شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    دورتموند يسقط باريس بهدف فولكروج.. ويؤجل الحسم لحديقة الأمراء    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    الى قيادة الدولة، وزير الخارجية، مندوب السودان الحارث    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فلوران لم يخلق من فسيخ النهضة شربات    رئيس نادي المريخ : وقوفنا خلف القوات المسلحة وقائدها أمر طبيعي وواجب وطني    المنتخب يتدرب وياسر مزمل ينضم للمعسكر    عائشة الماجدي: دارفور عروس السودان    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.رياك مشار : لا يوجد ما يمنع من إقامة علاقات مع إسرائيل..ولا مبرر للسودان الموحد بأن يستمر في عداء غير مبرر مع إسرائيل..لا نريد أن نكون أكثر عروبة من العرب.. العقود النفطية الجديدة ستطرح في منافسة حرة ومفتوحة للجميع.
نشر في الراكوبة يوم 06 - 01 - 2011

للتاريخ الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية مع وحدة السودان
العقود النفطية الجديدة ستطرح في منافسة حرة لجميع الشركات العالمية
جوبا-جنوب السودان-عبدالنبي شاهين:
أعلن نائب رئيس حكومة جنوب السودان ونائب رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم في الجنوب د. رياك مشار أن الدولة الجديدة المرتقب ولادتها بعد يوم الأحد المقبل ستكون دولة منفتحة على كل العالم بما فيها إسرائيل، معربا عن أمله في أن يساعد النظام الحاكم في شمال السودان الدولة الوليدة في إقامة مؤسساتها الوطنية المستقلة، مشيرا إلى أن خطوة من هذا النوع ستؤكد لشعب جنوب السودان بأن إخوتهم في الشمال يريدون لهم الخير، والعكس صحيح. وقال مشار في حوار صحافي مطول مع “ الشرق “ ينشر بالتزامن مع صحيفة “السوداني" وأجري جزء منه في منطقة “واط" في أدغال جنوب السودان حيث يرقد جثمان الأب الروحي لقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار والتي تعتبر أول منطقة قصفها الجيش البريطاني في كل إفريقيا إبان الاستعمار أن أحدث دولة جديدة في خارطة إفريقيا قد ولدت بعد مخاض عسير استغرق 50 عاما من الثورة والكفاح المسلح. واستبعد مشار قيام حرب بين الجنوب والشمال بسبب عدم استكمال ترسيم الحدود بين الجانبين أو الخلاف حول منطقة “ أبيي “ الغنية بالنفط، مشيرا إلى أن معظم أراضي جنوب السودان غنية بالنفط والزراعة والمياه الغزيرة والمعادن والغابات. وقال د. مشار إن كل الأنظمة السياسية التي توالت على حكم السودان منذ الاستقلال وليس حكم الإنقاذ وحده هي المسؤولة عن انقسام السودان لأنها عملت على تكوين دولة تقوم على أساس العروبة والإسلام.
فيما يلي نص الحوار:
*مسؤولية الجميع
* من الذي يتحمل مسؤولية انقسام السودان إلى دولتين شمالية وجنوبية؟
= الأنظمة السياسية التي توالت على حكم السودان منذ الاستقلال هي المسؤولة عن انقسام السودان لأنها عملت على تكوين دولة موحدة تقوم على أساس العروبة والإسلام ولكننا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بريئون من ذلك لأن ما قبلنا به في نيفاشا كان هدفه وقف الاقتتال وأن يمارس شعب جنوب السودان حقه في تقرير مصيره عبر استفتاء ديمقراطي. ونحن في الحركة الشعبية أبدينا رأينا منذ البداية في أن يظل السودان دولة موحدة ولكن اليد الواحدة لا تصفق كما يقولون، وكان يجب على شريكنا المؤتمر الوطني أن يعمل معنا لتحقيق هذا الهدف، غير أننا أصبحنا مضطرين حاليا بانفصال الجنوب، ولكننا نتطلع لأن تعمل الحركة الشعبية في الشمال تواصل عملها وأن تتحقق الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان في دولتي الشمال والجنوب.
