تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    وزارة الصحة تستقبل طائرة مساعدات إنسانية وطبية تركية تبلغ 37 طناً لمكافحة الكوليرا    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    الجيش الشعبي يحرر (الدشول) الاستراتيجية بجنوب كردفان    "الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد طاهر إيلا : الذين ينتقدون مهرجان السياحة والثقافة لايعرفون معنى الاقتصاد و التنمية البشرية ..!!
نشر في الراكوبة يوم 17 - 12 - 2013

ما يُلفت إنتباه الزائر إلى مدائن وأرياف البحر الأحمر هو رضاء أهلها بما يحدث في ولايتهم.. نعم، هناك إحساس عام بأن حاضرهم أفضل من أمسهم، وأن مستقبلهم على موعد مع ( طفرة تنموية)..كيف نجحت حكومتهم - دون سائر الحكومات الولائية الاخرى - في خلق هذا المناخ المتفائل؟، أو هكذا كان السؤال عند تجولنا في شوارعهم وأسواقهم ..وعندما جلسنا ساعة حوار مع الدكتور محمد طاهر إيلا، طرحنا الأسئلة ثم وجدنا إجابة ذاك السؤال ..فلنقرأ ..
حوار/ ساتي / باكاش
_______________
:: بعد التحية، من أين لك أموال كل هذه الطرق وغيرها من المشاريع؟
** أهلاً بكم، وأشكركم علي الإستضافة لتوضيح الحقائق لأهل الولاية ولكل أهل السودان ..وقبل الحديث عن مصادر الميزانية، أوضح بأن ما قمنا به جزء يسير من برنامج تنموي طويل وعريض ..وعن تمويل هذه المشاريع نحن لا نحوذ علي أي دعم إضافي من المركز، ولا نملك مصادر تمويل خفية، و كل الذي عملناه هو إعتمادنا في تنفيذ ذلك علي ترشيد الصرف الحكومي .
:: كيف، وهل ترشيد الصرف يوفر مبالغ كل هذه المشاريع؟
**نعم، ما وفرناه من ترشيد الصرف على الجهاز الحكومي أكثر من ما وفرناه من الموارد الأخرى ..لم نفرض أي رسوم إضافية في خدمات المواطن، فقط فعّلنا أدوات وطرائق التحصيل، ثم رشدنا الصرف على أجهزتنا الحكومية .
:: هل يمكن ذكر نماذج لترشيد الصرف ؟
** نعم، على سبيل المثال غير الوالي لا يوجد مسؤول حكومي يسكن في (بيت حكومة )، ولا يوجد مسؤول حكومي يمتلك أكثر من (عربة حكومية واحدة )..منح منزل حكومي لمسؤول يعني توفير لوازم وتبعات أخري كخفراء وطباخين وعمال نظافة ومنصرفات علي الكهرباء والمياه وغيرها، ولذلك تجاوزنا هذا البند بتوجيه المسؤولين بالسكن في منازلهم أو الايجار في الأحياء الشعبية مع المواطنين، ومعنا ثلاثة وزراء يسكنون في أحياء طرفية، وهذا غير التوفير يجعل المسؤول يلامس أمال المواطنين ويعمل على تحقيقها..وكذلك قمنا بتمليك كل مسؤول عربته لنتفادي مصاريف الوقود والترخيص والتأمين، و صار المسؤول يحافظ على العربة لأنه يتحمل مصروفاتها. ولايوجد لدينا ما يسمى بالاحلال والابدال كل عام، ولو لاحظت كل عرباتنا (موديلات قديمة)، ولكنها تعمل بكفاءة لحرص مالكها على صيانتها والحفاظ عليها .
