وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.رياك مشار : لا يوجد ما يمنع من إقامة علاقات مع إسرائيل..ولا مبرر للسودان الموحد بأن يستمر في عداء غير مبرر مع إسرائيل..لا نريد أن نكون أكثر عروبة من العرب.. العقود النفطية الجديدة ستطرح في منافسة حرة ومفتوحة للجميع.
نشر في الراكوبة يوم 06 - 01 - 2011

للتاريخ الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية مع وحدة السودان
العقود النفطية الجديدة ستطرح في منافسة حرة لجميع الشركات العالمية
جوبا-جنوب السودان-عبدالنبي شاهين:
أعلن نائب رئيس حكومة جنوب السودان ونائب رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم في الجنوب د. رياك مشار أن الدولة الجديدة المرتقب ولادتها بعد يوم الأحد المقبل ستكون دولة منفتحة على كل العالم بما فيها إسرائيل، معربا عن أمله في أن يساعد النظام الحاكم في شمال السودان الدولة الوليدة في إقامة مؤسساتها الوطنية المستقلة، مشيرا إلى أن خطوة من هذا النوع ستؤكد لشعب جنوب السودان بأن إخوتهم في الشمال يريدون لهم الخير، والعكس صحيح. وقال مشار في حوار صحافي مطول مع “ الشرق “ ينشر بالتزامن مع صحيفة “السوداني" وأجري جزء منه في منطقة “واط" في أدغال جنوب السودان حيث يرقد جثمان الأب الروحي لقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار والتي تعتبر أول منطقة قصفها الجيش البريطاني في كل إفريقيا إبان الاستعمار أن أحدث دولة جديدة في خارطة إفريقيا قد ولدت بعد مخاض عسير استغرق 50 عاما من الثورة والكفاح المسلح. واستبعد مشار قيام حرب بين الجنوب والشمال بسبب عدم استكمال ترسيم الحدود بين الجانبين أو الخلاف حول منطقة “ أبيي “ الغنية بالنفط، مشيرا إلى أن معظم أراضي جنوب السودان غنية بالنفط والزراعة والمياه الغزيرة والمعادن والغابات. وقال د. مشار إن كل الأنظمة السياسية التي توالت على حكم السودان منذ الاستقلال وليس حكم الإنقاذ وحده هي المسؤولة عن انقسام السودان لأنها عملت على تكوين دولة تقوم على أساس العروبة والإسلام.
فيما يلي نص الحوار:
*مسؤولية الجميع
* من الذي يتحمل مسؤولية انقسام السودان إلى دولتين شمالية وجنوبية؟
= الأنظمة السياسية التي توالت على حكم السودان منذ الاستقلال هي المسؤولة عن انقسام السودان لأنها عملت على تكوين دولة موحدة تقوم على أساس العروبة والإسلام ولكننا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بريئون من ذلك لأن ما قبلنا به في نيفاشا كان هدفه وقف الاقتتال وأن يمارس شعب جنوب السودان حقه في تقرير مصيره عبر استفتاء ديمقراطي. ونحن في الحركة الشعبية أبدينا رأينا منذ البداية في أن يظل السودان دولة موحدة ولكن اليد الواحدة لا تصفق كما يقولون، وكان يجب على شريكنا المؤتمر الوطني أن يعمل معنا لتحقيق هذا الهدف، غير أننا أصبحنا مضطرين حاليا بانفصال الجنوب، ولكننا نتطلع لأن تعمل الحركة الشعبية في الشمال تواصل عملها وأن تتحقق الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في دولتي الشمال والجنوب.
* هل الحركة الشعبية كما أسسها الراحل جون قرانق كانت فعلا حركة وحدوية لكل الشعب السوداني ثم أصبحت انفصالية بعد وفاة مؤسسها أم إنها كانت أصلا حركة جنوبية هدفها استقلال الجنوب؟
= عبارة “ تحرير السودان “ الواردة في الاسم الرسمي للحركة الشعبية تعني تحريره من المشكلات التي يعاني منها، وعند تأسيس الحركة كانت تضم مجموعات كبيرة من الجنوبيين إضافة إلى مجموعات صغيرة من المناطق المهمشة في شمال السودان، إذن فهي لم تكن حركة انفصالية ولازالت غير انفصالية، كما أنها نظمت نفسها في الشمال بعد توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا عام 2005، وأسست فرعا لها في شمال السودان باسم “ قطاع الشمال “. وأود أن أؤكد أنه لو لم يمت مؤسس هذه الحركة ورئيسها الأول د. جون قرانق لكان سيمضي بالحركة في نفس الطريق الذي تسير عليه الآن، وذلك لأننا كمؤسسين للحركة الشعبية نريد تغيير السودان الحالي وتأسيس سودان جديد.