* هل الحركة الشعبية كما أسسها الراحل جون قرانق كانت فعلا حركة وحدوية لكل الشعب السوداني ثم أصبحت انفصالية بعد وفاة مؤسسها أم إنها كانت أصلا حركة جنوبية هدفها استقلال الجنوب؟
= عبارة “ تحرير السودان “ الواردة في الاسم الرسمي للحركة الشعبية تعني تحريره من المشكلات التي يعاني منها، وعند تأسيس الحركة كانت تضم مجموعات كبيرة من الجنوبيين إضافة إلى مجموعات صغيرة من المناطق المهمشة في شمال السودان، إذن فهي لم تكن حركة انفصالية ولازالت غير انفصالية، كما أنها نظمت نفسها في الشمال بعد توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا عام 2005، وأسست فرعا لها في شمال السودان باسم “ قطاع الشمال “. وأود أن أؤكد أنه لو لم يمت مؤسس هذه الحركة ورئيسها الأول د. جون قرانق لكان سيمضي بالحركة في نفس الطريق الذي تسير عليه الآن، وذلك لأننا كمؤسسين للحركة الشعبية نريد تغيير السودان الحالي وتأسيس سودان جديد.
* ما هو تصوركم لحل قضايا ما بعد الانفصال؟
= هل تقصد قضايا الجنسية والعملة و..؟
* أنا أقصد قضية الانتهاء من ترسيم الحدود الجغرافية بين الشمال والجنوب.
= الحدود ليست من قضايا ما بعد الانفصال لأنه حسب اتفاقية نيفاشا للسلام كان ينبغي الانتهاء من ترسيمها خلال الأشهر الست الأولى من الاتفاقية أي قبل بداية الفترة الانتقالية ذات السنوات الست التي مضت أيضا ولكنها تأخرت حتى الآن رغم أن هناك اتفاقا بين الجانبين حول أكثر من %60 من الحدود. وفي رأيي فإن عدم إكمال ترسيم الحدود لا يشكل عقبة في إجراء الاستفتاء لأن السودان الحديث عاش كدولة مستقلة منذ عام 1832م وحتى الآن لم يكمل ترسيم حدوده الدولية مع مصر حيث لا زال هناك جدل حول منطقة حلايب كما أن حدود السودان مع تشاد وأثيوبيا وأوغندا وكينيا والكونغو وإفريقيا الوسطى لم ترسم بالكامل ولكن هناك فكرة عامة أن الحدود تقع على هذه المنطقة أو تلك. ولماذا إذن لا نتعامل بنفس الطريقة في الحدود بين الشمال والجنوب دون أن نخلق من ذلك صراعات غير مرغوبة، كما أن كل القبائل السودانية تعرف حدود بعضها البعض، إذا وصلت إلى تلك الشجرة مثلا فإنك ستجد الإدارة الخاصة بالمنطقة التابعة لها، وهكذا الناس تتعايش مع بعضها منذ مئات السنوات دون تحديد رسمي للحدود الجغرافية فيما بينهم. وحتى على مستوى العالم فإن النرويج وروسيا خاضوا مفاوضات استغرقت 40 عاما حول ترسيم الحدود وكذلك السعودية واليمن كما أن هناك منطقة بين أمريكيا وكندا لم ترسم وغيرها.
* هل هناك أسباب يمكن أن تشعل الحرب مرة أخرى بين الشمال والجنوب؟
= لا أرى أن هناك أسبابا يمكن أن تقود إلى حرب جديدة بين الجانبين، لأن قضية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وقضايا ما بعد الانفصال كلها يمكن حلها بالطرق السلمية، لذلك أنا أستبعد الحرب لأن مصالحنا مرتبطة ببعض، وإذا كان البعض يعتقد أن النفط يمكن أن يقود إلى الحرب فإنهم واهمون لأن الشمال والجنوب يعتمدان عليه لذلك سيحافظان عليه.
* هناك مخاوف شمالية “ سودانية “ وإقليمية ودولية من اندلاع حروب جنوبية جنوبية إذا حصل الانفصال مثلما حدث للأفغان الذين كانوا يقاتلون الروس وعندما خرج الروس بدأوا في محاربة بعضهم البعض، فما مدى حقيقة هذه المخاوف وإمكانية حدوث حروب جنوبية؟
= أنا أستبعد أن يتكرر معنا ذلك السيناريو الأفغاني لأن شعب الجنوب عبر التاريخ معروف بإيمانه القاطع بالديمقراطية وتغيير الحكام عن طريق صناديق الاقتراع والجنوب قدم الكثير للسودان لترسيخ الديمقراطية، ولو انفصل الجنوب وأصبح دولة مستقلة فأعتقد أنها ستكون دولة ديمقراطية يمكن لها بذلك تجنب الاقتتال الداخلي والحروب لأن الجميع سيحتكم إلى الشعب والمؤسسات واحترام الدستور والقوانين، لذلك لا أرى أن هناك مجالا لحروب
داخلية بين الجنوبيين بعد الاستقلال.
