سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالفيديو.. الفنان طه سليمان يفاجئ جمهوره بإطلاق أغنية المهرجانات المصرية "السوع"    إلى متى يستمر هذا الوضع (الشاذ)..؟!    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    قرارات وزارة الإعلام هوشة وستزول..!    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    قرار مثير في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيادى جنوبى : الإنفصال وقع بالفعل ..والمسئولية التاريخية على عاتق الرئيس البشير وحزبه

أكد فاروق جاتكوث القيادى الجنوبى البارز بجبهة الإنقاذ الديمقراطية أن إنفصال الجنوب وقع بالفعل ، وينتظر فقط يوم الإعلان عنه.
وقال إن المسئولية التاريخية عن ذلك الإنفصال الذى وصفه بأنه شر لابد منه تقع على عاتق الرئيس البشير وحزبه ،اللذين طالبهما أن يحافظا على علاقات ودية مع الجنوب ،وأن يقوما بتنفيذ الإستحقاقات المطلوبة .
كما حذر من أن الحرب إذا تجددت فلن تقف عند أدغال الحنوب كما كانت فى السابق ،مؤكدا أن الجنوبيين إتفقوا على ترتيبات لما بعد الإنفصال .
كيف تقيم الأوضاع فى السودان الآن على ضوء المستجدات ؟
= دائما ما كنت أحذر الناس من هذا اليوم ،وكما نقول فى السودان الفأس وقعت فى الرأس ،لأننا نحن السودانيين تعودنا على ثقافة يوم الوقفة ،أى لانحضر للعيد إلا فى اليوم الأخير يوم الوقفة ،وهذه الثقافة هى التى أودت بالسودان الآن إلى الهاوية ،وكل المؤشرات الآن تدل على أن الإنفصال لن يقع ،بل هو حدث بالفعل ،والأمر مسألة وقت فقط ،بعد أن خرجت القضية من يد الشريكين حزبى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ،وأصبحت فى يد شعب جنوب السودان ،الذى يمثل الآن القوة الضاربة تجاه الإنفصال ،ومايحدث الآن هو مأساة بالفعل ،لكن مرض نقض العهود والمواثيق لدى إخواننا فى الشمال أو الحكومات المركزية التى تعاقبت على حكم السودان هو الداء الذى لم نجد له أى علاج حتى الآن ،ولذا كان لابد لهذا اليوم أن يأتى ،وهذا هو الواقع الذى لابد أن نتقبله جميعا أن الإنفصال آت ،ويجب أن نقبل ذلك بصدر رحب بالذات نحن السودانيين ،لأننا فشلنا فى الإمتحان فشلا ذريعا .
-هل ترى أن هذا الإنفصال سيكون سلميا وسهلا وسلسا ؟
= لن يكون الإنفصال سهلا وسلميا وسلسا ،لأنه يعتمد على ثقافة الأفعال فى اللحظات الأخيرة ،وهو مايجعلنا فى السودان نرسب دائما فى الإمتحانات ،حيث لم نتداول بعض الامور وننفذها قبل الآن طوال الفترة الإنتقالية ،وكان يجب على الحكومة بأجهزتها الإعلامية أن تبدأ بشرح تبعات الوحدة والإنفصال للناس ومخاطر كلا الخيارين وكل الموضوعات المتعلقة بهما ،لكن الغريب فى الأمر أن الذين لايعنيهم الأمر بصورة أو بأخرى ،أى الذين لايصوتون وليس لهم أصوات ليدلوا بها فى الإستفتاء كانوا ولايزالون هم الذين يثرثرون ويهددون ،والذين لهم حق التصويت صامتون مستمعون لما يحدث ولكل هذه التهديدات ،وهذه واحدة من الأخطاء الفادحة التى ارتكبتها هذه الحكومة ،حتى أن وزراءها يتكلمون جهرا ويهددون بأن الجنوبيين لو صوتوا للإنفصال لن يكون من حقهم حتى حقنة الدواء فى الشمال وأنه سيتم طردهم منه ،وينسون أن هناك شماليين فى الجنوب ،وأعتقد أن ذلك خرف وعدم مسئولية ،وكنا نتوقع من رئيس الجمهورية إقالة هؤلاء الوزراء ،على الأقل لإنقاذ مايمكن إنقاذه ،وقد كان فى ذلك إساءة بالغة للشعب السودانى كله .
