وزير المالية السابق الذي هو الآن في ( استراحة محارب ) قال في بداية 2013 أنه لا يستطيع زيادة الأجور طالما كان دعم البترول مستمراً ، وحدد هذا الدعم ب 2.2 مليار جنيه سوداني وليس استرليني . ثم زادت أسعار البنزين والجازولين بنسب وصلت إلي 75% في سبتمبر الماضي بحجة رفع الدعم . وانتظرنا مشروع موازنة 2014 كي نري ماذا تقول الحكومة عن الدعم المفتري عليه ، هل اختفي أم تقلص ولا يوجد إحتمال ثالث . لم يختفي ولم يتقلص بل ظهر في موزازنة 2014 بقيمة 5 مليار جنيه . يعني كلما ترفع الحكومة الدعم يزداد الدعم ، إنها معجزة الإنقاذ في القرن 21 وسينبري سادن ليقول لنا هذا بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً ، ولكن أسعاره نقصت في المتوسط بمقدار 3 دولارات حسبما قالت إحصائيات البترول . وإلي حين أن تفسر لنا حكومة التنابلة سر هذا الرقم العجيب الوارد في الميزانية في خانة الإنفاق العام والذي يساوي (6.5 مليار جنيه ) 5 للبترول و 1.5 للقمح ، فإننا نطلب تفسيرات لأرقام أخري في مشروع موازنة 2014 . للمثال لا للحصر لماذا ازدادت ميزانية جهاز الأمن من 1.45 مليار جنيه في 2013 إلي 2.2 مليار جنيه في 2014 . ولماذا ازدادت مخصصات القصر الجمهوري من 1.55 مليار جنيه في 2013 إلي 2.1 مليار في 2014 ولماذا هذه الزيادة في نفقات الأمن والدفاع من 8.59 مليار جنيه في 2013 إلي 11.5 مليار في 2014 ولماذا تساوي إيرادات الكهرباء صفر جنيه في موازنة 2014 والناس تدفع الفواتير مقدماً وخزائن الدفع المقدم لم يسرقها الجنجويد أو الهمباتة في الزمن البعيد وطالما كان البرلمان سيبصم علي الميزانية علي طريقة أحمد وحاج أحمد ، كيما يحتفي ( الهبروا ملوا ) بالمال العام والمال الخبيث ، فإننا سنشاهد في منتصف العام القادم مسلسل زيادة البنزين بحجة رفع الدعم وإنقاذ المسكين ، ورفع سعر الدقيق بحجة الجبهة الثورية في الطريق ، ورفع سعر البامية علي وزن الأغنية ( الله لي أنا من سامية) ، ورفع سعر الموية بناء علي طلب ( القعوية) . ولو سأل الناس عن زيادة الأجور والمعاشات ، يدعي النظام الفقر والمسغبة . ولو طلعت المظاهرات تفتح الخزائن للتاتشرات والبنادق الآلية والمصفحات وتنهمر الحوافز والإكراميات ، جنيهات أم دولارات . أما حكاية تعويم الجنيه في الموازنة الجديدة ، فيسأل عنها كيجاب وسارة جاد الله بما أنهما من أبطال السباحة في العهد الذهبي ، أو تجار العملة بشارع الجمهورية وهم أصحاب القرار في بنك السودان ( الذي كان ) . الميدان