*هل تتوقع أن يبادر الشمال السوداني إلى مساعدة الجنوب في بناء مؤسسات الحكم وبناء الدولة الجديدة بعد الانفصال استنادا إلى رسوخ مؤسسات الحكم في الشمال باعتباره دولة قديمة؟
=تصحيح – الشمال ليس دولة قديمة ولكن السودان بشماله وجنوبه هي دولة قديمة، صحيح أن الشمال في وضع أفضل من الجنوب لأن مؤسسات الحكم مستقرة فيه منذ القدم، وأتمنى أن يلتزم السيد رئيس الجمهورية عمر البشير بتنفيذ الوعد الذي أعلنه عندما زار مدينة يامبيو والذي قال فيه إن الشمال سيكون أول من يعترف بدولة الجنوب المستقلة في حال اختيار شعب الجنوب للانفصال في استفتاء نزيه وشفاف. ولو أن ذلك حدث فإن العالم سيرى تغييرا وتحولا إيجابيا كبيرا في العلاقات بين الجنوب والشمال، إذ إن خطوة من هذا القبيل ستؤكد للجنوبيين أن الشماليين يريدون لهم الخير. وأنا أتمنى أن يبادر الشمال في مساعدة الجنوب في بناء مؤسسات الحكم للدولة الجديدة، لأن الانفصال ليس خيارا استراتيجيا للحركة الشعبية بقدر ما هو تعبير عن أشواق الجنوبيين الذين أجبروا الحركة على قبول هذا الخيار.
* ما مدى صحة المعلومات التي ترددت عن أن أبناء الدينكا في الجيش الشعبي والشرطة هم أكثر حظا من القبائل الأخرى في التوظيف والترقيات؟
= هذه مجرد شائعات هدفها التشويش الوضع في جنوب السودان، لأن الجيش والشرطة أجهزة حكومية تتم الترقيات فيها بحسب الأقدمية والكفاءة، دون الالتفات إلى الجانب القبلي أو العرقي. . أنا أعتقد أن الجيش الشعبي حاليا هو جيش قومي يستوعب كل قبائل جنوب السودان، كما أن الشرطة في جنوب السودان بحسب القانون هي شرطة ولائية.
* ما هو مستقبل العناصر التي تنتمي إلى شمال السودان في الجيش الشعبي في حال الانفصال؟
= العناصر الشمالية ستظل باقية في الجيش الشعبي، مثلما كان بقي السودانيون في الجيش المصري حتى بعد استقلال السودان حيث واصلوا أعمالهم حتى بلغوا سن التقاعد، وحتما هذا ما سيحدث مع الشماليين العاملين في الجيش الشعبي بعد استقلال الجنوب وهذا هو المنطق لأننا لا نستطيع أن نقول لهم توقفوا فإن خدمتكم قد انتهت كما أن الخيار متروك للشخص فيما إذا اختار المعاش المبكر والعودة إلى الشمال أو البقاء في الجنوب. والشيء نفسه مع الجنوبيين العاملين حاليا في القوات المسلحة السودانية في الشمال، كما سنترك الخيار لكل من الشماليين في الجيش الشعبي أو الجنوبيين في القوات المسلحة إذا ما اختار أي منهم الالتحاق بقوات دولته أو البقاء في القوات التي يعمل بها، عموما كل هذا سيتم الاتفاق عليه في إطار ترتيبات قضايا ما بعد الانفصال.