وفى وقت مبكر نبهت وقلت إن مثل هذه الإساءات ستستفز حتى الجنوبيين الوحدويين ،ومنهم المنضوين تحت لواء حزب المؤتمر الوطنى ،وحتى لو تبسم هؤلاء أو ضحكوا من حين لآخر ،فعلى الإخوة فى المؤتمر الوطنى ألا يظنوا أن هذا رضاء من الجنوبيين ،وأمتثل هنا بمقولة المتنبى :إذا رأيت نيوب الليث بارزة ،فلا تظنن أن الليث يبتسم ،والآن معظم الجنوبيين فى المؤتمر الوطنى بدأوا بالرحيل ،وهذا هو موسم الهجرة إلى الجنوب ،لأن هذه الإستفزازات ،وهذا الكلام الفارغ حقيقة يستفز حتى الجنوبى الوحدوى ،فبالتالى لا أتوقع أن الإستفتاء أو الإنفصال سيكون سهلا أو سلسا ،لأن هناك تحريضا فى الشمال بصورة عنيفة جدا ضد الجنوبيين الموجودين فى الشمال ،ودائما حينما يقول الجنوبيون شيئا فهو عبارة عن ردود أفعال من أشخاص أساءوا إلينا ، أيضا الإنفصال لوحدث فإننا كجنوبيين نضع سيناريوهات عديدة له ،فليس معناه أننا سننام فى العسل واللبن ،وسيكون لهذا الإنفصال مخاطره ،لكنه شر لابد منه ،وسنتحمل تبعاته ،لأنه يحتاج إلى جهد جهيد وتبعات جدا وموارد وحنكة وأشياء كثيرة جدا ،حتى النظام الموجود فى الجنوب لن يكون هو النظام القائم حاليا ،لأن هذا النظام أيضا بنفس القدر .
-هل سيكون هناك وضع جديد فى الجنوب ؟
= نعم سيكون هناك وضع جديد فى الجنوب ،وهذا ما إتفقنا عليه فى الحوار الجنوبى ،أن يظل سلفاكير هو الرئيس ،وفيه أيضا تكريم للحركة الشعبية كحركة خاضت النضال ووقعت على إتفاقية السلام ،ولانريد أن نقول لها دورك إنتهى ،فكلنا اتفقنا على أساس أن يتم تشكيل حكومة إنتقالية لفترة زمنية محددة أقصاها عامان ،وهذه الحكومة ستقوم بأعمال ومهام محددة ،لأننا سنكون دولة ،وإذا أصبحنا دولة فمن أولى أولوياتنا أن نجرى إحصاء لمعرفة عدد سكان دولتنا ،ثم التنظيم لإنتخابات حرة بصورة ديمقراطية ،لتكون لدينا حكومة تم تشكيلها بناء على إرادة شعبية ،أما كيف سيتم تشكيل الحكومة الإنتقالية ،فسيتم تشكيلها بتحالف كل القوى السياسية الجنوبية الموجودة فى الساحة والمجتمع المدنى بالجنوب ،وهذه الحكومة الإنتقالية مهمة ،لأن نجاحنا فى بناء دولة الجنوب يعتمد على نجاح هذه الحكومة فى آداء مهامها ،لأنها هى التى ستضع أسس الدولة الجديدة .
