في ليلة حالكة السواد في نهاية يونيو 1989، قفز الي السلطه ضابط جيش معتوه بدعم من تنظيم فاشي هو التنظيم العالمي للاخوان المسلمين كانت تمثله في السودان ما عرفت سابقا ب " الجبهه القوميه الاسلاميه" التي كان يتزعمها الدكتور الترابي. لم يحكم ذلك الضابط المعتوه يوما بإسمه ( حسب إعترافه) ولم يحكم يوما لمصلحة الشعب السوداني، بل ظل ألعوبه في يد التنظيم العالمي للاخوان المسلمين يحركه كالدميه في كل اتجاه لتنفيذ إستراتيجية التنظيم القاريه في إفريقيا لاخضاعها لسطوة التنظيم من الاسكندريه حتي رأس الرجاء الصالح ( تلميح غازي العتباني في حديثه لوزراء خارجية دول الايقاد). لتنفيذ تلك الاستراتيجيه القاريه كانت أداة التنظيم هي إستغلال الشباب السوداني باسم الجهاد والشريعه كبيادق في حروب لا ناقة لهم فيها و لاجمل. كان هدف التنظيم العالمي للاخوان المسلمين هو كسر الجيش الشعبي لتحرير السودان وهزيمته عسكريا وتدميره ومن ثم إستغلال موارد جنوب السودان ( البترول) لبناء جيش عرمرم لاخضاع باقي القاره السمراء لبناء دولة الخلافه المتوهمه. هذه المره لن يكون الباب العالي في الاستانه، بل سيتقرفص السلطان الجديد علي شواطيء بحيرة فكتوريا بعد غزو يوغندا وكينيا وإخضاعهم وإلحاقهم بالامبراطوريه ولو بعد حين. ولكن...، لله جنودا منها الشهيد الراحل الدكتور جون قرنق ديمابيور وشعب جنوب السودان. صمد شعب جنوب السودان بقيادة الشهيد الراحل لأكثر من عقدين من الزمان لحرب ضروس حطم فيها جحافل الاخوان المسلمين وشتت شملهم حتي جاؤوا صاغرين ليتنازلوا عن الارض التي سفكوا دماء مئات الالاف من الشباب للسيطره عليها وعلي مواردها. وفي نهاية المطاف ( تركوا الجمل بما حمل) وعادوا يجرجرون اذيال الخيبه تحت دعاوي أنهم أختاروا السلام... عجبي!! بعد إنكساره في الجنوب، سعي التنظيم للسيطره علي ما تبقي من موارد السودان. ولن يتم له ذلك إلا من خلال تغيير التركيبه السكانيه لبعض الاقاليم. لذلك هجموا علي دارفور فاحرقوها وذبحوا اهلها ورموهم بالحمم من الطائرات وفتنوهم وشردوهم في فجاج الارض. صبوا حممهم أيضا علي شعب جبال النوبه لابادتهم والسيطره علي الاراضي الزراعيه الواسعه ومثل ذلك فعلوا في جنوب النيل الازرق. لقد اثبتت تجربتهم في الحكم أن شرههم للموارد لا يحده حدود، وفي سبيل ذلك ، كل شيء مباح يشمل ذلك قتل الانفس وسفك الدماء وانتهاك الحرمات ، وفقه الضروره جاهز لتبرير اي جريمه مهما كانت! بعد ذهاب الجنوب وفشل التنظيم في السيطره علي حزام الموارد لتمويل آلته القمعيه للبقاء في السلطه لم يتبق له شيء إلا فرض المزيد من الاتاوات علي فقراء الشعب السوداني لمص دمائهم وسرقة عرقهم ومجهودهم، لا يهمه إن ماتوا جميعا بالمسغبه. إن القمع الوحشي والقتل وسفك الدماء غير المسبوق الذي يواجهه الشعب السوداني اليوم، ليس بفعل ضابط متهور معتوه، لكن نتيجة لاصرار التنظيم العالمي للاخوان المسلمين علي التمسك ب ( إمارته) الاولي والاستماته في الحفاظ عليها حتي فوق جمام السودانيين! إن الموت والعنف الذي يواجهه الشباب السوداني بصدوره العاريه اليوم والعنف الدموي الذي تمارسه حكومة الاخوان المسلمين، ليس مواجهه بين حكومه سودانيه متسلطه يقودها ضابط معتوه ومواطنيين قرروا الخروج عليها، بل هو مواجهه بين الشباب السوداني والمواطنيين وبين التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، وما حكومة الانقاذ إلا وكيل فقط يأتمر باسم التنظيم العالمي وينفذ تعليماته في القتل واستباحة الحرمات وسفك الدماء. لقد اصبح من الضروري أن يعلم الشباب السوداني الثائر والمواطنيين كافة، أن معركتهم تدور مع قوي خفيه تقف خلف حدود الدوله تحرك آلة القتل بالريموت كنترول وما هذه الطغمه الحاكمه إلا واجهه لتنظيم فاشي لا وازع له استباح كل حرمات الشعب السوداني قتل شبابه ورمل نسائه ولا زال منذ اكثر من عقدين يسفك دمائه بلا هواده. إن الالمام بهذه الابعاد للمعركه التي تدور هام للغايه حتي يعلم الشباب والمواطنون أن معركتهم الجاريه لها أبعاد وخيوط دوليه، وإن النصر لن يكتمل فقط باسقاط وكلاء التنظيم في الداخل، بل من الضروري اتباع ذلك باستئصال شأفتهم ووضع حد نهائي لنشاط بنوكهم ومؤسساتهم الماليه وشركاتهم الاخري! لكل ذلك فالمعركه التي تدور ليست فقط بصدد إسقاط حكومه لجنرال معتوه أكرع في سفك دماء السودانيين، بل هي معركه لتخليص البلاد من شرور ووباء التنظيم الدولي للاخوان المسلمين الذي استغل السودانيين ونهب مواردهم وقتلهم وشردهم في فجاج الارض. حتما ستنتصر ثورة الشعب السوداني، وستسقط حكومة الاخوان المسلمين ، لكن من الضروري أن يكون سقوط الحكومه مدخلا لاجتثاث هذا التنظيم الفاشي وتطهير أرض السودان منه حماية لحق الاجيال القادمه في الحياه... والثوره مستمره. [email protected]