* الرئيس سلفا كير صرح يوم 28 أكتوبر أنه لا يستبعد إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وقال إن إسرائيل عدو للعرب وليس للجنوبيين، هل توجد حاليا شركات إسرائيلية أو مساعدات فنية في مجال الزراعة أو أي مجال آخر قدمتها إسرائيل للجنوب أو وعدت بتقديمها في حال الانفصال، خاصة أن هناك وجودا لجالية جنوبية كبيرة في إسرائيل؟
= أود أن أصحح هذا السؤال قبل الرد عليه، فالرئيس سلفا كير لم يقل عبارة “ إن إسرائيل عدو للعرب وليس للجنوبيين “ هذا إضافة تكرمت بها الصحيفة التي نشرت الحديث لأول مرة ومن ثم تداولت في وسائل الإعلام السودانية والعربية، ولكن دعني أذكر بأن مصر وهي دولة عربية كبيرة لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل رغم أنهما خاضا فيما بينهما حربا شرسة في السابق، فهل هناك مبرر للسودان الموحد حاليا شماله وجنوبه بأن يستمر في عداء غير مبرر مع إسرائيل ورفض إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها، هل نريد أن نكون أكثر عروبة من العرب أنفسهم؟ هذا لا يعني أن ليس هناك قضية، نعم هناك قضية فلسطينية نتعاطف معها ويجب علينا العمل مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل دائم لها وهذا يتطلب بناء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
* حتى إذا لم توجد مشكلة مباشرة للسودان مع إسرائيل إلا هذه الأخيرة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في فلسطين، فهل يعقل من الناحية الأخلاقية إقامة علاقات معها، وهل تعتقد أن الموقف المصري سليم ومرضي عنه داخليا ؟
= الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية ارتكبت من قبل العديد من دول العالم خلال الحرب العالمية ومع ذلك فإن السودان وغير السودان بقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع هذه الدول، وعموما أن أعتقد أن السودان يمكن أن يسهم في حل القضية الفلسطينية ولكن المشكلة أن السودان لا يزال يعيش بعقلية مؤتمر اللاءات الثلاثة الذي عقد في الخرطوم عام 1967م وأقر بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
* ما مدى صحة التقارير الصحافية التي تحدثت عن رحلات طيران بين إسرائيل وجوبا؟
= رحلات تحمل ماذا؟
* تحمل مواطنين جنوبيين مقيمين في إسرائيل.
= ضاحكا، والله لو وجدنا طريقة لإحضارهم إلى الجنوب للتسجيل للاستفتاء لأحضرناهم على الفور بأي وسيلة، فهذه دولتهم، نحن نشجعهم للعودة إلى وطنهم الأصلي.
* ولكن آدم أبشر هارون ممثل حركة عبدالواحد نور في تل أبيب أعلن للصحافيين أنه سافر شخصيا عدة مرات على هذه الرحلات وأن الجنوبيين في إسرائيل أيضا يسافرون على هذه الرحلات؟ هل هي عن طريق أوغندا أم كينيا؟
= لا توجد رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى جوبا أو أي مدينة أخرى في جنوب السودان حتى الآن ولكن في المستقبل لا يوجد ما يمنع تسيير مثل هذه الرحلات، ولكن ربما يصل بعض الجنوبيين المقيمين في إسرائيل إلى جوبا عبر محطة ثالثة هي العاصمة الكينية نيروبي مثلا.
* إذن أنت تؤيد إقامة علاقات مع إسرائيل وجذب استثماراتها إلى جنوب السودان أو إلى الدولة الجديدة المرتقبة في الجنوب؟
= نعم لا يوجد ما يمنع ذلك، أنا أؤيد فكرة أن يكون السودان كله مفتوحا على كل دول العالم ومن الخطأ أن يكتب في جوازات السفر السودانية عبارة “ يسمح السفر به إلى كل دول العالم ما عدا إسرائيل “ لأنك بذلك تحرم شعبك من لعب أي دور إيجابي في حل قضايا العالم.
* ماذا سيكون موقف الدولة الجديدة في جنوب السودان من الخلافات الحالية بين دول حوض النيل وتحديدا بين دول المنبع ودول المصب؟
= ضاحكا، نتمنى أن نكون وسيطا عادلا بين الجانبين
* بصفتك قائدا سياسيا وعسكريا حقق الاستقلال لشعبه في جنوب السودان – ما هو الدور الذي قام به المجتمع الدولي “ الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والمنظمات الغربية “ في التخطيط المسبق للانفصال وتهيئة المناخ السياسي الإقليمي والدولي والداخلي له؟
= هذا حديث للتاريخ والتوثيق، الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية هو الوقوف مع وحدة السودان ولكنها ستقبل بنتيجة الاستفتاء إذا اختار شعب الجنوب الانفصال لأنهم لن يستطيعوا معارضة الخيار الديمقراطي، غير أنها في حقيقة الأمر تفضل أن يبقى السودان موحدا، وقد عبر المسؤولون الأمريكيون عن هذه الرغبة صراحة، يجب أن لا نقرأ الموقف الأمريكي بطريقة خاطئة.