وماذا عن القضايا العالقة ...المواطنة والحدود وأبيى وغيرها ؟
= الإخوة فى الشمال بعضهم يزل لسانه بأمنياته بفشل الدولة المرتقبة فى الجنوب ،وهم يعتقدون أنه لو انفصل الجنوب يجب أن يطردوا الجنوبيين من الشمال بين ليلة وضحاها وأن يتم حرمانهم من الجنسية ،وهذا هراء ،ومن يقولون ذلك يفتقدون لمعايير وثقافة الإستفتاء والإنفصال ،ولاينظرون ماحدث فى تجارب أخرى مماثلة فى العالم ،وإنفصال الجنوب لايعنى سقوط جنسية الجنوبيين فى الشمال ،وإذا سقطت منا الجنسية كجنوبيين فى الشمال ستسقط منهم أيضا كشماليين الجنسية ،لأنهم ليسوا وحدهم السودان ،وسيصبحون فى الشمال بعد إنفصال الجنوب باقى السودان ،وليس السودان الذى كان ،وسيصبح كل من الشمال والجنوب بحاجة إلى جنسية جديدة ،والأحرى أن نتفق على إزدواجية الجنسية إلى فترة معا ،وحتى ذلك المحدد يكون قد اصبح لدينا جنسيتنا فى جنوب السودان ،وأصبح لهم فى الشمال أيضا جنسيتهم وإسمهم فى السودان المتبقى وكذلك عملتهم ،إذ لايمكن أن يحتكروا العملة الحالية ويقولون أنها عملتهم ،فإذا إنفصل الجنوب لن تصبح العملة الحالية عملة الشمال لأنها كانت عملة السودان وهم ليسوا وحدهم السودان ،وهناك متطلبات أخرى تحتاج من الناس فى السودان أن يتوافقوا فى إطار مانسميه إجراءات مابعد الإستفتاء ،وهناك الآن نقاش بين الشريكين حول هذه الإجراءات ،ومن بينها نصيب الجنوب من مياه النيل والديون وكيفية إدارة البترول وغيرها ،ومثل هذه الموضوعات يجب الوصول إلى وفاق حولها حتى لاتحدث مشكلات ،أما فيما يتعلق بموضوع الحدود وأبيى وماشابه ذلك فإنهم يقولون كلمة حق أريد بها باطل ،لأن مشكلة أبيى تم حسمها فى محكمة التحكيم الدولية فى لاهاى ،والخطأ الذى ارتكبته الحكومة السودانية هو لماذا ذهبت إلى لاهاى ،التى تحتكم إليها الدول فى الخلافات الحدودية بينها ،ولاتذهب لها دولة واحدة كما هو الحال فى السودان ...كنا دولة واحدة لماذا رضينا أن نذهب إلى محكمة التحكيم بلاهاى ،أنا أريد أن أثبت هنا أن العقلية المتخلفة الموجودة جعلتنا نذهب إلى التحكيم الدولى ِ،وبالتالى أصبح هناك قرار من المحكمة ،فلماذا الصعوبة فى التنفيذ ،لأن هناك شيئا فى نفس يعقوب ،وطالما لذلك علاقة بالإستفتاء فلابد أن يحرضوا أبناء قبيلة المسيرية لعله يحدث نزاع وتحدث حرب ولايكون هناك إستفتاء ،ونحن نقول :لا لن يؤخر ذلك الخلاف الإستفتاء أو يؤجله ،فهذا موضوع محسوم ،يمكن أن يحسم اليوم ويمكن أن يحسم غدا ،وإذا أصبحنا فى الجنوب دولة مستقلة ،ستصبح أبيى قضية تبحث بين دولتين .
