** يبهرني الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) بالأعمال والمهام والمسؤوليات التي يقوم بها منذ تركi الرئاسة الامريكية عام (1924م) وحتى اليوم.. بالرغم من تقدمه في السن وبلوغه في الوقت الراهن(87) عاماً.. ** فقد شرّق وغرّب كثيراً.. ** ليس بالعمل السياسي المتميز.. من خارج نطاق السلطة الساخن فقط، وإنما بالتركيز على الأعمال الإنسانية والخيرية والأخلاقية أيضاً.. ** فقد رأيناه في مقدمة من تحرك لإطفاء الحرائق الناشئة بين ( الصرب) و (البوسنيين ) ثم في افغانستان وباكستان .. ثم بين الكوريتين.. ثم بين الفلسطينيين والاسرائيليين.. ثم في العراق.. والصومال.. واليمن.. وأخيراً في السودان في هذه الأيام.. ** فماذا يريد الرئيس الأمريكي الأسبق ؟! ** هل يبحث الرجل عن مجد ؟! ** وأي مجد هذا ينشد تحقيقه بعد أن كان في يوم من الأيام على رأس أكبر دولة تتحكم في هذا العالم..؟! ** وأي كسب يروم الوصول إليه.. أكثر من نجاحه في القيام بدور ( الإطفائية) للكثير من الأزمات والكوارث والمشاكل في هذا العالم.. ** فلا توجد كارثة طبيعية مزلزلة وقعت في أي مكان من الكرة الأرضية إلا وكان (جيمي كارتر) وزوجته (روزالين) في مقدمة من وقف عليها.. ودعا العالم إلى التعاطف مع المنكوبين بسببها..ومواساة المتضررين من جرائها.. ** ولا توجد حرب لم يسارع (الرجل) إلى التوجه إلى منطقة استعارها.. وبذل قصارى الجهد لتجنيب العالم مغبة تفاقمها وانتشارها.. ** كما لا توجد أزمة اقتصادية.. أو مسألة خلافية بين بلدين.. أو داخل المجتمع الواحد.. إلا وقدم للقادة والزعماء والفعاليات فيها خلاصة تجربته ومشورته ورؤاه.. ** فماذا يريد رجل مثله.. امتلك المجد من كل أطرافه.. وصنع الأمن والسلام وبذر بذور المحبة في كل مكان ذهب إليه ..؟ ** كارتر يريد بهذا الجهد الخارق.. ورغم هذه السن المتأخرة يريد أن يقول لإنسان العالم.. أنت طاقة هائلة.. ولديك القدرة على ان تبث السعادة في مختلف أرجاء الأرض.. وتتحدى الضعف الإنساني.. وتقهر كل الشرور والأخطار بإرادة لا حدود ولا نهاية لها.. وان تقول (لا) للحروب وأسلحة الدمار الشامل.. و(لا) للاستعباد وإذلال الشعوب.. و (لا) لخنق الحريات.. و (لا) للفساد في الأرض أو الطغيان.. ** وهو من هذا الموقع بات يحكم كل العالم - من وجهة نظري - بعد ان حكم بلده أمريكا.. ** يحكمه بالحب.. وبالسلام.. وبالتعايش.. والاستقرار... والتنمية ومحاربة الفقر والجوع والتخلف الذي انتشر في أجزاء كبيرة من هذا العالم.. ** لقد عرف العالم الكثير من (المصلحين) و (الإنسانيين) و (القادة التاريخيين) واحتفظت لهم الشعوب بالكثير من الاحترام .. والمهابة.. والتقدير.. واليوم نضيف إلى هذه الكوكبة هذا الرجل المعجز بما يقوم به من جهود خارقة هدفها النهائي (صنع السلام) على أسس من الحب..والخدمة للإنسانية.. ** والحقيقة انه لم يصنع السلام فحسب.. ولكنه قدم نموذجاً فريداً في تعظيم الأعمال الخلاقة في كل الأعمال.. فهو لم يعجزه السن.. ولم تمنعه الصحة المتأخرة.. ولم يحل بينه وبين مواصلة أعماله كداعية محبة وسلام.. اقترابه من سن التسعين عاماً.. فكان كبيراً باستمرار.. وقوياً باستمرار.. ومحارباً على كل الجبهات على الدوام.. فهل تدرك الأجيال الحاضرة كيف يكون الكبار كباراً حتى وإن شارف بهم العمر على النهاية. الوطن