* وماذا عن الموقف الأوروبي، وموقف المنظمات الغربية؟
= نفس الشيء ينطبق على الموقف الأوروبي، أما بالنسبة للمنظمات الغربية، فإن بعضها لديه مواقف ضد الشمال بعدما شاهدوا بأعينهم الصراعات التي حدثت أثناء الحرب فإن بعضها يؤيد الانفصال وبعضها يرى أنه شأن سوداني يحسمه الاستفتاء وأنها ستؤيد نتيجة الاستفتاء.
* نشرت تقارير صحافية عن خلافات بينكم وبين رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميار ديت الذي اتهمكم علنا في حوار مع صحيفة “السوداني" بأن لك طموحات لاستخلافه وفق معتقدات قبيلة النوير بأن زعيما منهم له فلجة بين أسنانه سيحكم الجنوب، فما هو ردكم؟
= ضاحكا، أنا في الواقع لا أريد التعليق على هذا الأمر، كما أنني قائد في الحركة الشعبية لتحرير السودان، والرجل الثاني للرئيس سلفا كير في الحكومة وفي الحركة الشعبية، فلو أن هناك خلافات فإنه يمكن مناقشتها، رغم إنني لا أعتقد بوجود هذه الخلافات.
* كيف لا تعتقد وهو بنفسه أعني الرئيس سلفا كير قد أعلنها على الملأ؟
= مترددا، أنا ناقشت الرئيس سلفا كير حول تصريحاته تلك، ولكن بيانا صحافيا صدر عن مكتبه وعن وزير الإعلام في حكومة الجنوب نفى ما نقلته صحيفة “ السوداني “ على لسانه.
* ما هي أبرز ملامح السياسة الخارجية للدولة الجديدة؟
= ستكون لنا علاقات مع كل من تتطابق أهدافه مع أهدافنا، نحن نريد استقرارا سياسيا وأمنيا في القارة الإفريقية، كما ستقيم دولتنا الجديدة علاقات مع كل الدول المحبة للسلام في القارة وفي العالم وستكون منفتحة على كل العالم.
* ما هي أبرز التحديات التي تواجه الدولة الجديدة في جنوب السودان؟
= أول وأكبر تحدٍ هو أن الشعب في الجنوب يتوقعون أنه بعد الانفصال ستتحول الدولة الجديدة إلى دولة تتطور في سنة واحدة، وهذه إشكالية كبيرة، وكما رأيت بنفسك خلال تجوالك معي حول بعض مناطق الجنوب فإن الأهالي يطالبون بالخدمات الأساسية مثل مياه الشرب النقية والكهرباء والطرق المسفلتة وغيرها، وهي كلها مطالب مشروعة وضرورية. ولو حدث انفصال فإن موارد الجنوب خاصة البترول الذي يتقاسمه معنا الشمال حاليا كلها ستؤول لشعب جنوب السودان، لذلك فإن الأهالي سيتوقعون تحقيق طفرة تنموية واقتصادية سريعة وهذا تحدٍ كبير، أما بعد التحديات الأخرى فنحن قادرون على حلها..
* هل أنتم واثقون من التزام أمريكا والدول الغربية الأخرى بمساعدتكم في حال الانفصال؟
= حتى الآن ليست هناك وعود من هذه الدول بمساعدتنا، وسوف نكون مخطئين إذا اعتمدنا على الوعود، فقد شاهدنا الوعود التي قدمها المجتمع الدولي في مؤتمر أوسلو ولم يوفوا بها، لذلك نحن لا نعتمد على هذه الوعود بل نعتمد على مواردنا الذاتية.
* بعد انفصال جنوب السودان هل ستحول العقود الخاصة بالشركات الصينية والماليزية العاملة في حقول النفط في الدولة الجديدة لصالح الشركات الأمريكية والغربية الأخرى؟
= لا، نحن ملتزمون باحترام العقود التي تم إبرامها مع هذه الشركات، ولكننا نطالبها في ذات الوقت بمعالجة المشاكل البيئية الناجمة عن عملياتهم النفطية، وكما سمعت بنفسك خلال جولتك معي على مناطق “ ملوط “ و" فلوج “ عن شكاوى الأهالي من التلوث البيئي، وسوف نتوصل مع هذه الشركات إلى حل لهذه المشكلة.
* وماذا عن العقود النفطية الجديدة؟
= العقود الجديدة ستطرح في منافسة حرة ومفتوحة لجميع الشركات العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.