:: هل نقول أن المنازل والعربات الحكومية من مهلكات الميزانية ؟
** نعم قلها مطمئناً، في الصرف على العربات والمنازل الحكومية الكثير من إهدار المال العام، وكان يؤلمني سوء استخدام العربات والمنازل الحكومية بواسطة المسؤولين وأسرهم ، ذلك باحساس ( أنا مالي، ده ميري) ..ولذلك لم تمتلك الحكومة هنا إلا عربات قليلة للمأموريات فقط، ومحسوبة بالكيلو والجالون..هذا الترشيد وفر (أموال طائلة).
:: ثم ماذا؟، هذا الترشيد لايكفي لكل هذا العمل ؟
** نعم، إضافة إلي ذلك، سياسة التقشف شجعت المجتمع المدني علي المشاركة في تنفيذ البرامج التنموية جنباً علي جنب مع الحكومة، وهذا بدوره أدي إلي تنامي شعور مواطن الولاية بالإنتماء لهذه المشروعات المنفذة والمحافظة عليها .
:: هل نقول ( المجتمع يجقلب والشكر لطاهر إيلا) ..؟
** (ضاحكاً)، نعم، نعم، نعم، قلها وتكون صادق (والله العظيم)، أنا فخور بمجتمع البحر الأحمر، وهو الذي يبني ولايته عبر اللجان المجتمعية والحكومة فقط تشرف وتراقب وتخطط..واعتمادناعلي إشراك المجتمع في تنفيذ المشروعات ساعدنا في المحافظة عليها، وكذلك غرس الثقة في نفوس المواطنين..والهيئات والمؤسسات والشركات والأفراد لايكتفون بالتبرع للمشاريع، بل يشكلون لجان التنفيذ أيضا..واليوم بفضل المشاريع لدينا إيرادات جديدة من القطاعات الناهضة مثل (قطاع المقاولين)، هذا القطاع وحده يضم أكثر من ثمانين مقاول من أبناء الولاية يعملون في تنفيذ المشروعات و يحققون لأهل الولاية مصالح مباشرة وغير مباشرة ويدفعون رسوم وضرائب تمثل دخل إضافي لمالية الولاية..ونهجنا قائم على تخفيض او تجاوز الرسوم الحكومية، وذلك مقابل إستيعاب الشركات أكبر قدر ممكن من (العمالة).
:: هناك إتهام بانك حكومتكم إهتمت بالطرق والسياحة وأهملت التنمية البشرية ؟
** أولا، الطرق هي البنية التحتية التي تسبق كل المشاريع، ولو لم توفر له الطرق والكهرباء والمياه لايفكر أي مستثمر في الاستثمار في الولاية والبلد، وكذلك الطرق ترفع قيمة المنازل والأراضي وتمكن أصحابها من تأسيس محلات تجارية، والطرق أيضا تقلل تكاليف الوقود والاسبيرات وهى ايضا تسهل في حركة المواطنين في هذه الولاية الشاسعة، نحن سعداء بنجاحنا في ربط كل محليات الولاية ( 10 محليات) بشبكة طرق، وكذلك سعداء برصف شوارع كل مدن الولاية ومحلياتها، واليوم نستطيع أن نقول أكتملت البنية التحتية المؤهلة لإستقبال المستثمرين و مشاريعهم في كل أرجاء البحر الأحمر، ساعدونا بالترويج لمشاريعنا (قالها ضاحكاً)
:: قلت ( أولا)، هل هناك ( ثانياً)..؟
** نعم، إتهامنا بالاهتمام بالطرق والسياحة فقط غير صحيح، نحن أكثر حكومة في تأريخ الولاية إهتمت بالتنمية البشرية، ودونك الأرقام..أبحثوا عن عدد اليتامى المكفولين، عدد التلاميذ الذين استوعبهم برنامج الغذاء مقابل التعليم، عدد الصيادين الذين امتلكوا قوارب الصيد، عدد المعاقين الذي تم دمجهم في المجتمع بوسائل انتاج، عدد المدارس والمعاهد ومراكز الشباب قبل وبعد هذه الحكومة، واذهبوا الى الاسواق والفنادق والمطاعم والشوارع وأسالوا أصحابها من حجم العمالة المستفيدة من النشاط السياحي في الولاية..هذا دروكم، ابحثوا وأسألوا و احكموا.
