+ الفنان المبدع محمد سلام الذي إنتقل صباح أمس إلى رحمة مولاه عاش مظلوما كثيرا ولم يوفى حقه ولم يقابل بالتقدير الذي يوازي موهبته . + فقد كان محمد سلام فنانا موهوبا بالفطرة ، دارسا للموسيقى .. وملحنا صاحب ألحان عذبة ، فكل أغنياته من ألحانه . + ومحمد سلام من المجيدين القلائل في السودان في العزف على العود وببراعة كبيرة للغاية ، كيف لا والرجل خاله (المساح) وهو إبن بيئة ودمدني التي صنعته ، وأمدوم بشرق النيل التي تزوج منها وعاش على ترابها وتحته دفن أمس. + ورغم أنه عند بدايات ظهوره على المشهد الغنائي السوداني في منتصف سبعينيات القرن الماضي كان ملء السمع والبصر .. وذاع صيته كل بقاع السودان وزاحم بشهرته وقتها كل الفنانين الكبار في الساحة آنذاك بل وأصبح حينها واحدا من فنانين الشباك الأوائل ، وتصدر منطقة غناء فنانين الشباب وزاحم وقتها زيدان إبراهيم رحمهما الله إلى درجة أن المرحوم الدكتور عمر الحاج موسى القيادي المايوي ووزير الإعلام في تلك الفترة إستشهد أمام الرئيس المشير نميري إستشهد في خطابه الأخير والشهير بقاعة الصداقة أمام نميري بأغنية محمد سلام الأشهر (قام إتعزز الليمون عشان بالغنا في ريدو). + رغم ذلك كله في تلك البدايات القوية لمحمد سلام الذي ظهر في مرحلة زمنية واحدة مع الفنان مجذوب أونسة وكان سلام وقتها الأكثر شهرة ، إلا أن الرجل طواه الإهمال بهجرته إلى ليبيا التي بقي بها لقرابة العقدين. + وعندما عاد الرجل إلى السودان قبل خمس سنوات تقريبا وجد أن الأشياء لم تعد هي الأشياء فرضي بالعيش حسيرا مهيض الجناح مظلوما يرسل إبداعاته ليرحل أمس في صمت. + أقول ذلك لمعرفتي الشخصية بالرجل وكثيرا ما كنت أجده بعد منتصف الليل عائدا من نادي الفنانين بالمواصلات فينتظر بعد كوبري المنشية من ناحية الجريف شرق ليعود لأبنائه ومنزله في أمدوم. + ولأنني أسكن أمدوم وهي بلدي وموطن رأسي وأرض أجدادي التي أعود إليها متأخرا من الصحيفة (أخبار اليوم) حيث عملي ، فأجده منتظرا فأتوقف بسيارتي لأخذه معي فنتجاذب أطراف الحديث في العام والخاص .. وآخرها قبل أيام قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة .. ولهذا كنت أعرفه جيدا. + لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا إليه راجعون. + رحمك الله محمد سلام وجعل الجنة مثواك .. آمين. أسامة عوض الله [email protected] ..