* ما هو تصوركم لحل قضايا ما بعد الانفصال؟
= هل تقصد قضايا الجنسية والعملة و..؟
* أنا أقصد قضية الانتهاء من ترسيم الحدود الجغرافية بين الشمال والجنوب.
= الحدود ليست من قضايا ما بعد الانفصال لأنه حسب اتفاقية نيفاشا للسلام كان ينبغي الانتهاء من ترسيمها خلال الأشهر الست الأولى من الاتفاقية أي قبل بداية الفترة الانتقالية ذات السنوات الست التي مضت أيضا ولكنها تأخرت حتى الآن رغم أن هناك اتفاقا بين الجانبين حول أكثر من %60 من الحدود. وفي رأيي فإن عدم إكمال ترسيم الحدود لا يشكل عقبة في إجراء الاستفتاء لأن السودان الحديث عاش كدولة مستقلة منذ عام 1832م وحتى الآن لم يكمل ترسيم حدوده الدولية مع مصر حيث لا زال هناك جدل حول منطقة حلايب كما أن حدود السودان مع تشاد وأثيوبيا وأوغندا وكينيا والكونغو وإفريقيا الوسطى لم ترسم بالكامل ولكن هناك فكرة عامة أن الحدود تقع على هذه المنطقة أو تلك. ولماذا إذن لا نتعامل بنفس الطريقة في الحدود بين الشمال والجنوب دون أن نخلق من ذلك صراعات غير مرغوبة، كما أن كل القبائل السودانية تعرف حدود بعضها البعض، إذا وصلت إلى تلك الشجرة مثلا فإنك ستجد الإدارة الخاصة بالمنطقة التابعة لها، وهكذا الناس تتعايش مع بعضها منذ مئات السنوات دون تحديد رسمي للحدود الجغرافية فيما بينهم. وحتى على مستوى العالم فإن النرويج وروسيا خاضوا مفاوضات استغرقت 40 عاما حول ترسيم الحدود وكذلك السعودية واليمن كما أن هناك منطقة بين أمريكيا وكندا لم ترسم وغيرها.
* هل هناك أسباب يمكن أن تشعل الحرب مرة أخرى بين الشمال والجنوب؟
= لا أرى أن هناك أسبابا يمكن أن تقود إلى حرب جديدة بين الجانبين، لأن قضية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وقضايا ما بعد الانفصال كلها يمكن حلها بالطرق السلمية، لذلك أنا أستبعد الحرب لأن مصالحنا مرتبطة ببعض، وإذا كان البعض يعتقد أن النفط يمكن أن يقود إلى الحرب فإنهم واهمون لأن الشمال والجنوب يعتمدان عليه لذلك سيحافظان عليه.
* هناك مخاوف شمالية “ سودانية “ وإقليمية ودولية من اندلاع حروب جنوبية جنوبية إذا حصل الانفصال مثلما حدث للأفغان الذين كانوا يقاتلون الروس وعندما خرج الروس بدأوا في محاربة بعضهم البعض، فما مدى حقيقة هذه المخاوف وإمكانية حدوث حروب جنوبية؟
= أنا أستبعد أن يتكرر معنا ذلك السيناريو الأفغاني لأن شعب الجنوب عبر التاريخ معروف بإيمانه القاطع بالديمقراطية وتغيير الحكام عن طريق صناديق الاقتراع والجنوب قدم الكثير للسودان لترسيخ الديمقراطية، ولو انفصل الجنوب وأصبح دولة مستقلة فأعتقد أنها ستكون دولة ديمقراطية يمكن لها بذلك تجنب الاقتتال الداخلي والحروب لأن الجميع سيحتكم إلى الشعب والمؤسسات واحترام الدستور والقوانين، لذلك لا أرى أن هناك مجالا لحروب
داخلية بين الجنوبيين بعد الاستقلال.
