف تجاه السودان وهم عدد محدود جدا لكن تعرف إذا في.. أحمد منصور: مؤثر.. عمر حسن البشير: مؤثر.. فيه أربعة بيتكلموا ضد السودان ما فيه صوت واحد مع السودان الأربعة ممكن لما يقدموا مشروع قرارات بيُجاز بالإجماع. مسؤولية الحكومة عن أوضاع دارفور أحمد منصور: ألم تتحملوا أنتم كحكومة سودانية مسؤولية ما حدث في دارفور؟ لماذا لم تمدوا أيديكم إلى بني جلدتكم وتمنعوا تدخل الغربيين والضغوط التي تمارس عليكم في هذا الأمر؟ عمر حسن البشير: هي طبعا قضية دارفور بدأت قضية تقليدية جدا ويمكن من زمن طويل جدا بدأت الاحتكاكات بين القبائل في دارفور لأسباب متعددة، واحدة من هذه الأسباب أنه شح الموارد وخاصة بعد سنين الجفاف خلَّى الصراع بين الرعاة والمزارعين يتكرر بين فترة أخرى وبتحصل المشكلة في لحظة بتتصاعد بتتجه أجهزة الأمن في الغالب بتفصل بين المقاتلين.. أحمد منصور: لكن جاءت متأخرة في المرة الأخيرة.. عمر حسن البشير: هي نقدر نقول إنه حصل بعض التأخير وده كان من قلة تقدير السلطات الموجودة في دارفور لأنه معروف أنه طبعا الأمن في دارفور هي مسؤوليته الأولى لأنه الوالي هو رئيس جهة الأمن في دارفور وهو المسؤول مباشرة بمعالجة القضايا الأمنية.. أحمد منصور: لكن في النهاية الحكومة هي التي تتحمل المسؤولية. عمر حسن البشير: ما هو ده جزء من الحكومة طبعا حتى الموجود في دارفور بصلاحياته هي جزء من الحكومة، يعني الحكومة الاتحادية بتتدخل إلا إذا شعرت أنه الموقف أصبح خارج سيطرة الولاية بالتالي بيجي التدخل المركزي.. أحمد منصور: أقسمت ثلاثا عدة مرات بأنك لن تقوم بتسليم أي سوداني ليحاكم في محكمة خارج بلاده لا سيما بعد صدور القرار 1593 الخاص بإحالة مجرمي دارفور إلى المحكمة الدولية في لاهاي، هل معنى ذلك أنك مستعد لمواجهة جديدة مع المجتمع الدولي؟ عمر حسن البشير: والله نحن طبعا لا نسعى لهذه المواجهة، أصلا ما فيه واحد بيسعى لأنه يخش في مواجهة مع المجتمع الدولي ولا مع الولايات المتحدة لكن فيه سقف للتعامل يعني فيه مرحلة يمكن تتجاوزها.. أحمد منصور: معنى ذلك.. عمر حسن البشير: يعني إحنا في إطار أنه ممكن عشان ما نسلِّم مواطن سوداني مستعدين.. أحمد منصور: وأنت مستعد ومُصر على هذا؟ عمر حسن البشير: نعم مُصر على ذلك.. أحمد منصور: ولن تقوم بتسليم أي سوداني؟ عمر حسن البشير: ولن أُسلِّم أي سوداني.. أحمد منصور: مهما حدث من ضغوط؟ عمر حسن البشير: مهما كانت النتائج حتى لو.. أحمد منصور: حتى لو دخلت في مواجهة؟ عمر حسن البشير: حتى لو كانوا على باب الخرطوم.. أحمد منصور: إلى هذه الدرجة مُصر على موقفك؟ عمر حسن البشير: نعم. أحمد منصور: في خطابك اللي ألقيته في اثنين مايو الماضي مع قيادات قبلية قلت نحن لا نخاف أميركا ولا بريطانيا ولا الأمم المتحدة ومجلس أمنها ونتشوق إلى اللحاق بإخواننا الشهداء، هل كانت شحنة عاطفية أم أن فعلا وصلت إلى مرحلة مواجهة وتحدٍ مع هذه القوى التي تخيف العالم جميعا؟ عمر حسن البشير: هو حقيقة لما الناس يتجاوزوا المعقولية يعني قرار مجلس الأمن 93 حقيقة قرار معيب واضح فيه أنه يعني هو في داخله بيحمل كمية من التناقضات.. أحمد منصور: ما الحل؟ عمر حسن البشير: تُعفى أميركا لأن.. بحجة أنها هي ليست من الدول المصدقة على محكمة الجنايات الدولية.. أحمد منصور: نعم.. عمر حسن البشير: وسوف يحاكموا السودانيين والسودان لم يصدق على هذه المحاكمة.. أحمد منصور: ثم من.. عمر حسن البشير: فده تجاوز حقيقة للشرعية الدولية والأعراف كلها واللي بيخلي الإنسان يعني إذا حصل فيه تجاوز بالمستوى ده وما فيه معقولية حتى في قراراتها يبقى القرار.. أحمد منصور: ما الحل إذاً، ما الحل؟ عمر حسن البشير: الحل إن إحنا نتعايش معها لحد كبير لكن بحدود سقف.. أحمد منصور: تتوقع تصعيد قادم؟ عمر حسن البشير: يعني كل شيء محتمل.. أحمد منصور: وأنتم مستعدون له؟
عمر حسن البشير: ما عندنا خيار.. أحمد منصور: رغم هذا الوضع الذي تعيشونه؟ عمر حسن البشير: نعم. أحمد منصور: لكن حكومة أو الجبهة الشعبية أعلنت عن استعدادها للتسليم. عمر حسن البشير: والقرار قرار الرئيس في النهاية.. أحمد منصور: وأنت مُصر على موقفك؟ عمر حسن البشير: نعم. أحمد منصور: الرئيس الليبي معمر القذافي اجتمع أمس بوفد متمردي دارفور وليست المرة الأولى، إيه طبيعة علاقة الرئيس القذافي بهذا الموضوع وهل ينسق معكم؟ عمر حسن البشير: هو طبعا بينسق معنا تنسيق كامل فيه اتصال مباشر معنا، علاقة الرئيس القذافي علاقته بالسودان وعلاقته بالشعب السوداني والجوار والتداخل القبلي والشعبي الموجود بين السودان وليبيا فدي كلها بتخلي يعني التداخل.. السودان الجديد والأوضاع السياسية الداخلية أحمد منصور: الناس في السودان وفي خارجه ينتظرون التاسع من يوليو القادم وهو الموعد المحدد لبدء الفترة الانتقالية التي ستكون ثلاث سنوات في البداية يعقبها انتخابات رئاسية ثم ثلاث سنوات أخرى يعقبها استفتاء من الجنوب لتحديد مصيره، ما هو شكل السودان الجديد الذي أشرت فخامتك إليه في خطاب سابق وقلت سيكون هناك سودان جديد، ما هو شكل السودان الجديد في التاسع من يوليو القادم؟ عمر حسن البشير: هي قطعا نحن لو نظرنا لمشاكل السودان طوال الفترة لسابقة نقدر نقول منذ الاستقلال.. أحمد منصور: 1954.. عمر حسن البشير: يعني 1955، لما بدأ التمرد في الجنوب واستغرق إلى واحد 1956 فكل المشاكل الاقتصادية، السياسية، أمنية، اجتماعية السبب الرئيسي فيها هي الحرب الدائرة في جنوب السودان فإذا توقفت الحرب في جنوب السودان والحمد لله توقفت وبعد تسعة يوليو حا تيجي حكومة.. أحمد منصور: ما شكل الحكومة القادمة؟ عمر حسن البشير: ستكون حكومة حسب ما هو محدد في الاتفاقية يعني ستكون محددة.. أحمد منصور: يعني حينما يصبح إلى الجنوبيين 27% من الوضع في الشمال وأنتم لكم 52% والباقي سيوزع على الأحزاب الأخرى وعلى.. كأن هي العملية عملية اقتسام للسلطة هنا وهناك أيضا نصوص على اقتسام الثروة أيضا بالنسبة للنفط وغيره، كثير من السودانيين المعارضين يقولون بأن الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان أدخل السودان في ورطة حقيقية بسبب هذه الاتفاقية؟ عمر حسن البشير: هي طبعا ما أدخلت السودان، إذا كان الاتفاقية دي أوقفت الحرب.. أحمد منصور: بثمن باهظ. عمر حسن البشير: وقفت الحرب يعني الحرب وقفت ما عاد لك أي ثمن في وزارات ولا في براميل بترول يكون هو السبب في إيقاف الحرب، أنا أفتكر الثمن يعني رخيص اللي تدفعه في سبيل أن تتوقف الحرب.. أحمد منصور: لكن ماذا ستفعل مع الآخرين في دارفور وفي شرق السودان سيطالبون بنصيب في الثروة والسلطة أيضا؟ عمر حسن البشير: الاتفاقية نفسها وزعت الأنصبة تماما.. يعني الاتفاقية نفسها.. أحمد منصور: من نصيب مَن سيأخذون شرق السودان ودارفور؟ عمر حسن البشير: لا هم أصلا القسمة كانت أول حاجة الجنوب أخذ نصيبه كجنوب، الباقي بيُقسَّم لقسمين فيه نصيب الحكومة الاتحادية ونصيب الولايات الشمالية.. نصيب الولايات الشمالية ده بيقسم بين الولايات الشمالية بمعايير موضوعية متفق.. ويُتفق عليها مع هذا كل ولاية ها تأخذ نصيبها في الثروة والسلطة.. أحمد منصور: بدأت النعرة الجنوبية تظهر في المفوضية القومية للدستور الانتقالي وحدث يوم الأحد الماضي جدل شديد حول كلمة بسم الله الرحمن الرحيم وأن يُبدأ بها الدستور وقال الجنوبيون نحن نرفض الهوية العربية الإسلامية للسودان ويريدون هوية أفريقية، أما يؤكد هذا على بداية مرحلة جديدة تهدد هوية السودان؟ عمر حسن البشير: هو طبعا حقيقة الحكاية تم تضخميها بصورة كبيرة جدا، نعم ظهر صوت زي ده داخل المفوضية.. أحمد منصور: ونجح؟ عمر حسن البشير: ولم ينجح حقيقة يعني اللي طلع الصوت ده لكن صوت محدود جدا لأنه واضح أنه كثيرا استعلامنا بتبحث عن الصوت النشاز والضخم فما هي بالصورة اللي ظهرت.. أحمد منصور: الجبهة الشعبية تُصعِّد فخامة الرئيس في خطابها الإعلامي بشكل كبير جدا يعني عرمان قال إن الشهرين القادمين سيشهدان أحداثا يومية جديدة تتعلق بإنفاذ بنود اتفاق نيروبي في مختلف مستوياتها، كلام جميل جدا لكنه قال إن هذه الأحداث ستصيب الناس بالدهشة، هل الشعب السوداني في مسرح الآن لاسيما أهل الشمال ليشاهدوا ما سيفعله أهل الجنوب بهم دون أن يكون لهم أي دخل أو دور في تحديد مصيرهم؟ عمر حسن البشير: هو ما هو المطلوب بالدهشة؟ أنا من متابعتي للإجراءات الدهشة اللي ها تصيب السودانيين الناس حقيقة فيه عدد كبير جدا متوجسين.. أحمد منصور: جدا في الشارع الناس كلها متوجسة.. عمر حسن البشير: أينعم متوجسين من وجود الجبهة الشعبية ومن حضورها، من مشاركتها في الحكم ونحن ما جديدين على هذا النوع من التوجس، اتفاقية 1972 كان التوجس أكبر من ذلك لكن بعد أن تم تنفيذ الاتفاقية وتمت المشاركة في السلطة مشت الأمور بصورة طبيعية جدا فأنا أقول الآن نحن منذ وصول وفد الجبهة الشعبية للخرطوم والحوار الدائر وهو اللي قادوه مع بعض والعمل المشترك اللي قاده حقيقة نقدر أقول كان فيه تفاهم وانسجام كبير جدا، فالدهشة اللي ها تصيب الشعب السوداني أنه كل التوقعات السالبة والتوجسات اللي عندهم دي إن شاء الله ها تزول. أحمد منصور: أين ما يحافظ على هوية السودان عروبته إسلامه في هذه الاتفاقية والجنوبيون كما يقول كثير من السودانيين الذين التقيت بهم في الأيام الماضية جاؤوا بنية حكم الشماليين وليس المشاركة في الحكم؟ عمر حسن البشير: والله طبعا نحن نقول باقي كلامها صح هما إجوا بنية حكم الشماليين لأن أنت كما ذكرتها هو حتى نصيب الحكومة 28% والحفاظ على الهوية نحن فيه برتوكول ماشاكوس وفي علاقة الدولة بالدين حددنا تماما أنه مصادر التشريع في شمال السودان هي شريعة إسلامية وأنه في الجنوب هي ديانات أهل السودان وعادات أهل السودان وتقاليد أهل السودان.. أحمد منصور: كأنما هناك دولتين؟ عمر حسن البشير: هي دولة بنظامين؛ يعني في الجنوب وده حقيقة ما جديد بالنسبة إلينا إحنا هذه القسمة معروف أنه منذ عام 1964 ده كان الطرح حتى بتاع الحركة الإسلامية لكن مقياس لجبهة الميثاق كان طرحها هو تطبيق الشريعة في الشمال وعدم فرض الشريعة في جنوب السودان. أحمد منصور: طيب الآن قرنق سيكون له جيش في الجنوب، ستكون له سلطة، ستكون له دولة تقريبا أو نظام كامل حتى موارد هناك موارد خاصة ينفق عليها ومع ذلك سيشارك في الشمال أيضا، أما يعني يؤدي هذا إلى أن الدولة السودان ستُدار برأسين ابتداء من التاسع من يوليو؟ النظام الاتحادي مطبق في السودان، فالولايات الشمالية كل ولاية لديها مجلسها وحكومتها ودستورها الخاص بها، ولتحقيق السلام منح الجنوب هذا الوضع كفترة انتقالية عمر حسن البشير: لا أبدا، ما هي نفسها نحن مطبقين نظام فدرالي في السودان.. الولايات الشمالية كل ولاية عندها واليها وعندها مجلسها وعندها حكومتها وعندها دستورها الخاص بها، الجنوب أخذ وضع خاص لأنه أصلا هو وضعته كانت خاصة وأصلا الحرب كانت دائرة في الجنوب والتمرد أساسا كان في الجنوب ففي سبيل تحقيق السلام أُعطي هذا الوضع الخاص كفترة انتقالية لأنه واحدة من أكبر المشاكل اللي إحنا واجهناها الفترة الماضية هي عدم الثقة بين المواطنين في جنوب السودان والمواطنين في الشمال، فلبناء هذه الثقة لازم نديهم فرصة لغاية ما يطمئنوا وبعدين فيه حديث كثير جدا عن أنه الشماليين لا يلتزموا بالاتفاقيات وبيستدلوا بالخرق اللي حصل لاتفاقية 1972 فكلها كانوا محتاجين لبعض الأشياء أن تطمئنهم إضافة.. أحمد منصور: طيب الآن العرب والشماليين يريدون أن يطمئنوا من الجنوبيين وهم قلقون للغاية وكثير من الناس حتى ترى أو بتعتقد إن ليس لها مستقبل في السودان كعرب الآن لأن السودان يتجه إلى الأفرقة وإلى الزنجية في الفترة القادمة، ماذا تقول فخامة الرئيس للناس؟ عمر حسن البشير: نحن بنقول إنه هو حقيقة تخوف حصل من نتيجة لخطاب الحركة أثناء الحرب وأثناء التفاوض وقبل التوقيع على السلام وقطعا أنت بتحارب بترفع صوتك يعني عاليا، إحنا على قناعة إنه اللي ها يتم بعد كده كل الشعارات اللي كانت مرفوعة واللي أدت إلى كل هذا التوتر أو عدم الثقة والشك دي كلها بعد تطبيقنا للاتفاقية هاتزول ودي الدهشة اللي أقصدها.. أحمد منصور: ما هي الضمانات؟ عمر حسن البشير: الضمانات أنه ها نفضل نحن موجودين السلطة الاتحادية موجودة.. موجودة بقواتها موجودة بجيشها بأجهزة أمنها، جيش قرنق اللي تكلمت عنه في الجنوب هو حقيقة جيش ما عنده أي مهام في الفترة الانتقالية لأنه الأمر في الجنوب الحكومة.. وزارة الشرطة المهام السيادية ها تكون هي مسؤولية القوات المشتركة الموجودة في الجنوب. أحمد منصور: ما تخشون من عملية فوضى؟ عمر حسن البشير: والله نحن لا نخشى من فوضى لأن كل القوات مسيطر عليها يعني السلطة بحكم الاتفاقية فالأمن زي ما قلت لك مسؤولية الأولى والأمن في الجنوب مسؤولية الجنوب فلا يمكن حكومة الجنوب تقوم تثير فوضى وتعمل مشاكل لنفسها يعني.. أحمد منصور: فخامة الرئيس غدا ستُتم فترة تكون فيها أطول رئيس حكم السودان بعد الاستقلال وفي الثلاثين من يونيو سوف تحتفلون بذكرى مرور ستة عشرة عاما على حكم الإنقاذ ومن المقرر بعد ثلاث سنوات من التاسع من يوليو أن تتم انتخابات رئاسية، هل سترشح نفسك في الانتخابات الرئاسية القادمة؟ عمر حسن البشير: هو قطعا أنا ما برشح نفسي لأنه نحن في المؤتمر الوطني المؤتمر القومي هو اللي بيحدد مرشح المؤتمر للرئاسة، هو طبعا ده حديث كله سابق الآن لأوانه لأنه قطعا الاتفاقية حكمت أنه استمرار الوضع تقريبا الحلف بين المؤتمر.. أحمد منصور: ما شكل الانتخابات القادمة الرئاسية القادمة؟ عمر حسن البشير: هي طبعا ها تكون.. أحمد منصور: ستكون انتخابات حرة بالاقتراع المباشر من الناس.. عمر حسن البشير: طبعا.. أحمد منصور: أم أيضا بالنظام القديم السائد في معظم الدول العربية؟ عمر حسن البشير: والله نحن حتى الانتخابات اللي جرت المرتين السابقات كانت بحُر ومباشر وأول انتخابات عملناها كانوا عدد المرشحين لرئاسة الجمهورية 41 مرشحا فقطعا الانتخابات الجاية ها تكون انتخابات حرة الرئاسة فيها مفتوحة لأي مواطن سوداني (كلمة غير مفهومة) للكفاءة أن يتقدم إلى الترشيح.. أحمد منصور: هل تتوقع يحكم السودان جون قرنق؟ عمر حسن البشير: والله طبعا القرار عند الشعب السوداني يعني القرار في يد الناخب السوداني إذا أدى قرنق أغلبية قرنق ها يحكم. أحمد منصور: مع نجاحكم في إنهاء الصراع مع الحركة الشعبية وتوقيع اتفاقية السلام لكن لا زالت هناك صراعات بينكم وبين المعارضة الداخلية والقوى السياسية الموجودة في داخل السودان، من المقرر أن يلتقي وفد حكومي مع التجمع الوطني المعارض الذي يرأسه محمد عثمان الميرغني في القاهرة الأسبوع القادم هل للتوقيع أم أيضا.. عمر حسن البشير: لا هو قطعا إحنا تحاورنا مع التجمع ووصلنا لاتفاق، فالمطلوب الآن الناس ييجوا عشان يوقعوا.. أحمد منصور: هل.. ما هي القسمة التي سيحصلون عليها؟ عمر حسن البشير: هي طبعا في إطار نصيب القوى السياسية الأخرى.. أحمد منصور: 2% لكل حزب تقريبا؟ عمر حسن البشير: هي طبعا 14% للقوى الشمالية و6% للقوى السياسية.. أحمد منصور: ألا تعتبر نسبة زهيدة جدا؟ عمر حسن البشير: هي طبعا الاتفاقية والالتزام بتنفيذها وتطبيقها ألزم أنه القوة الرئيسية في الحكومة تكون هي الناس اللي تفاوضوا وقَّعوا الاتفاقية والحريصين على إنفاذها نحن نقول القوى السياسية أمامها فرصة كبيرة جدا لأنه هي.. أحمد منصور: لكن هم يقولوا نحن مهمشون والقضية كلها بين كما يقول بعض المعارضين بين نظام حكم جاء بانقلاب عسكري وبين عصابات كانت تحارب هذا النظام في الفترة الماضية. عمر حسن البشير: نعم نحن جئنا بانقلاب عسكري وده كان يحارب لكن بيجيني القوى الرئيسية المعترف بها إقليما ودوليا وحتى الشعب السوداني مسلم بذلك أن دي القوة الحاكمة والقوة الرئيسية اللي كانت بتقاتل الجنوب، فيبقى القوى السياسية أمامه فرصة كبيرة جدا أنه بعد ثلاثة سنوات أنها تقدم نفسها للشعب السوداني إذا إداها التفويض ها تحكم السودان آمن لأنه جربوا قبل كده ومُنحوا التفويض حكموا السودان في
حالة حرب فشلوا في حكمهم فإحنا على الأقل هانقدم لهم السودان بعد ثلاث سنوات إذا الشعب فوضه بدون حرب إن شاء الله.. أحمد منصور: هل نقل الدكتور الترابي من سجن كوبر إلى منزل حكومي رهن الإقامة الجبرية تمهيد للإفراج عنه؟ عمر حسن البشير: هو قطعا هيجي اليوم اللي هانفرج عنه طبعا. أحمد منصور: متى هذا اليوم؟ عمر حسن البشير: متروك للتقدير يعني نحن بنرى أنه يعني الآن نحن مقبلين على مرحلة جديدة وقطعا نحن عايزين يكون فيه انفراج سياسي كبير جدا وإن شاء الله بتشكيل حكومي نحن ما عايزين واحد معتقل شخص مدان بجريمة مخالفة للقانون.. أحمد منصور: يعني الناس هنا في الخرطوم منذ ثلاثة أيام وأنا هنا يقولوا سيُفرج عن الترابي مساء وحينما يُمسون يقولون سيُفرج عنه صباحا، فيعني هل سيُفرج عنه صباحا مثلا؟ عمر حسن البشير: لا والله طبعا اجتهادات يعني حتى الآن نحن ما قررنا متى يطلق سراح الترابي.. أحمد منصور: لكن قبل التاسع من يوليو؟ عمر حسن البشير: قطعا إن شاء الله. أحمد منصور: وباقي المعتقلين من أفراد الحركة؟ عمر حسن البشير: ما أظن تبقى منهم شيء كثير. أحمد منصور: المعتقلون السياسيون الآخرون؟ عمر حسن البشير: هم دول عدد محدود جدا من الناس.. الشعب فقط.. أحمد منصور: معنى ذلك أن يعني لا زال هناك أمام الناس فترة حتى يُفرج عن الترابي أم يمكن في أي لحظة أن يخرج؟ عمر حسن البشير: في أي لحظة ممكن يخرج.. أحمد منصور: ممكن بكره مثلا؟ عمر حسن البشير: يعني بكره لأنه اليوم نحن ما فيه فرصة ما عندنا يعني نية نجتمع اليوم عشان نناقش هذا الموضوع فقطعا بكره.. بكره ها يحصل.. أحمد منصور: هل هناك شروط معينة للإفراج عنه أم سيعود مع حزبه مع صحيفته مع كل ما كان له؟ عمر حسن البشير: والله طبعا كل المطلوب هو طبعا التزام بالقانون والدستور لا أكثر من كده.. أحمد منصور: وصال المهدي زوجة الدكتور الترابي اتهمتك ونائبك علي عثمان محمد طه بأنكم تسعون لاغتيال الترابي سياسيا؟ عمر حسن البشير: طبعا كلام ما وارد يعني.. أحمد منصور: نبرة الحديث عن الإصلاح والديمقراطية في العالم العربي يعني في هذه الفترة مرتفعة بشكل كبير جدا، بالنسبة لكم هنا في السودان هل تنتظرون قيام مظاهرات مثل مصر أو غيرها ليعني تحريك هذا الوضع أم أن لديكم خطة لعمل إصلاح سياسي شامل في السودان واسمح لي أسمع الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير فابقوا معنا. الإصلاح والديمقراطية في السودان أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود من القصر الجمهوري في العاصمة السودانية الخرطوم ضيفنا فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، فخامة الرئيس ماذا عن الإصلاح والديمقراطية في السودان في الفترة القادمة ؟ عمر حسن البشير: والله قطعا نحن منذ دستور 1998 أتحنا فيه كل الحريات حرية التنظيم، التنظيم السياسي، التنظيم النقابي سمحنا بحرية التعبير والواحد اللي بيطَّلع على صحافة الخرطوم ها يجد فيها كل ألوان الطيف السياسي، جرت انتخابات قطعا حرة في أحزاب مسجلة بتمارس نشاطها حتى اللي ما مسجلة رسميا.. بتمارس نشاطها وبصورة مفتوحة.. أحمد منصور: يعني ليس هناك تطوير تكتفون بما هو قائم؟ عمر حسن البشير: يعني أنا أفتكر ما فيه تطوير أكثر من أنك تدي الإنسان حرية كاملة في أنه ينظم حزبه ويصدر جريدته ويعبر عن نفسه يشارك في الانتخابات.. أحمد منصور: يعني بعد تسعة يوليو لن يكون هناك جديد غير ما هو قائم الآن؟ عمر حسن البشير: يعني ما هي كل الحريات متاحة ما فيه جديد يعني ما فيه سقف أكثر من كده إحنا نقدر نقول.. أحمد منصور: لكن ما قيمة هذه الحرية في ظل قانون الطوارئ الذي تفرضونه منذ العام 1999؟ عمر حسن البشير: هو قطعا قانون الطوارئ كان له ما يبرره.. أحمد منصور: الآن؟ عمر حسن البشير: بعد تنفيذ الاتفاقية بنجد أنه قانون الطوارئ في الغالب ها يرفع طبعا.. أحمد منصور: متى سيرفع؟ عمر حسن البشير: قطعا مع تشكيل الحكومة الجديدة.. أحمد منصور: يعني قبل التاسع من يوليو ينتظر السودانيون أشياء كثيرة ستحدث على الساحة خلال الشهرين القادمين.. عمر حسن البشير: إن شاء الله يعني حالة الطوارئ ها تُرفع لأنه نحن كان عندنا العشرة ولايات في الجنوب عندنا جنوب كردفان وغرب كردفان عندنا كل ولايات الشرق كانت هي مناطق مسارح عمليات، عندنا منطقة دارفور أخيرا فكان فيه مبرر لفرض الطوارئ في السودان طالما البلد في حالة حرب الحقيقة.. أحمد منصور: الفساد ينخر عباب معظم أنظمة الحكم العربية، ماذا عن جهاز الحكم في السودان؟ عمر حسن البشير: هي قطعا الشفافية مطلوبة جدا والأجهزة الرقابية يجب أن تمكَّن ونحن يعني استشعارا مَّنا بالأهمية دي مكنَّا جهاز أو ديوان المراجعة العامة يمكن الناس في السابق ما سمعت بالديوان ده ولا عمله وأنه المراجع يرفع تقريره مباشرة للمجلس الوطني وليس للحكومة.. أحمد منصور: لكن الناس مثل معظم الدول العربية تقول إن نظام الحكم في السودان رغم أنه نظام إسلامي إلا أن هناك مجموعة من المفسدين والمنتفعين موجودين في قمة هرم النظام وهم يسيؤون إليه؟ عمر حسن البشير: والله طبعا اللي عايز يحارب النظام ويسيء إليه هو ممكن يقول كلام كثير جدا.. أحمد منصور: معنى ذلك أنه ليس حولك مفسدين؟ عمر حسن البشير: نحن أي حديث عن فساد نحن نقول جاهزين، المحاكم مفتوحة ما حصل واحد فتح بلاغ في مسؤول وحوسب على ذلك أي شبهة بتاعة فساد في أي موقع المراجع العام عنده الحرية يتحرك ويحرك (كلمة غير مفهومة) ويراجع ويرفع تقريره زي ما قلت مباشرة إلى المجلس الوطني وليس إلى الحكومة يعني بعد ما يعرض التقرير في المجلس الوطني حتى بيجي المراجع العام في المكتب يقدم لنا التقارير بتاعته مكتوبة فأي فساد.. الفساد هو حقيقة هو فساد الحكام يعني أنا لا أتحدث عن فساد اللي هو موظف اختلس أو موظف أخذ رشوة موظف صغير لكن الفساد الأصلي هو فساد الحكام الناس اللي بيمشوا يتفاوضوا حول المشروعات الكبرى بتاعة الدولة اللي بيكون فيها عنده نصيب وعنده فيها عمولة.. أحمد منصور: ليس عندكم هذا؟ عمر حسن البشير: أنا أؤكد أنه ما عندنا هذا ونتحدى أي واحد يجيب دليل على أي واحد إحنا اللي بنحاكمه.. أحمد منصور: قل لي بشفافية وحكم الإنقاذ الآن يقترب من ستة عشر عاما، هل هناك ِأسباب غير الصراع على السلطة والمناصب بين قادة الحركة الإسلامية في السودان تقف وراء التمزق والخلاف الذي نشأ بينكم؟ عمر حسن البشير: هي قد تكون خلاف فعلا حول أين تكون السلطة هل هي في الحكومة ولا في الأمانة؟ أحمد منصور: أو في التنظيم يعني؟ عمر حسن البشير: يعني أمانة التنظيم يعني هي.. هل هي السلطة هنا ولا هناك وإحنا رؤيتنا أنه السلطة التنفيذية تمارَس من خلال أجهزة الدولة.. الأجهزة الموجودين فيها الناس الملتزمين التزام تام بخط الحركة والحزب، تُرسَم السياسات في الحزب قد توضع بعض البرامج في هذا الحزب لكن التنفيذ المباشر هي مسؤولية الحكومة.. الحكومة مسؤولة أمام المجلس الوطني كجهاز تشريعي رقابي بتاع الدولة ومسؤولة في نفس الوقت أيضا أمام الحزب وأجهزة الحزب لكن لا تمارَس السلطة مباشرة من الأمين العام أو من أجهزة الأمانة العامة أو مساعدين له وده كانت واحدة من الخلافات.. أحمد منصور: مع وجود حركات إسلامية مهيأة الآن للمشاركة في السلطة أو حتى بعد ما أعلنت أميركا وأوروبا أنها يمكن يعني الأمر لا يقلقها من قريب أو بعيد وممكن أن تكون رغبة الشعوب، أما تعتقد أن تجربتكم جديرة بأن تدرس بشكل جيد من خلال هذه الحركات حتى لا تقع في نفس الأخطاء؟ عمر حسن البشير: هي طبعا نحن الحركة الإسلامية الوحيدة اللي وصلت السلطة ومارست السلطة وعايشت مشاكل السلطة، لا نستطيع أن نقول والله إحنا لا حركتنا وتجربتنا مُبرأة تماما، هي تجربة نحن نقول من حق كل القوى الإسلامية أن تنظر في هذه التجربة تدرسها تنتقدها تستفيد من التجربة والسعيد هو الذي يستفيد من تجارب الآخرين.. علاقات السودان بدول الجوار أحمد منصور: فخامة الرئيس بالنسبة لعلاقات السودان مع دول الجوار وتحديدا مع إريتريا هناك مشكلات كثيرة حول هذا الموضوع وقرنق تعهد بأنه يمكن أن يتوسط بينكم وبين الرئيس أفورقي، إلى أين وصلت هذه الأمور؟ عمر حسن البشير: هي قطعا حتى الآن لا توجد جهود ظاهرة لإصلاح العلاقات بيننا وبين إريتريا وإن كان فيه محاولات من بعض الأشخاص فيه اتصالات لكن ما وصلت المرحلة أنه تبقى هي مبادرة محددة المعالم.. أحمد منصور: هل ستجتمع قريبا بأفورقي؟ عمر حسن البشير: حتى الآن ما فيه أي ترتيب لاجتماع مع أفورقي. أحمد منصور: هل هناك دول أخرى من دول الجوار تسبب أزمات ومشاكل للسودان؟ علاقتنا مع دول الجوار ممتازة ومتقدمة جدا ولا توجد أي مشاكل ما عدا مع إريتريا والسبب هو النظام الإريتري عمر حسن البشير: نحن لا نستطيع أن نقول والله الدول اللي حوالينا الآن كلها دول متعاونة علاقتنا بها متقدمة جدا متعاونين يعني كانت عندنا بعض المشاكل؛ مثلا مع أوغندا بخصوص جيش الرب لأن إحنا بنتهمهم أنهم بيدعموا حركة التمرد وهم بيتهمونا بأنه نحن بندعم جيش الرب، الآن الحمد لله العلاقات نقدر نقول علاقات ممتازة ما عندنا أي إشكالية ماعدا مع إريتريا والسبب هو النظام الإريتري.. أحمد منصور: لو اتجهت شمالا إلى مصر، قبل ما يقرب من عام أو أكثر من ثمانية أشهر اجتمعت مع الرئيس المصري واتفقتم على الحريات الأربع حرية التنقل حرية التملك حرية التجارة.. عمر حسن البشير: حرية العمل.. أحمد منصور: حرية العمل، أنا وأنا جاي إلى السودان اشترطوا عليّ أن أخذ تأشيرة إلى السودان وقلت لهم لقد صدر قرار كذا فقالوا لابد أن تأخذ تأشيرة رغم جوازي المصري فلم يطبق شيء من هذه الأشياء إلى الآن. عمر حسن البشير: هو حقيقة إحنا زي اتفقنا أنه نُمرحل تنفيذ هذه التغييرات، إحنا من جانبنا قررنا نرفع كل الإجراءات أنا فوجئت اليوم بأنهم طلبوا منك تأشيرة.. أحمد منصور: ده حتى شركة الطيران أصروا على التأشيرة وأنا أيضا يعني بشكل ما جئت بدون تأشيرة يعني بعلاقات وليس.. عمر حسن البشير: لا نقول إحنا قررنا نرفع هذه الإجراءات إخوانَّا في مصر لأسباب نحن مقتنعين بها تماما أنه يعني بطؤوا تنفيذ هذه الاتفاقية لكن اتخذوا إجراءات واسعة جدا في تسهيل الحصول على التأشيرة بالنسبة للجوازات مثلا الدبلوماسية الجوازات الخاصة حتى بالنسبة للآخرين فكثير جدا من القيود والإجراءات.. أحمد منصور: أما تعتقد أن المرحلة القادمة وكثير من المحللين السياسيين الذين التقيت بهم هنا أو في القاهرة في الأسبوع الماضي يعني لا أريد أن أسيء لشيء بينك وبين الرئيس حسني مبارك ولكن هناك انتقاد شديد للنظام المصري الحالي بأنه ترك السودان وحيدا يواجه الضغوط الدولية الخارجية ويواجه الضغوط من الجنوب في الوقت الذي انتبه محمد علي قبل مائتي عام إلى الأهمية الاستراتيجية للعمق السوداني بالنسبة لمصر وحرّك جنود حتى يؤمِّنوا منابع النيل بالنسبة لهذا، هل السياسة المصرية الحالية تجاه السودان ودعم السودان والوقوف إلى جوار السودان تتناسب مع المصالح الاستراتيجية والأمنية لمصر؟ عمر حسن البشير: هو قطعا الاهتمام المصري بالسودان ما أقدر أقول قَلَّ هو.. وقد يتباين التعامل بين الحكومة والحكومة ودي معرضة لعوامل كثيرة جدا قد تسيء لعلاقات الحكومتين ويحصل توتر في علاقة الحكومتين لكن لا يعني بحال من الأحوال هو أن نقلل الاهتمام المصري بالسودان أو نقلل الاهتمام السوداني بمصر وقد تكون أوجه الاهتمام دي مختلفة يعني في فترة أفتكر أنه والله الأصلح لمصر وللأمن القومي المصري أنها تتعامل مع المعارضة لإزالة هذا النظام وأنه النظام لا يخدم المصالح المصرية ولا الأمن القومي المصري دي تقديرات لكن أصلا علاقات الحكومتين ليست هي المؤشر بالاهتمام بالبلد كبلد يعني.. أحمد منصور: أُمَّال ما هي العلاقات التي تعطي مؤشر وهناك تقارير كثيرة تقول بأن الاتفاقية التي وقعتموها مع الجنوب لها تأثير سيئ على المستقبل الأمني والعمق الاستراتيجي لمصر؟ عمر حسن البشير: هو قطعا الاتفاقية اللي وُقِّعت إذا النتيجة بتاعتها كانت بعد الاستفتاء كان انفصال نحن نقول إنه الانفصال ده أثره سالب على السودان سواء في الجزء الشمالي أو في الجزء الجنوبي وأثره سالب على