- والمخاوف من تجدد الحرب ؟
= نحن غير خائفين لهذه الدرجة ،بأن يتم تهديدنا بالحرب ،فما حدث أن إتفاقية نيفاشا للسلام كانت إستراحة محارب ،ولم يهزم أحد من طرفى الإتفاقية ،لكن شركاءنا فى السلام حزب المؤتمر الوطنى ثقافتهم ثقافة حرب ،ولايعنيهم أن يتقاتل أبناء السودان ويتحاربون وتسفك دماؤهم ،هم لايهمهم هذا الأمر ولايعنيهم ،لأنه لوكان يهمهم لماشاهدنا مانشاهده الآن فى دارفور ،وهو مايطرح سؤالا :هل السودان بهذا الوضع دولة ...هل توجد دولة قواتها الشعبية تحارب مواطنيها كما يحدث فى أطراف السودان ؟...لم تحرس هذه القوات الوطنية السودانية حدودنا ولادقيقة واحدة ،ولم تخض يوما حربا ضد أى عدو خارجى ،كل حدونا تنتقص .. الفشقة على الحدود مع أثيوبيا ومثلث أليمى على الحدود مع كينيا ،ومهام حماية هذه الحدود كانت يجب أن تكون مهمة الجيش السودانى ،لكنه منذ إنشائه لم يحارب أى دولة أخرى ،وكان همه أن يحارب فى الجنوب ودارفور وشرق السودان ولاأدرى اين يحارب غدا ،ولا أدرى ما الذى يعجب القائمين على السلطة فى ذلك ولو كنت منهم لقدمت إستقالتى فى وضح النهار، لأن الحكم يعنى تقديم خدمات للمواطن وتحقيق الإستقرار لهم وللبلد ،ولكن مايحدث فى السودان غير ذلك .
هناك تحذيرات كثيرة من إمكانية تجدد الحرب ؟
وهل توقفت الحرب لنخاف من عودتها ،هذه الحكومة لم توقف الحرب ...
-لكن كان هناك إتفاقية سلام عام 2005أوقفت الحرب بالجنوب ؟
=لا ...هذه كانت إستراحة محارب ليس إلا ،السلام ليس بالضرورة سكوت أفواه البنادق ،ولكنه يعنى إيجاد الأرضية الثابتة التى تبنى عليها التنمية فى شتى مناحيها .
-تحذر جهات عديدة أن أى حرب قادمة ستكون مروعة لأنها ستكون بين جيشين فى ظل سباق تسلح بينهما ؟
=لا أظن أنها ستكون حربا مروعة لسبب بسيط وهو أن الذين كانوا يخوضون المعارك فى الجنوب ليسوا شماليين ،حيث أن 90% من الجيش السودانى هم من غرب السودان ،والآن تمردوا على الحكومة ،وليس هناك شخص واحد فى غرب السودان مستعد الآن لأن يضحى بروحه فى حرب مصطنعة مثلما يحدث فى أبيى وغيرها ،وثانيا لأن الحرب إذا وقعت هذه المرة فلن تكون فى أدغال الجنوب ،بل على الحدود ،وهذه حرب أخرى مختلفة ،ولابد أن تفكر حكومة الشمال هذه المرة قبل أن تعلن الحرب ،لأنها لن تكون فى مدن الجنوب: توريت وبانتيوم وغيرها فى أدغال الجنوب ،بل ستكون الحرب هذه المرة على الحدود ،وهم يعرفون تماما ماذا تعنى الحدود ،فخطوة للأمام أدخل حدودك ،وخطوة للوراء تدخل حدودى ،وهذا أمر خطير للغاية ،ثم من الذى يحارب ،نحن لانخشى الدبابات والسلاح ،ولكن بنفس القدر نقول أنه لالزوم للحرب ،لأننا حاربنا وذقنا ويلات الحرب التى فرضت علينا ،وأثرت على جميع مناحى الحياة فى الجنوب فى طعامنا وحليب أطفالنا ومستقبلهم ،ليس فى الجنوب وحده بل أيضا فى الشمال ،ولذا أناشد المثقفين فى الشمال وأسألهم أين دورهم ،ولماذا يتركون مجموعة لا أدرى من أين أتوا ليديرون الحرب على حسابهم ،وأنا أعتقد أنهم لوجاءوا بسلام فسوف نبادلهم إياه ،وإذا جاءوا بحرب فسنتصدى لهم ،لأنه لايمكن أن نقف مكتوفى الأيدى لأن أبيى جنوبية وستظل جنوبية ،وإذا كان هناك واحدة من المعجزات يمكن أن تحدث فى السودان فهى أن تكون أبيى شمالية ،ولا أظنها تتحقق ،وإخوتنا فى قبيلة المسيرية أرجوهم رجاء خاصا أن يستمعوا لصوت العقل وأن يعودوا إلى إخوتهم دينكا إنقوك وأن يجلسوا كما فعل بابو نمر شيخ قبيلة المسيرية الأسبق مع دينق مجوك سلطان قبيلة دينكا إنقوك الأسبق ،وأن ينظروا كيف تعايشت القبيلتان مئات السنين معا دون أى حروب ،وكيف يتركون الخرطوم الآن تمد يدها بينهم .