*هل تتوقع أن يبادر الشمال السوداني إلى مساعدة الجنوب في بناء مؤسسات الحكم وبناء الدولة الجديدة بعد الانفصال استنادا إلى رسوخ مؤسسات الحكم في الشمال باعتباره دولة قديمة؟
=تصحيح – الشمال ليس دولة قديمة ولكن السودان بشماله وجنوبه هي دولة قديمة، صحيح أن الشمال في وضع أفضل من الجنوب لأن مؤسسات الحكم مستقرة فيه منذ القدم، وأتمنى أن يلتزم السيد رئيس الجمهورية عمر البشير بتنفيذ الوعد الذي أعلنه عندما زار مدينة يامبيو والذي قال فيه إن الشمال سيكون أول من يعترف بدولة الجنوب المستقلة في حال اختيار شعب الجنوب للانفصال في استفتاء نزيه وشفاف. ولو أن ذلك حدث فإن العالم سيرى تغييرا وتحولا إيجابيا كبيرا في العلاقات بين الجنوب والشمال، إذ إن خطوة من هذا القبيل ستؤكد للجنوبيين أن الشماليين يريدون لهم الخير. وأنا أتمنى أن يبادر الشمال في مساعدة الجنوب في بناء مؤسسات الحكم للدولة الجديدة، لأن الانفصال ليس خيارا استراتيجيا للحركة الشعبية بقدر ما هو تعبير عن أشواق الجنوبيين الذين أجبروا الحركة على قبول هذا الخيار.
* ما مدى صحة المعلومات التي ترددت عن أن أبناء الدينكا في الجيش الشعبي والشرطة هم أكثر حظا من القبائل الأخرى في التوظيف والترقيات؟
= هذه مجرد شائعات هدفها التشويش الوضع في جنوب السودان، لأن الجيش والشرطة أجهزة حكومية تتم الترقيات فيها بحسب الأقدمية والكفاءة، دون الالتفات إلى الجانب القبلي أو العرقي. . أنا أعتقد أن الجيش الشعبي حاليا هو جيش قومي يستوعب كل قبائل جنوب السودان، كما أن الشرطة في جنوب السودان بحسب القانون هي شرطة ولائية.
* ما هو مستقبل العناصر التي تنتمي إلى شمال السودان في الجيش الشعبي في حال الانفصال؟
= العناصر الشمالية ستظل باقية في الجيش الشعبي، مثلما كان بقي السودانيون في الجيش المصري حتى بعد استقلال السودان حيث واصلوا أعمالهم حتى بلغوا سن التقاعد، وحتما هذا ما سيحدث مع الشماليين العاملين في الجيش الشعبي بعد استقلال الجنوب وهذا هو المنطق لأننا لا نستطيع أن نقول لهم توقفوا فإن خدمتكم قد انتهت كما أن الخيار متروك للشخص فيما إذا اختار المعاش المبكر والعودة إلى الشمال أو البقاء في الجنوب. والشيء نفسه مع الجنوبيين العاملين حاليا في القوات المسلحة السودانية في الشمال، كما سنترك الخيار لكل من الشماليين في الجيش الشعبي أو الجنوبيين في القوات المسلحة إذا ما اختار أي منهم الالتحاق بقوات دولته أو البقاء في القوات التي يعمل بها، عموما كل هذا سيتم الاتفاق عليه في إطار ترتيبات قضايا ما بعد الانفصال.