:: يوجد بعض الغضب في نبرة حديثك..صحيح ؟
** لا، لست غاضباً، ولكن هجوم البعض على الانشطة الثقافية المصاحبة للمهرجان ينطلق من (نظرة ضيقة)، وكأن حكومتنا لا عمل لها غير هذا المهرجان..ما من مجال من مجالات التنمية البشرية إلا ولنا فيه إنجاز واضح، والذين يتهموننا بالاهتمام بمهرجان السياحة والثقافة لا يعرفون ماهي التنمية البشرية.. والسياحة والثقافة مدخل من مداخل التنمية البشرية ومورد اقتصادي ، نحن وفرنا مناخ التعدد الثقافي عبر مناشط السياحة وجذبنا كل أهل السودان إلى البحر الاحمر ليستفيد أهل البحر الأحمر من نشاطهم التجاري ومصروفات اقامتهم واعاشتهم.
:: ولكن هناك من يقول ( السياحة ما أولوية)..؟
** نعم، البعض لا يدرك أهمية السياحة، ولايعرف كيفية إستغلالها في النهوض باقتصاد المجتمع .. نحن في ولاية البحر الأحمر نمتلك مقومات سياحية، وندرك أهمية السياحة كمورد من الموارد، لذلك إعتبرنا أن طريق النهضة والإستقرار وتحقيق الإكتفاء يبدأ من اتجاهنا للسياحة والآن قطعنا شوط كبير في دعم وتوفير البنية التحتية وإيجاد لوزام وتوابع العمل السياحي .. ونطمح في أن نكون قبلة لسياح الداخل والخارج ونستهدف في الوقت الحالي سياح الداخل لأسباب عديدة أولها ان المناطق التي كان يقصدها سواحنا صارت غير مأمونة سواء كانت مصر أو سوريا أو لبنان، ثانيا تدهور عملتنا أدي إلي إرتفاع تكاليف السفر للسياحة في الخارج بالنسبة للسودانيين ..نحن في الولاية تمكنا من توفير البيئة المناسبة وبأسعار في متناول اليد وهيأنا النُزل والطاقة الإيوائية كالشقق الفندقية والفنادق بمستوياتها المختلفة إضافةً إلي إنسيابية وسهولة النقل الداخلي من وإلي الولاية من أي مكان بالسودان ..وفيما يتصل بسياح الخارج رغم وجود فرص كبيرة وإقبال منقطع النظير من سواح الخارج إلي الولاية ورغم جهودنا المتواصلة مع شركات السياحة العالمية في إستقطاب وإستقدام سياح العالم إلي شواطئنا إلا أن النقل الجوي يُمثل مشكلة كبيرة وعائق رئيس في شل حركة السياح الأجانب في الوصول إلي الولاية رغم ذلك نحن مجتهدون في التنسيق والتعاون مع شركات الطيران العالمية لتفعيل خطوطها إلي مطار بورتسودان الدولي.
:: حديثك عن السياحة يؤكد أنها من أولياتكم ؟
** نعم السياحة أولوية ، بل مورد إقتصادي لنا، اما الذين يقولون السياحة ليست أولوية فليوضحوا لنا ماهي الأولوية التي يطلبونها ؟.. وهل هناك أولوية أكثر من الإيرادات السياحية؟، نحن من خلال المواسم السياحية بالولاية نحقق المليارات، وفى ليلة رأس السنة وحدها يفد إلينا ألاف البشر من مختلف بقاع السودان ويحققون لنا العديد من الفوائد، إضافة إلي رواد مهرجانات السياحة ( المهرجان الشتوي ببورتسودان والصيفي بسنكات )، فالذين يتحدثون عن الأولويات عليهم المقارنة بين الأمس واليوم ،وعليهم الحديث عن ما هو المطلوب ؟ ..فلو إفترضنا السياحة شيئ ثانوي، فماهو الشيء المهمل الذي يحتاج إلي أسبقية ؟، نحن نعتقد أن نمضي أفقيا ورأسيا في كل المجالات ، و نثق في اننا نمضي وفق رؤي سليمة ، ومستعدون لسماع كل الأراء المفيدة في تجربتنا.. ( دعونا نعمل إن عجزتم عن العمل معنا)، هذا ردي على الذين ينتقدون دون تقديم الحلول .!!