والشىء الآخر ليكون الإستفتاء سلسا ،وهذا مانرجوه من هذه الحكومة ،وإن كانت لاتستجيب للرجاءات ،أن هناك عملا يجب أن يتم من قبل أجهزة الدولة فى الشمال والجنوب قبل الإستفتاء ،وهو أن يتم توعية الناس بأن نتائج إستفتاء تقرير المصير فى الجنوب هى حل سياسى ،وهناك بعض المحاور الهامة التى أعتقد أنه يجب المحافظة عليها حتى لو انفصل الجنوب ،وهى جوانب إجتماعية وثقافية وإقتصادية ،لان حسن الجوار هو الذى يقودنا إلى توحيد البلد فى وقت آخر بمعايير أخرى ،وهذا الأمر نحتاج له كثيرا ،ولونظرنا إلى إخوتنا المسيرية فإن مصالحهم كلها فى الجنوب وليس فى الشمال ،ولذا أخذنا المناطق الحدودية كلها فهى مناطق تم فيها زواج وإنصهار ،ويجب علينا أن نحسن هذه الجيرة .
- شخصيا نزحت إلى الشمال ...كيف تقيم هذه التجربة ؟
= نعم بالفعل نزحت إلى الشمال وكثير من أمثالى فى الجنوب ،ومايؤثر فينا أننا عندما نزحنا وهذه حقيقة نقولها للتاريخ ولوجه الله وليس خوفا من أى شخص أننا نشكر المواطن الشمالى لحسن إستقباله لنا عند نزوحنا إلى الشمال ،وليس الحكومة التى كانت تطاردنا فى الشمال ليلا ونهارا لأسباب عديدة ،وكل كلمات الشكر لاتكفى ولاتوفى المواطن السودانى البسيط حقه ،ولكننى أدعو الله أن يعطيه الصحة والعافية ويعطينا المقدرة أن نستطيع مساعدته لاقدر الله إن هو أصبح فى محنة ،وأتمنى ألا تنقطع الصلة بيننا وبين إخواننا فى الشمال ،وهذه هى الصلات الطيبة التى أدعو إلى تطويرها من الآن قبل حدوث الإنفصال ،حتى يكون لدينا قصة نقصها على أطفالنا ،حتى يعرفوا تاريخ المشكلة التى حدثت والنقاط الإيجابية فيها ،حتى تكون لديهم قدرة على توحيد السودان مرة أخرى .
- كثيرون يؤكدون أن الجنوب لن يستقر بخلافاته العرقية والقبلية والإثنية والسلاح المنتشر والمصالح وتدخلات القوى الخارجية ؟
=سمعنا كثيرا من هذه الأحاديث ،ويقولون أن إسرائيل موجودة فى الجنوب ،وأنا أرى أن هذا الكلام هراء ...وكل ما نسمعه من إخوتنا فى الشمال توقعات بكوارث فى الجنوب ،ولم أسمع صوتا واحدا شاذا يتوقع للجنوب أن يستقر ويزدهر ويتطور ،وكأنهم يتمنون لنا الشر ،ونقول لهم :إغفر لهم يا أبتاه إنهم يفعلون مالا يدرون ،ونحن نتمنى لهم كل الخير ،ونقول لهم إذا تعرضنا لأى متاعب فستكونون أنتم أقرب جار نمد يدنا إليكم .