* الرئيس سلفا كير صرح يوم 28 أكتوبر أنه لا يستبعد إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وقال إن إسرائيل عدو للعرب وليس للجنوبيين، هل توجد حاليا شركات إسرائيلية أو مساعدات فنية في مجال الزراعة أو أي مجال آخر قدمتها إسرائيل للجنوب أو وعدت بتقديمها في حال الانفصال، خاصة أن هناك وجودا لجالية جنوبية كبيرة في إسرائيل؟
= أود أن أصحح هذا السؤال قبل الرد عليه، فالرئيس سلفا كير لم يقل عبارة “ إن إسرائيل عدو للعرب وليس للجنوبيين “ هذا إضافة تكرمت بها الصحيفة التي نشرت الحديث لأول مرة ومن ثم تداولت في وسائل الإعلام السودانية والعربية، ولكن دعني أذكر بأن مصر وهي دولة عربية كبيرة لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل رغم أنهما خاضا فيما بينهما حربا شرسة في السابق، فهل هناك مبرر للسودان الموحد حاليا شماله وجنوبه بأن يستمر في عداء غير مبرر مع إسرائيل ورفض إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها، هل نريد أن نكون أكثر عروبة من العرب أنفسهم؟ هذا لا يعني أن ليس هناك قضية، نعم هناك قضية فلسطينية نتعاطف معها ويجب علينا العمل مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل دائم لها وهذا يتطلب بناء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
* حتى إذا لم توجد مشكلة مباشرة للسودان مع إسرائيل إلا هذه الأخيرة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في فلسطين، فهل يعقل من الناحية الأخلاقية إقامة علاقات معها، وهل تعتقد أن الموقف المصري سليم ومرضي عنه داخليا ؟
= الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية ارتكبت من قبل العديد من دول العالم خلال الحرب العالمية ومع ذلك فإن السودان وغير السودان بقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع هذه الدول، وعموما أن أعتقد أن السودان يمكن أن يسهم في حل القضية الفلسطينية ولكن المشكلة أن السودان لا يزال يعيش بعقلية مؤتمر اللاءات الثلاثة الذي عقد في الخرطوم عام 1967م وأقر بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
* ما مدى صحة التقارير الصحافية التي تحدثت عن رحلات طيران بين إسرائيل وجوبا؟
= رحلات تحمل ماذا؟
* تحمل مواطنين جنوبيين مقيمين في إسرائيل.
= ضاحكا، والله لو وجدنا طريقة لإحضارهم إلى الجنوب للتسجيل للاستفتاء لأحضرناهم على الفور بأي وسيلة، فهذه دولتهم، نحن نشجعهم للعودة إلى وطنهم الأصلي.
* ولكن آدم أبشر هارون ممثل حركة عبدالواحد نور في تل أبيب أعلن للصحافيين أنه سافر شخصيا عدة مرات على هذه الرحلات وأن الجنوبيين في إسرائيل أيضا يسافرون على هذه الرحلات؟ هل هي عن طريق أوغندا أم كينيا؟
= لا توجد رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى جوبا أو أي مدينة أخرى في جنوب السودان حتى الآن ولكن في المستقبل لا يوجد ما يمنع تسيير مثل هذه الرحلات، ولكن ربما يصل بعض الجنوبيين المقيمين في إسرائيل إلى جوبا عبر محطة ثالثة هي العاصمة الكينية نيروبي مثلا.
* إذن أنت تؤيد إقامة علاقات مع إسرائيل وجذب استثماراتها إلى جنوب السودان أو إلى الدولة الجديدة المرتقبة في الجنوب؟
= نعم لا يوجد ما يمنع ذلك، أنا أؤيد فكرة أن يكون السودان كله مفتوحا على كل دول العالم ومن الخطأ أن يكتب في جوازات السفر السودانية عبارة “ يسمح السفر به إلى كل دول العالم ما عدا إسرائيل “ لأنك بذلك تحرم شعبك من لعب أي دور إيجابي في حل قضايا العالم.
* ماذا سيكون موقف الدولة الجديدة في جنوب السودان من الخلافات الحالية بين دول حوض النيل وتحديدا بين دول المنبع ودول المصب؟
= ضاحكا، نتمنى أن نكون وسيطا عادلا بين الجانبين
* بصفتك قائدا سياسيا وعسكريا حقق الاستقلال لشعبه في جنوب السودان – ما هو الدور الذي قام به المجتمع الدولي “ الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والمنظمات الغربية “ في التخطيط المسبق للانفصال وتهيئة المناخ السياسي الإقليمي والدولي والداخلي له؟
= هذا حديث للتاريخ والتوثيق، الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية هو الوقوف مع وحدة السودان ولكنها ستقبل بنتيجة الاستفتاء إذا اختار شعب الجنوب الانفصال لأنهم لن يستطيعوا معارضة الخيار الديمقراطي، غير أنها في حقيقة الأمر تفضل أن يبقى السودان موحدا، وقد عبر المسؤولون الأمريكيون عن هذه الرغبة صراحة، يجب أن لا نقرأ الموقف الأمريكي بطريقة خاطئة.
