تقدر أحدث إحصاءات عدد الأميركيين من أصول عربية في نيويورك بأكثر من 200 ألف أميركي، وإذا أضيف لهم الذين يعيشون في ولاية نيوجيرسي القريبة جداً من نيويورك، يقفز العدد إلى مليون أميركي من أصل عربي، 37 منهم لبنانيون، و24% مصريون وسوريون، و6% فلسطينيون، والبقية تتوزع بنسب متقاربة بين جنسيات مختلفة من السودان واليمن والمغرب والجزائر والعراق والأردن. ورغم توطن عدد كبير من العرب الأميركيين في نيويورك منذ عقود طويلة، حيث كان غالبيتهم يأتون من الأقليات المسيحية في العالم العربي، إلا أن السنوات العشرين الماضية شهدت تدفقاً كبيراً من العرب المسلمين الذين قدموا إلى نيويورك بغرض الدراسة أو قضاء إجازة قصيرة، لكنهم فضلوا الإقامة والاستقرار هناك وعدم العودة إلى بلدانهم الأصلية. ولعل وجود أكثر من مئة مسجد في مدينة نيويورك يدلل بوضوح على تزايد عدد المسلمين الأميركيين من أصول عربية. وأصبح طبيعياً أن تشاهد إعلانات في الصحف العربية المجانية الصادرة في نيويورك ونيوجيرسي عن وظائف جديدة بالجيش الأميركي ووكالة المخابرات الأميركية، شرطها الأول أن تكون العربية هي لغتك الأم، وبعض الإعلانات الأخرى لا تشترط عليك أن تكون حاملاً للجنسية الأميركية، بل يكفي الغرين كارد للسفر والعمل في العراق وأفغانستان، مقابل مرتبات خيالية لا يحلم بها أي أميركي. فتحت أيضاً أحداث 11 سبتمبر أبواباً كثيرة كانت موصدة في الماضي أمام المهاجرين العرب، وبصفة خاصة الإعلاميين منهم، حيث تزايدت أعدادهم في وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، وذلك نظراً لحاجة هذه المؤسسات الصحافية إلى صحافيين ذوي خلفية عربية ويجيدون الإنجليزية كتابة ومحادثة. وفي منتصف أبريل الماضي، على سبيل المثال، أطلقت جامعة نيويورك سيتي، و«صحيفة ديلي نيوز» اليومية واسعة الانتشار مبادرة مشتركة سمتها «المواطنة الآن»، استهدفت مساعدة المهاجرين الأجانب في ولاية نيويورك على توفيق أوضاعهم القانونية للعمل بصورة مشروعة، والحصول مستقبلًا على الجنسية الأميركية. ياسمين محمد، وهي إحدى المتطوعات العربيات للعمل في هذه المبادرة، قالت إن أكثر من 5 آلاف عربي، من الشباب والشيوخ، قدموا أوراقهم لتوفيق أوضاعهم القانونية والحصول على الغرين كارد، وذلك من بين 100 ألف مقيم في نيويورك يتقدمون سنوياً بأوراقهم أملًا في الحصول على الجنسية الأميركية.