:: لماذا أوقفتم التوظيف بالولاية ؟
** ليس لدينا حاجة لعمالة حكومية، والعمالة الحكومية غير المنتجة تشكل أكبر عبء علي المواطنين..لكن في مواضع النقص والإحتياج الحقيقي في المرافق الخدمية - مثل التعليم والصحة - قمنا بتعيين معلمين وأطباء وكوادر صحية هذا العام ..الاقتصاد الصحيح هو تقزيم الجهاز الحكومي ودوره بحيث لايتجاوز التشريع والمراقبة ثم توسيع دور المجتمع ونشاطه الاقتصادي.. وعلينا أن نخلق مناخ يساهم في تشجيع المجتمع على تأسيس وتشغيل شركاته عبر أفراده، بدلا عن تضخيم الأجهزة الحكومية بالعمالة لحد الترهل.
:: كم شركة من شركات طاهر إيا تعمل في مشاريع البحر الأحمر؟
** ولا شركة واحدة، وإتحدي أي شخص تحديد شركة عاملة في أي مشروع بانها (شركة أيلا )..والحمد لله كل العطاءات الحكومية تنشر في الصحف ويراجعها المراجع العام، وللمزيد من الشفافية ستجد في أي مشروع لوحة فيها (اسم الشركة المنفذة وصاحبها واسم الشركة الاستشارية)
:: ولكن البعض يعتقد بأن لديك مصلحة خاصة من وراء تنفيذ مشروعات الطرق والأنترلوك والكرفستون ؟
** هم مخيرون فيما يعتقدون، لكن أنا لا أملك أية مصلحة خاصة من وراء تنفيذ هذه المشروعات، وكذلك لا أسعي لكسب شخصي فيما أنجزه، هدفي الأول والأخير هو خدمة البلد وتطوير مرافقه وخدماته وتنمية البحر الأحمر والنهوض بانسانها، وكل المشروعات التي تجري في الولاية ينفذها مقاولون معروفون يمكنكم الرجوع إليهم لمعرفة ما إذا كان من بينهم من ينتمي ل ( عائلة إيلا).
:: المعروف أن الطرق من المشاريع المكلفة، ورغم ذلك لم تتوقف مشاريع الطرق في الولاية، ما السر وراء ذلك ؟
** نعم، الطرق تمثل بالنسبة لنا أهمية قصوي لأنها (أساس التنمية )، ثانيا نحن ننفذ الطرق بإمكاناتنا الذاتية..قمنا بتصفية شركة الثغر الهندسية، وهي كانت شركة حكومية، تمت تصفيتها وإنشاء وحدة حكومية أطلقنا عليها ( وحدة التعمير وترقية الخدمات)، وفرنا لها جميع الآليات اللازمة قبل خمس سنوات ..تقوم هذه الوحدة بكافة الإجراءات اللازمة في تنفيذ الطرق بدءا من (الدراسة والتخطيط والتصميم) ومن ثم تقوم بتنفيذ الردميات الخرصانية، وبعد ذلك تتعاقد مع شركات الطرق علي تنفيذ (طبقة الأسفلت فقط ).
:: ما جدوى هذه التجربة ؟
** تمكنا من تفادي كل التكاليف الخاصة بإنشاء الطرق، والالات التي تمتلكها هذه الوحدة لا توجد في أي شركة من شركات الطرق بالسودان، فبحمد الله تنفذ الوحدة مشاريع الطرق في (الظروف العادية) وفي الظروف الإستثنائية كهطول الأمطار تقوم الوحدة بفتح مجاري التصريف والمسارات وسحب المياه، وكل هذا يتم ( بعمالة بسيطة) ولكنها ذات كفاءة، وعليكم التجوال في طرق الولاية للتأكد جودتها، ونضع شروط جزائية قاسية في عقوداتنا مع الشركات المنفذة لطبقات الأسفلت .