- بغض النظر عما يقول الآخرون ...هل ترى أن الجنوب يملك مقومات لإقامة دولة ؟
= نعم هنالك إمكانية لإقامة دولة ،وهنالك أيضا إمكانيةلحدوث مشكلات ،لأنه قد يكون هناك صراع بين قوى داخل الجنوب ،وربما تريد أطراف عديدة الحكم ،ويمكن أن تحدث مشكلات حول السلطة ،وهذه أمور عادية جدا وهى مشكلات حكم ،أما قصة أن تكون المشكلات بين قبائل تتصارع وتضرب نفسها بنفسها فأنا أراها بعيدة ،لأننا فى جنوب السودان لا تحكمنا الحكومات ،بل تحكمنا ثقافاتنا وتقاليدنا وعاداتنا ،وهى مغروسة فينا بعمق ،ولسنا مجرد طيور تطير بعشوائية ،بل نحن نطير فى أسراب منظمة ،أى أن التقاليد والعادات المتمكنة فينا هى التى تتحكم فينا بقوة ،ولا أظن أن تكون هناك حروب قبلية ،وحتى إذا وجدت الحروب القبلية فهى أمور عادية وتحل بطرق قبلية ،وهذه الحروب القبلية دائما ماتكون فى أماكن الموارد والكلأ والماء ،وهى شىء طبيعى بين الرعاة ،أما بالنسبة للتأثيرات الخارجية فمن الذى لايتأثر بالمؤثرات الخارجية ،فمن الذى لايتأثر بها ،ونحن سنتأثر بها حتى العمق ،لأننا نريد ذلك لمصلحتنا وليس لمصلحة الآخرين ،ولن نكون مثل السودان القديم الذى يعتز بكرامة الآخرين وينسى كرامته ،فالسودان القديم يترك الكم الهائل من ثقافاته ويفخر بعروبته ،وكان ينبغى على السودان أن يفخر بسودانيته أولا ثم يكون مايشاء بعد ذلك ،وأنا لا أنكر الوجود والجذور العربية فى السودان ،وهذا لا يفسد للود قضية .
- وماذا عن الوجود الإسرائيلى فى الجنوب ؟
= العلم الإسرائيلى يرفرف فى عواصم عربية ...والحديث عن علاقات للجنوب مع إسرائيل سابق لأوانه ،وليس أحد أولوياتنا ،وأنا أخشى أن تأتى إسرائيل إلى الخرطوم قبل الجنوب ،وهناك من يحاول دفع الجنوب دفعا إلى الحديث عن علاقات مع إسرائيل ،لكى نخسر علاقتنا بالعالم العربى ،ويحاولون تصويرنا وكأننا نكره العرب ،وهذه مجرد مكائد ،والجنوبيون لايكرهون العرب ،وقد تعلمت أنا شخصيا فى دولة عربية ،وأمثالى كثيرون فى الجنوب ونشعر بإمتنان للعرب ،ولكننا نقولها لهم بصوت عال أننا لسنا عربا ،رغم أننا نتحدث العربية وثقافتنا عربية .