* وماذا عن الموقف الأوروبي، وموقف المنظمات الغربية؟
= نفس الشيء ينطبق على الموقف الأوروبي، أما بالنسبة للمنظمات الغربية، فإن بعضها لديه مواقف ضد الشمال بعدما شاهدوا بأعينهم الصراعات التي حدثت أثناء الحرب فإن بعضها يؤيد الانفصال وبعضها يرى أنه شأن سوداني يحسمه الاستفتاء وأنها ستؤيد نتيجة الاستفتاء.
* نشرت تقارير صحافية عن خلافات بينكم وبين رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميار ديت الذي اتهمكم علنا في حوار مع صحيفة “السوداني" بأن لك طموحات لاستخلافه وفق معتقدات قبيلة النوير بأن زعيما منهم له فلجة بين أسنانه سيحكم الجنوب، فما هو ردكم؟
= ضاحكا، أنا في الواقع لا أريد التعليق على هذا الأمر، كما أنني قائد في الحركة الشعبية لتحرير السودان، والرجل الثاني للرئيس سلفا كير في الحكومة وفي الحركة الشعبية، فلو أن هناك خلافات فإنه يمكن مناقشتها، رغم إنني لا أعتقد بوجود هذه الخلافات.
* كيف لا تعتقد وهو بنفسه أعني الرئيس سلفا كير قد أعلنها على الملأ؟
= مترددا، أنا ناقشت الرئيس سلفا كير حول تصريحاته تلك، ولكن بيانا صحافيا صدر عن مكتبه وعن وزير الإعلام في حكومة الجنوب نفى ما نقلته صحيفة “ السوداني “ على لسانه.
* ما هي أبرز ملامح السياسة الخارجية للدولة الجديدة؟
= ستكون لنا علاقات مع كل من تتطابق أهدافه مع أهدافنا، نحن نريد استقرارا سياسيا وأمنيا في القارة الإفريقية، كما ستقيم دولتنا الجديدة علاقات مع كل الدول المحبة للسلام في القارة وفي العالم وستكون منفتحة على كل العالم.
* ما هي أبرز التحديات التي تواجه الدولة الجديدة في جنوب السودان؟
= أول وأكبر تحدٍ هو أن الشعب في الجنوب يتوقعون أنه بعد الانفصال ستتحول الدولة الجديدة إلى دولة تتطور في سنة واحدة، وهذه إشكالية كبيرة، وكما رأيت بنفسك خلال تجوالك معي حول بعض مناطق الجنوب فإن الأهالي يطالبون بالخدمات الأساسية مثل مياه الشرب النقية والكهرباء والطرق المسفلتة وغيرها، وهي كلها مطالب مشروعة وضرورية. ولو حدث انفصال فإن موارد الجنوب خاصة البترول الذي يتقاسمه معنا الشمال حاليا كلها ستؤول لشعب جنوب السودان، لذلك فإن الأهالي سيتوقعون تحقيق طفرة تنموية واقتصادية سريعة وهذا تحدٍ كبير، أما بعد التحديات الأخرى فنحن قادرون على حلها..
* هل أنتم واثقون من التزام أمريكا والدول الغربية الأخرى بمساعدتكم في حال الانفصال؟
= حتى الآن ليست هناك وعود من هذه الدول بمساعدتنا، وسوف نكون مخطئين إذا اعتمدنا على الوعود، فقد شاهدنا الوعود التي قدمها المجتمع الدولي في مؤتمر أوسلو ولم يوفوا بها، لذلك نحن لا نعتمد على هذه الوعود بل نعتمد على مواردنا الذاتية.
* بعد انفصال جنوب السودان هل ستحول العقود الخاصة بالشركات الصينية والماليزية العاملة في حقول النفط في الدولة الجديدة لصالح الشركات الأمريكية والغربية الأخرى؟
= لا، نحن ملتزمون باحترام العقود التي تم إبرامها مع هذه الشركات، ولكننا نطالبها في ذات الوقت بمعالجة المشاكل البيئية الناجمة عن عملياتهم النفطية، وكما سمعت بنفسك خلال جولتك معي على مناطق “ ملوط “ و" فلوج “ عن شكاوى الأهالي من التلوث البيئي، وسوف نتوصل مع هذه الشركات إلى حل لهذه المشكلة.
* وماذا عن العقود النفطية الجديدة؟
= العقود الجديدة ستطرح في منافسة حرة ومفتوحة لجميع الشركات العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.