(وريتنا الكحل النملة ) لم تكن تلك الجملة غريبة على عم خالد الذي توقف قليلا عن الحوار مع إبن أخيه ثم إبتسم حائرا عن الجواب الذي بادره به إبن أخيه ، فالحيرة ربما تغني تعريفاً عن واقع الإبتسامه فهي ليست تعجباً بل حزننا على واقع التقليعات الشبابية التي لاتمد لأصل ، لذلك لم تكن إنتفاضت عم خالد على إبن أخيه وتحزيره من تكرار تلك الجملة التي لاتعدوا سوى كلمات مرمزة ليس إلا رفض لمثل تلك التقليعات ، فإبن الأخ لم يجد ذلك الإستنكار إلا تمسك من عمه بقيم الحوار الذي غاب مع الزمن الجميل وهجرته تفاصيل الحياة الإجتماعية التي يعيشها الشباب اليوم . ليس كحل النملة وحده من أحار عم خالد بل أن (تشطيف القرد) جملة أخرى إنفرد بها قاموس الشباب وتقليعاتهم ، لذلك لم يكن للإنفعال ردة فعل أو وقع من الإبن فتلك الكلمات أصبحت ديدن يستخدمه الشباب للتعجب من موقف ما أو كذبة مفبركة يستخدمها أحدهم للتحايل على الحوار . إستخدام مثل تلك الكلمات سلوك جديد وجد البعض فيه نفسه دون سابق إنذار فأغلب الحوارات لاتخلو من مثل تلك الكلمات التي لاتعني سوى التحايل على المضمون بإختصارات غريبة تعطي المعنى المغاير وتدل على الأصل بشئ من الرموز . ذاك الفراغ الذي يحتل قسم كبير من يوميات المراهق يدفعه للاهتمام بالأمور السطحية سواء في الكلمات أو الشكل الخارجي على حد تعبير (الأستاذة منى الشاعر ربة منزل ) كما ترى أن البعض يوهم نفسه انه هذا من ضروريات الحياة و نوع من التحضر و للأسف فان بعض الشباب و الشابات يتمادون و يتخطون حدود الابداع الى جنون التلقيد الاعمى . المقلدون على حسب وصف الطالبه أبو فارس للرأي العام إما جاهلون عما يفعلون أو كونهم يحبون التميز عن طريق مخالفة العموم أو يعلمون أن مايقومون به من أجل التأثير السلبي في المجتمع وفق نظرية ممنهجة لايدرون أبعادها . لكل شئ ميزان في دفتر الشباب لذلك نجد أن تلك التقليعات نتاج لمواكبة الموضة التي سرعان ما تتطور وتواكب مع العصر فهي قابلة للتجديد في وقت قياسي ، فلا سبيل للحديث عن موضة تتواصل لسنوات متتالية ، لتتشكل ملامح جديدة وموديلات حديثة العهد في طريقة الحوار . البعض يصف تلك السلوكيات بطريق اختاره معظم الشباب في حياتهم لترويج مبدأ الاختلاف ، وربما ثورة على واقع الماضي ، فالشباب ابتدع الموضة والجديد في كل شكل من أشكال حياته اليومية ليصنع ملامح يصعب قراءتها أو فك رموزها، رغما عن المحاولة من الخبراء الاقتراب من عالم الشباب المهووس بالموضة، والتعرف على أسباب تمسكه بهذه الصرعات والتجديدات فإن الأمر يصعب، ويظل التساؤل قائمًا عن أي تغيير أو جاذبية يتحدث بعض الشباب بتقليعات غريبة ، وتقاليد أغرب كما أن الولع بتلك الكلمات قد يكون مؤشرًا لخواء العقول ، ومؤشرًا على قدرة الآخرين على التلاعب بالشباب وأفكاره . الراي العام [email protected]