- ترى أن مشكلة الهوية أساس المشكلة فى السودان ؟
= نعم بالفعل مشكلة الهوية هى التى أتت بكل مانعانى منه اليوم فى السودان ،لأن الإخوة من زعماء الحركة الوطنية وآباء الإستقلال فى السودان فشلوا للأسف الشديد فشلا ذريعا فى صياغة المشروع الوطنى للدولة السودانية ،لأن همهم انصب على تحديد هوية السودان كدولة عربية إسلامية قبل نشأة الدولة السودانية ،وقد سارت بعدها الحكومات التى تعاقبت على حكم السودان الواحدة تلو الأخرى تسير على ذات النهج من سياسة أسلمة وتعريب المناطق غير العربية ،ومن أحد مظاهر هذه السياسة هو الإسم الذى أحمله الآن فاروق فهو ليس إسمى الحقيقى ،بل هو إسم سمانى به مدير المدرسة الإبتدائية كشرط من شروط قبولى وآخرين من أبناء الجنوب ،وقد تم رفض قبول كثيرين فى نفس مدرستى لأن أباءهم رفضوا تغيير أسماء أبنائهم ،وكنت محظوظا لأن أبى سمح لهم بأن يسمونى بإسم عربى مسلم وقال إن المهم لديه هو فقط أن أتعلم ،وسياسات الأسلمة والتعريب هذه هى ماجلب المشكلات فى السودان ،ولكننا تعلمنا العربية والدين الإسلامى ،وهو شىء جيد ،وبعد تعمقى فى الدين الإسلامى علمت أن مايتم فى السودان بإسم الإسلام لايمت للإسلام بصلة ،سواء ماحدث بشأن التعريب والأسلمة أوفى الحروب الجهادية فى الجنوب ،وهى ليست إسلاما بأى حال من الأحوال ،بل هى تعبير عن مطامع أشخاص يريدون أن يحكموا ،ولهذا نحن نطالب العالم العربى أن يتحدثوا مع هؤلاء ليكفوا عن سياساتهم التى تسىء للعروبة ،ونحن فى الجنوب إذا أصبحنا دولة ستكون الدول العربية أول جهة نقيم معها علاقات دبلوماسية ،وأول من سنطالبهم بمساعدتنا .
- وماذا عن العلاقة مع الشمال فى حال الإنفصال؟
=عندما ننفصل سيعرف كل جزء حجمه الطبيعى فى الثروة والتنمية ،لأنه يوجد أجزاء تطور أنفسها بإستغلال موارد الآخرين ،حتى إذا كان هناك وحدة بعد ذلك كل يجىء بمؤهلاته ومقدراته ،وبالتالى يمكن أن نصنع وحدة يكون فيها كل جزء فى السودان عزيز مكرم .
- تتحدث عن الوحدة بعد الإنفصال ...هل ماكسر يصلح بهذه السهولة ؟
= فى العصر الحالى يعيدون تصنيع الزجاج بعد كسره ،ويصنعون منه أشياء أفضل مما كسر ،ولايمكن للجنوب أن يحترق لكى يظل السودان موحدا ،فهذا لايرضى الله .
-هل ترى أن المشكلة فى السودان بين الشمال والجنوب ؟
=هى مشكلة مع الحكومات المركزية التى توالت على الحكم .
-هل تأجيل الإستفتاء ممكن فى ظل عدم حل المشكلات العالقة ؟
=لا أعتقد أنه يمكن التأجيل ،لأن الأمر خرج من أيدي الساسة ،والقرار الآن أصبح قرار شعب جنوب السودان ،وإذا هناك تأجيل لأسباب لوجستية يمكن أن يقبل به الناس ،أما إذا كان لأسباب سياسية فإنه سيواجه بإعلان دولة الجنوب .
-وماذا بشأن المشورة الشعبية فى منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق ؟
=شعبا المنطقتين سيقرران مصيرهما بمفردهما ،وأتوقع فى النهاية تبعيتهما للجنوب ،فقد كانا جزءا من الحركة النضالية ،ولهما قوات فى الجيش الشعبى .
-وكيف ترى الوضع فى الشمال فى حال الإنفصال ؟
=أتوقع أن يعانى الشمال من نفس التبعات التى سيواجهها الجنوب فى حال الإنفصال ،خاصة فى المجال الإقتصادى ،الذى سيتأثر بالإنفصال .
-على من تقع مسئولية الوضع الذى آل إليه السودان حاليا ؟
= بالطبع تقع المسئولية التاريخية على عاتق الرئيس البشير وحزبه ،وأنصح الدول الصديقة لهما بأن يطلبا منه وحزبه الإمتثال إلى الحلول السلمية والحفاظ على علاقات ودية مع الجنوب .
الاهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.