:: أزمة المياه تهزم كل مشاريعك، ماذا يحدث لمشروع مد الولاية بمياه النيل؟
** نعم، هذا المشروع مشروع حيوي ويمثل أهمية قصوي لكل أهل الولاية، وقد تمت كل الدراسات الخاصة به وكذلك كل الإجراءات اللازمة لتنفيذه، لكن بسبب رفض بنك السودان إصدار خطاب الضمان تعطل وظللنا ولسنوات طويلة نطالب بنك السودان ووزارة المالية بإصدار الخطاب وحتي الآن لم نجد منهم إستجابة جادة رغم صدور توجيهات واضحة وصارمة لهم من السيد رئيس الجمهورية..لا يزالون يوعدوننا ونحن نعتقد أن تنفيذ هذا المشروع بجانب الهدف الخدمي والانساني من شأنه تحقيق أغراض إقتصادية كبيرة للسودان بوصفه من المشروعات الإستراتيجية التي تدعم التلاحم والوحدة الوطنية وتحد من شعور الغبن والإحساس بالظلم .
:: من وقت لآخر نسمع عن وجود خلايا وجيوب تمرد في شرق السودان، وهناك تقارير دولية تتحدث عن تململ في الشر، ما حقيقة ذلك ؟
** لا توجد اي مهددات آمنية في الشرق.. لا توجد خلايا ولا جيوب ولا اي تمرد، لكن هناك جهات داخلية وخارجية تريد إرسال رسائل سالبة عن الوضع الأمني في شرق السودان ولا نعرف ماذا ستكسب من وراء ذلك ؟ يبدوا أن الهدوء الذي يسود الشرق والتنمية التي تنتظم ربوعه يزعج بعض الناس فيجتهدون في تأليف الشائعات عن وجود بوادر للتمرد، لكن قريباً سيكتشف الناس حقيقة هؤلاء وسيدرك الناس أن الشرق لن يتمرد لإنه ليس هناك ما يدعو أهل الشرق للتمرد..ما الذي يميز ولايات السودان الاخرى عن الولايات الشرقية؟، بل بفضل الله ولايتنا تتقدم نحو النمو بخطى واضحة .
:: هل تستطيع أن تقول (لا يوجد متمرد واحد بشرق السودان).. ؟
** نعم، لا يوجد متمرد مسلح واحد في حدودنا مع الجارة الشقيقة إريتريا..ولاتحلموا بذلك، علاقتنا مع ارتريا تجاوزت (علاقة جيران) إلى (علاقة أشقاء)، و أصبحتنا حدودنا مع دول الجوار حدود مصالح مشتركة ومصاهرة، وكل دولة احرص من الآخر ى علي إستدامة الأمن والسلام ومصالح الشعوب علي الحدود.
:: أخيراً، الحلم الذي تحقق وأخر في (طي الأماني)..؟
** الحلم الذي تحقق هو إحساس المواطن في البحر الأحمر بانه شريك أصيل في صناعة حاضر ومستقبل ولايته، وأسعد ساعات عملي هي الساعات التي اتجول خلالها في شوارع الولاية واسواقها وأسمع من الناس مباشرة نواقصهم وطموحاتهم، والحلم الذي لم يتحقق هو أن يرتوي الولاية وأهلها من مياه النيل، وهذا ما سوف نجتهد في تحقيقه خلال عام باذن الله . وانتهز هذه الفرصة وأكرر الدعوة لكل المستثمرين و ولكل أهل السودان لزيارة البحر الأحمر و إستغلال مواردها والاستمتاع بمناخها والمساهمة في تنميتها .
___


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.