مصر لأنه أي انقسام داخل الدولة هو ضعف للقسمين وبالتالي أنك أنت بتخلق قوة إضافية بالنسبة لمصر بالذات والسودان الشمالية في مجرى النيل الرئيسي ما معروف تطور مستقبل العلاقات مع.. أحمد منصور: لكن فخامة الرئيس في العام 1953 حينما مُنحت السودان حق تقرير المصير وكان يُتوقع بعد فوز حزب الأمة أن يصوِّت السودانيون لصالح بقائهم إلى جوار مصر صوتوا بالانفصال، فهل تتوقع بعد ست سنوات أن يصوت الجنوبيون بالبقاء في الوحدة مع السودان والانفصال أفضل بالنسبة لهم؟ عمر حسن البشير: هو قطعا مش حزب الأمة هو اللي فاز الحزب الوطني الاتحادي.. أحمد منصور: الوطني الاتحادي عفوا. عمر حسن البشير: الوطني الاتحاد نعم البرنامج بتاعه السياسي الذي نزل به الانتخابات هو الوحدة مع مصر ولكن الواحد.. أحمد منصور: هو فاز بالأغلبية الساحقة؟ عمر حسن البشير: تعجبه أنه الناس اللي صوتوا للوطني الاتحادي صوتوا لبرنامج الوطني الاتحادي يعني الأحزاب كانت قائمة على قواعد طائفية، الوطني الاتحادي كان بيرتكز على الطائفة الخاتمية وحزب الأمة المرتكز على طائفة الأنصار، فبغض النظر عن برنامج الحزب هنا اللي بيصوتوا للحزب اللي بيدعمه السيد، يعني أنا أذكر وإحنا صغار في شندي هو المرشح اللي جابوه في شندي ما من أهل شندي، من أهل النيل الأبيض منطقة اسمها الكوَّة فالجماعة بتاع المؤيدين للطائفة الخاتمية كانوا بيهتفوا نأيد نأيد مرشح السيد.. أحمد منصور: أيا كان هو؟ عمر حسن البشير: أيا كان هو.. أحمد منصور: أما يمكن أن يحدث هذا في الجنوب أيضا؟ عمر حسن البشير: والمعارضين كانوا بيقولوا نحن نرفض بقوة مرشح الكوة.. أحمد منصور: في السودان الآن.. عمر حسن البشير: ففازوا ومش حاسين فأنا أقول إنه البرامج السياسية في الوقت ده ما كان لها الأثر.. أحمد منصور: الآن أيضا فيه إفلاس سياسي.. عمر حسن البشير: يعني بدليل أنه (كلمة غير مفهومة) اتخذ القرار بتاع الاستقلال فاجؤوا به الناس يعني ما كان هو يعني.. ما كان قرار الناس تدارسوه في قواعد الحزب واتخذوا القرار.. أحمد منصور: لكن الامتداد.. امتداد مصر بالسودان وارتباط المصالح كأن من نظرة الشعوب والمحللين أن القيادتين غير منتبهتين إلى هذا الأمر وإلى خطورته، السودان عندها ثلاثمائة مليون فدان صالحة للزراعة، سلة غذاء العالم ومع ذلك هناك تناقص كبير في الإنتاج الزراعي بالنسبة للسودان، أما يمكن أن يستعان بالمصريين في هذا الأمر؟ لماذا لا يتم التعاون والتكامل في هذه الأمور؟ ما الذي تنتظرونه؟ عمر حسن البشير: والله طبعا نحن بدينا السودان ومصر عملية تكامل في عهد الرئيس نُميري وبدأت مشروعات زراعية في النيل الأزرق ولغاية الآن موجودة لسه مشروعات التكامل وكان المؤمَّل أنه يعني التكامل ده يستمر وقطعا ممكن فتح الحدود وأصبحت الحركة (كلمة غير مفهومة) بين مصر والسودان وصلنا للمرحلة دي وجاءت الانتفاضة وحصلت انتكاسة في هذه العلاقات وتوقف التكامل قطعا نحن بعد ما جينا حصل كثير جدا من التوتر في العلاقات بيننا وبين إخواننا في مصر أجَّل العملية دي فترة طويلة جدا، نعم هنالك أراضي واسعة جدا ويمكن الأخوان المصريين يأتوا كمستثمرين كمزارعين.. أحمد منصور: ما هو ده كلام فخامة الرئيس والناس لما بتيجي بتصطدم بالبيروقراطية والأمور التي لا تؤدي إلى شيء.. عمر حسن البشير: هي طبعا ليست هي.. ما قلت لك البيروقراطية فيه فترة رُفعت تماما يعني فيه فترة كانت الحركة بين مصر والسودان ببطاقة وادي النيل يعني ما فيه أي عوائق للحركة لكن الوضع في السودان ما كان جاذب للمواطن المصري كانت مراكز الجذب حقيقة هي موجودة في الخليج وفي السعودية في العراق دي المناطق اللي ذهبوا لها المصريين.. الوضع الاقتصادي في السودان أحمد منصور: فخامة الرئيس متى يشعر المواطن السوداني البسيط بأثر نعمة النفط عليه؟ عمر حسن البشير: هو طبعا النفط الآن الناس بدأت تشعر.. أحمد منصور: لا بس الشوارع اترصفت شوية.. عمر حسن البشير: يعني أحوال الناس بعضها تحسنت بدليل أنه الناس الآن لما تروح الخرطوم فتلقى المباني.. أحمد منصور: لا أنا نزلت الشوارع ومشيت في الأسواق وسألت الناس حتى الآن لم يشعروا بشيء.. عمر حسن البشير: ما يعني هي الكمية ذاتها اللي جاءت كم؟ إحنا لما ده نتكلم على البترول ما ليست هي بترول على القد مثلا الدول في الخارج.. أحمد منصور: ثلاثمائة ألف برميل الآن؟ عمر حسن البشير: يعني ثلاثمائة ألف برميل جزء منها طبعا حق الشركات.. أحمد منصور: عندكم مليارين احتياطي نصيبكم يرتفع مقابل الشركات عاما بعد عام.. عمر حسن البشير: نعم يعني لكنها كلها ثلاثمائة ألف برميل منها 40% زايد التكلفة يعني الشركات تسترد التكلفة اللي صرفتها فيه 20% هي نصيب الشركات فما تبقى أنا أفتكر أنه لو ما كان بيُدار بصورة ممتازة ما كان اللي شفته ده ظهر يعني مثلا نحن الآن في ثلاثين يونيو القادم ها نحتفل بافتتاح ثمانمائة كيلومتر أسفلت قطعا ده له أثر أنت إذا كان توصل طريق لمنطقة ما عندها طريق، توصل كهرباء لمنطقة ما عندها كهرباء تعمل خدمات تعليم خدمات صحة لكن لم نصل مرحلة الرفاهية إحنا لازلنا واحدة من الدول الأقل نموا رغم الثلاثمائة ألف برميل اللي بتقولها إحنا واحدة من الدول الأقل نموا معناتها من الدول الفقيرة وفقر الحكومة قطعا بينعكس على الشارع.. أحمد منصور: تقرير بنك السودان للعام 2003 ذكر في الجانب الزراعي انخفاض حاد وكبير في إنتاج الفول السوداني والسمسم والذرة التي تمثل حاجة أساسية بالنسبة للناس حتى الصمغ العربي الذي تعتبر السودان المنتج الأساسي بالنسبة له هناك يعني انخفاض فيه أيضا، هناك ارتفاع بسيط في القمح بسبب زيادة المساحة، ما استراتيجيتكم للنهوض بالزراعة في السودان والزراعة هي لب وعصب الوضع الاقتصادي في السودان؟ عمر حسن البشير: هو طبعا الإنتاج الزراعي في السودان أغلبيته بيجي من الزراعة المطرية سواء كانت آلية أو تقليدية ودي قطعا بتتأثر بصورة مباشرة بنسب الأمطار، السنة اللي فاتت تعتبر من أكثر السنين ضعفا في منسوب الأمطار الأمر اللي أثّر على كل الإنتاج الزراعي اللي بيعتمد أساسا على.. أحمد منصور: ألستم في حاجة إلى اعتمادات مالية لمجال الزراعة لتدعيمها؟ عمر حسن البشير: يعني نحن محتاجين أنه فعلا لمزيد من إدخال التقنيات، بذور محسنة، تقنيات حديثة في الزراعة للاستفادة من المناطق اللي بتيجي فيها كميات أمطار مناسبة.. أحمد منصور: وماذا عن التعليم الذي يعتبر العصب الرئيسي وميزانية التعليم تنخفض عاما بعد عام منذ أكثر من خمسة سنوات حتى وصلت إلى 6% من الناتج القومي؟ عمر حسن البشير: هي قد تنخفض في النسبة لكن في المساحة والعدد والمبالغ قطعا متضاعفة يعني التعليم في السودان أصلا لا يمكن تقارنه.. أحمد منصور: لكن النوعية يا فخامة الرئيس انخفضت.. عمر حسن البشير: نحن على قناعة أنه النوعية انخفضت وبدليل أنه الممتحنين الخارجين اللي بيجيوا يمتحنوا في الجامعات السودانية بيؤكدوا أنه المستوى لازال ممتاز، الناس اللي بيمتحنوا للجزء الأول في الطب بوسط المراكز البريطانية المنتشرة في كل العالم المركز الوحيد في العالم اللي بيسجل نجاح 100% هو المركز بتاع الخرطوم.. أحمد منصور: في الختام، في خطابك اللي ألقيته في ثلاثة مايو الماضي أمام البرلمان في دورته الأخيرة قلت إن السودان مقبل على معركة وطنية طويلة ومضنية، ما هي احتياجات السودان الأساسية حتى يتجاوز معركة السلام بنجاح بعد حرب استمرت أكثر من اثنين وعشرين عاما؟ عمر حسن البشير: هي قطعا الحفاظ على السلام ذاته بنعتبره معركة ومعركة مهمة جدا لأن هذا ما تحدث عنه والله المواطنين مش حكاية البترول أيضا بعد السلام بترتفع توقعاتهم في أنه فيه حياة أفضل سواء في الشمال أو في الجنوب فعدم مقابلة تطلعات المواطن على الأقل بنسبة مُرضية بتشكل خطورة على السلام والأمن لأنه أصلا الفجوة بين تطلعات المواطن وواقعه هي دي المساحة بتاع عدم الرضا وكلما كبرت الفجوة دي كلما زاد عدم الرضا اللي قد يؤدي في النهاية إلى التمرد وحمل السلاح فيبقى أنت كيف تحافظ على رضا المواطنين وكيف؟ أحمد منصور: هذه هي المهمة العسيرة. عمر حسن البشير: نعم وكيف تستجيب لها في ظل قطعا ظروف ما هي بحجم التطلعات، نعم نحن لو جئتنا أربعة مليار ونصف تبرعات هي ليست كافية.. أحمد منصور: لو جاء لكم منها خمسمائة مليون يبقى كويس.. عمر حسن البشير: إحنا لو جاءنا منها خمسمائة مليون، إحنا زي ما قلت لك لو رفعت.. لو تم إعفاء الديون ورُفع الحظر عن تعامل السودان مع مؤسسات التمويل إحنا بالنسبة لنا دي خطوة كبيرة جدا في أنه نحن نقابل بها في كثير جدا من تطلعات المواطنين، الآن أي مواطن سوداني عايز طريق أسفلت وعايز كهرباء وعايز مياه نظيفة وعايز مؤسسات علاجية وتعليمية في مستوى عالٍ جدا، السودانيين تربوا في أغلبهم تربية اشتراكية والحزب الشيوعي في السودان كان له أثر كبير جدا في الماضي قبل ما.. أحمد منصور: مسؤوليتكم كبيرة دون شك في المرحلة القادمة. عمر حسن البشير: فهي في الحتة دي يعني المواطن بدأ أصبح مطلبي أكثر من أنه ممكن يعطي فتطلعات المواطنين كبيرة جدا فمقابلتها هي المعركة القادمة. أحمد منصور: شكرا فخامة الرئيس شكرا جزيلا كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من الخرطوم والدوحة وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من القصر الجمهوري في العاصمة السودانية الخرطوم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.