اختلاف الثقافات والأفكار ووجهات النظر و معايير الجمال بين البشر لها أثر كبير في حياتنا، فبعضنا ينظر إلى ذات الأمر بطريقة مختلفة عن البعض الآخر وربما تكون مناقضة لها تماماً، ولأن الجمال باختلاف الناس حول معاييره ونسبيته آيل إلى خفوت مع تقدم العمر، وكذلك فإن تقييم الجيل الحالي من الشباب للمرأة الجميلة يختلف كثيراً عن الأجيال السابقة، فالرجال في الخمسين يريدونها بذات المواصفات التي وردت في الشعر الجاهلي (عيطبول، دعجاء، بضة، لدنة، رجراجة، عيطموس، فيصاء، سرعوفة)، وهذا كله يمكن اختزاله في أنها مكتنزة، ناعمة، خفيضة الصوت، بيضاء، طويلة، وما إلى ذلك من معايير ظلت رائجة زمناً طويلاً، قبل أن يأتي الجيل الجديد بمفاهيم أخرى تطيح بها وتركلها ثم تطرحها أرضاً، حيث تجد النحيفة الرشيقة قاسية الملامح بارزة عظام الصدر رواجاً يحملها إليها لقب جميلة الجميلات طائعا. هذا علاوة على مواصفات أخرى لم تكن ذات بال، وهي الجاذبية والذكاء والحضور الاجتماعي والثقافة والاتكيت، وهذه معايير لا تقتصر على السمينات دون غيرهن بالتأكيد. سمينة ومشلخة كل جيل خلق يختلف عن سابقه، والكل يرى الجمال بحسب معطيات واقعة، هكذا ابتدر محمد (سبعيني)، حديثه ل(اليوم التالي) قبل أن يواصل قائلاً: لكل عصر روحه الخاصة، وأضاف بمرح: أنا شخصياً أحب النساء في جميع مراحل أعمارهن، وفي السابق كنا لا نرى الجمال إلا المرأة البدينة والمشلخة ذات المساير، مدقوقة الشفاه (باللون الأخضر)، كانت تعجبنا وتلفت أنظارنا، أما والآن نرى النحيفات وناصعات اللون ممن يعتنين بأظافرهن ويرتدين الجينز هن أيضا يثرن إعجابي لذا أعتقد أن من الأفضل عدم المقارنة بسبب اختلاف الثقافات والبيئة بين الماضي والحاضر. رغم الشلوخ أشكالهم مألوفة الرشيد أحمد سائق يقول في ذلك الزمن وبحكم عملي وتلك الفتيات الآئي أوصلهن لا أفكر ولا أستطيع حتى التخيل أن ارتبط بامرأة مشلخة ولا دقت شفايفها، كما ضاف أعتقد أن في المضي كانوا يتحملون منظر بعضهم قسرا، وأورد تلك تشوهات ليس إلا، فبنات جيلي أفضل وأجمل من أولئك المشلخات، وأضاف: قد نرى أشكال حبوباتنا عادي لأننا اعتدنا على مناظرهن فلو جئن بإحداهن في سن العشرين مشلخة ستكون هنا الدهشة، كيف أتزوج بها؟ وواصل الرشيد حديثه: صفاء الوجه واحدة من علامات الجمال والأنوثة عندي أحب أن تكون فتاتي نحيفة سمراء رشيقة ولا شرط الذكاء، فأنا قائد الربان. أنا حبوبتي ما مشلخة وسمحة قمر أربعطاشر عائشة صديق، كانت دبلوماسية في رأيها، وقالت الجمال المنظر في كل الأحيان لا محال زائل، فالجمال يبقى في الروح، فأنا أرى بعض الخالات هن أجمل من فتيات اليوم، ولكنني أحب من أبناء جيلي بحكم التعامل والثقافات ولا يعقل أن ارتبط بمن هو في عمر والدي، فالارتباط بشخص للزواج يجب أن لا ينبني على أساس الجمال فقط، وقارنت بين مقاييس الجمال بين الماضي والحاضر، فقالت بأنها مختلفة نسبه لاختلاف الأفكار والثقافات من جيل للآخر ثم قالت "حبوبتي ما مشلخة وسمحة قمر أربعطاشر". ميك أب ناس زمان بطبعهم جميلون، ولكن العادات والتقاليد طغت على بعض الحريات وأجحفت حقوق بعضهن وأجبرتهن على الشلوخ ودق الشفايف إضافة إلى ذلك كانوا يميلون إلى الجمال الطبيعي وفي اعتقادهم أن (الميك أب) تلوث عكس بنات ونساء اليوم اللائي يتمتعن بجمال فائق، ولكن عندما تتفوه إحداهن بكلمة تجدها خاوية الذهن، لا تعلم حتى ما يدور حولها، فجل اهتمامها منصب كيف تبدو بشكل جميل، هذا رأي مدثر عبد القادر اليوم التالي